- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: جيفارا الذي لا يعرفه أحد (دقات : محمد سنجر)

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847

    :014: جيفارا الذي لا يعرفه أحد (دقات : محمد سنجر)






    ( الدقة الأولى )
    ( وقع الخبر على رأسي كالصاعقة ،
    دارت الدنيا من حولي ،
    زاغ بصري ،
    غير معقول ، لا لا لا يمكن .
    اغتصب مسامعي صوته الأجش )
    ـ الإذاعة أعلنت الخبر الآن .
    ( صرخت بأعلى صوتي )
    ـ لا ا ا ا ا ا ا ، كذب ، خداع ، إفك ......
    ( تجمع الناس حولي ، جريت كالمجنون أحاول الهروب ، صرخت فيهم )
    ... أيها الكاذبون ، أيها الخادعون ......
    ( و لا حياة لمن تنادي ، خشب مسندة تلفني ، هذه الوجوه السلبية الجامدة ، انحنيت أتناول حفنة من تراب )
    .... لا ، لم يمت ، لم يمت ، لم يمت ...
    (قذفتهم بها )
    ... لماذا تنظرون إلي هكذاااااااااااااااااا ؟
    ... أنا لست مختلا عقليا أيها التعسون ، لااااااااا ....
    ( تناولت أخرى و قذفتهم و أخرى )
    ... لا يمكن أن يموت ، إنه أكبر من أن تصرعه رصاصة غادرة ....
    ( اقتربت منهم ، ضاقت الدائرة من حولي )
    ... نعم هو أكبر من أن يسقط و لم يكمل ما بدأه أو يحقق ما أراد ....
    هل نسيتم ؟
    كم مرة أكد فيها الأوغاد أنه مات ؟؟؟؟
    هه ؟؟؟
    كم مرة قالوا أنه قضى نحبه من قبل ؟؟؟؟؟
    و لكنه سرعان ما كان يخرج علينا ليفضح كذبهم ،
    أليس كذلك ؟
    أرجوكم ، فليرد علي أحد ...
    ( ترقرقت صورتهم بعيني ، سقطت جالسا على الأرض ، حاولت كبت هذا البكاء الذي يغلي بصدري )
    ... أرجوكم ، بالله عليكم ، ألم يحدث هذا من قبل ؟؟؟؟
    ( عندها وضعت رأسي أرضا ، أجهشت بالبكاء ، رفعت نظري إليهم مستعطفا )
    ... أرجوكم فليكذب أحدكم الخبر ، بالله عليكم ...
    ( طالعتني آلاف من عيون البائسين الجياع من حولي ، انحنت رؤوس العاطلين المكبوتين المضطهدين ،
    ترقرقت الدموع بأعين الطامحين إلى لقمة العيش ،
    حزن اختلط بيأس و خوف و ذل في خنوع لفني ،
    احتضن (الشيخ إمام) عوده كما تحتضن الأم طفلها ،
    حاول أن يتغلب على أوجاعه ، خرجت الحروف من فمه مرتعشة تتحشرج )
    ـ جيفارا مات ، جيفارا مات ،
    آخر خبر ف الراديوهات ،
    و ف الكنايس ، والجوامع ،
    و ف الحواري ، و الشوارع ،
    جيفارا مات ، و اتمد حبل الدردشة و التعليقات ،
    مات المناضل المثال ، يا ميت خسارة ع الرجال ،
    مات الجدع فوق مدفعه جوه الغابات ،
    جسد نضاله بمصرعه ومن سكات ،
    جيفارا مات ، جيفارا مات ......
    ( وجدتني أقف ، أضع يدي على فم الشيخ إمام ، أسحب بيدي الأخرى العود من بين يديه ، أصرخ فيهم )
    ـ لا لم يمت ، جيفارا لم يمت يا شيخ إمام ؟ أليس كذلك ؟
    عم احمد ، جيفارا لم يمت يا عم أحمد ، هه ؟؟؟
    أرجوكم كذبوا الخبر ،
    جيفارا أكبر من أن تقتله رصاصة غدر ، ابحثوا عنه في كل مكان ، ابحثوا عنه وسط الغابات ، ابحثوا عنه حيثما يوجد الفقراء و المساكين ،
    لقد وعدنا بتحرير فلسطين ، نعم لقد أقسم أمام عيني بتحرير العراق و الشيشان ، وعدني بعالم يخلو من الذل و المهانة ، ابحثوا عنه حيث يوجد اليأس و الخوف و الذل و حتما ستجدونه حيا ،
    أليس هو من قال : أينما وجد الظلم فذاك وطني ،
    ابحثوا عنه في قلب كل فقير و جائع ، ابحثوا عنه في مصر ، في مستنقعات كوبا ، فتشوا عنه في أدغال الكونغو ،
    ( دققت كل الأبواب )
    أنادي بعلو صوتي :
    ـ أيها التعساء ، ابحثوا عن جيفارا في البوسنة و الهرسك ،
    ابحثوا عنه في تشيلي ، كولومبيا ، جواتيمالا ، اسألوا عنه في بوليفيا ،
    ستجدونه حيث يوجد المساكين ،
    ستجدونه حتما ،
    نعم فبقلب جيفارا نار تشتعل ،
    تدفعه دفعا ليقف في صف كل مظلوم على وجه الأرض ، إلى جانب المعذبين في شتى أنحاء العالم ...
    ( أرفع يدي عاليا )
    ... يحمل الشعلة لينير الطريق أمام ملايين البؤساء ...
    ( أمسك بأيدي الأطفال )
    ... يأخذهم إلى الحرية و الحق و العدالة ،
    جيفارا هو الثورة تمشي على قدمين ، لا يعرف التراجع لقلبه سبيل ، متواضعا لا يتسرب الهوى لنفسه ...
    ( أربت على كتف أحدهم )
    ... جيفارا الرفيق الرقيق الودود ...
    ( انطلقت أصرخ ثانية )
    ... و لهذا فهو جيفارا الذي تعرفونه جيدا ،
    جيفارا الذي كبر في أعيننا يوما بعد يوم حتى صار هذه الأسطورة ، نعم أصبح هذه الأسطورة التي نحلم بها و يحلم بها كل مسكين جائع مظلوم في هذا العالم ،
    و بعد كل هذا تقولون أنه مات ؟؟؟
    لا و ألف لا ، جيفارا لم يمت ،
    لم يمت ، لا لا لا لم يمـــــــــــــــت .
    ( يتبع )

  2. #2
    الصورة الرمزية ابن العميد
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    رقم العضوية : 42682



    محمد سنجر

    الله الله

    ما أحوجنا إلى جيفارا يا صديقي

    يااااااااااااااه ما أشد حوجتنا إليه

    لعله يمسح عنا القليل من الذل والعار والمهانة

    وهل يقبل بنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    [align=center] الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يخجل لأنه يفعل ما يخجل[/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العميد مشاهدة المشاركة
    محمد سنجر

