جاء في الحديث عن "
ابن عباس- - كان معتكفًا في المسجد النبوي، فجاءه رجل يستعين به على حاجة له فخرج معه وقال: سمعت صاحب هذا القبر- الناس الله أنفعهم للنــــــاس .....! - يقول: "من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها كان خيرًا من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يومًا ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق بُعْد ما بين الخافقين".
أخوانى وأخواتى :
إن الأخوة الحقة التي قامت على الصفات التي يقضي بها الدين قوية وباقية، وسيلتقي أصحابها يوم القيامة إخوانًا على سرر متقابلين، وهي متماسكة لا تغيرها الأحداث،، فكن أهلاً لها، واحرص دائمًا على إدخال السرور وتنفيس الكرب عن إخوانك، فمن نفس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، واجتهد في أن تكون نافعًا للناس بعلم أو جاه أو نصح أو دلالة خير أو سفارة ووساطة وشفاعة أو دعاء بظهر الغيب، وفي الأثر: "الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أرفقهم بعياله، وليس من شيء أسهل من تأمين الخائف ومساعدة الضعيف ودفع الظلم، حبذا لو كان ذلك بغير ضجر أو سأم أو ملل، فزكِّ عن جاهك وسلطانك كما تزكي عن مالك، والله موفقك ومعينك.
فعن بن عمر أن رجلاً جاء إلى النبي-احب الناس الي الله أنفعهم للنــــــاس .....!-
فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال رسول الله- احب الناس الي الله أنفعهم للنــــــاس .....!
"أحبُ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تُدخله على مسلم أو تكشف عنه كُربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد- يعني مسجد المدينة- شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومَنْ مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل