[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركة لي في المنتدى الآخر أضعها هنا للفائدة ...والله من وراء القصد
والمعذرة أحبتي ...
بسم الله والحمدلله .. ربي اصلح نيتي وأعني على نفسي..
أحبتي وأخوتي في الله ...
كل رمضان وأنتم بخير وطاعة ..
وكل رمضان ونحن إلى الجنة أقرب .. بل الفردوس يارب
ورغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له ...
وبقى عشرون يوما ..
فيا من غفلت في الأيام الماضية ... مازالت الفرصة مواتية..
ويا من تكاسلت .. هيا انفض عنك غبار التسويف ونحو الحسنات امض ..
فوالله قد سبقك الكثيرون .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ....
فلا تكن محروم رمضان ... بل اختر لنفسك أن تكون ممن رحمهم وغفر لهم الله
.
.
سبب تخلفي عن قافلة قطوف رمضان:
تغيبت كثيرا .. وحتى عن القطوف الرمضانية ظللت بعيدة ..أتعلمون لم؟؟؟
لأني شعوري هذه السنة مختلف ... فأنا خائفة من هذا الشهر الفضيل...
نعم حائفة وقلقة ....
وسبب خوفي خشيتي أن لا أستغل هذا الشهر كما يجب ...
أن أفشل في السباق ... فهي والله مسابقة كبرى .. تحتاج همة وعزيمة
وأنا أخشى أن تضيع مني الثواني الثمينة ؟
أن تغلبني نفسي الأمارة بالسوء والمحبة للكسل ... نفسي الطالبة للدنيا ... فيضيع مني رمضان ؟
من علامات قبول الطاعة في رمضان .. الاستمرار على العمل الطيب والصالح بعده ...
فما لنا أكثرنا العبادات ..فغاب رمضان الماضي عنا ...
فعدنا لانفسنا ولحالة تيهنا في دنيا فانية زائلة ...
أين غابت كل تلك الدموع ولحظات السجود!!
غابت قلوبنا عن تلك العبادات التي حولناها لعادات ... فغابت حلاوة الشعور بها بعد رمضان
أي ضعف هذا الذي غلبنا ... فأصبحنا عباد رمضان فقط!!!
وليتنا نستمر بعده بقليل القليل...
رحمتك يارب ...
وابتعادي كان سببه رغبتي في أن أعيد حساباتي .. فمالي سواك يارب
أخوتي هذا ليس بتشاؤم ... لكنها حقيقة أنفسنا التي تعلقت بدنيا ...هي كالعجوز تغري .. ونحن كالعميات نمضي نلهث خلف سراب جمالً لا تملكه هذه الفانية !!!
سبب تواجدي الآن:
في السنة الماضية ..أخ فاضل استجاب لطلبي وأخذ يوم خصصته لنفسي وقدم فيه مادة رائعة ضمن نفس السلسلة من القطوف الرمضانية ..
وهاهو يفاجئني هذه السنة بطلب ودين ... فوقفت عاجزة ..
إنه أخي في الله الطيب أحمد العميريني ...
طلب تواجدي .. زلا أقدر على رد طلب إخواني وبخاصة إذا كان يحمل الخير
وها أنا هنا أخي .رغم ضيق وقتي . ردا لجميل عرفانك السنة الماضية ... ولقول مفيد أسأل الله أن يوفقني له
وأسأل الله أن لا يحرمك الأجر ...
فجزاك ربي خيرا وبارك فيك ووفقك لكل خير وجمعك مع نبيه في الفردوس
..
هنا لا أعرف ما أقول ... فالميزان هنا محتلف..هو ميزان الآخرة ...
وهنا وقتي لم يسمح لي بإعداد مسبق ... فهي سويعات ليل كنت أقضيها في نوم يعدني لغد ولكل ما يحمله غدي .. ..لكن لأجلكم ومحتسبة الأجر عند المولى ..أجلس الآن ..لعل الله يكرمني ويرحمني
فليكن حديثا من القلب...ليصلكم ..