    الله الله

    ما أحوجنا إلى جيفارا يا صديقي

    يااااااااااااااه ما أشد حوجتنا إليه

    لعله يمسح عنا القليل من الذل والعار والمهانة

    وهل يقبل بنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    بارك الله فيك
    أخي الحبيب
    ابن العميد

    من أقواله

    لا وجود للمحررين ، فالشعوب يجب أن تحرر نفسها بنفسها

  4. #4
    الصورة الرمزية ابن الاسلام
    تاريخ التسجيل : May 2007
    رقم العضوية : 24623



    مشاركة رائعة جدا

    جزاك الله كل خير اخي محمد سنجر

    تحيتي لك

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة {{البرق}} مشاهدة المشاركة
    مشاركة رائعة جدا

    جزاك الله كل خير اخي محمد سنجر

    تحيتي لك
    و جزاكم الله خيرا
    البرق
    ارجو ان تتابعوا بقية الحلقات

  6. #6
    الصورة الرمزية طالبة الجنة
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    رقم العضوية : 28936
    الاقامة : فى ملكــ الله ـــوت
    المشاركات : 1,825
    هواياتى : الـــ ـــدرر
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 243
    Array



    أخى الفاضل"محمد سنجر"

    مشكوووووووووور أخى على طرحك الراااااااااائع

    حفظك ربى من كل سوء
    قال تعــالى
    ( وَإِذَاسَأَلَكَ عِبَادِى عَنّى فَإِنّىِ قَرِيبُ أُجِيبُ دَعْوَةَ اْلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لىِ وَلْيُؤمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )


    [flash=https://dorarr.ws/forum/uploaded/10825/dd1.swf]WIDTH=500 HEIGHT=200[/flash]

  7. #7
    الصورة الرمزية طيف
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    رقم العضوية : 33870



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سنجر مشاهدة المشاركة

    و بعد كل هذا تقولون أنه مات ؟؟؟
    لا و ألف لا ، جيفارا لم يمت ،
    لم يمت ، لا لا لا لم يمـــــــــــــــت .
    و هذا ما يبغيه الاسلام من كل فرد ان يكون اسطورة رغم موته

    و في تاريخنا الكثير .... خملت النفوس فصرنا هباءً لا اسطورة

    يبقى جيفارا .....اسطورة ..و اسطورة الاسطور

    بورك لك و فيك اخي الكريم // محمد سنجر

    نتابع
    [align=center]





    .•°°·. اللهم أعني و لا تعن عليّ و انصرني و لا تنصر عليّ. و امكر لي و لا تمكر بي ، و اهدني و يسر الهدى إليّ ، و انصرني على من بغى عليّ ،رب اجعلني لك شكّارا. لك ذكّارا. رهّابا لك. مطواعا لك .مخبتا إليك. أواها منيبا ، رب تقبل توبتي . و اغسل حوبتي. وأجب دعوتي .و ثبت حجتي .و اهد قلبي .وسدد لساني. و اسلل سخيمة صدري•°°·.

    [glint] معذرة قلة تواجديي [/glint][glint]

    لا إله إلا الله[/glint]
    [/align]

  8. #8
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقه بيت الله مشاهدة المشاركة
    أخى الفاضل"محمد سنجر"

    مشكوووووووووور أخى على طرحك الراااااااااائع

    حفظك ربى من كل سوء
    جزاكم الله خيرا
    أختنا الفاضلة
    عاشقة بيت الله
    دمتم بحفظ الرحمن

  9. #9
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف مشاهدة المشاركة
    و هذا ما يبغيه الاسلام من كل فرد ان يكون اسطورة رغم موته

    و في تاريخنا الكثير .... خملت النفوس فصرنا هباءً لا اسطورة

    يبقى جيفارا .....اسطورة ..و اسطورة الاسطور

    بورك لك و فيك اخي الكريم // محمد سنجر

    نتابع
    جزاكم الله خيرا
    أختنا الفاضلة
    طيف
    و بورك لكم و فيكم بإذن الله
    للموضوع بقية
    إن شاء الله
    إن كان في العمر بقية
    دمتم بحفظ الله

  10. #10
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    ( الدقة الثانية )

