أكدت مصادر بالمعارضة السورية أن بشار الأسد بدأ في حملة تطهير على أسس طائفية في الساحل، بارتكابه مجزرة بلدة البيضا التابعة لبانياس، وقيامه بنبش قبور تابعة لأحد مزارات الشيعة، بمدينة عدرا لإشعال الفتنة الطائفية ضد السنة والشيعة.
وأوضحت مصادر بالائتلاف السوري المعارض أن ما جرى في بلدة البيضا - وهي قرية سنية محاطة بقرى علوية - يرقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية، داعيًا في بيان لمجلس الأمن للتدخل بشكل عاجل حمايةً للأمن والسلم الدوليين، مشيرًا إلى أن المجزرة "تستدعي إحالة الملف إلى المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لمباشرة التحقيق الدولي اللازم".

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن عضو المجلس الوطني المعارض أنس عيروط - وهو من أبناء المنطقة - أن عملية التطهير "بدأت أول من أمس بدءًا من هذه المجزرة"، مشيرًا إلى أن اقتحام القوات النظامية "انتقل إلى قرية البساتين المجاورة للبيضا بعد ظهر أمس، وينتقلون من قرية إلى أخرى".

وأكد عيروط قيام القوتا النظامية بعمليات تهجير للسنة من المنطقة، قائلاً: إن "التهجير يتم عبر الدعوات المباشرة، وعبر المجازر التي تروع السكان"، وأشار إلى أن "تطبيق التقسيم في سوريا، وإعلان الدولة العلوية بدأ عمليًّا من خلال تلك المجازر، حيث تكثف الجهود في الساحل السوري لبسط السيطرة على القرى السنية في الساحل، وبسط السيطرة على حمص التي ستكون عاصمة الدولة العلوية".

ومن جانبه، كشف عمر حذيفة - أحد أبناء القرية - أن عدد القتلى "تجاوز الـ300 قتيل"، مشيرًا إلى "تدمير حيين سكنيين، يسكنهما ما يزيد على 1000 شخص، هما حي آل محمود الذي أبيد بالكامل، وحي آل العروس الذي تم تدميره".

واستطرد حذيفة في تصريحاته: "إن الداخل إلى بانياس يحتاج إلى 3 ساعات للعبور إلى المدينة، كونه سيخضع لتفتيش 10 حواجز تشغل مسافة 3 كيلومترات على مدخل المدينة" مؤكدًا أن المنطقة "لا يوجد فيها جيش حر، ولا عناصر تكفيرية".

وأوضح حذيفة أن "المجزرة وقعت بعدما واجه 3 من أبناء قرية البيضا قوات الأمن التي تهين المارة وسكان القرية، بالتزامن مع انشقاق 30 عسكريًّا من أحد المراكز التابعة للجيش النظامي، واشتبكوا مع الجيش السوري في القرية".

ومن جانبه، نفى المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا الإسلامية، التي يتبع لها لواء الإسلام محمد علوش قيامهم بنبش ضريح حجر بن عدي في منطقة عدرا، وشدد علوش على أن هذا القبر لم يكن معروفًا في السابق قبل أن يأتي الإيرانيون ويشتروا الأبنية المحيطة به، ومن ثم يزعموا بأنه ضريح عائد لحجر بن عدي.

وأكد علوش أن الإيرانيين "أقاموا حسينية إلى جانبه لتكون حجة لوجودهم الأمني، على طريقة مقام السيدة سكينة في داريا، الذي كان عبارة عن غرفة من الطين تحيط بها أشجار التين، بالإضافة إلى مقام عمار بن ياسر في الرقة الذي بنيت إلى جانبه حسينية كبيرة، لتكون مركزًا للإيرانيين".