تاريخ التسجيل :
Apr 2007
رقم العضوية : 22864
الاقامة : أرض الله
المشاركات : 3,739
هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
My SMS :
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 209
Array
أسباب نماء شجرة لإيمان
من أسباب نماء شجرة الإيمان
[grade="ff0000 ff6347 ff0000 dc143c"]
العيش في أجواء إيمانية[/grade]
أن يحيا العبد في أجواء إيمانية، وأن يتنفس هواء الإيمان، فإذا وجدت جواً إيمانياً كمجالس الذكر، وصلاة الجماعة، وتشييع الجنائز، وأجواء الأماكن المقدسة كمكة والمدينة، والمسجد الأقصى، فإن شجرة الإيمان تترعرع وتنمو، أما أجواء الإباحية والاختلاط والمجون، والأماكن التي يستهزأ فيها بشرع الله عز وجل وأماكن الغفلة، لا شك أن شجرة الإيمان تذبل إذا وجدت مثل هذه الأجواء، كما أن شجر الصيف يذبل في وقت الشتاء، وشجر الشتاء يذبل في وقت الصيف وتسقط أوراقه. فإذا وجدت شجرة الإيمان الجو الملائم لها فإنها تنمو وتترعرع، فينبغي على العبد الذي يحرص على نماء شجرة الإيمان في قلبه أن يحرص على أن يتنفس الجو الإيماني والهواء الإيماني، وأن يكثر من حضور مجالس الصالحين، ومجالس الذكر، ويتردد إلى الأماكن الطيبة المقدسة للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، وأن ينأى بنفسه عن أماكن الاختلاط الماجن والفسوق والأسواق والملاهي، وغير ذلك مما تذبل معه شجرة الإيمان.
[grade="ff0000 ff6347 8b0000 dc143c"]التفكر في مخلوقات الله[/grade]
من أسباب نماء شجرة الإيمان كذلك: التفكر في مخلوقات الله، وقد نهانا الله عز وجل أن نتفكر في ذاته؛ لأن الله عز وجل لا يحاط به علماً؛ ولأن العقول قاصرة لا يمكن أن تحيط بالله عز وجل، فيخشى على العقل أن يتلف إذا تفكر في ذات الله عز وجل لعظمته سبحانه، ولكن لو تفكرنا في مخلوقات الله فإن هذا مما يدعونا إلى زيادة الإيمان بعظمة الله عز وجل وقدرته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (لا تتفكروا في الله، وتفكروا في مخلوقات الله، فإن الله خلق ملكاً قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، فبين ركبتيه إلى عقبيه مسيرة ستمائة عام، وما بين عقبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام، والخالق أعظم من المخلوق). فكيف تتصور خلقاً بهذه الصورة؟ وهذا ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش كما ورد في الحديث الآخر: (أذن لي أن أتحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه تخفق الطير خمسمائة عام)، تطير الطير خمسمائة عام ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه -أي: كتفه- فكيف بارتفاع هذا الملك؟ وكيف تتصور مخلوقاً بهذه العظمة؟ وكيف بالخالق عز وجل؟! فأمرنا الله عز وجل أن نتفكر في مخلوقاته، قال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران190]. وقال عز وجل:{ وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذاريات0]، فالعبد إذا تفكر في مخلوقات الله فإنه يزداد إيماناً بعظمة الله عز وجل.
[grade="8b0000 ff6347 8b0000 b22222"]الإكثار من النوافل بعد استكمال الفرائض[/grade]
من أسباب زيادة الإيمان: كثرة النوافل بعد استكمال الفرائض، كما ورد في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)، فالإكثار من النوافل بعد استكمال الفرائض يغذي شجرة الإيمان، فقيام الليل والصيام والحج والعمرة والذكر وغير ذلك مما يغذي شجرة الإيمان، ومما يغذي شجرة الإيمان كذلك -وإن كان يدخل في جملة النوافل ولكن نخصه بالذكر- ذكر الله عز وجل؛ لأن هذا الغذاء سهل، فالإنسان يحرك لسانه بالذكر في الطريق، وفي المواصلات، وكلما وجد سبيلاً لأن يحرك لسانه بذكر؛ لأن هذا مما يغذي شجرة الإيمان، خاصة ونحن في أزمنة اختلط فيها الحابل بالنابل، وكثرت فيها الفتن والمحن، فيها فتن الشبهات وفتن الشهوات، فكثرة الذكر لا شك مما يقوي قلب العبد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت).
[grade="dc143c ff6347 dc143c dc143c"]المشاركة في الدعوة إلى الله عز وجل[/grade]
من أسباب نماء شجرة الإيمان كذلك: المشاركة في الدعوة إلى الله عز وجل؛ لأن الله عز وجل سمى وحيه روحاً، وسماه نوراً، فقال عز وجل:{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى:52]، فالله عز وجل سمى شرعه روحاً؛ لأن الروح تكون بها الحياة، فإذا فقد الإنسان هداية الشرع يكون ميتاً، كما قال عز وجل:{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } [الأنعام:122]، ووصف الكفار فقال:{ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [النحل:21]، فإن كانوا يحيون حياة يأكلون فيها ويشربون فهي حياة البهائم، فهم لا يحيون الحياة الطيبة التي يحبها الله عز وجل ويرضاها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرءاً سمع منا مقالة فبلغه كما سمعه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، فنضارة الوجه تكون نتيجة لنضارة القلب، والجزاء من جنس العمل، فهو كما نضر الشريعة، وجعلها غضة طرية بأن حفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبثه وعلمه، كذلك ينضر الله عز وجل قلبه، وينضر وجهه وجوارحه، وكذلك كما أحيا قلوب الناس بشرع الله عز وجل يحيي الله عز وجل قلبه وينضر قلبه، ومن شارك في الدعوة إلى الله عز وجل يعلم كيف تحيا القلوب بالدعوة، ويعلم كيف تكون الدعوة من أعظم أسباب زيادة الإيمان. فنسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمالنا وفي أعمارنا. [/grade][/center][/SIZE]