حبيبي ...
مارأيكَ أنْ نُطلقهُ ؟؟؟
حبيبي ...
أتُحبُ أن تكونَ أنتَ مكانهُ ؟؟
تستطيعُ الطيرانَ ولاتطير!!
تقضي الليلَ محبوساً في قفص
والنهارَ محبوساً ...وفي نفس القفص ؟؟؟!!!
تتلفتُ يميناً فلا ترى إلا القضبان
وشمالاً فلا ترى إلا القضبان
أتظنك-يامهجتي- ستعشقها
الخرساءَ
الصماءَ
تلكمُ القضبان؟؟!!
أتُحبُ -يادنيتي- ان تُسلبَ الحرية؟؟!!
أن تصبحَ السماءُ- بعد أن كنتَ تقبلُ فاها-
في الصباحِ
في المساءِ
كالعاشقِ الولهانِ
احاديث ذكرى
بعيدةً
قصيةٌ
أن تصبحَ الأغصانُ
في الأشجارِ
في كل بستانِ
أمنيةً
عصية
أتحب -يامالكي- أن تُسلبَ الحرية؟؟
اطلقه
دعه يسبقُ الريحَ
نحو الفجرِ
نحو الحبِ
نحو السماء
دعه -فدتك نفسي-
يلثمُ الأزهارَ
يحضنُ الأغصانَ
غضةً
نديةً
طرية
دعه حبيبي
اعطه الحرية
.
.
.
.
.
.
أماه لم يشتكِ
لم يطلب الحرية!!!
أماه أنا لاأظنه سيعشقُ الحرية...
تلك السماءُ
والأشجارُ
والأغصانُ
والأنهارُ
والأزهارُ
والبساتينَ
الخُضرُ
إذا ماجاع
يأماه
أتطعمهُ يأماه
حريةً؟؟!!
أتسقيه من عطشٍ
يأماه حريةً؟؟!!
أتحميه من صقرٍ جائعٍ؟؟
من فخِ غدرٍ؟؟
من كف صبي
أو صبية؟؟!!
أماه
أهذه حرية؟؟!!!
أماه ..
لاتجلبُ الدفءَ
في بردِ الصقيعِ حرية...
لاتمنع القيظ حرية...
لاتمنع الخوفَ
يأماهُ
حرية..
أماه عصفورنا
أنا واثقٌ
سيكره الحرية
.
.
.
.
.
حبيبي
ماأدفأ البردُ
ماأبردَ القيظُ
في الحرية
جوعُ الحريةِ -مولاي -
شبع...
عطشها
كوارد ماء
بعذب الماء
ارتوى
أتراه -ياسيدي-
ماكان يعرفُ
الريَ ولا الشبع؟؟!!
حبيبي
كن سجيناً لحظةً
وستعلم -ياسيدي-
أنه
لا البردُ
لاالحرُ
لاالجوعُ
لاالعطشُ
يفقدُ الحريةَ
طعمها
لا ياحبيبي
ولا حتى الوجع....
اطلقه حبيبي
اطلقه
.
.
.
.
.
مع أني أحبه
ياأمُ
أهواهُ
اعشقهُ
لكنني
لن أحرمه
ياأمُ
حريته
.
.
.
.
.
.
(( فتح باب القفص وأدخل يده ليخرج العصفور ))
للحرية
.
.
.
تراجعَ العصفورُ بعيداً
وظل يقفزُ
ويقفزُ
ويقفزُ
كأنما كان يتشبث في القفص!!!!!
كأنما كان
لايريدُ الخروجَ
ولا الحرية؟؟!!!
كأنما كان قد عشقَ القفص!!!!!
.
.
.
((حاولَ الطفلُ معه كثيراً
دون جدوى
وحاولَ
وحاولَ
ودونما أي جدوى!!!!))
يضعُ يدهُ هنا
يقفزُ العصفورُ
هناك
يُدخلها هناك
يعودُ
العصفوُر هنا!!!!!
كم اصبحَ العصفورُ خبيراً في القفص!!!!!
((تملكَ اليأسُ الغلامَ ))
التفتَ نحو أمه وقال :
ماأصنعُ ؟؟!!
هو لايريد الخروج!!!!!!
ولا الحرية؟؟!!
ضحكتْ أمه وقالت :
اعذره حبيبي....
سلبتهُ الحريةَ يدٌ
اتظنه سيثقُ في أنها ستعيدها- هي نفسها- إليه الحرية ؟؟!!
ضعهُ على النافذةِ
ودع باب القفص مفتوحاً
وسنتركُ الحجرةَ
وعندما نعود
سترى يا حبيبي
أنه
قررَ
أنه لن يتركَ الحرية
.
.
.
.
((خرجا من الحجرة
وهدأ العصفور))
.
.
.
((بعد فترة
ترك العصفور مكانه
وتقدم حتى باب القفص ))
مرحى مرحى ياعصفور
هاهي الحرية
تلفتَ العصفورُ
نظر العصفور نحو السماء
وسأل نفسه: أمازالت هذه الواسعة الزرقاء؟؟!!
سماء؟؟!!
وهذه الخُضرَ .... مازالت أشجار!!
أمازالَ الماءُ ماء؟؟!!
ولكن
مالقضية؟؟!!
ولماذا الباب مفتوح؟؟!!
أ ماعاد الطفل يريدني ؟؟!!
أماعدت أعجبه؟؟!!
أماعدت أطربه؟؟!!
أماعاد لي في قلبه بقية؟؟!!!
أين أرحل ؟؟
وكل مافات قد فات؟؟!!
وماعدت أقوى الحياةَ في البرية؟؟!!
هل مازلت أذكرُ الطيرانَ؟؟
هل ستحملني جناحيا؟؟
أأدع هذا الطعام؟؟!!
هذا الشراب؟؟
هه
واشتري الحرية؟؟!!!!!!
أنام آمناً
لاأشتكي
دون غدرٍ
دون خوفٍ
ولابردٍ
ولاحرٍ
من قال أني ابتغي الحرية؟؟؟!!!!
وماأفعلُ فيك ياحرية؟؟!!!
ثم ماهي الحرية؟؟!!
قاتلة؟؟
قاسية؟؟
غادرة؟؟
أنا ماعدت أدري ما شكلها الحرية؟؟
مالونها؟؟
ماطعمها؟؟
نسيتها..... لاأذكر الحرية؟؟
ماأنتِ ياحرية؟؟!!
.
.
.
.
مر وقت
((وعادتْ الأم ُوطفلها
فوجدا القفصَ فارغاً ))
تبسمتْ الأمُ وقالت :
أي حبيبي..
أكنتَ تظنه لن يقبلَ الحرية؟؟!!
(( ركض الطفل نحو القفص
ثم عاد لأمه حزيناً ))
فقالت له :
حبيبي
ودعه
سيعود يوماً
أتخاله ينسى
أيامكَ الوردية؟؟؟!!
.
.
.
((في أسفل القفصِ قبعتْ جثةُ العصفورِ ساكنة))
ماطارَ
ماغادرَ القفصَ
ماتَ
والموتُ
كان له الحرية
أحبكم
أحمد النجار