في ثالثِ بَلدٍ تَنتِقِلُ الأُسرَةُ للعيشِ فِيهِ كانتْ الأمُ مُنهَكةً تُفرِغُ حقائبَ السَفرِ والأبُ مَشغولاً بتنسيقِ أورَاقِ وظيفَتِهِ الجَديدة , رَكضَ طفلهَم ذي العشرِ سنواتٍ وارتمى في حُضنِ أبيه ورفَعَ رأسَهُ نحوه وسألهُ : بابا أهذا وطَنُنا ؟
لم يَدرِ الأبُ مايقول !!!
أحدَعَشرَ عاماً مِنْ الغُربةِ فراراً مِنْ الفَقرِ الذي صَنعَهُ جبابرة وطَنَهُ الأمُ ومِنْ بَطشِهِم عَقدَتْ لِسانَه !!!
نَظَرَ الأبُ نحوَ الأمِ وأشارَ لها برأسِهِ مُستَعيناً بِها لتُجيبَ عن سؤالِ ابنهما ..
رَفعَتْ الأُمُ حَقيبَةَ السَفَرِ وأشارتْ نَحوها بعينينِ كساهُما الدَمعُ وقالتْ بصوتٍ هامِسٍ : هُنا الوَطن ... !!!!


أحمد النجار