كتب.....
عاد والدي من المكتبة .. دخل علينا تاركاً الباب خلفه مفتوحا ًو ظننت
أنه سيعود الى حيث إعتاد الذهاب دائما .. ألقى جسده على الأريكة المستقرة وسط المنزل ومدد رجليه .. تحركت عيناه نحو باب الغرفة الذي ظل نصفه مفتوحاً.
هناك كنت أجلس أنا و أخي.
تقدمت والدتي ووضعت الأطباق الأربعة .. أمامي طبقين إثنين و أمام أخي طبقين.. في طبقي الصغير وضعت قطعة لحم بجوار شرائح البطاطس المقلية .. أما الطبق الكبير فقد وضعت فوقه كتاباً طبعاً للمذاكرة أثناء التهام الطعام .. وفي طبق أخي وضعت بدل اللحم وشرائح البطاطس تفاحة وبعض قطع الفاكهة نزولاً عند رغبة أبي فتلك عادته عندما يريد القراءة .. عندها تمتم أبي بكلمات سمعتها أمي فقد كان يقول لها دائماً أن التفاح أصح وبه سينمو جسم إبنك النحيف .. وكان بذلك يقصدني لكنها كانت ترفض دائما وتعلل ذلك الرفض أن طريقتها في التغذية هي الأصح رغم أن نمو أخي وصحته كانت أفضل إلا أن أمي لها تعليلاتها وحججها القوية من وجهة نظري .. عندما بدأت تناول طعامي كان أخي قد مضى في قرائة كتابه أما أنا فقد إستسلمت لنوم عميق.
عندما استيقظت وجدت أخي حاملاً كتابه وهو يقترب من أبي .. نظرت من النافذة التي كنت جالساً بجانبها فوجدت الليل قد خيم على المكان .. عندها أغلقت الكتاب وترجلت في عتمة الظلام دون هدف وبعد أن أغلقت الباب الذي تركه أبي مفتوحاً .. سمعت أبي يتمتم من بعيد لأمي قائلاً ألم أنصحك أن تغيري طريقتك في التغذية.
إلتفت عندها فوجدت أنني لازلت نحيفاً.
--------------
سامي