[align=center][align=center]
لابدّ لكَ منّي
كان لابدّ من الذي لابدّ منه ..
كان لابدّ لكَ منّي .
.
.
إن فارقكّ الدّفء ..
وبارَككَ الشتاءْ ..
وسجّل على أنفكّ الباردْ ..
إمضاءهُ ..
و تاريخ ميلاده ..
ونصبَ مظلّتهُ على نوافذِ شاربكْ..
فلا بدّ لكَ مني .!
..
كرواية من الاحتماءْ ..
وأنثى منْ يومِ صيفيّ ..
تُضيءُ بفصائلِ نار محمومة..
وأوردة تهذي بالحبْ ..!
تخلعُ عنكَ القرفصاء ..
وتُحاسبُ الرّعشة .. مافعلت بك !
تتعاركُ مع الكآبه الثائرة في حجرتكْ .. ..!!
وتعاتبُ الصّمت النائم إلى جواركْ ..!
والوسائد القتلى في سريركْ ..
وتعلنُ ..
انقلابات المدافئ ..
ثمّ تستقرّ .. كصغار اللهبْ ..
على قسماتِ شِتائِكْ.!
..
إنْ اعتنقتكَ الوحشة .. ..
وأخذك الحُزنُ إلى قريته ..
وباعكً بأبخس الأثمان ِ..
على :
الضياعِ ..
واليأسٍ
والحنين ..!
فبكيتَ .. ولمْ يلمسكْ ..
ولمْ يُسعفكْ !!
ولمْ يلثمْك ..
كانَ لا بدّ لكَ منّي .
..
كبحيرة من الأمانْْ ..
ومراكبْ من الحنانْ ..
كتاريخٍ من الأصدقاء ..
وكُتبٍ منَ الارتواء ..!
ورائحة البيوتِ العتيقة ..
وحكايا الجدّاتْ ..
ونظراتِ أشجارٍ مُزهراتْ ..
وأصواتٍ تذكرهَا ..
ومتاجر تعرفها ..
وأزمنة لازلتَ لليومٍ تعشقها
منذ ُ أن كنتَ صغيراُ , في زيّ الأوراق القديمة .
..
لابدّ لكَ منّي ..
كنوعٍ منَ الأيّامْ ..
لم تصدفهُ سوى مرة في أيّامك ..
كنوعٍ من السكاكرْ ..
فاجأكَ يوماً في طعامكْ ..!
..
كنوعٍ من الحديثْ ..
يأخذكَ الفضولُ لمجراه ..
أو نوعٍ من القصصْ ..
تدوخُ ..
وتدوخُ من فحواه ..!
كـ وردة ..
شممتهَا بنهم
أو جُملة ..
قرأتها بنغمْ ..!
أو فكرة ..
خبّأتها عن الناس ..
لاتغزوك ..
إلا حينَ تكون وحدكْ .
..
لابدّ لكَ منّي ..
وإن اعترفتَ بحق الشمسْ ..
والصيْف ..
والماءْ ..
والهواء .
..
لابدّ لكَ مني ..
وإن أظلتك السحابة ..
وصادقكَ الغيمْ ..
وصالحكَ الحظ ..
وابتسم القَدَر .
..
لابدّ لك مني ..
وإن ترمّد الشتاء ..
وانهمرَ العَرقْ..
ونطق الجمرُ في رئتيكْ ..
وبات يلفحُ شفتيك ..
لابدَ .. لابد
لابد لك مني .
.
.
" رغد "[/align][/align]