الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد

ونحن إذ نعيش الأحداث الفارقة في مصر، وعيوننا على أحفاد "عمر المختار"، وعلى أهلنا وإخوتنا في ليبيا الذين سبق لهم مقاومة الاحتلال الإيطالي ودحره، فنقول لهم: صبرًا فالدماء الزكية لا تذهب هدرًا، وللظالمِ قاتلٌ لا يموت، وعلى الباغي تدور الدوائر، ومن سلَّ سيفَ البغي قٌتِل به، لا طاقة لأحد على حرب الله -سبحانه وتعالى-.
ايها الاخوه الكرام

فقد تسارعت الأحداث وانتقلت الثورة مِن تونس إلى مصر، وها نحن نسمع عن قيام الطائرات بضرب الثوَّار في ليبيا الشقيقة، وقتل المئات، وجرح الآلاف بالذخيرة الحية؛ وهذه الأفعال مِن شأنها أن تؤجج النيران، وأن تزيد الثورة اشتعالاً، وتُعجل بخاتمة الطغاة الذين لا يرقبون في أمتهم إلاًّ ولا ذمة، ويريدون تدمير البلاد والعباد، والدين والدنيا؛ لمصالحهم الشخصية -حسبنا الله ونعم الوكيل-.
وكما حاول حاكم "تونس"، وحاكم "مصر" تخويف الغرب والأمريكان مِن استيلاء الإسلاميين على السلطة، وأن الاستقرار لا يتحقق إلا به، فكذلك فعل حاكم ليبيا!
فقد. فجَّر حاكمهم أنهارمن الدم ولقد ضرب مَن يُسميهم "شعبه" بالطائرات، وسلط عليهم "مرتزقة" لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة في ظل حالة بلادة مِن المجتمع الدولي الذي يبدو الذى خرجت مطالباته بوقف قمع المتظاهرين هادئة ناعمة، ولعلها رحمة من الله أن يدرك الجميع أن المجتمع الدولي حتى وإن إنحاز يوما ما لمصلحة الشعوب المقهورة فلغرض ما في نفسه.


ولا يخفى على أحدٍ حالُ حاكم ليبيا ومحاربته للإسلام، عيانًا بيانًا، جهارًا نهارًا، حتى بات يعرف ذلك الصغير والكبير، والعالم والجاهل، حتى وصفه بعض الزعماء العرب بأنه صنيعة الاستعمار، وقد صدق من وصَفَه بذلك، فها هو يُصرِّح في خطابه الأخير باعتزائه إلى الغرب والقانون الدولي لحرب شعبه وتدميره بيتًا بيتًا، وها هو الغرب يسكت عن جرائم صنيعتهم، ويتفرج على ذبحه للعُزَّلِ من الناس، وهم الذين صمُّوا آذاننا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد خرسوا وعَمُوا لما تعارضت مبادؤهم تلك مع مصالحهم الاقتصادية في ليبيا، فبئست هذه الازدواجية.
ولما كان حال هذا الرجل غير خافٍ على أحد، وأنه ممن أظهر الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان؛ مما جعل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وفيهم المشايخ العلماء - الشيخ عبدالله بن حميد والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ صالح اللحيدان وغيرهم - يصدرون بياناً بتكفيره في عام 1402هـ ، جاء فيه:
((... وفي طليعة هذه الطوائف المنحرفة والموجهة طاغية ليبيا معمر القذافي، ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الشر، وإشاعة الفوضى، وإثارة الشغب، والتشكيك في الإسلام.

إن مجلس هيئة كبار العلماء وهو يستنكر تمادي هذا الدَّعي على الإسلام والمسلمين ليقرر ويؤكد أنه بإنكاره لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستفتائه بالحج (كذا)، واستهانته ببعض التعاليم الإسلامية، واتجهاته الآثمة الباطلة يعتبر بذلك كافراً وضالا مضلاً)) (انظر كتاب: "الرد الشافي على مفتريات القذافي" (ص 101) ، من مطبوعات رابطة العالم الإسلامي).

والله يا اخواني لقد سمعته في الاأجهزة إالاعلامه بما يستحي مِن ذكره مَن له ذوق سليم أو عقل مستقيم, يتضح ذلك في أقواله وأفعاله وتقلباته في جميع ميادين عمله، داخل بلاده وخارجها، وفي مقدمة ذلك تعرُّضه للعقيدة الإسلامية. فلقد أقبر هذا الرجل السنة النبوية، وسخر من الحج إلى بيت الله الحرام، ومن المسلمين الذين يقفون في عرفات، وصدرت بتفنيده فتاوى شرعية من هيئات ومجالس إسلامية عليا، ومع ذلك لا يزال هذا المسكين يتخبط في متاهات من الزيف والضلال تعطي القناعة التامة أنه ضال ملحد.
والكل يعلم من حال الرجل أنه لا يزال في ضلاله القديم، وفي استكباره، واستخفافه بالشريعة.
ايها الاخوه في بلاد ليبيا:
إن ما يجري في أرضكم لمصاب جلل يجب على المسلمين أن يتعاونوا على تلافيه واستدراكه حقنًا لدماء الأبرياء؛ لأن حاكم ليبيا ليس كغيره؛ فهو سفيه أحمق في تصرفاته السياسية في بلده وخارج بلده مع ما عُرف عنه من الأقوال الكفرية.
فلا كرامة ولا حرمة له، ولا يُعد في الحقيقية حاكما شرعيّا.
أسأل الله تعالى أن يفرج عن المسلمين في ليبيا بمنه وكرمه، وأن يكتب قتلاهم في الشهداء، وأن يربط على قلوب آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم، وأن يشفى الجرحى، وأن يسقط القذافي وأسرته وعصابته تحت أقدامهم، إنه سميع مجيب..

.