أخي الصائم ، أختي الصائمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...

فإن هذا الضيف الكريم ، والوفد العظيم جاء لترتفع الأرواح عن موبقاتها، ولتتوب النفوس من عصيانها ، وليراجع الناس حساباتهم مع ربهم تبارك وجل في علاه في أيام معدودات يتجرد فيها المؤمنون من نوازع الشهوات النفسية والدوافع الفطرية والرغبات الإنسانية التي طالما متعوا أنفسهم بها من طعام وشراب ونحوها ولا لشئ إلا رغبة فيما عند الله سبحانه من الثواب وخوفا مما أعده للعاصين من العقاب .
وهذا فيه تربية روحيه للمسلم تجعله يضاعف الجهود في سبيل استكمال فضائل الروح وتخليصها من الشركيات المهلكة والمعتقدات الباطلة والوساوس الشيطانية اللعينة ، والنوازع الشريرة والنوايا الخبيثة ، وجعلها عامرة بحب الله جل وعلا والتعرف إليه في كل حركة وسكنة والإقبال على كل ما يقرب إليه من قول جميل أو فعل حسن حتى تسمو الروح ، وترتفع إلى مدارج الجمال الإلهي ومعاني الكمال الرباني.

قال الشاعر :
فقوت الروح أرواح المعاني **** وليس بأن طعمت ولا شربت

وقال غيره:
لما علمت بأن قلبي فارغ **** عمن سواك ملأته بهداك
وملأت كلي منك حتى لم أدع **** مني مكانا خاليا لسواك

فلنبادر إلى رحاب الرحمة الالهية ولنسارع إلى ساحات المغفرة الربانية ونصل الروح بخالقها في هذا الشهر الكريم فإنما هي نفحة من الله سبحانه ...


جعلنا الله وإياكم ممن شرحت صدورهم وصلحت أحوالهم ، وامتلأت قلوبهم بحب الله رب العالمين
وحب رسوله المصطفى الأمين صلوات الله وسلامه عليه