تابع العاشر ..
من رمضان 1129 هـ = 18 من أغسطس 1717م
الأمير الألماني أوجين يسيطر على مدينة بلجراد من الدولة العثمانية بعد 42 يوما من الحصار، وقد سقط من العثمانيين 20 ألف شهيد أثناء محاولة فك الحصار عن المدينة، ودام الاحتلال الألماني لبلجراد 22 عاما.وقد كانت بلجراد بمثابة أندلس البلقان من حيث العمران وحركة العلم ورفع راية الجهاد،ازدهرت خلال الحكم العثماني لها ازدهارا حضاريا ومدنيا حتى كانت تشبّه بدمشق وقدمت مثالا وأنموذجا بمنشآتها المتميزة للمدنية الإسلامية.وأما الآن فتبدو بلجراد مدينة أوروبية حديثة لا تمت بصلة إلى تراثها الحضاري السابق.
بلجراد الإسلامية..أندلس ..أخرى
* 10 من رمضان 1393هـ = 6 من أكتوبر 1973م
اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية أو /حرب رمضان، أو/ حرب العبور أو /حرب أكتوبر؛ في الساعة الثانية بعد ظهر يوم العاشر من رمضان 1393هـ /السادس من تشرين الأول سنة 1973 / أو في "يوم الغفران" بالنسبة للكيان الصهيوني حيث شنّت مصر وسوريا هجوما مفاجئا على الكيان الصهيوني
قتل فيه قرابة 2700 صهيوني في سيناء على يد الجيش المصري وفي الجولان بيد الجيش السوري.
ولقد كان المستوى الرفيع للكفاءة القتالية للمقاتل المصري، والتخطيط الأمثل لإعداده وبنائه معنويًّا وقتاليًّا، كان الطريق إلى النصر في أكتوبر 1973م، حيث اعتبرت تطبيقًا أمينًا ودقيقًا لقول الحق سبحانه وتعالى:
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ..صدق الله العظيم
فكانت المفاجأة الإستراتيجية التي تحققت بالاستخدام الأمثل لقوات مسلحة تمتلك أسلحة دفاعية وتفتقر لعناصر التفوق الرئيسية في العمليات الهجومية؛ سواء في القوات الجوية أو الأسلحة المدرعة أو عناصر الحرب الإلكترونية أو آلية القيادة والسيطرة.
إلى جانب عبقرية المخطط والقائد والإنسان والمقاتل المصري الذي تغلب على كافة التحديات والمصاعب والعراقيل التي اعترضت طريق هجومه ببذل كل ما استطاع من جهد لتجاوزها والتغلب عليها، مع تكليف القوات المسلحة بمهمة في حدود ما هو متوفر لها من قدرات وإمكانيات.. فتحقق النصر.. وَعْد الحق سبحانه وتعالى.
غير أن الكيان الصهيوني تمكن من تعديل كفة الحرب بعد 19 يوماً من المعارك. وتوغل داخل الاراضي المصرية والسورية بعدما حصل على دعم عسكري كثيف ومباشر من الولايات المتحدة قبل التوصل إلى وقف لاطلاق النار.
الخداع من أهم عوامل النصر في المعركة.حيث نجحت القوات المصرية والسورية في خداع العدو، وأخذه على حين غرة ومفاجأته بالهجوم؛ سواء في توقيت الهجوم أو في حجمه.
حرب رمضان ..شعارها "الله أكبر "
وأظهرت هذه الحرب بشكل جلي التحالف القوي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني حيث تمثل دعم الأولى بعمل جسر جوي لمساندة الثانية في الحرب. وفي المقابل _مما يستحق الذكر!_استخدم العرب لأول مرة سلاح النفط في المعركة، وتم الربط بشكل أساسي بين المصالح الأميركية والغربية في النفط العربي وبين الصراع العربي الإسرائيلي. وبينما هدد كيسنجر بأنه لن يسمح باستخدام سلاح النفط في الصراع، رد وزير النفط السعودي ووزراء عرب آخرون أنهم على استعداد لتفجير منابع النفط إذا كانت هناك محاولة أميركية للسيطرة عليها.
ويعتبر المؤرخ العسكري مارتن فان كريفيلد أن هذه الحرب قد تكون الانتصار الاكثر حسما الذي حققه "الكيان الصهيوني" لانها اظهرت للحكومات العربية ان "الكيان الصهيوني" سيستمر في الوجود . وقال إن :"التأكيد ان حرب 1973 اثبتت ان جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس بالقوة الكافية ولا يستطيع السيطرة على الشرق الأوسط بالقوة، ليس خطأ، لكن بوسعنا أيضاً التاكيد انها كانت (الحرب) اكبر انتصار تحققه "إسرائيل" على اساس انه لم تجر من بعدها ولا محاولة واحدة لشن حرب واسعة ضدنا".
ومن جهة أخرى يقول بني موريس استاذ التاريخ ان "إسرائيل" ايقنت بعد هذه الحرب ان ليس بوسعها توسيع رقعتها الجغرافية من خلال الغزوات العسكرية كما في عام 1948 عند قيام دولة "إسرائيل" وفي عام 1967. وأعلن هذا المؤرخ لوكالة فرانس برس ان "هذه الحرب ترسم ربما حدود التوسع الإسرائيلي واظهرت لغالبية الإسرائيليين ان ليس بامكاننا التوسع اكثر وان العالم العربي ليس كيسا نستطيع ان نضربه كما يحلو لنا".