[align=center]جلستنا الصامتة[/align]
[align=center]جلستنا الأولى:
عيناك المليئتان بالفضول
تفتشان عن بداية الحديث...
وابتسامتك الخجولة في شفتيك العذبتين
يرتشف منها الكلام الجميل...
وارتباكنا الخفي.. في لحظة الصمت القاتل
والظمأ يغزو حناجرنا
نبحث عن ارتوائها.. فيطول...
نقرت فوق مسند المقعد...
فقلت عن روعة الطقس...
وعشقي للثلج.. والمطر
للزهر.. والقمر تفاخرت بزخم أشعاري
وكثرة عاشقاتي... وخوفي من الحب المجهول...
تسمرت عيناي في زركشة الوردة
في استدارة ياقتك.. في معطفك الجميل.. صوت المغني في المقهى
يتحسس الطريق في عتمة شراييني...
ليمسح الصدأ عن قلبي العليل...
كنت ألوي الحروف في حلقي
أربت ظهر قلقي.. وأمسح عن جبيني
خيط العرق الضئيل...
ألمح شرخا في زجاج النافذة
وزخرفة الذهب المنقوش
على مفارش الموائد والوردة تنحني في الكوب
لحزني.. شفها الذبول...
عيناك الشهيتان
تطارداني لحظة.. بلحظة
في زقاق الحي.. في مدينة النحاس الباردة
وسلم الشعر الطويل...
عيناك.. ظلتا في سريري حولي...
تغنيان أغنية آخر الليل
فيضيق صدري بالحنين...
فقلت لهما كل الذي أردت أن أقول..
في الماضي...
كان قلبانا جارين طويلا.. وعيونك الخضر
ترسو فيه أشرعة شوقي...
أبحر في عينيك الواسعتين
في رحلته الأولى التي تطول...
جلستنا الثانية:
ألمح بوجهك المستنير.. يا قمري
في وهج نور الشمس.. في انفراج باب الحب
في لمعان الشمعدان.. في لمسات الفنان للوحته الأخيرة
في دورة الفراشة قبل الولادة
في ذوبان الثلج في الأكواب
في صمت المذياع برهة قصيرة
في غبش النوافذ عند هروب الضباب
جلستنا الثالثة:
كيف ضعفت أمامك.. وارتحت من عبئي
في زرقة عينيك.. وكل شيء من حولنا
يجعلنا نخاف.. من المجهول
من الحب..
من الحزن.. من الانسان
لكني أنزع قلبي جانبا
من لحظة البدء.. واحتمي من الحب
كالسلحفاة.. من صمت جلستنا
في دفء الغلاف...!!! [/align]