    مازال صوت الشيخ إمام في أذني ينشد )
    ( جيفارا مات ، جيفارا مات )
    أخذت أتمتم :
    ـ لا لم يمت ، سأبقى العمر كله أبحث عنه في كل مكان .
    ( أعادني صوت دقات القطار على سندان القضبان الحديدية إلى حيث أجلس ،
    أخذ القطار يأرجحنا ذات اليمين و ذات اليسار ،
    نظرت من نافذة القطار فإذا به يشق السهول الشاسعة التي اكتست باللون الأخضر ،
    أضفت عليه أشعة غروب الشمس طيف برتقالي شاحب ،
    أخذت أراقب قطيع السحب البنفسجية التي شتتها الرياح هنا و هناك ،
    ما هي إلا لحظات حتى بدأ الظلام يخيم على المشهد ،
    بدأت أتحول بنظري إلى داخل القطار ،
    كانت إحدى عربات الدرجة الثالثة التي أجلس بها ،
    كان الضوء بها خافتا لا يكفي لرؤية الوجوه من حولي بوضوح ،
    تتسلل بين الحين و الآخر من خلال النوافذ خطوط الضوء تركض فوق الملابس و الوجوه ،
    ألمح خلال ومضات الضوء البارقة وجوه منكسرة ،
    صبغت الشمس بشرتهم بلون أديم الأرض ،
    عائدون كعادتهم كل مساء إلى ديارهم بعد واحدة من رحلاتهم اليومية للعمل بحقول الأغنياء ،
    كانت تجلس بمواجهتي سيدة نحيفة نقشت السنوات العجاف على وجهها سجلا من الأسى و المعاناة ،
    كانت تحمل فوق ركبتيها منديل الصبر ،
    تصره على ما جاد به أصحاب المزارع التي تعمل بها ،
    صوت اعتصار معدتها الخاوية تحرش بمسامعي ،
    عندها لمحت ظلال أفراخها الجياع تتراقص بمقلتيها ، يستقبلونها مهللين ، يقفزون لينالوا من فمها العطايا ،
    تحاول أن تمنع لمعة أسنانها التي كادت أن تتسلل من بين شفتيها لكنها تفشل ،
    لمحتني انظر إليها ، ازدادت ابتسامة الرضا اتساعا ،
    وضعت كفها خجلة على فمها ، حاولت تبادل أطراف الحديث معها )
    ـ مرحبا .
    ـ مرحبا يا بني ، يبدو انك لست أرجنتينيا ، أليس كذلك ؟
    ـ نعم إنما أنا هنا للبحث عن صديق قديم اسمه جيفارا ؟
    هل تعرفينه ؟
    ( قفزت من عينيها علامات الاستفهام ، حاولت تنشيط ذاكرتها )
    ـ جيفارا ، جيفارا ؟؟ إرنستو جيفارا دي لا سيرنا ؟؟
    ( لوت شفتيها و هزت رأسها و كأنها لا تفهم ما أقول ،
    عندها مالت إلى الرجل الذي يجلس بجوارها و سألته )
    ـ هل تفهم ماذا يقول ؟
    ( عندها وجهت سؤالي إليه )
    ـ هل تعرف جيفارا ؟
    ( هز الرجل رأسه أحسست انه أيضا لا يفهمني ، عندها ناديت بالجالسين )
    ـ ألا يوجد أحد أرجنتيني هنا ؟
    ( عندها رفع جميع الجالسين أيديهم ، قال احدهم )
    ـ نعم أنا أرجنتيني ، ماذا تريد ؟
    ـ ألا يعرف أحدكم جيفارا ؟
    ( خيم الصمت على الجميع ،
    عندها تذكرت أنهم يطلقون عليه ( تشي ) فقلت لهم )
    ـ هل يعرف أحدكم تشي ؟ تشي جيفارا ؟
    ( عندها لمعت أعينهم و كأنهم فهموا ما أقصده أخيرا )
    قال أحدهم :
    ـ تشي جيفارا ؟ ( نطقها بالجيم غير المعطشة )
    نعم ، نعم ، ( وجه كلامه لمن حوله ) يقصد الهارب .
    ـ هل تعرفونه ؟
    ( قال آخر )
    ـ نعم أنا أعرف ( تشي ) .
    ـ هل تعرفون أين أجده ؟
    ( ارتفعت ضحكات الجميع ، حاول بعضهم التماسك )
    قال أحدهم :
    ـ عذرا ، هل تبحث عن تشي جيفارا بالأرجنتين ؟
    ـ أو ليس أرجنتينيا ؟
    ( قاطعني آخر )
    ـ لا لم يكن يوما أرجنتينيا .
    ( قالت المرآة )
    ـ نصيحتي لك يا بني ، ابحث عنه في أي مكان آخر إلا هنا .
    ( قاطعتها امرأة أخرى )
    ـ اذهب و ابحث عن جيفارك هذا في جواتيمالا ، أو كوبا ، أو بوليفيا ، أو الكونغو ، و لكن نصيحتي لك ألا تحزن على قطعك كل هذه المسافات ، فأنت تجري وراء سراب .
    ( سألني الرجل الجالس بجواري )
    ـ من أي البلاد أنت ؟
    ـ أنا عربي .
    ـ هل في بلادكم يمكن أن يترك الرجل أهله و يرحل ؟
    هل يمكنك مثلا أن تترك أطفالك الصغار ضائعين مشردين لا عائل لهم بحجة أنك ذاهب لتعتني بأطفال مشردين في بلد آخر ؟
    هل هذه رجولة و بطولة في نظركم ؟
    ـ عفوا سيدي ، و لكنه رحل بعد أن أصبح طبيبا حتى يساعد الفقراء و المحرومين و المرضى مثل المصابين بالجذام مثلا في بلاد أمريكا اللاتينية .
    ( ضحك الجميع مرة أخرى ، لمحت الدموع تترقرق في عيون المرأة التي تجلس أمامي و قالت )
    ـ هل تضحك على نفسك أم تظن انك تضحك على أناس أميين لا يقرئون و لا يكتبون مثلنا ؟
    أو ليس هنا فقراء في الأرجنتين ؟؟؟؟
    أو ليس هنا مرضى كانوا في أمس الحاجة إليه ؟
    ( قاطعها رجل آخر )
    ـ لقد كان شخصا غاية في الأنانية ، (تشي) لم يحب في هذا العالم إلا نفسه فقط .
    ( قال آخر )
    ـ كان مثله (أنا و بعدي الطوفان) ، بالله عليك ألم يترك والده و والدته المسكينة التي أخذت تبكيه ليل نهار و رحل ؟
    ألم يترك زوجته الأولى هيلدا و رحل ؟
    ألم يترك زوجته الثانية و أولاده منها في كوبا و رحل ؟
    ( قالت المرأة )
    ـ من لا خير فيه لأهله فلا خير فيه للغرباء ؟؟؟؟؟
    ـ عفوا ، و لكنه كان مطاردا من المخابرات المركزية كما علمت .
    ( قال الرجل بجواري )
    ـ أية مخابرات مركزية التي تطارد طالبا أنهى دراسة الطب أيها الأبله ؟؟؟؟؟
    ( حاولت الدفاع عنه )
    ـ أنتم تظلمون الرجل فلقد كان رجلا رومانسيا رقيقا ودودا رحل وقتها لإشباع هوايته بالتصوير و اصطياد الفراشات .
    ( قال الرجل بجواري )
    ـ هل البطولة عندكم أيضا اصطياد و قتل الفراشات لا لشيء إلا لمجرد أن تزين بألوانها غرفتك ؟؟؟؟
    أي رومانسية و رقة في هذا بالله عليك ؟؟؟؟
    ـ لا لا لا ، انتم تظلمون جيفارا ، أنتم تتحاملون عليه ،
    رجل مثل جيفارا يجب أن تفخروا به ،
    يجب أن يكون قدوة و مثالا لكل الأرجنتينيين .
    ( ردت المرأة بصوت مرتفع و كأن صبرها قد نفذ)
    ـ و ماذا فعل لأهله و للأرجنتين و فقراء و مرضى الأرجنتين؟
    ( عندها توقف القطار )
    ـ عفوا فلابد لي أن أنزل بهذه المحطة .
    ( حملت حقيبتي و نزلت ، تتبعتني عيونهم و أنا أقف على الرصيف ، بدأ القطار في التحرك ببطء ، أخرج البعض رأسه من نوافذ القطار يلوحون لي بأيديهم ، عندها رفعت صوتي لكي يسمعني الجميع )
    ـ فإذا لم يكن جيفارا مثالا لكم كما تقولون ، فمن يكون مثلكم الأعلى إذن ؟
    ( عندها بدأ أحدهم يفك أزرار قميصه فظهرت صورة مرسومة على ملابسه الداخلية ، ثم قال )
    ـ دييجو أرماندو مارادونا .
    ( صرخت )
    ـ مدمن المخدرات ؟؟؟؟؟؟
    ( رد أحدهم بصوت عالي )
    ـ كلاهما ليس قديسا أيها الأبله .
    ( عندها علا التصفيق بينما بدأ القطار يبتعد رويدا رويدا ، إلا أن صوتهم ملأ الفضاء من حولي ، أخذوا يتغنون )
    ـ مارادونا ، مارادونا ، مارادونا .


    ( يتبع )

  11. #11
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    ( الدقة الثانية )

    مازال صوت الشيخ إمام في أذني ينشد )
    ( جيفارا مات ، جيفارا مات )
    أخذت أتمتم :
    ـ لا لم يمت ، سأبقى العمر كله أبحث عنه في كل مكان .
    ( أعادني صوت دقات القطار على سندان القضبان الحديدية إلى حيث أجلس ،
    أخذ القطار يأرجحنا ذات اليمين و ذات اليسار ،
    نظرت من نافذة القطار فإذا به يشق السهول الشاسعة التي اكتست باللون الأخضر ،
    أضفت عليه أشعة غروب الشمس طيف برتقالي شاحب ،
    أخذت أراقب قطيع السحب البنفسجية التي شتتها الرياح هنا و هناك ،
    ما هي إلا لحظات حتى بدأ الظلام يخيم على المشهد ،
    بدأت أتحول بنظري إلى داخل القطار ،
    كانت إحدى عربات الدرجة الثالثة التي أجلس بها ،
    كان الضوء بها خافتا لا يكفي لرؤية الوجوه من حولي بوضوح ،
    تتسلل بين الحين و الآخر من خلال النوافذ خطوط الضوء تركض فوق الملابس و الوجوه ،
    ألمح خلال ومضات الضوء البارقة وجوه منكسرة ،
    صبغت الشمس بشرتهم بلون أديم الأرض ،
    عائدون كعادتهم كل مساء إلى ديارهم بعد واحدة من رحلاتهم اليومية للعمل بحقول الأغنياء ،
    كانت تجلس بمواجهتي سيدة نحيفة نقشت السنوات العجاف على وجهها سجلا من الأسى و المعاناة ،
    كانت تحمل فوق ركبتيها منديل الصبر ،
    تصره على ما جاد به أصحاب المزارع التي تعمل بها ،
    صوت اعتصار معدتها الخاوية تحرش بمسامعي ،
    عندها لمحت ظلال أفراخها الجياع تتراقص بمقلتيها ، يستقبلونها مهللين ، يقفزون لينالوا من فمها العطايا ،
    تحاول أن تمنع لمعة أسنانها التي كادت أن تتسلل من بين شفتيها لكنها تفشل ،
    لمحتني انظر إليها ، ازدادت ابتسامة الرضا اتساعا ،
    وضعت كفها خجلة على فمها ، حاولت تبادل أطراف الحديث معها )
    ـ مرحبا .
    ـ مرحبا يا بني ، يبدو انك لست أرجنتينيا ، أليس كذلك ؟
    ـ نعم إنما أنا هنا للبحث عن صديق قديم اسمه جيفارا ؟
    هل تعرفينه ؟
    ( قفزت من عينيها علامات الاستفهام ، حاولت تنشيط ذاكرتها )
    ـ جيفارا ، جيفارا ؟؟ إرنستو جيفارا دي لا سيرنا ؟؟
    ( لوت شفتيها و هزت رأسها و كأنها لا تفهم ما أقول ،
    عندها مالت إلى الرجل الذي يجلس بجوارها و سألته )
    ـ هل تفهم ماذا يقول ؟
    ( عندها وجهت سؤالي إليه )
    ـ هل تعرف جيفارا ؟
    ( هز الرجل رأسه أحسست انه أيضا لا يفهمني ، عندها ناديت بالجالسين )
    ـ ألا يوجد أحد أرجنتيني هنا ؟
    ( عندها رفع جميع الجالسين أيديهم ، قال احدهم )
    ـ نعم أنا أرجنتيني ، ماذا تريد ؟
    ـ ألا يعرف أحدكم جيفارا ؟
    ( خيم الصمت على الجميع ،
    عندها تذكرت أنهم يطلقون عليه ( تشي ) فقلت لهم )
    ـ هل يعرف أحدكم تشي ؟ تشي جيفارا ؟
    ( عندها لمعت أعينهم و كأنهم فهموا ما أقصده أخيرا )
    قال أحدهم :
    ـ تشي جيفارا ؟ ( نطقها بالجيم غير المعطشة )
    نعم ، نعم ، ( وجه كلامه لمن حوله ) يقصد الهارب .
    ـ هل تعرفونه ؟
    ( قال آخر )
    ـ نعم أنا أعرف ( تشي ) .
    ـ هل تعرفون أين أجده ؟
    ( ارتفعت ضحكات الجميع ، حاول بعضهم التماسك )
    قال أحدهم :
    ـ عذرا ، هل تبحث عن تشي جيفارا بالأرجنتين ؟
    ـ أو ليس أرجنتينيا ؟
    ( قاطعني آخر )
    ـ لا لم يكن يوما أرجنتينيا .
    ( قالت المرآة )
    ـ نصيحتي لك يا بني ، ابحث عنه في أي مكان آخر إلا هنا .
    ( قاطعتها امرأة أخرى )
    ـ اذهب و ابحث عن جيفارك هذا في جواتيمالا ، أو كوبا ، أو بوليفيا ، أو الكونغو ، و لكن نصيحتي لك ألا تحزن على قطعك كل هذه المسافات ، فأنت تجري وراء سراب .
    ( سألني الرجل الجالس بجواري )
    ـ من أي البلاد أنت ؟
    ـ أنا عربي .
    ـ هل في بلادكم يمكن أن يترك الرجل أهله و يرحل ؟
    هل يمكنك مثلا أن تترك أطفالك الصغار ضائعين مشردين لا عائل لهم بحجة أنك ذاهب لتعتني بأطفال مشردين في بلد آخر ؟
    هل هذه رجولة و بطولة في نظركم ؟
    ـ عفوا سيدي ، و لكنه رحل بعد أن أصبح طبيبا حتى يساعد الفقراء و المحرومين و المرضى مثل المصابين بالجذام مثلا في بلاد أمريكا اللاتينية .
    ( ضحك الجميع مرة أخرى ، لمحت الدموع تترقرق في عيون المرأة التي تجلس أمامي و قالت )
    ـ هل تضحك على نفسك أم تظن انك تضحك على أناس أميين لا يقرئون و لا يكتبون مثلنا ؟
    أو ليس هنا فقراء في الأرجنتين ؟؟؟؟
    أو ليس هنا مرضى كانوا في أمس الحاجة إليه ؟
    ( قاطعها رجل آخر )
    ـ لقد كان شخصا غاية في الأنانية ، (تشي) لم يحب في هذا العالم إلا نفسه فقط .
    ( قال آخر )
    ـ كان مثله (أنا و بعدي الطوفان) ، بالله عليك ألم يترك والده و والدته المسكينة التي أخذت تبكيه ليل نهار و رحل ؟
    ألم يترك زوجته الأولى هيلدا و رحل ؟
    ألم يترك زوجته الثانية و أولاده منها في كوبا و رحل ؟
    ( قالت المرأة )
    ـ من لا خير فيه لأهله فلا خير فيه للغرباء ؟؟؟؟؟
    ـ عفوا ، و لكنه كان مطاردا من المخابرات المركزية كما علمت .
    ( قال الرجل بجواري )
    ـ أية مخابرات مركزية التي تطارد طالبا أنهى دراسة الطب أيها الأبله ؟؟؟؟؟
    ( حاولت الدفاع عنه )
    ـ أنتم تظلمون الرجل فلقد كان رجلا رومانسيا رقيقا ودودا رحل وقتها لإشباع هوايته بالتصوير و اصطياد الفراشات .
    ( قال الرجل بجواري )
    ـ هل البطولة عندكم أيضا اصطياد و قتل الفراشات لا لشيء إلا لمجرد أن تزين بألوانها غرفتك ؟؟؟؟
    أي رومانسية و رقة في هذا بالله عليك ؟؟؟؟
    ـ لا لا لا ، انتم تظلمون جيفارا ، أنتم تتحاملون عليه ،
    رجل مثل جيفارا يجب أن تفخروا به ،
    يجب أن يكون قدوة و مثالا لكل الأرجنتينيين .
    ( ردت المرأة بصوت مرتفع و كأن صبرها قد نفذ)
    ـ و ماذا فعل لأهله و للأرجنتين و فقراء و مرضى الأرجنتين؟
    ( عندها توقف القطار )
    ـ عفوا فلابد لي أن أنزل بهذه المحطة .
    ( حملت حقيبتي و نزلت ، تتبعتني عيونهم و أنا أقف على الرصيف ، بدأ القطار في التحرك ببطء ، أخرج البعض رأسه من نوافذ القطار يلوحون لي بأيديهم ، عندها رفعت صوتي لكي يسمعني الجميع )
    ـ فإذا لم يكن جيفارا مثالا لكم كما تقولون ، فمن يكون مثلكم الأعلى إذن ؟
    ( عندها بدأ أحدهم يفك أزرار قميصه فظهرت صورة مرسومة على ملابسه الداخلية ، ثم قال )
    ـ دييجو أرماندو مارادونا .
    ( صرخت )
    ـ مدمن المخدرات ؟؟؟؟؟؟
    ( رد أحدهم بصوت عالي )
    ـ كلاهما ليس قديسا أيها الأبله .
    ( عندها علا التصفيق بينما بدأ القطار يبتعد رويدا رويدا ، إلا أن صوتهم ملأ الفضاء من حولي ، أخذوا يتغنون )
    ـ مارادونا ، مارادونا ، مارادونا .