هي أفكار عدة ووقفات وتأملات ..راودتني يوما ... وبعضها خطرت على بالي اللحظة ..وبعضها قرأتها فنقلتها لكم
فأضعها هنا في جلسة أخوية وكأني أراكم أمامي ..بقلبي الذي يحبكم في الله ..ويريد أن يلتقي بكم جميعا في جنان الرحمن ..فأسأل الله أن لا يحرمنا الجنة وأن يجمعنا هناك
فإلى بعض بعثرة أفكاري .. المشتاقة إلى ربي العظيم ..
بعض خواطر نفسي المقصرة .. والتي رغم كل شي تستجير وتحسن الظن بربها ....
وأبدأ بهذه الأبيات المحببة إلى قلبي..جزى الله كاتبها خير الجزاء ...
والله انها تحكي الكثير وتؤثر في قلوب غافلة ..فتأمل معي ...
ولمن يحب الاستماع إليها كنشيدة فهي هنا ..
[rams]http://www.re7lh.com/sn/1/bk-astjer/bk-astjer.ram[/rams]
بك أستجير فمن يجير سواكـا فأجر ضعيفاً يحتمي بحماكـا
إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكـا
أذنبت ياربي وآذتنـي ذنـوب مالهـا مـن غافـر الاكــا
دنياي غرتني وعفوك غرنـي ما حيلتـي فـي هـذه أو ذاك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تـدري لـه ولكنهـه إدراكـا
إن لم تكن عيني تراك فإننـي في كل شيء أستبيـن علاكـا
...
رباه ها أنذا خلصت من الهوى واستقبل القلب الخلي هواكـا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها ولقيت كل الأنس في نجواكـا
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
أنا كنت ياربي أسير غشـاوة رانت على قلبي فضل سناكـا
واليوم ياربي مسحت غشاوتي وبدأت بالقلب البصيـر اراكـا
يا غافر الذنـب العظيـم وقابـلاً للتـوب قلـب تائـبـاً ناجـاكـا
يارب جئتك نادما أبكـي علـى مـا قدمتـه يـداي لا أتبـاكـى
أخشى من العرض الرهيب عليك يا ربـي وأخشـى منـك إذ ألقاكـا
يارب عدت إلـى رحابـك تائبـاً مستسلمـاً مستمسكـاً بعـراكـا
..
يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً تجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا
لنبدأ بحمد الله ...
استشعر معي فضل الله ونعمه ... فالحمدلله ...كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
الحمدلله .. وبحمده تدوم النعم:
الحمدلله على نعمة الإسلام.. وغيرنا يتخبط في الضلال
الحمدلله على نعمة الإيمان .. الذي استقر في القلب فهانت مصائب الدنيا ..
الحمدلله على نعمة النفس اللوامة .. والتي رغم كثرة ذنوبها فهي تعود لخالقها معترفة راجية الرحمة
الحمدلله على نعمة الامان .. وكم من خائف ..لا تغمض له عين
الحمدلله على الراحة والسكينة .. وكم من قلوب مضطربة وإن عاشت وسط الترف
الحمدلله على نعمة العلم وكم من جاهل بكى ليله لخير فاته ونور علم لم ينله
الحمدلله على القرآن..معجزة الرحمن .. وربيع الصدر ومذهب الهم
الحمدلله ..على نعمة الحجاب ... وغيرنا تستنكره .. وتزينه .. وبه تتجمل .. فترخص من خلقها المولى غالية عزيزة
والحمدلله أن بلغنا رمضان ... ووفقنا للصيام والقيام ... وغيرنا كان هنا في سنوات ماضية والآن الأرض حاضنته والتراب فرشه ...
والحمدلله الذي أعاننا على كتابة هذه الحروف وأعانكم على قراءتها .. ويسر لنا التدبر والتفكر ..
