ذات حب.. وقبل حين من الوجع،، وعلى مرأى من مطر يهطل خلف
النافذة الزجاج..
أمام المدفئة القديمةحيث تحترق عيدان الخشب مصدرة تأوهات
احتراقها لتختلط بدفء همساتنا تلذذاً بقتل البرد..
تمسك يدي.. تشد على حَلَق الذهب الذي قررتَ له أن يطوق بنصري
الأيسر.. تُقبّله ، تقسم بعنفوان تلك القُبلة ان غيابك لن يطول.. وأن ضرورة وجودك بجانب ابن عمك اليتيم في لحظاته الأخيرة في البلد البعيد جداً - حيث كُتب له أن يحتضر - لن تطول كثيراً..
كنت اصخ السمع لك.. مرخية أجفاني على الدمع، أغالبه.. أوميء
برأسي تصديقاً لوعدك.. ووعداً بانتظارك ساعة بساعة..
اقطع الوقت بين النافذة المبللة والمدفئة ، متوقفة لوهلة، - تطول إلى
ما لايقيسه الزمن - عند ذات الكرسي الهزاز الذي أسندني يوم قبّلت جبيني واودعت حضن الفستان - المطرز الذي تعشق - وردة.. كانت فيما كان الصدق معنا.. حمراء يانعة !
.
.
اوقات
خارج نطاق الزمن..
وقبل زمن اختراع العقارب بزمن ........
مرت - الساعات الأولى - محملة بالوحدة,, مليئةبالوحشة،، موشحة
بالخوف ..غارقة في الوَلَه ..
تحتويني فيها همساتك المنبعثة من كل زاوية.. تحيط بي رسائلك
القصيرةالملصقة على المرايا..
الأبواب .. النوافذ والتمثال الخزفي الذي شهد التقاء أعيننا لأول مرة
في معرض الفنون بالجامعة..!
مرت - الأيام الأولى -
تختصرها مكالماتك الحالمة.. تقلص الوجع فيها خطاباتك المعطرة
بالياسمين الذي أعشق والذي تحرص على كونه معك حين لا أكون أنا!
مرت - الأسابيع الأولى -
يغفر طول غيابك، شفقتي على المريض الذي لم يجد وقت الموت سواك
مخففا حرقة الغربة.. ومهوناً
هم المرض..
وتعذر حالته المتقدمة جدا في المرض،، طول الألـم بين المكالمة
والأخرى.. واتساع التـعب بين الخطاب والآخر ..
ويمكنني من استمرار الانتظار على قارعة الشوق.. بعض من الكذب
مني إلي .. وكثير من الحلم..
مرت - الأشهرالأولى -
لا يسعفني على استمرار النبض سوى المفاجآت غير المتوقعةالتي
تتذكرني منك بين كل حين وحين وبينهما مسافة ممتدة من البكاء لم يؤرخها الوقت ..
مسافه لم تقلصها المفاجآت المحتوية على مناديل حريرية تشكو
الوحدةفيها قرب ابن عمك المغيَّب قي غياهب المرض..
تشكو البرد وسط درجات حرارة يعلوها الصفر بكثير..، قلةالمادة في
ظل غلاء المعيشة هناك.. تعثرك في التأقلم مع اللغة وأنواع الأطعمة،،
أحد من تلك المناديل لم يذكر،، نبضك !..شوقك..! وعدك أوالحَلَق
المذهب الذي أمنّته بنصري الأيسر!!!!
امطرت.. للمرةالأولى.. بعد اشهر ..
لم اشعل الحطب .. لم اكن بحاجته فقد كنت احترق..
ذات النافذة المبللة كانت معي.. كما كانت معـ - ن - ـا .. غير اننا لم
نعرها اهتماماً حينئذ.. اما الآن فأنا
أتأملها وجها لوجه .. تتعثر نظراتي بين قطرات المطر التي
تغطيها،بحثاً عنك.. عن رجوعك.. عن اعتذارك.. عن اشتياقك.. عن كذب لن أصدقه ولن أرفضه.. كنت قررت ان اكذب معك ، علـي، لن أفرط بك أبداً..
فـقط عـد.. سنشعل المدفأة معاً.. سنهمس مع احتراق الحطب..
