بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا
ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا
وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا
وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا.
الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا
وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وبعد..
اخواني واخواتي اعضاء هذا المنتدى الطيب المبارك
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي ان اكتب لكم هذه الاوراق وهذه الكلمات التي احب ان اوصارحكم فيها وسامحونا على التطويل فيها لكن احببت ان اكتبها لكم
ماهذه الاوراق
هي عبارة كلمات اكتبها و كأنني سأموت غداً ..!
كلما أردت أن أخلد للراحة .. أتذكر الموت .. أتذكر أنني قد أقبض الساعة .. فأخاف على القليل اليسير المتبقي في الجعبة من الضياع .. فأنهض لأكتب لكم ..!
كلما أردت أن أخلد للراحة .. أتذكر مخالب الظالمين المحيطة بنا من كل حدب وصوب التي لا تألوا جهداً في اغتيال المصلحين العاملين .. وأن هذا الوقت المتاح .. قد لا يتاح لي غداً .. فأخاف على هذا القليل اليسير المتبقي من الضياع .. أو أن يُمنع عن المسلمين .. فيطالنا إثم التقصير في بيان هذا القليل من الحق المتبقي .. فأنهض لأكتب لكم ..!
كلما أردت أن اخلد للراحة .... تذكرة أن هناك أقواما يعدونا لنا العدة ويتجهزوا
لنا بكل ماوتوا من قوة... وأنهم قصدوا محاربة الإسلام وأهله فارايت أن لي وقتا
اكتب لكم فيه قد لااجده غدا ..... فأخاف على هذا القليل اليسير المتبقي من الضياع .. . فأنهض لأكتب لكم ..!
كلما أردت أن اخلد للراحة .... تذكرة هذا الزمان ومافيه من الفتن .... التي يصبح فيها الرجل مؤمن ويمسي كافر ويمسي مؤمن ويصبحوا كافر .... فخفت ان تعصف بي الفتن فايضيعوا
مافي جعبتي من القليل اليسير ولم ابلغ فيطالنا إثم التقصير في بيان هذا القليل فأنهض لأكتب
لكم ..!
كلما أردت أن اخلد للراحة .... تذكرة أن الحقيقة ممكن أن تضيع وسط الزحام وتجد ألف شاهد على أنك لست إنسانا ولست مجتهدا ولست مستحقا من الحياة سوى التجاهل فأوجدت ان هناك وقت تبين هذه الحقيقة قبل ضياعها
فأنهض لأكتب لكم ..! ..
كلما أردت أن اخلد للراحة .... تذكرة ..... تذكرة ..... تذكرة ..... تذكرة .....
تذكرة
فأنهض لأكتب لكم
أكتب لكم لأنكم إخواني الذين احبتتكم وأتمنى لكم الخير والسعادة
أكتب لكم لأني مأمور بالنصيحة والتبليغ .......
أكتب لكم لأني أخاف أن سأموت غداً ..
الورقة الاولى
المرء يُحشر مع من أحب .
المرء يُحشر مع من أحب .. فليعرف أحدكم من يُحب .. وليحرص على أن لا يحب إلا صالحاً تقياً .. يحب الأنبياء والمرسلين ومن سار على نهجهم من الموحدين المجاهدين .. عسى أن يُحشر معهم يوم القيامة .. أو يُرحم بسببهم! كم يحزنني أن أرى بعض الشباب يتسارعون ويتسابقون على حب الفنانين والمثليين وأصحاب المعاصي وينسى حب الصالحين والمتقين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر المرء مع من أحب وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أنال بهم شفاعة
واكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
ألا يخاف هؤلاء أن يُحشروا معهم يوم القيامة ..؟!
فإن قالوا: نحن نحب محمداً صلى الله عليه وسلم ..!!
أقول: لا يجتمع حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب أبي جهل في قلب امرئٍ واحد .. لا يجتمع حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب الطواغيت الظالمين .. فإن حب أحدهما لازم لانتفاء حب الآخر ولا بد ..! فكما أنه لا يجتمع إيمان وشرك في قلب امرئٍ .. كذلك لا يجتمع حب المؤمنين الموحدين وحب الظالمين المشركين في قلب واحد ..! وافتراض اجتماعهما هو من قبيل اجتماع الشيء وضده في آنٍ واحد .. وهذا لا يستقيم عقلاً ولا شرعاً!