    ( يتبع )

  12. #12
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    ( الدقة الثالثة )




    ( اختبأنا بين سيقان القصب حتى غربت الشمس ،
    بدأنا نتجهز للرحيل ،
    عندما خيم الظلام ،
    زحفنا باتجاه الأسلاك الشائكة ،
    أخذ يقص الأسلاك بمقصه الحديدي ،
    سرعان ما فتح فجوة كافية ،
    و بينما زحفت بقعة الضوء مبتعدة عنا ، تسللنا إلى داخل القاعدة العسكرية ،
    جريت خلفه و اختبأنا خلف إحدى الدبابات ،
    وضع يده على فمي يحبس أنفاسي ،
    مر بعض الجنود السكارى بجوارنا عائدين إلى ثكناتهم ،
    رحلوا و لم يشعر أحد منهم بوجودنا ،
    تنهدنا اطمئنانا ،
    جرى إلى أحد الأبواب ،
    فتحه برفق ، دخلنا إلى داخل الغرفة ، همس بأذني )
    ـ هذه هي غرفته ، انتظره هنا ، أما أنا فسأرحل حتى لا أتعرض للمحاكمة .
    ( فجأة سمعنا أصوات تقترب ، دار المفتاح في الباب ،
    قفزنا بسرعة نختبئ خلف الستائر الحمراء ،
    أحسست بقلبي يكاد يقفز من صدري ،
    نظرت إلى الباب ، فإذا بظل رجلين يهمان بالدخول ،
    اتجه احدهما إلى أحد المقاعد و ألقى نفسه فوقه ، و أخرج سيجارا و أشعله ، في هذه اللحظات قام الرجل الآخر بجذب الخيط النازل من المصباح المتدلي بمنتصف الغرفة فأشعلها ،
    سقطت بقعة الضوء فوق وجه الرجل الجالس فإذا به (جيفارا) ،
    و قف الرجل الآخر و قد أدار لنا ظهره و قال :
    ـ لابد أن ترحل ( تشي ) لا مكان لك هنا بعد الآن .
    ( نظر إليه ( جيفارا ) نظرة استنكار و نفث دخان سيجارته ثم قال :
    ـ أرحل ؟ هل ستحل المشكلة بهذه الطريقة ؟
    ـ ( تشي ) أنت من وضعت نفسك بهذا الموقف ، لقد حذرتك أكثر من مرة ، قلت لك لا داعي لأن تتهجم على السوفيت ، و حذرتك من أنك تغضبهم بهذه التصريحات الغير مسئولة .
    ـ و أنا قلت لك أيضا أنني احتقر هؤلاء البيروقراطيين ، و قلت لك مرارا أنني أكره هذا الاتكال على السوفيت و لابد من البحث عن وسائل أخرى لتمويلنا .
    ـ كنت تريدنا أن نرتمي بأحضان (ماو تسي تونج ) ؟ و دائما كنت أقول لك أننا يجب أن نمسك العصا من المنتصف ،
    لا فائدة من كل هذا الآن ،
    ( تشي ) برغم اختلاف وجهات نظرنا و علمي التام بأن لك بعض التحفظات على معتقداتي الاجتماعية ،
    و برغم أنني غضبت منك لجعل أخي يعتنق الشيوعية و أدخلته في عضوية الحزب و أخفيتما الأمر عني ،
    برغم كل هذا إلا انك تعلم جيدا أنك رفيق كفاحي و صديقي الوحيد ، و تعرف أيضا مدى محبتي لك ،
    من هذا المنطلق فقط أطلب منك الرحيل ، فوجودك خطر على حياتك ، سيقتلونك، حاول أن تفهم ، لقد وصل الأمر إلى طريق مسدود ، لقد أطلقوا النار عليك أمامي .
    ـ و ما موقفك أنت مما يحدث ؟ هل ستبقى مكتوف الأيدي كعادتك ؟ لا فائدة ، نعم لا فائدة ، قلت لك يوما أن سلبيتك هذه ستقضي عليك يوما ما ، هل تذكر ؟
    عندما أمرت بإعطاء الدواء للأسرى لكي يتولوا العناية بالجرحى ؟ وقتها وقفت في وجهك و قلت لك : لا ، يجب أن نوفر الأدوية لجرحانا نحن ، و صممت أنت على رأيك و قمت بتوزيع الأدوية بنفسك على جميع الجرحى، هل تذكر؟ حتى أعداء الثورة كنت متساهلا معهم ،
    إياك أن تعتقد أنك كنت ستصل إلى ما وصلت إليه الآن بدون حزمي و صرامتي ،
    و الآن جاء دورك لتكون حازما و صارما و لو لمرة واحدة.
    ـ و ما هو الذي تطلبه مني كي أكون صارما و حازما من وجهة نظرك ؟
    أن أقتلهم جميعا من أجلك ؟
    ( تشي ) هو نفسه ( تشي ) لم يتغير ،
    ألا تكفيك كل هذه الدماء التي أرقتها بحجة تأمين الثورة من معارضيها ؟ لا ، لا يمكن أن أسمح لك بإراقة المزيد من الدماء ، لا مزيد من الدماء ، حاول أن تفهم ، رحيلك سيحل كل هذه المشاكل، أرجوك ( تشي ) إنه آخر رجاء سأطلبه منك .
    ـ هل تذكر عندما تعارفنا في منزل (ماريا أنتوني) ؟ وقتها رجوتني للمجيء معك إلى كوبا ، يا لسخرية القدر ، و الآن ترجوني لأرحل عن كوبا ؟
    في يوم من الأيام بينما نسير وسط المستنقعات ، تساءلنا عن الشخص الذي يمكن أن نخبره في حال موتنا ، عندها تيقنا فقط أن الموت يقترب منا ، و أيقنا جميعا أنه من الممكن أن نموت في أية لحظة ، يمكن أن أدفع روحي ثمنا لحرية كوبا ، و يبقى الجبناء ليحصدوا ما زرعناه ،
    أما اليوم بعدما أصبح كل شيء لكم ،
    فلا ثمن لروحي ، أصبحت الآن بلا ثمن ؟
    هل تعرف أن خطئي الوحيد ، هو أنني لم أفهمك من المرة الأولى التي التقينا فيها ،
    على العموم إذا كانت هذه رغبتك فلا حاجة لي بالبقاء ،
    و لكن ماذا ستقول للشعب الكوبي ؟
    ـ لا عليك فأنا أعلم كم هم متعلقون بك ، و ما علينا إلا أن نؤكد هذا التعلق ، فأنت من وجهة نظرهم البطل الذي حررهم ، أنت المناضل الأسطورة الذي يدافع عن الفقراء و المغلوبين على أمرهم ، و لكن أرجو أن تكتب رسالة تقول فيها انك خرجت طوعا لا كرها ، ستقول لهم خلالها أنك رجل لا تستطيع أن تتجمد داخلك دماء الثورة بالرضوخ للمناصب ، و أيضا يجب أن تؤكد على أنك لا تهتم متى و أين ستموت ، و أن ما تهتم به أن يبقى الثوار واقفين يملئون الأرض ضجيجا كي لا يغفل العالم و ينام بكل ثقله فوق أجساد الضعفاء و المظلومين ، هذه الكلمات الرنانة التي كانت تشعل الحماس داخلنا .
    ـ و زوجتي و أولادي ؟
    ـ سأضمن لهم عيشة كريمة فهم عائلة المجاهد البطل الذي حرر كوبا ، و لكن لي طلب واحد .
    ـ و ما هو هذا الشرط ؟
    ـ إنه طلب و ليس شرطا .
    ـ لا يهم فلا فارق بينهما عندي الآن ، ما هو طلبك ؟
    ـ ألا تذهب إلى فيتنام ، فأنت تعرف اشتعال الحرب الكلامية بيننا و بين أمريكا و لا نريد أن يكون وجدوك في فيتنام سببا في تأزم الموقف أكثر من هذا ، ثم انه هناك الكثير من الأماكن التي تستطيع أن تجد نفسك بها حرا طليقا ، هناك الكثير من الأماكن الغير مستقرة بأنحاء العالم ،
    كم كنت أتمنى أن أكون مثلك بدون واجبات ، و أعود و لو لساعة واحدة لأيام الحرية و الانطلاق ، و لكن تذكر و أنت في غمرة حريتك و انطلاقك أن كوبا تفتح لك ذراعيها في أي وقت تتأزم فيها الأمور ، و تذكر أيضا انك كوبي و كوبا لا يمكن أن تنسى أبنائها .
    ـ لا ، لا حاجة لي الآن بكوبا ، لقد خاب أملي بكل شيء ، حياتي ، أحلامي ، كل شيء ، كانت أمنيتي و حلمي أن أموت هنا بكوبا ، و لكن الآن و بعد ما حدث فلا حاجة لي بالبقاء ، يجب أن أرحل باحثا عن مكان أنسب للتخلص من حياتي ، و من الآن لا يربطني بكم أي شيء ، أي شيء .

