- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19

الموضوع: نصّ خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى ( تفسير الشعراوى )

  1. #16
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    على أن هناك لفتة .. لا بد أن ننتبه إليها
    فهذه الفوقية هى التى جعلت الله سبحانه وتعالى يختار أمة أمية .. ليجعل فيها آخر صلة للسماء بالأرض ويختار من هذه الأمة رسولاً أمياً .. أي كما ولدته أمه لم يأخذ ثقافة من مساوية..لم يتثقف على الشرق أو على الغرب ولم يقرأ لفلان فيتأثر به .. أو لفيلسوف فيتبعه ولكن الذى علمه هو الله جل جلاله
    إذن فالأمية شرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..لكنها تؤكد أن كل ما جاء به هو من الله سبحانه وتعالى ولذلك فكل ما يأتي به معجزة لأنه وحي السماء ..فلو أن القرآن نزل على أمة متحضرة كالفرس او الروم .. أو على نبس غير أمس ..قد قرأ كتب الفلاسفة والعلماء من الشرق والغرب .. لقيل ان "القرآن إلتقاء حضارات وهبات عقل وإصلاحات ليقود الناس حركة حياتهم" ولكن لا. هى أمة أمية – رسول أمي.. تأكيداً لصلتها بالسماء .. وأن ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام لا دخل لبشر ولا ثقافة ولا حضارة به. وهو ليس من معطيات عقول البشر.. ولكنه من الحق تبارك وتعالى ..ليصبح محمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الأمي معلماً للبشرية كلها .
    وهكذا نعرف أن الشيطان لا يستطيع أن يقترب من مكان صعود الصلاة وصالح الأعمال إلى السماء ومن مكان الخضوع والعبودية لله سبحانه وتعالى

    وقد أصر الشيطان على غواية الإنسان .. حتى لا يكون هو العاصي الوحيد. فما دام عصى وطرد من رحمة الله لماذا يكون هو العاصي الوحيد؟.. لماذا لا يكون الكل عاصياً؟.. وإذا كانت معصية الشيطان بسبب عدم السجود لآدم .. فلماذا لا يأخذ أولاد آدم معه إلى النار؟ انتقاماً منهم ومن أبيهم. بعض الناس يقول ..إبليس عصى وآدم عصى والله سبحانه وتعالى طرد إبليس من رحمته وغفر لآدم .. نقول أن هناك فرق بين معصية ومعصية. معصية إبليس كانت معصية فى القمة .. ترد الأمر على الآمر .تقول لا ..لن اسجد ولن اطيع لأنني من نار وهو من طين .. فكأنه رد الأمر على الآمر.. أما آدم فقال : يا رب أمرك الحق .. وقولك الحق ومنهجك الحق .. ولكني ضعيف لم أستطع أن أحمل نفسي على الطاعة .. فسامح ضعفي يا رب، ولذلك شرع له الله سبحانه وتعالى التوبة . وعلمه كلمات ليتوب عليه .

    إذن فهناك فرق بين معصيتين .معصية تقول لن أطيع لأنني خير منه .. ومعصية يعترف فيها العبد بالخطأ والضعف ويتجه إلى الله طالباً التوبة والغفران. وبرغم أن الله سبحانه وتعالى قد أبلغنا فى القرآن الكريم أن الشيطان عدو لنا .. فى قوله
    إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(6) سورة فاطر
    فإن الإنسان لا يحتاط.. ولذلك فى كل مرة نقرأ فيها القرآن .. يريد الله سبحانه وتعالى .. أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم .. حتى إذا كان الشيطان قد مسنا او غلبنا فى حدث من أحداث الحياة ..فإن الله سبحانه وتعالى يبعده عنا ونحن نقرأ القرآن ..حتى تصفوا قلوبنا ونكون قد أبعدنا الشيطان .. وما حاول أن يوسوسه لنا ليبعدنا عن المنهج .

    عندما نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. فهناك مستعاذ به وهو الله تبارك وتعالى من الشيطان .. والشيطان من خلق الله وأنت من خلق الله . فمن الممكن أن ينفرد خلق الله بخلق الله، ويكون القوي بقوته . أما إذا إلتحم أحدهما بخالقه فالثاني لا يقدر عليه. وأنت إذا تركت نفسك للشيطان .. إنفرد بك. ولذلك تستعيذ بالله الذى خلقك وخلق الشيطان .. فيعينك عليه .. ولذلك حين تجد قوماً مؤمنين وقوماً كافرين ..إن ظل المؤمنون موصولين بربهم لا يهزمهم الكفار ابداً .. فإذا بعدوا عن منهج الله .. يهزمهم الكفار.. لأنه فى هذه الحالة يكون القتال بين فئتين ابتعدتا عن الله .. إذن فعندما ينفرد خلق بخلق .. فالقوي هو الذى يغلب . أما إذا احتمى خلق بخالقهم فلا يقدر عليهم أحد. البشر يقدر على البشر إذا بعدت الفئتان عن الله .. فإن كانت الفئتان معتصمتين بالله .. فلن يتقاتلا.

    والحق تبارك وتعالى .. يريدك حين تقرأ القرآن أن تصفى جهاز استقبالك تصفية تضمن حسن استقبالك للقرآن .. بأن تبعد عنك نزغ الشيطان .. حينئذ تستقبل القرآن بصفاء .. وتأخذ منه كل عطاء فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم تكون فى جانب الله فلا يأتيك الشيطان ابداً .. ولذلك سيأتي الشيطان يوم القيامة ليقول لمن اغواهم كما يروي لنا القرآن الكريم :
    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22) سورة ابراهيم
    إذن فالشيطان ليس له سلطان على الإنسان أن يقهره على فعل لا يريده ..أي ليس له سلطان القهر وليس له سلطان على أن يقنع الإنسان بالمعصية .. وهذا إسمه سلطان الحجة .. فالسلطان نوعان .. قهر لمن يريد الفعل وإقناع يجعلك تقبل الفعل وأنت راض .. الشيطان ليس له سلطان القهر على عمل لا تريده وليس له سلطان الحجة .. ليقنعنا بأن نفعل ما لا نريد ان نفعله .. ولكن المسألة أن وسوسة الشيطان .. وجدت هوى فى نفوسنا فتبعناه.

    والله سبحانه وتعالى يريد أن يمنع عنا هذه الوسوسة .. ونحن نقرأ القرآن الكريم .. ولكن الحق سبحانه وتعالى هو الذى خلق الشيطان .. وهو الذى أعطاه القدرة على أن يوسوس للانسان .. لماذا؟.. لأنه لو أن الطاعة وجدت بدون مقاوم لا تظهر حرارة الايمان .. ولا قوة الإقبال على التكليف .. وإنما عندما يوجد إغراء والحاح فى الإغراء .. وأنت متمسك بالطاعة فذلك دليل على قوة الإيمان ..تماماً كما أنك لا تعرف قوة أمانة موظف إلا إذا أغريته برشوة فلو أنه لو لم يتعرض لهذا الإغراء .. فلن تختبر أمانته ابداً ولكن إذا تعرض للأغراء .. وتمسك بأمانته ونزاهته فهذه هى الأمانة...

    والله سبحانه وتعالى أعطانا الإختيار لأنه يريد من خلقه من يطيعه وهو قادر على معصيته .. ويؤمن به وهو قادر على عدم الايمان .. لأن هذه تثبت صفة المحبوبية لله . الخلق المقهور لله يأتي له قهراً .. لا يقدر على المعصية .. وهذا يثبت القهر والجبروت لله ولكن الحق سبحانه وتعالى أراد خلقاً يأتيه عن حب .. وقد يكون هذا الحب من أجل عطاء الله فى الآخرة ونعيمه وجنته فلا يضن الله على عباده بها .. وقد يكون عن حب لذات الله . لذلك يقول بعض أهل الصفاء فى معنى الآية الكريمة
    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) سورة الكهف
    يقولون أن الجنة أحد .. لأن الحق سبحانه وتعالى قال " من كان يريد لقاء ربه" .. أي الأنس بلقاء الله .. فإن كنت تعمل للذات وليس للعطاءات .. فإنك تكون فى أُنس الله يوم القيامة .. والذى عمل للجنة سيأخذها .. والذى عمل لما فوق الجنة يأخذه
    أو لم يخلق الله تعالى جنة ونار ، أما كان اهلاً لأن يعبد ؟! ولقد قالت رابعة العدوية :" اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك طمعاً فى جنتك فاحرمني منها ، وإن كنت تعلم أني أعبدك خوفاً من نارك فأرسلني فيها ، أنا أعبدك لأنك تستحق أن تُعبد "

    والحق سبحانه وتعالى : يريدك عندما تقرأ القرآن .. أن تصفي نفسك له سبحانه وتعالى وهو جل جلاله يعلم مكائد الشيطان ومداخله إلى النفس البشرية وأنه سيوسوس لك ما يفسد عليك فطرتك الإيمانية .. فيأتي القرآن على فطرة فسدت فلا يحدث إستقبال لفيوضاته على النفس البشرية .. ولكن إذا استعذت بالله فقد استعذت بخالق .. فلا يجرؤ الخلق على الإقتراب منك ولذلك إن اردت من جهاز استقبالك أن يكون صالحاً لصفاءات الإرسال سامعاً لكلام الله .. لأن الله هو الذى يتكلم .. فالقرآن ليس كلام القارىء له ولكنه كلام الله سبحانه وتعالى ..

