أومأتْ لي
[frame="1 60"]



لقد عجبتُ لها ، تأتي ، وقد سُبـِكَتْ
أسطورةً للورى ، في أوّل الغسقِ


في وقعِ خُطوةِ ظبيٍ مرَّ ، فاندلقتْ
حولي معاسلُ طيبِ الفلّ والحَبَقِ


أومَتْ تـُخالـِسُني بالعينِ ناحـِيـَةً
كانتْ تدوِّنُ فيها رقعـَة َ الوَرَقِ



فـَرُحْتَ أنـْقـُلُ أقدامي على وَجَفٍ،
مُحـَزّمــاً ببقايا الرَّوعِ من رمَـقي


مدارياً هَمساتِ الفكرِ ، واشْتـَعلتْ
بيَ المجامرُ من إيمــائِهـااللبـِقِ


***

ما للطريق الـَّذي قدْ كانَ مسلـَكُهُ
سَهْلاً ، يُصابرني كالغادرِ النـَّزِقِ


أخطوهُ مُرْتـَعِداً . يـَبْـدو كأنَّ بـِهِ
أصابعاً أدْمَنـَتْ ضَغـْطاً على عُنُقي


حتّى إذا قارَبَتْ رجلايَ مطرَحَها
بيــن المَوائِدِ ، في بُرْدٍ من الأرَقِ


لمحتـُهـا : أحْرُفاً وَرْدِيـَّـةً ، كـُـتِبـَتْ
بالعِطرِ ، جاثمةً في أسْفـَلِ الطـَّبَقِ


فضَضْتُها بيدٍ ، تبدو كأنّ بها
مساً يُزلزِلُها ، كالموهنِ الحَمِقِ


تألّقتْ : بوحَ مشتاقٍ ، وثمّ هوىً
في الصَّدرِ يخفُقُ من شوقٍ ومن شبَقِ


سارَقْتُ أحرُفـَها ، والقلبُ يعزفُ في
أضالعي أغنياتِ الوالهِ الغَرِقِ


وطالعتْ مقلتي الكلماتِ شاردةً
تَدورُ ساهِمَةً في حالقِ الأفُقِ


* * *

قالتْ : ألسْتَ الذي شَبَّبْتَ من وَلـَهٍ
بيَ : الأقاصِيَ في إنشادِكَ العَبـِقِ.؟


إني حَرِصتُ زَماناً أنْ أبوحَ به ،
فاخْرزْ كلاميَ في أذنيكَ كالحَلـَقِ .


(إنْ كانَ بوحُكَ للتزْيينِ ، فاخْلُ به
أوكُنْتَ تَحمِلـُهُ للحُبِّ ، فامتـَشِق )

* * *

ياقلبيَ الهائمَ المجنونَ ، كمْ رَقـَصَتْ
على شِغافِكَ غيدُ الغابرِ الشمِقِ


لكنـَّني لمْ أجـِدْ عَذبــاً كطـَلـَّتِهـا ،
ومثلـَها حُلوةً في الغيـــدِ لمْ أذُقِ


فلا يُسارقها طرفي على ولـَـهٍ ،
إلـَّا وأسلمني حُلـْماً ، ولم يَفِقِ


* * *
[/frame]