    ( وقف (جيفارا) ، نزع سيجاره من فمه ، ألقاه أرضا ،
    فركه بحذائه ، ثم انطلق خارجا و لم يعقب)





    ( يتبـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــع )



  13. #13
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    ( الدقة الرابعة )


    رعد موجات الطائرات المحلقة فوقنا صم آذاننا ،
    برق انفجار القذائف المروعة التي تنهال فوق رؤوسنا يضيء الكون من حولنا ،
    أدخنة النيران التي اشتعلت بكل مكان يكاد يخنقنا ،
    هدير آلياتهم العسكرية تقتلع كل شيء في طريقها ،
    هرج و مرج هنا و هناك ، اختلط الحابل بالنابل ،
    أمطرونا بوابل من الرصاص ،
    وجدتني أغرق بمستنقع من الأوحال الدموية ،
    أرفع رأسي فلا أبصر إلا الدم يصبغ الأشياء من حولي ،
    أرى رجلا هناك يحاول يائسا تثبيت رايتنا التي تتلاعب بها الرياح ، جاءته رصاصة غادرة فجرت رأسه ،
    رشات من الدماء الذكية خضبت وجهي المذعور ،
    تراقص المشهد بعيني ،
    منذ قليل عندما طلب مني أن أكتب عليها بالعربية
    ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ،
    صرخات الفارين من النساء و الأطفال تملأ الفضاء ،
    وجدت امرأة تصرخ تحاول الفرار ، كانت تمسك بقوة ذراع طفلها الذي فقد جسده ،
    اتسعت عيون الذين يحاولون الفرار من هول الكارثة ،
    انزلق البعض و هم يحاولون الخروج من مستنقعات دماء الملايين من الجثث التي تكومت هنا وهناك ،
    يزحفون بكل ما آتاهم الله من قوة للفرار من هذا الجحيم ،
    انفجار هائل مزق المشهد بعيني ،
    حاولت الفرار ، تعثرت ، ارتطمت رأسي بالأرض ،
    مذاق الدماء مازال بفمي ،
    تدوسني أقدام الفارين ،
    تحاملت على ذراعي المتبقية ، أحاول عبثا النهوض ،
    بالكاد نجحت ، دخلنا إلى داخل المسجد الملجأ الوحيد الذي تبقى بعد القصف ،
    حاولت استبيان المشهد من حولي ،
    وجدت عيون ترمقني من بين الدخان الكثيف ،
    كان ممسكا ببندقية في يده ،
    حاول التغلب على آلامه و بادرني بابتسامة ،
    زحفت أجلس إلى جواره ،
    ناولني إناء به ماء ،
    أخذته منه ، تجرعت مما تبقى به )
    سألني بهدوء :
    ـ من أنت أيها الفتى ؟ و ما الذي أتى بك هنا ؟
    ملامحك ليست صينية ، يبدو لي أنك.. هندي .. عربي أو ...
    ـ أنا عربي .
    ـ و لكنني كنت أتابعك عن كثب ، لقد أبليت حسنا ، و لكن ما الذي أتى بك إلينا ؟
    و ا الدافع لديك للوقوف في صفنا ؟
    ـ لقد جئت أبحث عن المظلومين و المغلوبين ،
    نعم جئت أبحث عن صديقي جيفارا ،
    توقعت انه هنا ، نعم ، لابد انه هنا ،
    فلقد قال ( أينما يوجد الظلم فذاك وطني )
    و لا أرى في العالم أجمع ظلما أكثر مما أنتم فيه الآن ، و لذلك جئت أبحث عنه هنا .
    ـ و من صديقك هذا ؟ لم أسمع به هنا .
    ـ هو من يحس على وجهه بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم ، كل صفعة ،
    فما بالك بكل هذه الدماء ؟ و ما بالك بكل هذه الجماجم التي تكتسي بها الأرض حتى الأفق ،
    و لكن عندما أتيت و وجدتكم من إخوتي ، وجدت الدماء تغلي في عروقي ، كيف لي أن أرحل باحثا عنه و أنا أرى أطفال المسلمين يذبحون و تراق دمائهم أمام عيني ، كيف أرحل لأبحث عنه و أنا أرى أخواتي المسلمات يغتصبن أمام عيني ، ألستم مسلمون ؟
    ـ نعم يا بني و الحمد لله ، بارك الله فيك ، بارك الله فيك .
    ـ و لكن لماذا كل هذا ؟ و من هؤلاء الأوغاد ؟
    ـ هؤلاء من لا دين لهم .
    ـ لا دين لهم ؟
    ـ نعم يا بني ، فكما استباح السفاح ( ستالين ) دماء
    إحدى عشر مليونا من المسلمين ، استباح الصينيون
    دمنا ، ارتكبوا بحقنا الكثير من المذابح الجماعية ،