الورقة الثانية
ألا تستحي من الله يا عبد الله ..؟!
لو هاتفك صديق عزيز، يعزُّ عليك إلا أن تجيبه .. وتلبي نداءه .. وإن لم تفعل يصيبك الحرج الشديد نحوه .. هذا حالك معه وهو مخلوق مثلك .. وفضله عليك كفضلك عليه، وربما أقل! فكيف بذي الجلالِ والإكرام العزيز الجبار، من له الأسماء الحسنى، والصفات العليا .. لا فضل لك عليه، وفضله عليك لا يُحصى، أنت الفقير إليه وهو الغني عنك وعن غيرك .. في كل ليلة ينزل إلى السماء الدنيا ـ نزولاً يليق بجلاله وكبريائه وعظمته ـ يناديك ـ وأنت ملتحف فراشك ـ: عبدي ها أنذا أتيتك .. ألك حاجة أقضيها لك .. استغفرني أغفر لك .. ادعني أستجب لك .. سلني أعطيك .. وأنا القادر على ذلك ! يظل يناديك بتلك الكلمات المباركات إلى أن ينفلق الفجر .. وأنت أنت .. عميق النوم .. مشدوداً إلى فراشك ولحافك .. وكأنه لم ينادك أحد !!
ألا تستحي من الله يا عبد الله .. الخالق يناديك وأنت لا تجيبه ؟!!
الورقة الثالثة
العمل الصالح
ليس هناك ما يؤنس وحدتك في قبرك إلا عملك الصالح
قف مع نفسك وقفة محاسبة و اسألها ..أين أنت غداً ؟؟؟؟؟؟؟ هل في حفرة من حفر النار أم روضة من رياض الجنة ؟؟؟؟
هل تفكرت يوماً بالموت و سكراته ؟؟
هل تفكرت في القبر و عذابه ؟؟
هل تفكرت في طول الحساب ؟؟؟
هل تفكرت في الوقوف بين يدي الله عز و جل ؟؟؟
في نهاية يومك قف مع نفسك للحظات ..تذكر ما مر بك في ذلك اليوم !!!!
انظر إلى ما عملت من أعمال أكانت حسنة أم كانت سيئة
فأعملك هو من يؤنس وحدتك في قبرك
يا حسرة عليكِ أن كنت مضيعة للصلوات ..مفرطة في الواجبات
إن كنت مغتاب نمام ...إن كنت من أهل العقوق
قال الحسن:إن أيسر الناس حساباً يوم القيامة،الذين حاسبوا أنفسهم لله في الدنيا
الورقة الرابع
من الغباء والحمق أن يزرع الإنسان .. ليحصد غيره ما يزرع
من الغباء والحمق أن يكدح المرء طيلة يومه ثم في نهاية النهار يحرم نفسه وأهله وأطفاله مما كان قد اكتسبه من مال وربح، ويعطيه للآخرين .. لأناس هو لا يحبهم، ولا يميل إليهم! من الغباء والحمق أن يزرع الإنسان .. ليحصد غيره ما يزرع .. ومن دون أن يستفيد شيئاً مما قد زرع! مثل هذا مثل الإنسان المجاهد، العابد، القائم، الصائم .. الذي يشتم الآخرين، ويغتابهم، ويعتدي على حرماتهم وحقوقهم ..! فيأتي كل واحد من هؤلاء يوم القيامة للقصاص، وتحصيل حقوقهم ممن كان قد ظلمهم أو اعتدى عليهم في شيء .. فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته .. حتى لا يبقى عنده شيء من الحسنات تتشفع له من عذاب يومئذٍ، فيُقذف به في النار ..! كما في الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أتدرون من المفلس ؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:" المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم، فطرحت عليه، ثم طرح في النار ". فلا تزهدن ـ يا عبد الله ـ بحسناتك .. فتوزعها على الآخرين في يوم الحسنة فيه تساوي ملء الأرض ذهباً ..!
الورقة الخامسة
جسد في حديقة .. وقلب في قبر!
