تاريخ التسجيل :
Apr 2007
رقم العضوية : 22864
الاقامة : أرض الله
المشاركات : 3,739
هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
My SMS :
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 209
Array
حبهم إيمان وبغضهم كفر ونفاق
حب الصحابة إيمان، وبغضهم كفر ونفاق, فنحب الصحابة لأن الله رضي عنهم وزكاهم في القرآن، وشهد لهم النبي بالخيرية والأفضلية، بوب الإمام البخاري في صحيحه ـ الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ـ أبوابًا في فضائل الصحابة والمهاجرين, ثم قال: "باب حب الأنصار من الإيمان"، فخرج فيه حديثًا عن البراء رضى الله عنه قال: سمعت النبي قال: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله)). فالويل كل الويل، ثم الويل كل الويل لمن أبغضوا الصحابة، وتعرضوا لسبهم والطعن فيهم، وجعلوا من دينهم وعقيدتهم سب الصحابة وسب زوجات النبي أمهات المؤمنين، فامتلأت قلوبهم بالغل والكراهية والحقد عليهم، وترتب على هذا أنهم لم يقبلوا أي شيء جاء عن طريقهم، فتكون النتيجة الطبيعية أن يخترعوا لأنفسهم دينًا جديدًا من عقولهم، بعيدًا كل البعد عن الإسلام الذي أنزله الله على محمد . ونخص بالذكر الشيعة، وخاصة الغلاة منهم؛ من الروافض والإمامية، فهؤلاء الناس ضلوا الطريق، وجاؤوا بشيء لم يسبقهم إليه لا اليهود المغضوب عليهم ولا النصارى الضالون، فكما قال شعبة أحد أئمة الحديث: قيل لليهود: من خير أهل ملّتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للشيعة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد والعياذ بالله.
هل تدرون ـ أيها الأحبة ـ ما يعني سبّ الصحابة والطعن فيهم؟ إن الطعن في الصحابة هو طعن في الرسالة نفسها، وطعن ومسبة للرسول نفسه. فالصحابة هم علماء الأمة، وهم أعلم الناس، بل إن من جاء بعدهم من علماء الأمة تلاميذهم، فهؤلاء الأئمة الأربعة الذين انتشر علمهم في الأرض شرقًا وغربًا هم تلاميذُ تلاميذِ الصحابة، فالصحابة حرصوا على ملازمة النبي حتى أخذوا عنه الكتاب والسنة، ثم بلغوهما إلى من جاء بعدهم من غير زيادة ولا نقصان، فهم الواسطة بين الرسول وبين كل الأمة ممن جاء بعدهم. فمن قدح في تلك الواسطة فقد قدح في الدين وقدح في الرسالة، فما بالكم إذا تعدى الأمر إلى السب والتفسيق، بل والتكفير؟! يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نَصِيفه))، وروى ابن بطة بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه قال: (لا تسبوا أصحاب محمد ، فلمقام أحدهم ساعة ـ يعني مع النبي ـ خير من عمل أحدكم أربعين سنة).
وخلاصة القول أن الصحابة ورثة النبي ، ورثوا عنه الكتاب والسنة علمًا وفهمًا، وعملاً وطريقة، فهم عدول وثقات، فقد عدلهم الله في كتابه ورضي عنهم وأرضاهم، فحبهم إيمان، وبغضهم وسبهم كفر ونفاق، والإعرض عنهم ضلال وهلاك، فيجب اتباعهم فيما جاءنا عنهم، قال رسول الله : ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ)).
فأقوالهم في الدين سديدة، وفهمهم للعقائد والأحكام صحيح، والأخذ عنهم موثوق، لأنهم تلقوا العلم وتعاليم الدين من رسول الله , وفهموا ذلك على مراده الصحيح, وطبقوه على وجهه الحسن, وقد شهد لهم النبي بالخيرية والأفضلية.