    بلغ عدد قتلانا مائة ألف ، ليس هذا فحسب بل استقدموا مهاجرين بأعداد كبيرة جدا ليستوطنوا ببلادنا لكي تقل نسبة المسلمين ،
    و غيروا اسم البلاد و جعلوها (سينجيانج ) ،
    ألغوا الملكية الفردية ، سرقوا كل أموالنا و بيوتنا و أرضنا ، أعلنوا أن الإسلام خارج عن القانون ، و يعاقب كل من يعامل به ، حرقوا المصاحف ، و كانوا يقذفون شيوخنا بنعالهم ، كانوا يجرون ورائي و يضربونني بعصيانهم يقذفونني بالحجارة حتى تسيل الدماء من رأسي ، منعونا من السفر للحج ، منعوا دخول أي من المسلمين إلينا ،
    هدموا مساجدنا و حولوا البقية إلى أندية لجنودهم ، جعلوا اللغة الصينية هي اللغة الرسمية ،
    استبدلوا الأحاديث النبوية بتعاليم و كلمات زعيمهم .
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أي بشر هؤلاء ؟
    ـ ليس هذا فقط ، بل أرغموا بناتنا و نساءنا على الزواج من الرجال الصينيين ، و كان أهم شعار لديهم هو ( الغوا تعاليم القرآن )
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و لماذا كل هذا ؟
    ـ بحجة القضاء على الثورة المضادة ـ كما فعلها ستالين بحجة تعرضه لمحاولة اغتيال ـ اعتقلوا الآلاف ،
    حكموا بالإعدام على أكثر من 800.000 شخص ،
    زعيمهم تفاخر بأنه دفن ست و أربعون ألفا من العلماء أحياءا ،
    ـ غير معقول ، لا لا ، غير معقول ، هناك بشر بهذه الوحشية و الدموية ؟ أي دين هذا و أي شرع و أية إنسانية هذه التي
    تتيح لأي إنسان مهما كانت سطوته و مهما كان جبروته أن يفعل بأخيه الإنسان شيء كهذا ؟
    و لكن صبرا ، ف و الله إنه سيأتي ليخلصكم مما أنتم فيه ، سيأتي لينقذكم من هذه المهانة ، سيخلصكم من هؤلاء الوحوش التي لا قلوب لهم ، نعم سيأتي ،
    لقد سمعته بأذني ،
    إنه يعتبركم أنتم الصينيين الخط الثوري الوحيد الجدير بالاحترام في هذا العالم ، لقد اختلف مع رفاقه أمامي ، لقد أطلقوا عليه النار لأنه غير مقتنع بما يفعله السوفيت ، لقد قال أنه يكن لكم انتم الصينيين كل المحبة و التقدير ، إنه يعشق زعيمكم عشقا ، لقد سمعته بأذني يقول :
    ( ماو تسي تونج ) هو الثوري الوحيد في هذا العالم .
    ( عندها جحظت عينا الرجل و ارتعد جسده بشدة ، حاول السيطرة على نفسه ، خرجت الكلمات متحشرجة من بين شفتيه المرتجفة )
    ـ من قال هذا ؟؟؟؟
    ـ صديقي ( جيفارا ) الذي أبحث عنه ، هذا الذي سيحرركم .
    ـ صديقك هذا المدعو ( جيفارا ) هو الذي سيحررنا ؟
    ـ نعم ، لقد أقسم أنه أينما يوجد المظلومين و الضعفاء فذلك وطني .
    ( ضرب الرجل كفا بكف )
    ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ،
    و تقول أيضا أنه يعشق ( ماو تسي تونج ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ـ نعم بل يرى أنه الخط الثوري الوحيد الصحيح في هذا العالم .
    ( أخذ الرجل يضحك و يضحك ، حتى رأيت الألم يسيطر على قسمات وجهه ،
    حاول المسكين السيطرة على ضحكاته و لا فائدة حتى أشفقت عليه من كثرة الضحك و الألم ، و أخيرا سيطر على لسانه )
    ـ أتبحث عن صديقك هنا ؟
    ـ نعم لقد سمعته يقول ....
    ( قاطعني الرجل )
    ـ يقول ؟؟؟؟
    صديقك هذا تبحث عنه على الجبهة الأخرى و ليس هنا .
    ـ على الجبهة الأخرى ؟؟؟؟؟؟
    ـ نعم يا بني فزعيمهم الذي كنت أحكي لك عنه و عن ما فعله بإخوانك المسلمين هو ( ماو تسي تونج ) الذي يعتبره صاحبك المدعو ( جيفارا ) الخط الثوري الوحيد في العالم ، و هؤلاء الصينيين الذي يعجب بهم صاحبك هم هؤلاء الذين حرقوا مصاحفنا و هدموا مساجدنا و سفكوا ماءنا و استحيوا نساءنا و قتلوا و صلبوا أبناءنا ،
    لا لشيء إلا لأننا مثلك مسلمون أيها الأبله .
    ( دارت الدنيا من حولي ،
    لم أحس بشيء بعدها
    كلما حاولت تذكر ما حدث تخونني الذاكرة )