    ولذلك قال سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه .. وكان أكثر آل بيت رسول الله معرفة باسرار القرآن الكريم .. إن مفزعات الحياة عند الإنسان ..الخوف والغم والهم والضر وزوال النعمة.. قال عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى : حسبنا الله ونعم الوكيل . فقد سمعت الله بعده يقول " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " وعجبت لمن ابتلي بالضر ولم يفزع إلى قول الله سبحانه وتعالى " إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين" فقد سمعت الله بعده يقول " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ". وعجبت لمن ابتلي بالغم كيف لم يفزع إلى قول الله تعالى " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فقد سمعت الله بعده يقول " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " وعجبت لمن أُضير .. ولم يفزع لقول الله سبحانه وتعالى " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فقد سمعت الله تعالى بعدها يقول " فوقاه سيئات ما مكروا"
    وأنت ما دمت فى معية خالقك لا يجرؤ الشيطان أن يذهب إليك أبداً

    وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غار ثور ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم الهجرة .. والكفار عند مدخل الغار بسلاحهم .. ماذا قال أبو بكر رضي الله عنه ؟ قال لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا .. وهذا واقع لا يكذب إلا بصفاء إيماني .. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه : ما ظنك باثنين الله ثالثهما وما تشير اليه الآية الكريمة بقوله تعالى :
    لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا(40) سورة التوبة

    إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر رضي الله عنه كلاهما فى معية الله ولكن هل كونهما فى معية الله رد على قول أبي بكر : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا .. نقول نعم .. لأنهما فى معية الله – والله لا تدركه الأبصار – فلا تدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر الأبصار كذلك ما داما فى معية الله.

  2. #17
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    سورة الفاتحة

    سورة رقم 1

    وآياتها 7


    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ

    عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)





    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

    القرآن الكريم منذ اللحظة التي نزل فيها .. نزل مقرونا بسم الله سبحانه وتعالى ـ ولذلك حينما نتلوه فإننا نبدأ نفس البداية التي أرادها الله تبارك وتعالى ـ وهي أن تكون البداية بسم الله. وأول الكلمات التى نطق بها الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت "اقرأ بسم ربك الذي خلق". وهكذا كانت بداية نزول القرآن الكريم ليمارس مهمته في الكون .. هي بسم الله. ونحن الآن حينما نقرأ القرآن نبدأ نفس البداية. ولقد كان محمد عليه الصلاة والسلام في غار حراء حينما جاءه جبريل وكان أول لقاء بين الملك الذي يحمل الوحي بالقرآن .. وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الحق تبارك وتعالى: "اقرأ".

    واقرأ تتطلب أن يكون الإنسان .. إما حافظا لشيء يحفظه، أو أمامه شيء مكتوب ليقرأه .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان حافظا لشيء يقرؤه .. وما كان أمامه كتاب ليقرأ منه .. وحتى لو كان أمامه كتاب فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.

    وعندما قال جبريل: "اقرأ" .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ .. وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم منطقيا مع قدراته. وتردد القول ثلاث مرات .. جبريل عليه السلام بوحي من الله سبحانه وتعالى يقول للرسول "اقرأ" ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أنا بقارئ .. ولقد أخذ خصوم الإسلام هذه النقطة .. وقالوا كيف يقول الله لرسوله اقرأ ويرد الرسول ما أنا بقارئ.

