اعتذار

إلى مبدعة الذالية

ماذا أقولُ لـَها ، والبَـوحُ مِنْ خـَجَــلٍ
لا يَستـَقيــمُ بـِهِ لفـْظ ٌ يُسامِيهــا

فكـُــلُّ أحـْرُفـِــهِ تـَقـْتــاتُ من أسَـــفٍ
وتـَستـَحيــلُ هباءً إنْ تـُلاقيها

حتى حـُروفـِيَ ما كـانـَتْ لِتـُنـْجـــِدَني
في قـَولِ جُمْلةِ عُذرٍ صادقٍ فيها

وها المَباسِمُ من شَوقي لَها شَرِقـَتْ
ولُـُعْثِمَتْ إذ هَفـَتْ شَوقاً تحَيـِّيها


و كلـَّما أزمَعَتْ روحي ( على وَلـَهٍ)
قولاً ، تعاوِدُهــا الأحْلامُ تُضْنيها

***
ألْحَتْ إليَّ عتاباً ، وانتـَضَـتْ ألـَقـاً
في البَّوح، أحذرُ-عمريَ- إنْ أوفـِّيها

قالتً أمِنْ كبـَرٍ أخلـَفـْتُ موعَــدهــا
أم انـََّني لم يَعُــدْ لي مَطمَعٌ فيها

واستـَحْلفتـْني بما قد كنت أرصِفُهُ
شَوقاً ، وأرصـُدُهُ سِحْـرا فأرقيها

ماذا .. أتعذِلني وهي التي رقـدت
في القلب ترسُم آمالي وتـُنْشيها

ماذا ! أتسألـُُني ماذا أريــدُ ، وما
فتـِئتُ أُنشِـدها نـَظْمـاً ، وأحكيها

وها مناهلها في القلب ، مبضعها
يبري الجراح سلامات ويشفيها

هل أقتدي حسنَها لـَوماً وقد فتِنت
بها الجوارح واختالت بها تيها

***
لو تعلمُ الخاءُ ما ذاكَ الذي غَمَسَتْ
أعنابُه في سلافِ البَوح مِنْ فيها

أو يعلمُ الحبرُ والقرطاسُ من دلفتْ
لتبدعََ الـذ َّالَ في أحـْلى أغَانيها

أو تعلم الروحُ من يحنو لبسمتـَهـا
مدنّفاً، عـافـَتِ الدَّنيا وما فيها
أو يذكرُ القلبُ ماالبـُردُ الذي غزلت
لاغتال حاضِرَهُ واخْتار ماضيها

ولو أقلـِبُ في ألأوطــارِ من أمـَـلٍ
لطـِرتُ أحضُنـُهـا شوقـاً وأفديها

***
أمخَرْتُ أوسعَ يمٍ في العيـونِ وبُحـْ
ـتُ أجملَ القولِ شِعرأ في قوافيها

و في الفؤاد تمَاهى السحرُ ملتحـِفاً
بالشـَّوقِ يرسـم ماباحت مآقيها

و جـُلتُ آنــَق أوقــاتي بصحبـَتِهـــا
وذقـْتُ أطيـَبَ خمـْرٍ مـِنْ دَواليها

فهـلْ تـُسامحـُني إن جئـْتُ معتـَذراً
وأستميحُ نـُبوعَ الشـَّهـْدِ مِن فيها

هذا - لعمري- وَجْهي صاغرٌ أسَفاً
ياليـتَ قلبيَ في كأسٍ ، فأسقيها

***