  14. #14
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847



    يتبع يتبع يتبع

  15. #15
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية : 5847




    ( الدقة الخامسة )

    ( تسللت أنا و رفيقي آخر النهار من بين الأشجار الكثيفة ،
    كانت الشمس تميل إلى الغروب ،
    عائدان كنا بعدما نصبنا بعض الفخاخ هنا و هناك ،
    نغطي أجسامنا و نلف رؤوسنا بالأغصان و الأوراق الخضراء حتى لا يلحظنا الأوغاد ،
    منذ أيام خرجنا و ها نحن عائدان في اتجاه قريته القابعة بين الغابات ،
    أخذ يحدثني عما يفعله المجرمون من تمشيط لجميع القرى و القبض على جميع الشباب القادر على حمل السلاح و رميهم بالرصاص أمام ذويهم ،
    أخذت أحدثه عن صديقي ( جيفارا ) الذي أطوف العالم بحثا عنه ،
    حدثته عن حلمي أن أجده هنا بفيتنام ،
    حدثته عن أقواله التي سجلت على كل حائط أو جدار في هذا العالم :
    " إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذا العالم "
    " إذا لم تحترق أنت و أنا فمن ينير الطريق "
    عندها قال رفيقي :
    ـ إذا كنت هنا لتبحث عن صديقك ، فأنصحك أن تعجل بالرحيل .
    ـ و لماذا ؟
    ـ لأن صديقك لن يأت إلى هنا أبدا يا رفيقي .
    ( ابتسم ابتسامة سخرية ، عندها بادرته )
    ـ لا يا رفيقي ، أنت لا تعرفه جيدا ، فهو الذي قال :
    " أينما يوجد الظلم فذاك وطني "
    ـ لن يأت .
    ـ إنه أكثر أهل الأرض كرها لأمريكا ، لابد أنه سيأتي إلى هنا حتما لا محالة .
    ( نظر إلي نظرة استنكار )
    ـ لا يوجد مكان آخر في العالم أحق بالذهاب إليه أكثر من هنا .
    ـ أقول لك ، لن يأت .
    ـ ما أكثر المظلومين و الفقراء و الضعفاء و البؤساء ،
    هنا المواجهة الحقيقية ضد الرأسمالية التي يمقتها ،
    سيأتي لا محالة )
    ـ لن يأت ، لن يأت ، لن يأت .
    و ما الذي دعاك لأن تقول هذا ؟؟؟؟
    ـ إنما يدعم و يقف بجانب من يتفقون معه في أفكاره و عقيدته و مبادئه فقط أيها الأبله .
    ( عندما اقتربنا من القرية توقف رفيقي فجأة ،
    أشار بإصبعه على فمه تنبيها ،
    عندها حبسنا أنفاسنا ،
    أخذنا نتحسس بأطراف أقدامنا الطريق بين الأعشاب و الصخور ،
    رفت ذبابة تقف على وجهي ،
    تبعتها أخرى ،
    فجأة زكمت أنوفنا رائحة عفنة ،
    صم آذاننا أزيز المزيد و المزيد من الذباب ،
    وجدناه يتزايد و يتجمع بين الأعشاب الطويلة ،
    أمسكت بأنفي بينما قفز رفيقي مسرعا يستبين الأمر ،
    و إذا بجثة طفلة عارية مصابة بطلق ناري بظهرها ، أدار رفيقي الجثة و إذا به يصرخ صرخة أخذت تتردد بين أرجاء الغابة )
    ـ وا أختاااااااااااااااااااه .
    ( حملها بين يديه يضمها لصدره ، رحلنا في اتجاه القرية ، و إذا بجثة أخرى ،
    مستحيل جثتان عن اليمين ،
    غير معقول ، و جثة أخرى بين الأعشاب هناك ،
    على مرمى البصر وجدنا بيوت القرية و قد تحولت إلى رماد ،
    مازالت بعض الأدخنة تتصاعد من بين المنازل المهدمة ،
    بعض الجثث تكومت فوق بعضها ،
    بعضها بلا رؤوس ، بعضها بلا أطراف ، الكثير من جثث الأطفال و النساء و الشيوخ ،
    حتى هؤلاء لم يرحمهم الأوغاد ،
    سمعنا صوت بكاء يأتي من إحدى الخنادق ،
    رفعنا الغطاء المصنوع من أفرع الأشجار ،
    وجدنا طفلة ترتعد خوفا ،
    عندما رأت رفيقي صعدت و ارتمت بين أحضانه ،
    سألها بلهفة )
    ـ ماذا حدث ؟؟؟؟
    ( حاولت الفتاة لملمة الحروف التي تبعثرت من شدة هلعها ، خرجت الكلمات متحشرجة من بين شفتيها)
    ـ بعدما رحلتم جاء الأوغاد و أخرجونا جميعا ،
    أحرقوا منازلنا حتى خرج أخي الذي كان مختبئا ، عندها أمسكوا به و قيدوه .... إلى الشجرة هناك و أقاموا ... أقاموا مباراة فيما بينهم على من يصيبه دون أن يقتله ، و لما .... لم يصبه الأول و ضحك رفاقه ، اقترب منه آخر و .... و أطلق النار ، و لما أصابت قدمه فقط ... ضحكوا جميعا ، اقترب ثالث و وضع .... و وضع ماسورة بندقيته في رأسه و .... و فجرها ، عندها هربنا جميعا ، أخذنا نركض كالخراف هنا و هناك ، و ... و لكنهم أخذوا يتبارون في إطلاق النار علينا و .... يضحكون .
    ( عندها لم أستطع السيطرة على نفسي ،
    أمسكت بكلتا يداي بقميصي الذي رسم عليه وجه جيفارا باللون الأحمر ،
    شققته إلى نصفين ،
    صرخت بكل ما أوتيت من قوة :
    ـ جيفارا ، أين أنت ؟؟؟؟
    لماذا لست هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    أيها الخائــــــــــــــــن ،
    هل يوجد بهذا العالم من هم أكثر تعاسة و شقاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    جيفارااااااااااااااا ،
    تبا لك و لكل من صدقك و صدق ما تدعيه أيها الكاذب الملعوووووووون .





    ( يتبع )

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. [ محرمات استهان بها الناس ]
    بواسطة ابو ياسر في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 11-10-2007, 01:14 AM
  2. ---((( تفريغ محاضرة الشيخ ممدوح الحربي - موسوعة فرق الشيعة )))---
    بواسطة أبو غيث في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 331
    آخر مشاركة: 03-05-2007, 03:28 AM
  3. طبخات مميزه .. >>> الموضوع للكل .. شاركوني .. بنات وشباب ..
    بواسطة إيمان في المنتدى درة حــــــواء والطفل
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 05-11-2006, 02:15 AM
  4. الزي الإسلامي الصحيح للمرأة
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-04-2006, 12:46 AM
  5. هكذا علمتني الحياه 1
    بواسطة الأخيــــــــر في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-03-2004, 10:57 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط