هي ردة صريحة وإنقلاب فاضح
أكبر حرب رعناء يشنها الحاكم على الشعب والوطن
أختار الشعب الديمقراطية والانتخابات لحل مشكلات التفرد
التفرد بالحكم والسلطة
التفرد بالثروة والقرار
فما الحل وقد قرر الحاكم تعديل الدستور بالسماح للرئيس الحكم مدى الحياة! والتفرد بالانتخابات؟
يريد الحاكم أن يضل متفرداً بكونه صانع المشكلات والمشكلة العصية على الحل
لا يريد ديمقراطية تحيله للتقاعد
لا يريد انتخابات تهدد استمراره متفرداً بكل شئ
يعرف الرئيس أنه في أسوء حالاته
وأن إعلانه عن نزعات شمولية في ظل إنهيارات حكمه الشاملة
ضلال قديم وسلوك مقامر
يجرده من آخر فرص الرحيل بوقار
هو الآن يقترف أكبر سخرياته
الهزال: يجرب آخر إمكانات الهزل
الضعف: يجرد نفسه من آخر ما كان يتقوى به
لا حاجة لهذا الشعب برئيس إستنفذ وجوده منذ وقتٍ مبكر
ما زال حكمه أكبر عبء يثقل كاهله
لا حاجة لهذا الوطن بحزب الرئيس
هذه الأغلبية التي تمثل الفرد
حاجة اليمن واليمنيين هي الديمقراطية
هي الحرية
هي نظام يمثل مصالح البلد لا مصالح الرئيس وحزبه
الصورة الكاريكاتورية , والمشهد الهزلي العابث للسلطة
حالة هيستيرية ناتجة عن عمل معارض خلاق لا أحد يستطيع التهوين منه
ما كان بمقدور الحاكم السير في حوار جاد يهدد بقاءه
كان المطروح أكبر مما يحتمل
رأى الحاكم ضياعه محتماً في هذا المسار
لم يكن أمامه غير النكوص
عاد إلى أوراقه التالفة
رجع إلى لعبته المغشوشة
قرر الإرتداد عن كل ما لا يريده ولا يسير وفق إرادته
قرر التخلي عن الديمقراطية
أختار العودة إلى المربع صفر حيث يصفر العداد بل يلغى تماماً
بحسب تعبير " قيادي من الأغلبية المصفرة "
نحن أمام فجاجة غير مسبوقة تضاعف شعورنا بالخزي والخجل
حديث مكشوف وعاهر عن التمديد
كلام مسف عن السير في الإنتخابات رغم أنف الجميع
تحدي سافر للجماهير صاحبة القرار
نحن أمام نسف تام لمعادلة حكم الشعب نفسه بنفسه
حيث حكم الشعبي لا غير
عندما تصل السخرية إلى هذا المستوى
يجب أن يعلن أصحاب الحق عن أنفسهم
ليحتشد المتضررون في المواجهة
كي تأخذ أغلبية الفرد حجمها الطبيعي أمام الأكثرية الضاجة بالسخط
من المهم ألا تبدو جبهة الرفض قلة أمام خصم منتفش على هذا النحو الأرعن
يتحمل الرئيس وزر ما يحدث كاملاً و يدرك أنه ينقلب على حكمه , على شعبه
يضع نفسه في مواجهة الوطن كله بحسب تعبير محمد بن المختار الشنقيطي
لقد وضع الحاكم نفسه في مأزقٍ خطير
وحشر معارضيه وخصومه والجماهير في ساحة لا تتطلب الكثير لكي تنفجر
تراهن السلطة على العنف في تكريس ما تريده
تراهن على وسائلها المعهودة في فرض خياراتها
التهديد والوعيد
إستدعاء الملفات
تجريم قيادات المعارضة
سجن الخصوم , ...إلخ ، ما تحسنه في هذا المجال
مواصلة بذلك تعرية ذاتها أمام الداخل والخارج
انه التاريخ لمن لايعلم..
للكاتب الصحفي / جمال أنعم