عتمة الليل قد حلت لا اعرف ماذا دهاني . خرجت قاصدة بيت جدتي القديم الذي
تركته و تركتنا و رحلت لا اعرف ما الذي شدني اليه الا انني خطوت خطوات للامام ثم تراجعت. وقفت اتامله كيف كان قبل رحيلها وبين هذه اللحظة الحزينة كان بيت تشع منه الانوار لا يخلو من الزوار والضيوف و ضحكهم وصيحات الاطفال الصغار التي تتعالى في ارجائه و الحديقة الصغيرة التي كانت بجواره. لكن وفي هذه اللحظة لم يبقى اي شيء من هذا الا بيت مظلم كئيب صامت منسي لا حياة فيه بعدها . احسست وقتها بحزن عميق لم اشهد مثله من قبل .فقد علمت الان واكثر من اي وقت مضى مكانة جدتي الواسعة والكبيرة في هذا العالم وهذا الشيء جعلني اتمنى لو انني التي رحلت وليست جدتي.