عشاني من الادباء المبدعين جيت جري
<<< اخذ مقلب في نفسه
طبعا بسم الله عليكم مااقدر اجاريكم صعبتها اوسكار ولكن راح احاول
الحمد لله .. نطقها (عزيز) في قرارة نفسه وعيناه تحمل تلك اللمحة من السعادة وهي
تطالع بلهفة ما حملته أوراق نتيجة الثانوية العامة ..
ــ يالله أنا نجحت ..
الطرق الملتوية التي تعودت عليها أدوات إبصاره أثناء عودته إلى المنزل أظنها صارت أكثر
استقامة وهو يهرول عائداً لمنزله المتهاوي في قلب ذلك الحي المكتظ بوسط المدينة ..
محاولته لرسم صورة أمه الطيبة وهي تحتضنه مهنئة له نجاحه لم تكن لتفارق مخيلته ..
هو الآن في منتصف الطريق .. الزحام وروائح الأطعمة المتناثرة يتسللان إلى عينيه وأنفه ..
ها هو منزله الصامد .. ــ ياالله كم أوحشتني تلك الدرجات السلمية ..!
صعد على السلم وعيناه تلتهمان درجاته درجه درجة وتعد خطوطه وكسوره المحفورة عليه
كما يحفر الزمن قسماته على وجه عجوز متغضن .. هل خيل إليه أن هذا العجوز يرقص؟ ..
إنها درجات السلم ترقص تحت قدميه اللتين تنبعثان من خلالهما دفقات فرح لتعبر حذاءه
القديم وتهز السلم انتشاء لسعادة صاعده .. هاقد وصل لبيته وعبر الباب وقفت أغلى
أحبته تنتظر .........
ما أن وصل هناك حتى غير معالم وجهه ودفن سعادته خلف قناع من الوجوم وهو يخطو
للداخل بتردد .. شهقت وهى تبعثر نظراتها فوقه وتقبض بيدها المضمومة على صدرها
حتى لا يهوى قلبها منه إلى الأرض .. نظر نحوها لحظات ولم يحتمل أكثر من هذا إذ
سرعان ما تقافزت السعادة من وراء قناعه الزائف وتطايرت تعانق كل ما حولها حتى
حطت وحط معها على صدر أمه الحنون الذى استوعبه برحابة بعد تنهيدة حارة
وغمرت قبلاتها وجه العزيز (عزيز)
كان ماءُ الفرح يهوي من عينيها كهتان يغسل تلكَ الأرض العارية، يغسلُ كلَّ ما عرفت
من أسى .. (عزيز) هكذا أرادت لذا الصبي أن يكون، ومنذ التقيا على ظهر يومٍ غائم
ذات تموز أدركت بأنَّ الله قد عقد ناصيته بالفرح .. يعدو قلبها الآن كما لم يفعل،
تسري بجسدها رعشة باردة ..
- قلبكِ يخفق بشدة يا أمي ..
ربتتْ على رأسه مردفة: هذا صوت الفرح ..
تصدقووو ماقدرت خيرها في غير