أحسست بوحشة شديدة وبغربة ذاتية.....أصبحت أميل إلى العزلة والإ نطوائية ولم أعد اتمسك بالدنيا ولم اعد ارغب فيها وبمفاتنها ونزواتها ....ضاق صدرى وضاقت بى الأرض بما رحبت أريد ان أفصح عما بداخلى لا أجد أحدا أعتمد عليه أو أثق به لكى ائتمنه على سرى الكل مشغول عنى يسمعونى شكواهم ومشاكلهم ولكن لا يسمعوا غيرهم...إنى اخاف ...أخاف أن يأتى يوما على تجف الدمع من عيونى أخاف ان يمر يوما على وتزول البسمة من على شفتاى أخاف أن يجىء يوما على لا اجد من ياخذ بيدى اخاف أن أغرق يوما لا اجد من ينقذنى .... أناديكم ....أسمعونى ولو لمرة واحدة ...أجيبونى بالله عليكم ...هل لى من احدا أشكوا له همى؟هل لى من أحدا أفشى له سرى؟هل لى من رفيق أحيزة بما يجرى حولى؟هل لى من أحدا يسندنى حتى اقدر على حل مشاكلى؟ صدرى يكاد ينفجر وصهد بركانه يمزقنى..يجب وحتما ولا بد أن اخرج ما بداخلى حتى ولو مع نفسى .لا هذا شىء صعب أن أتحدث مع نفسى حتما سأجن لأن ما بداخلى ما زال موجودا ولكى لا يحدث صراع بداخلى بين قوى الخير والشر بين النفس والهوى بين النفس الامارة بالسوء والنفس المطمئنة جلست مع نفسى أفكر مرارا وتكرارا لكى أجد الحل الأمثل لما يحدث لى .أه ....اخيرا وجدت الحل عثرت على بغيتى لقد وجدت كأن هاتفا يهمس فى أذنى ويقول لى:من الذى أحدثه بما يجول فى صدرى ....ساعتها فرحت جدا وقلت لنفسى والله نعم الرأى إنه هو ما أحتاج إليه لايفشى سرى ويؤنسنى فى وحشتى التى أشعر بها حتى ولو بين ملايين من الناس والتى عانيت منها كثيرا جدا ولا أحد يشعر أو يحس بى ... سأقول لكم من هذا الذى سأكلمه سأتخذه حبيبا وخليلا وسأهمس فى أذنكم وأقول إنه الله نعم هو الله ربى سأناجيه والناس نيام سيؤنس وحدتى ووحشتى إذا سأقابله وأكلمه وأشكوا إليه له همى وأخبره بما فى صدرى ....ولكن أين سأقابله؟ومتى أكلمه؟سمعت نفسى تخبرنى :ستقابليه فى الثلث الاخير من الليل عندما ينزل إلى السماء الدنيانزولا يليق بعظمته وفى بيتى سأقابله وأناجيه دون الحاجة للخروج من البيت لمقابلة الحبيب ...جلست ومكثت مشتاقة إلى هذا الوقت الذى سأناجى فيه ربى ومر الوقت كالدهر وانا أنتظر وما أصعب إنتظار الحبيب ..........أخيرا بقى على المقابلة نصف ساعة إغتسلت وتعطرت ولبست افضل ثياب لدى وتزينت فى إنتظار الحبيب وفرشت سجادتى فى مصلاى ........ ياااااااااااااه أخيرا سأعود لربى ..فهو أرحم على من رحمة الأم بطفلها الرضيع سيفتح لى الباب على مصراعيه سأجد عنده ما إفتقدته من حب وحنان وعطف ورحمة سأخبره بأنى زهرة نبتت بين الأشواك سأجد عنده راحة البال سيحبنى حبا عظيما لانى إكتشفت حبه لى بعد ما كنت أنتظر وأبحث عن الحب الخادع المنافق الزائل بين كل الناس .....يااااه إحساس جميل ان تتحدث مع أحدا يسمع منك كل شىء دون ان يمل منك ويداوى جرحك فهو كالبلسم الشافى ...أحسست وانا أناجيه بأنى لوحدى فى هذه الدنيا بأنى فى عالم أخر كل الناس ليست معى لا أحد يرانى أو يسمعنى أو أخشى من أحد أن يرانى وأنا أناجى حبيبى