    نقول إن الله تبارك وتعالى .. كان يتحدث بقدراته التي تقول للشيء كن فيكون، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحدث ببشريته التي تقول أنه لا يستطيع أن يقرأ ولا يكتب لتجعله معلما للبشرية كلها إلي يوم القيامة .. لأن كل البشر يعلمهم بشر .. ولكن محمد صلى الله عليه وسلم سيعلمه الله سبحانه وتعالى. ليكون معلما لأكبر علماء البشر .. يأخذون عنه العلم والمعرفة. لذلك جاء الجواب من الله سبحانه وتعالى



    اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2)

    سورة العلق



    أي أن الله سبحانه وتعالى. الذي خلق من عدم. سيجعلك تقرأ على الناس ما يعجز علماء الدنيا وحضارات الدنيا على أن يأتوا بمثله .. وسيكون ما تقرأه وأنت النبي الأمي إعجازا .. ليس لهؤلاء الذين سيسمعونه منك لحظة نزوله. ولكن للدنيا كلها وليس في الوقت الذي ينزل فيه فقط، ولكن حتى قيام الساعة، ولذلك قال جل جلاله



    اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4)

    سورة العلق



    أي أن الذي ستقرؤه يا محمد .. سيظل معلما للإنسانية كلها إلي نهاية الدنيا على الأرض .. ولأن المعلم هو الله سبحانه وتعالى قال: "اقرأ وربك الأكرم" مستخدما صيغة المبالغة. فهناك كريم وأكرم .. فأنت حين تتعلم من بشر فهذا دليل على كرم الله جل جلاله .. لأنه يسر لك العلم على يد بشر مثلك .. أما إذا كان الله هو الذي سيعلمك .. يكون "أكرم" .. لأن ربك قد رفعك درجة عالية ليعلمك هو سبحانه وتعالى ..

    والحق يريد أن يلفتنا إلي أن محمدا عليه الصلاة والسلام لا يقرأ القرآن لأنه تعلم القراءة، ولكنه يقرأه بسم الله، ومادام بسم الله .. فلا يهم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم من بشر أو لم يتعلم. لأن الذي علمه هو الله .. وعلمه فوق مستوى البشرية كلها.

    على أننا نبدأ أيضا تلاوة القرآن بسم الله .. لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزله لنا .. ويسر لنا أن نعرفه ونتلوه .. فالأمر لله علما وقدرة ومعرفة .. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى



    قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(16)

    سورة يونس



    لذلك أنت تقرأ القرآن بسم الله .. لأنه جل جلاله هو الذي يسره لك كلاما وتنزيلا وقراءة .. ولكن هل نحن مطالبون أن نبدأ فقط تلاوة القرآن بسم الله؟ إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل بسم الله .. لأننا لابد أن نحترم عطاء الله في كونه. فحين نزرع الأرض مثلا .. لابد أن نبدأ بسم الله .. لأننا لم نخلق الأرض التي نحرثها .. ولا خلقنا البذرة التي نبذرها. ولا أنزلنا الماء من السماء لينمو الزرع

    أن الفلاح الذي يمسك الفأس ويرمي البذرة قد يكون أجهل الناس بعناصر الأرض ومحتويات البذرة وما يفعله الماء في التربة لينمو الزرع .. إن كل ما يفعله الإنسان هو أنه يعمل فكره المخلوق من الله في المادة المخلوقة من الله .. بالطاقة التي أوجدها الله في أجسادنا ليتم الزرع. والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار .. ولا قدرة له على خلق الحبة لتنمو وتصبح شجرة. ولا سلطان له على إنزال الماء من السماء .. فكأنه حين يبدأ العمل بسم الله، يبدؤه بسم الله الذي سخر له الأرض .. وسخر له الحب، وسخر له الماء، وكلها لا قدرة له عليها .. ولا تدخل في طاقته ولا في استطاعته .. فكأنه يعلن أنه يدخل على هذه الأشياء جميعا بسم من سخرها له ..

    والله تبارك وتعالى سخر لنا الكون جميعا وأعطانا الدليل على ذلك. فلا تعتقد أن لك قدرة أو ذاتية في هذا الكون .. ولا تعتقد أن الأسباب والقوانين في الكون لها ذاتية. بل هي تعمل بقدرة خالقها. الذي إن شاء أجراها وإن شاء أوقفها.

    الجمل الضخم والفيل الهائل المستأنس قد يقودهما طفل صغير فيطيعانه. ولكن الحية صغيرة الحجم لا يقوى أي إنسان على أن يستأنسها. ولو كنا نفعل ذلك بقدراتنا .. لكان استئناس الحية أو الثعبان سهلا لصغر حجمها .. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعلها مثلا لنعلم أنه بقدراته هو قد أخضع لنا ما شاء، ولم يخضع لنا ما شاء. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى:

    أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ(71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ

    وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ(72)

    سورة يس



    وهكذا نعرف أن خضوع هذه الأنعام لنا هو بتسخير الله لها وليس بقدرتنا.