ألــن تعود !؟!
//
.. مطر على الشباك سيدتي
ومقلتها انتظاااار..
وغداً ستشعل شمعة أخرى.. ويطفئهاالنهار..
وتقول يأتيني ..!
غداً يأتي ...
ويسبقه اعتـــــــذار !
وأظنها.. قالت إلى الشباك.............. كم قالت !..
وأتعبــها الحوار ..
*-
الشعر لـ "كريم معتوق" –
بعد الأشهر الأولى ..
بعد المطر الأول من بعدك..
مرت - السنوات - لم ألحظ بداية أنها لم تمطر أبداً !!
لم تُبلَل النافذة التي ارهقها الوجع.. لم استخدم المدفئة،،لم احتج لاستخدامها .. لم أشعل الحطب !
ماعاد في الوردة الحمراء، أوراق، ...
لم يقاوم الصمغ - المعجون بالكذب - خلف الرسائل القصيرةالمعلقة ببعثرة /نسيت كيف استعذب بعثرتك ! / ..
لم يصمد أيضاً التمثال الخزفي أمام صفعتي ذات قهر .. !
حتى اصبعي..! اصبعي الذي أتمنته على الخاتم!! هو أيضاً خذلك تحت وطأة اليأس من عودتك،،
نَحَل كثيراً وتغيرمقاسه..
اصبعي ماعاد يصلح للخاتم !!
مرت –العقودالأولى-
أضاع ساعي البريد الطريق إلى بيتي حتى حين وجب عليه تسليمي
مظروف صداقة من صديقة عادت من غربة الدراسة بعد زمن .. أظنها ضمنّت المظروف بطاقة تهنئة بزواجنا أنا وانت !
،، أضاع أيضاً النور طريقه إلى غرفة الدفء تذكر كيف كنا نسميها
غرفة الدفء لأنها جمعت بين دفئناودفء الحطب المحترق !!
أضعت الوجهة إلى المرآةوأدوات المكياج.. وخزانة الفساتين .. نسيت
كيف اصفف شعري بين مقيد إلا من بعض الخصلات وبين منثور حر على كتفي.. نسيت أي الطريقتين تفضل !
لم أشعر أن للزمن عقارب تسمم الانتظار،،
غزت تجاعيد كذبك، وجهي.. حتى تغيرت ملامحي كثيراً،، وبين الأمل
بلقائك والألم بفراقك ابيضّ شعري وحفر الدمع اخاديداً عميقة في وجنتيّ..
انجب الانتظار أحلاماً لم اكن حلمت بها قبل معرفتك.. حلمت كثيرا
بالانتقام.. حلمت بالثأر لعمر تبخر في انتظارك.. ولكرامة هُدرت بتصديقك.. ولقلب اعتاد طرد الاوكسجين كلما جاء غير مختلطاًبك..
حلمت بنسيانك.. وعدم الكتابة عنك ولك..
شرعت في تطبيق الحلم الأخير - الوحيد القابل للتطبيق بعيدا عنك -
،،،قطعت شوطاً يُحسب لي في تحقيقه ومازلت رغم سكون النبض أمضي قُدُماً لغدٍ أجمل بلارائحتك..
فجأة - وذات استرخاء بعد التعب منك -
تظهر من جديد.. تهدم حلُماً أنجبته بعد رحيلك.. ورعيته بغيابك..
ارضعته كرهك.. وغرست فيه رغبة الانتقام منك..
ترجع،، تحاول بتقبيل كفي.. مسح أعمار من الوجع ..
تسرف في الاعتذار.. تحاول اسكات صرخات من القهر..
تُقسم.. متجاهلا مسافات طويلة من الكذب..
تركع عند قدميّ.. تختلق الف عذرٍ من كل عذر.. تستعطف جثمان حب
كان هنا ذات حب ..
^^^ عــفـــواً ^^^
تأخرت كثيراً..
ياحباً لم يعي كيف يحــب.....
.................. يارجلا عجزتَ عن الاحتفاظ بمن أهداك الحب ........
.............................. ..... ياكذباً.. ياوجـعـاً.. يا ألـمـاً لم يحترم القلب
ماعاد في الوجع متسع..
تأخرت.. كثيراً