مثل ذلك مثل المشرك الذي يعيش في قصر .. والقصر في حديقة .. بينما قلبه الذي في صدره ـ بسبب كفره وشركه وخروجه عن الطاعة ـ كأنه يعيش في قبر ..! لا يعرف الأمان ولا الاطمئنان، ولا الأُنس الحقيقي .. لأنه لا يعرف الله .. ولا يعرف الذكر الذي به تطمئن القلوب ..! فهو رغم أن جسده يعيش في حديقة .. إلا أنه في قلبه يعيش ظلمة الخوف، والقلق .. ظلمة الذنب، ووحشة البعد عن الله .. والخوف من المجهول وما بعد الموت! ظاهره يوحي بالسرور .. بينما في باطنه يعيش الكرب، والحزَن .. وضيق الصدر الذي ينتابه على مدار الوقت ..!
قال تعالى (
ومن يُرد أن يُضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصَّعَّدُ في السماء) هذا في حياته الدنيا، أما بعد مماته فإن جسده يكون في قبر .. وروحه في نار جهنم وبئس المصير ..! قال تعالى( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السَّلَم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون . فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين )ومن قبل قال بعض العبَّاد الصالحين: لو يعرف الملوك ـ الذين يسكنون القصور ـ اللذة التي نعيشها في قلوبنا لجالدونا عليها بالسيوف ..!!
الورقة السادسة
أن فجر الحق لا بد من أن ينبثق ويسود الربوع والسهول والمدن
تأملت حالَ الشعوب والأمم الضالة .. !! تأملت حال الضياع والقلق والخوف .. الذي يعيشونه ..! تأملت حال السقوط الهائل لمبادئ الأخلاق والدين ..! تأملت حالة التفكك التي أصابت حياتهم الاجتماعية ..!تأملت حبهم للهروب إلى عالم النسيان عن طريق اللجوء إلى اللهو، والمخدرات، والمسكرات ..! تأملت غياب العدل .. تأملت هذه الأحوال السائدة في تلك البلاد والأمم .. فأدركت أن المستقبل لهذا الدين ولو بعد حين .. أدركت أن النصر لهذا الدين مهما طال ظلام الكفر والشرك ..!أدركت أن فجر الحق لا بد من أن ينبثق ويسود الربوع والسهول والمدن .. ولو بعد حين .. وما ذلك على الله بعزيز! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(" إن الله زوى ـ أي جمع وضم ـ لي الأرض، فرأيت مشارقَها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زُوي لي منها ". وقال صلى الله عليه وسلم(" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدَر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر "
الورقة السابعة
نريد أن ندخل الجنة ولكن ..!
ما أوسع ساحة الأماني عند الناس .. وما أقل ساحة العمل والبذل والعطاء ..! نريد أن ينتصر الإسلام .. أن تعلو كلمته وتقام دولته .. ولكن من دون أن نضحي في سبيل ذلك بجهد يسير مستطاع .. أو حتى بذل دريهمات قليلات ..! نريد أن نكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء في أعلا الجنان .. ونُزوَّج بالحور العين .. ولكن من دون بذل ولا عطاء، ولا جهاد ..! نريد أن ترفع المعاناة عن المسلمين في العالم .. ولكن من دون أن يقدم أحدنا درهماً في سبيل ذلك ..؟! عند الحديث عن الأماني والتمنيات فالذي نريده كثير .. وكثير جداً .. وكبير .. وعندما يأتي الحديث عن العمل .. عن التضحية والبذل والعطاء .. عن تكاليف هذا الذي نريده .. تنكمش الأنفس الشح .. ويشح البذل والعطاء .. وتتوارى الوجوه!
الجهاد جيد .. لكن غيرنا الذي ينبغي أن يجاهد ..!
المجاهدون فضلاء .. ولكن لا أريد لولدي أن يجاهد ..!
الشهادة طيبة .. لكن لا نريد أن تراق منا قطرة دماء ..!
قال تعالى( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)
هذا يااخواني اوراقي وكلماتي التي كلما أردت أن اخلد للراحة .... تذكرتها
فانهض لأكتبها لكم خوفا على هذا القليل اليسير المتبقي من الضياع .. أو أن يُمنع عن المسلمين .. فيطالنا إثم التقصير في بيان هذا القليل من الحق المتبقي ..
فارجوا ان اكون وفقت وااكون قد بلغت
وسامحونا على الطالة عليكم
وفي الختام.. أسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص والقبول،وأن يتجاوز عن تقصيري وسهوي، وهذا الجهد وعلى الله التكلان.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين ؛؛؛