    يأتي الله سبحانه وتعالى إلي أرض ينزل عليها المطر بغزارة. والعلماء يقولون إن هذا يحدث بقوانين الكون. فيلفتنا الله تبارك وتعالى إلي خطأ هذا الكلام. بأن تأتي مواسم جفاف لا تسقط فيها حبة مطر واحدة لنعلم أن المطر لا يسقط بقوانين الكون ولكن بإرادة خالق الكون .. فإذا كانت القوانين وحدها تعمل فمن الذي عطلها؟ ولكن إرادة الخالق فوق القوانين أن شاءت جعلتها تعمل وإن شاءت جعلتها لا تعمل .. إذن فكل شيء في الكون بسم الله .. هو الذي سخر وأعطى .. وهو الذي يمنح ويمنع. حتى في الأمور التي للإنسان فيها نوع من الاختيار .. واقرأ قول الحق تبارك وتعالى:



    لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ(49)

    أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ(50)

    سورة الشورى





    والأصل في الذرية أنها تأتي من اجتماع الذكر والأنثى .. هذا هو القانون .. ولكن القوانين لا تعمل إلا بأمر الله .. لذلك يتزوج الرجل والمرأة ولا تأتي الذرية لأنه ليس القانون هو الذي يخلق .. ولكنها إرادة خالق القانون .. إن شاء جعله يعمل .. وإن شاء يبطل عمله .. والله سبحانه وتعالى لا تحكمه القوانين ولكنه هو الذي يحكمها.

    وكما أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل القوانين تفعل أو لا تفعل .. فهو قادر على أن يخرق القوانين .. خذ مثلا قصة زكريا عليه السلام .. كان يكفل مريم ويأتيها بكل ما تحتاجه .. ودخل عليها ليجد عندها ما لم يحضره لها .. وسألها وهي القديسة العابدة الملازمة لمحرابها



    قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا(37)

    سورة آل عمران



    الحق سبحانه وتعالى يعطينا هذه الصورة .. مع أن مريم بسلوكها وعبادتها وتقواها فوق كل الشبهات .. ولكن لنعرف أن الذي يفسد الكون .. هو عدم السؤال عن مصدر الأشياء التي تتناسب مع قدرات من يحصل عليها.. الأم ترى الأب ينفق ما لا يتناسب مع مرتبه .. وترى الابنة ترتدي ما هو اكبر كثيرا من مرتبها أو مصروفها .. ولو سألت الأم أو الابنة من أين لك هذا؟ لما فسد المجتمع .. ولكن الفساد يأتي من أننا نغمض أعيننا عن المال الحرام. بماذا ردت مريم عليها السلام؟ قالت "قَالَتْ كما اخبرنا الله سبحانه وتعالى

    هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ(37)

    سورة آل عمران


    إذن فطلاقة قدرة الله لا يحكمها قانون .. لقد لفتت مريم زكريا عليهما السلام إلي طلاقة القدرة .. فدعا زكريا ربه في قضية لا تنفع فيها إلا طلاقة القدرة .. فهو رجل عجوز وامرأته عجوز وعاقر ويريد ولدا .. هذه قضية ضد قوانين الكون .. لأن الإنجاب لا يتم إلا وقت الشباب، فإذا كبر الرجل وكبرت المرأة لا ينجبان .. فما بالك إذا كانت الزوجة أساسا عاقرا .. لم تنجب وهي شابة وزوجها شاب .. فكيف تنجب وهي عجوز وزوجها عجوز .. هذه مسألة ضد القوانين التي تحكم البشر .. ولكن الله وحده القادر على أن يأتي بالقانون وضده .. ولذلك شاء أن يرزق زكريا بالولد وكان .. ورزق زكريا بابنه يحيى.
    إذن كل شيء في هذا الكون باسم الله .. يتم باسم الله وبإذن من الله .. الكون تحكمه الأسباب نعم ولكن إرادة الله فوق كل الأسباب.


    **** يتبع بعون الرحمن ****

  3. #18
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    رقم العضوية : 11897



    جزاك الله ألف خير وجعله في ميزان حسناتك

  4. #19
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    عاشق
    لبنان
    وجزاك المولى كل خير على تواجدك هنا

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حقيقة الحِجاب والغيرة على الأعراض ...!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-12-2007, 11:03 AM
  2. كنوز
    بواسطة تــاج راسي في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-10-2007, 01:51 PM
  3. الخاتمة
    بواسطة ابن الاسلام في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-06-2007, 02:13 PM
  4. مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 22-04-2007, 01:58 PM
  5. واشوقاه لدمعة من خشية الله
    بواسطة momey في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-03-2007, 08:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط