لم يعرف العرب المسرح في تاريخه الطويل ولم يترجم عندهم ودافعهم في ذلك ان المسرح مرتبط بتعاليم دينية .. وقد كان هذا في عصور مضت من تاريخ المسيحية وديانات اخرى .. وقد ترجمت نصوص يونانية برزت السمة الدينية بداخله .. وكان المسرح مكان يجتمع به الكهان لشرح وتثبيت العقيدة مع ممارسة الطقوس والذبح والقربان .. ثم تطور المسرح الى ماهو عليه اليوم .. بعد ان تقلص دور الكنيسة ولم يعد رجل الدين يقنع الناس بحركاته السابقة .. والتمثيل عموما هو تقمص شخصية ما واسقاطها على حدث .. ولنا في ذلك وجود بدون مسرح .. فقصص الجدات كانت اشبه بمسرح فوق السطح تمارس فيه الجدة السوالف مع تغيير الصوت والشكل فهي تقلد صوت الذئب وصوت الرعد الخ وذلك من اجل ادخال الواقعية في حكاياتها لاطفالها .. والاسلام دين غير جامد لكنه يعاني من مشكلة حقيقية من بعض العلماء الافاضل وهو تخوفهم من البدعة او وجود شروخ في جدرانه .. مع انه دين محفوظ في السماء قبل الارض .. وقد انكروا كل العلوم التي من الممكن الاستفادة بها في الدعوة .. فرفضوا في بداية ظهور الفيديو التعامل معه ورفضوا التلفاز ورفضوا التعامل مع شبكة الانترنت وعندما انتشرت هذه العلوم بدأوا في النهل منها بعد ان امطروها بوابل من التخوف والجمود .. والحقيقة ان لكل شي وجهان فاذا اردنا خير منه وجدناه واذا ابدلنا بشر كان .. والمسرح اليوم اداة عالمية يتأثر بها عموم اقطار الدنيا والدعوة الاسلامية ليست موجهة للمسلمين كي يؤمنوا بالله سبحانه ويشهدوا ب انه لا اله الا هو .. ولكنها دعوة موجهة للناس التي لم تدخل الاسلام بعد .. وبالتالي يمكن مخاطبتهم عبر وسائلهم ومنتدياتهم واعلامهم ولا يوجد افضل من المسرح في التخاطب معهم .. بحدود الحشمة والالتزام الشرعي وعدم ظهور الصحابة وغيرهم من الرموز العظيمة في الاسلام .. ونحن بالتاكيد نقدر علمائنا الكبار في فتاويهم المباركة ولكن ربما غاب عنهم بسبب عدو تواصلهم مع العالم بان هذه الاداة تخدم الاسلام وتفيده حيث يمكن كتابة النصوص المصاغة صياغة تعتمد على علوم النفس والتاثير عليها مع خلال الشريعة الاسلامية السمحاء ..
ان تحريم كل شي غير صحيح .. والانزواء في البيت بدون تلفاز ولا فيديو ولا انترنت ولا علوم حديثة فيها مبالغة وتجن على الاسلام .. حيث ينظر اليه في هذه الحالة انه دين جامد غير متطور .. واسلامنا دين يقر التطور العلمي الذي يفيد الانسانية ويسرع في تقارب شعوبها .. ويمكن لرب الاسرة تقنين استخدامات هذه التكنلوجيا في بيته ..
ولنأخذ مثلا فهناك العديد من المنتديات يثيرون الفتنه والشكوك حول الاسلام الحقيقي النظيف عندما يصنفون منتداهم الاسلامي بانه مذهب اهل الكتاب والسنه فقط .. وهل في ذلك شك .. ولكن لمن هذا المنتدى .. أهو للملتزمين بالكتاب والسنه .. ام هو منتدى دعوي يهدي الى الرشد ويجادل بالحسنى مع علمنا الكامل بان المشرفين عليه يعملون لوجه الله سبحانه ولهم في ذلك نصوصهم الشرعية المعتمدين عليها .. ولكنها نصوص من رجال دين احبوا قفل باب البدعة دون النظر في جوانبها الحسنة واذاكان لاهل السلف الصالح فهل اذا دخل ذمي المنتدى او نصراني نطرده لان لا يدخله الا سلفي ام نقوم بهدايته وارشاده لمعرفة الله الواحد الاحد سبحانه ..
مثل هذه الابواب والفتاوي هي التي دعت العالم يكره الاسلام ونظرت اليه على انه دين لا يتحرك وانه يكره التطور العالمي وانه دين تخلف ورجعية .. وانه لا يقر مبدأ النقاش ولا يعطي الاخرون حق التعبير عن وجهات نظرهم .. بينما الاسلام مختلف عن ذلك كله .. فهو اشراقة ونور وهدى ورشاد
انتهى
[/align]