مهما حمدتك يارب .. . سأظل مقصرة .. وغير قادرة على عد نعمك ....
فيارب لك الشكر .. كما تحب وترضا
أخي .. أختي ...
نحن في نعم جليلة ... أفلا يستحق الشكور الغفور أن نحمده أناء الليل وأطراف النهار ..
كثيرا منا يرددها ..الحمدلله ...
لكني هذه المرة أطلب منك أن تتأملها بقلبك فتحتضنها كل أحاسيسك والله حينها قد لا تسعك كل دموعك
أن تعبر عن شكرك لهذا العظيم .. الذي يطلع عليك من فوق سبع سموات ويفرح بتقديرك وذكرك وشكرك له ..
ألا يحرك بك هذا ساكنا ..
فقل ..الحمدلله ... وتفكر في كل ما أنعم الله به عليك ... وغيرك غابت عنه بعض النعم وهو أحوج ما يكون إليها لكنها حكمة عادل رحيم ...
.....
ربك يحدثك ... فاستشعر عظمة اللحظة ...
كم منا من يمسك هذا المصحف ويقرا منه ويحاول أن يختم المرة تلو الأخرى ..
يقرا وقلبه منشغل ..
يقرا وهو يتلفت يمنة ويسرة ...
يقرأ.. فلا يعلم ما قرا.. وأين ...
وإذا جاءه من يحادثه ..نسى ماذا قرا او أي سطر كان يقرأ..
يالله ...
أهكذا نستمع لحديث ربنا ...
" مالكم لا ترجون لله وقارا"
والله هزتني هذه الآية ... نعم ما لنا لا نرجو لله وقارا ؟؟؟
عظيم ..رحيم يخاطبنا ...
قرآن جليل ..نقراه فلا نتدبره .. ولا نوقره!!
اسأل نفسك إذا جاءتك رسالة من سيد قومك .. أو أي مهم في بلدك ..كيف تكون قراءتك لرسالته وتوجيهه!!!
فكيف إذا بكلام رب العالمين ؟؟؟
استشعر إنه كلام الله ... تأمل الحروف وتفكر في أسباب النزول ...
فوالله أن لهذا القران هيبة ...
كم رمضان مضى وأنت تقرا القرآن؟؟ كن صادقا مع نفسك أي تغيير طرأ عليك بعد القراءة؟؟
للأسف لم يتغير الا من رحم ربي ..الا من قرأ بقلبه ..
فهل تريده أن يمضي الآن ..كما مضى سابقا وقلبك لم يتأثر ...
لا ..أخي ..لا اختي ...
فلتكن وقفة صادقة مع النفس ...
امسك مصحفك ... إنه الله يخاطبك ...
فلتكن لهذه الساعة هيبة ووقار ...
استمع واقرا .. وأعد القراءة ...لكن عليك أن تخرج بفائدة بعد كل قراءة ...
وألا يكفيك أن لك بكل حرف حسنة ...وارتقاء ...
يالله كم هو كريم ... وكم نحن ناكرين للمعروف !!!
اللهم أعنا على قراءة القران وتدبره ..
دورة من ثلاثين يوما ... فأعن رمضان على نفسك ..فطهرها وارتق
تخيل معي .. إذا قيل لك أنك ستلتحق بدورة عملية او علمية لمدة معينة وهي مكثفة ومتعبة نوعا ما لكن بعدها ستحصل على ترقية لم تحلم بها!! فما أنت فاعل ؟؟
أو تخيلي إذا قيل لكِ ستلتحقين بدورة لتجديد نفسك ومظهرك وتغييرك بشكل لم يتوقعه زوجك .. فستبهرينه ..لكن عليك الصبر طويلا وبذل كل طاقاتك؟؟ فما أنت ِ فاعلة ..
وتخيل أيها الطالب إذا قيل لك .. عليك الجد والاجتهاد والمذاكرة باستمرار لمدة شهر ..وبعدها تحصل على شهادات عليا وتختصر سنوات دراسية وتحظى بوظيفة مرموقة كثيرة فما أنت فاعل حينها ؟؟
والله كل منكم في سبيل غايته سيستهل كل مشقة سيتعرض لها خلال الدورة ..وسيقبل .. وسيجتهد ...
وسيضغط على نفسه
رغم ان المقابل أمر دنيوي وغير دائم .. ونتائجه غير مضمونة .. والسعادة فيه زائلة .. وتقلبات الدهر طائلته ..
لكن تخيل ..دورة من ثلاثين يوم .. تضاعف في الأعمال الصالحة .. ولا يضيع فيه أجر عامل ...والضمان عند الخالق بسعادة دائمة وجنة عرضها السموات والأرض...
هذه الدورة هي دورة رمضان ... فما بالنا نتكاسل عنها ...
رمضان هذا الشهر الحزين ..الذي أساء الناس استقباله فأضاعوه وضيعوا الأجور ...
ألا تقدر أيها المسلم في هذا الشهر .. أن تمنع نفسك عن المحرمات وتقبل على الطاعات ...
ألا تقدر في هذا الشهر أن تغير نظام حياتك لما هو أفضل لك ..
ألا تقدر التخلص من عادات سيئة ..
والله تقدر ... لكن عليك أن تجاهد وتصبر ....وعليك ان تحاول ...
فسلعة الله غالية وتستحق ...
ولا تقارنها بسلعة دنيوية ....
فيا من كنت تضيع الصلوات ألا تقدر أن تعود نفسك في هذه الدورة وتلتزم في هذه المدة بصلاة في وقتها وفي جماعة لعل الله يم عليك بالداومة عليها بعد رمضان؟؟
يا من تكاسلت على النوافل .. ألا تعلم ان أجرها في رمضان أجر الفريضة ومضاعف ...
فغلبك الشيطان في كل شهور السنة ... وحبب إليك النوم والانشعال بالحياة ...
ألم يحن الوقت لتعود وتلحق بقافلة الساعين نحو جنات الرحمن!!!
فأين أنت عن سنة الفجر ..وأربع قبل الظهر وركعتان بعده ..وأربع قبل العصر .. وسنة المغرب وسنة العشاء ..
وأين أنت عن صلاة الضحى...وقيام الليل ...
ويا من يتكاسل عن التراويح .. والقيام ...
والله سبقك المتنافسون ...
فأين غيرتك .. وعزيمتك ..
ولم ترضى أن تتخلف عنهم؟؟؟
هم يبنون للآخرة ..
فكيف تهنأ نفسك .. في دقيقة وغيرك فيها منشغل بالتقرب إلى الله
هيا الحق بركبهم ..
وكفاك تسويفا ...
عاند شيطانك.. وألد خصامك ... نفسك...
عودها على الطاعات .. واصطبر عليها وإن تثاقلتها نفسك ...
يكفيك الكسل في كل الشهور .. ليكن رمضان شهر إدارة هذه النفس التي طالما أدارتنا ..وعن الحق ابعدتنا
فأعن رمضان على نفسك ..ولا تفوت كل عمل صالح تتقرب به إلى الله ..
وأترك الراحة برهة لعل تجدها دائما وابدا
وذكر نفسك ...
لعله آخر رمضان...لعله آخر رمضان ...
..تأمل ..خطوات الشيطان
(( يا أيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم )) {النور:21
ما هي خطوات الشيطان؟؟؟
أليست هي بداية كل عمل ..يحك في ثصدرك وتخاف أن يطلع عليه أحد ؟؟
أليست هي تصغير كل ذنب عظيم؟
أليست هي تسهيل المحرمات والشبهات ؟
الشيطان أيها الإنسان عدوك الحاقد عليك .. هو الموعود بالنار ..ولن يهدأ حتى أخذك لطريقه .. وطرق إغوائه سهلة ..
فنقاط ضعفك له مكشوفة إن لم تتسلح بقوة اليقين والتقرب من الله
سبحان الله كل إنسان يدخل عليه بمدخل مختلف وحسب مستوى إيمانه وأيضا ذكائه ..
فهل أعددت عدتك أيها المسكين لتقاوم هذا الرجيم؟؟؟؟
وبخاصة أنتِ يا أمة الله ؟؟
أنت من أولاكِ الشيطان اهتماما أعظم ...
ألم يقل رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام إني رأيتكن أكثر أهل النار ؟؟؟
يا أخية..أنتِ وحدك دون غيرك تميزين خطوات الشيطان ...فتفراجعي عنها
أخي .. أنت وحدك أقوى بقربك من ربك في تصحيح مسارك والابتعاد عن خطوات هذا الرجيم
عاقب نفسك ..لكن بالحسنات
كلنا نخطئ..وخيرنا التواب ...
وكثيرا ما يدخل علينا الشيطان من باب اليأس ..وخاصة مع الذنوب المكررة ... فنستسلم .. فإذا بها تجر ذنوب أخرى ..ونحن نعاقب أنفسنا بارتكاب ذنوب تلو الذنوب .. .. بحزن وياس...
فينتصر عدونا .. وتموت قلوبنا .. ظانين أننا نستحق العقاب هذا ...
لكن لا .. وكفانا انقيادا لحيل الشيطان القاتلة ...
والله ما هذا الحل ...
ولا هذا ما يريده خالقنا ...
إنه الرحيم .. الذي يفرح بتوبتنا
وينتظرها ...
ورحمته واسعة ..
وحتى رحمة امك بك هي جزء من مئة جزء عنده ..
فكيف تظنه يفرح بعقابك لنفسك وابتعادك عنه ...
نعم عاقب نفسك ...
..لكن بالحسنات ...
مع كل ذنب مهما عظم وكبر ..
أكثر من الحسنات .. ولتكن هذه قاعدة العقاب .. ليصمت هذا الشيطان .. وينزوي مقهورا
كلما أذنبت .. جدد توبتك ... واعمل خيرا ..وقرر عدم العودة وابدا صفحة جديدة
لنقرأ هذه المقالة .. لندرك عظمة ربنا الرحيم
الحسنات يذهبن السيئات
27-09-2004
إعداد- شوقي عبد الصادق
الحمد لله الذي كتب على نفسه الرحمة، وكتب عنده في الملأ الأعلى أن رحمته سبقت غضبه وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين وأثنى عليه بقوله فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " /آل عمران:159 وبعد.
يقول تعالى في سورة هود:"وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين "/هود:14، وفي اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان باب في قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات حديث عبد الله بن مسعود أن رجلا أصاب من إمرأة قُبْلَةً فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عز وجل: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل: يا رسول الله؛ ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كُلِهم".
وفي رواية أخرى لهما وهي عن أنس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدًا فأقمه عليَّ قال: ولم يسأله عنه، قال: وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي الصلاة قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله، إني أصبت حدًا فأقم فيَّ كتاب الله قال: "أليس قد صليت معنا؟" قال نعم. قال: "فإن الله قد غفر لك ذنبك" أو قال: "حدَّكَ" قال النووي: هذا تصريح بأن الحسنات تكفر السيئات، واختلفوا في المراد بالحسنات هنا فنقل الثعلبي أن أكثر المفسرين على أنها الصلوات الخمس وقال مجاهد هي قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ويحتمل أن المراد الحسنات مطلقًا.
وتعليقا على رواية أنس يقول النووي أيضًا هذا الحد معناه معصية من المعاصي الموجبة للتعزير وهي هنا من الصغائر، لأنها كفرتها الصلاة، ولو كانت كبيرة أو غير موجبة له لم تسقط بالصلاة فقد أجمع العلماء على أن المعاصي الموجبة للحدود لا تسقط حدودها بالصلاة.
ويقول ابن حجر في الفتح كتاب التفسير: المرجئة قالوا: إن الحسنات تكفر كل سيئة صغيرة كانت أو كبيرة، وحمل الجمهور هذا المطلق على المقيد في الحديث الصحيح "إن الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر" فقال طائفة إن اجتنبت الكبائر كانت الحسنات كفارة لما عدا الكبائر من الذنوب، وإن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئًا، وقال آخرون: إن لم تجتنب الكبائر لم تحط الحسنات شيئًا منها وتحط الصغائر.
ويقول ابن كثير في تفسيرها: إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة واستدل بما في الصحيحين عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان أنه دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلها ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرات إلى الكعبين ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ نحو وُضُوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنب.
لكن احذر ...
وإذا كانت الحسنات تذهب السيئات فإن السيئات كذلك تحبط الصالحات كما في قوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى... "، البقرة:264، يقول ابن كثير: الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى فما بقى ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى. وكقوله تعالى:" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا :، الفرقان:23 .
وكقوله تعالى:" .. لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين"، الزمر:65، ولما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فالطاعة التي ليس عليها دليل في كيفية ولا عدد ولا زمان ولا مكان في الكتاب والسنة مردودة وباطلة غير معتد بها، فالبدعة سيئة ذهبت بثواب الطاعة.
وعنه أيضًا: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار".
نسأل الله الإخلاص في السر والعلن والصدق في القول والعمل وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر :" مجلة التوحيد -العدد 29"
وهنا أيضا أضع سؤال تحتار معه قلوب كثيرة ...
أتوب ثم أعود للمعصية فماذا أفعل؟
(الشبكة الإسلامية) الشيخ سلمان بن فهد العودة
سؤال:
أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري، وأنا - ولله الحمد - أعد من الشباب الصالح ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. ولكنني زامنت معصية منذ بضع سنين كلما تركتها رجعت إليها، وأعزم على التوبة وأسمع كلام الوعاظ فتزداد عزيمتي، ثم بعد أيام تطول أو تقصر أعود إليها فأسرع إلى ذلك فبماذا تنصحني؟
الجواب:
أولا ينبغي عليك ألا تيأس من روح الله: (إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون). (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). فعليك أن تتوب مرة أخرى وثانية وثالثة وعاشرة، ومن تابَ تاب الله عليه، ومن تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه، وربما يقبضك الله تعالى على توبة؛ فإن الشيطان يأتي أحيانا لبعض الشباب ويقول: لا داعي للتوبة وأنت تعرف أنك ستنقضها. نقول: لا... بل تب ولعلك ألا تنقضها.
وفي الصحيح أن رجلا من بني إسرائيل أسرف على نفسه وعمل ذنبا. ثم قال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فغفر الله له. ثم فعله أخرى فقال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فغفر الله له. ثم فعله ثالثة فقال: ربي إني أذنبت فأغفر لي، فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، افعل ما شئت فقد غفرت لك.
لا تقل ربما أكون مثل هذا الإسرائيلي فتسرف على نفسك، من يدريك؟ قد يقول الله تعالى: لا، لا أغفر لك لأنك مصر على الذنب أو لأنك مسرف على نفسك، أو لأنك عالم أو غير ذلك.
فلا تغتر بحلم الله عز وجل ، ولكن تأخذ من هذا الحديث أن تكرار الوقوع في الذنب لا يمنع من تكرار التوبة. وإذا أسرع العبد إلى الذنب ثم تاب أسرع الله إليه بالقبول، والله تعالى لا يرجع في شيء أعطاه الإنسان، فإذا محى عنك ذنوبا سالفات فإنه لا يعيدها في صحيفتك لأنك رجعت إلى الذنب.
ولذلك فإن ما يشاع ويقال من أن ذنبا بعد توبة أشد من سبعين ذنبا قبلها، هذا ليس بصحيح ولا يصح عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن غيره، وليس معناه بصحيح أيضا.
بل الذنب بعد التوبة هو الذنب قبلها ما لم يكن العبد مستخفا مستهترا مستهزأ بالمعصية وبمن عصاه.
أمر آخر عليك أن تعرف لماذا تقع في الذنب؟ فإن كان وقوعك فيه لجلساء سوء فاجتنبهم. وإن كان وقوعك فيه لعمل تعمله، وظيفة أو دراسة أو غيرها فحاول أن تغير هذا العمل.
وإن كان لأنك تنظر مثلا فتجنب النظر، فانظر إلى الباب الذي تأتيك منه الريح فسده لتستريح، فعليك أن تعلم السبب لتسعى إلى إزالة السبب حتى ينقطع عنك الداء بالكلية.
أمر ثالث عليك أن تقاوم ذلك بكثرة الطاعات فإن الطاعة تقاوم المعصية، والخير يقاوم الشر، والنفس إذا شغلتها في الخير انشغلت به وإلا شغلتك بالباطل. فعليك أن تكثر من الطاعات وتنشغل بأعمال البر الصالحة.
أولا لتشغلك عن المعصية.
وثانيا حتى في حال وقوعك في المعصية لتقاوم أثرها، والله عز وجل يقول: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل. إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).
إن الحسنات يذهبن السيئات، يذهبنها من صحائف الأعمال. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (وأتبع السيئة الحسنة تمحها). فتمحى السيئة بالحسنة التي تكون بعدها.
وتُذهب الحسنات السيئات أيضا وتمحو أثرها من قلبك، فكثرة الطاعة والصلاة والذكر والتسبيح تمحو أثر المعصية، السواد الموجود في قلبك والقسوة والجفاف، فيكون في قلبك نور وإيمان وإشراق.
وتمحو أثرها من حياتك أيضا فتجد توفيق الله تعالى وتأييده لك إذا أقبلت على الطاعات.
وأظن معصيتك من معاصي الشهوات مثل الوقوع في العادة السرية أو نحوها فهي أكثر ما يشتكى منها. فعليك أن تسعى إلى تحصين نفسك بالزواج المشروع وبذل الأسباب في ذلك بقدر ما تستطيع، فإن لم تستطع فعليك بتناول الدواء النبوي: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
الأربعاء:15/10/2003
حسنا .. كيف بنفسيتك الآن ...
أسأل الله ان تكون مرتاحة ومقبلة على الله ..
لنكمل حديثنا ...
أطلت عليكم لكن لا بأس ... تحملوني ..
تصدق .. وليتك تعلم ما تخفي هذه الصدقة ...
أنه شهر رمضان .. شهر الخير والعطاء ..فتصدق ولو بالقليل...
لعلك يا من تملك درهيمن فتتصدق بدرهم ... اخير ممن يملك عشرات الدراهم فيتصدق بنفس الدرهم!!
فلا تستهن بما لديك ..
فعظيم ما يحمله قلبك هو الأهم ..
تأمل معي هذه القصة ....
نقلتها أخت لنا من قافلة الداعيات
روي أن أحد الصحابة وهو يعاني سكرات الموت ردد هذه الكلمات.. " ليتها كانت كثيرة، ليتها كانت الجديدة، ليته كان كاملاً"..
وبعد أن توفي الصحابي سأل الصحابة رسول الله عن معنى ما قال؟!!. فأخبرهم بأنها ثواب ما فعله في الدنيا وشرح لهم قصتها.
1-" ليتها كانت كثيرة " فبينما الصحابي كان في طريقه لصلاة الجمعة.. رأى ضريراً فساعده وأخذه إلى المسجد ورأى ثواب ذلك عند موته فقال: ليتها كانت كثيرة ..أي خطواته.
2-" ليتها كانت الجديدة" فقد خرج ذات يوم بارد لصلاة الفجر.. فوجد رجلاً فقيراً ينتفض من البرد وكان الصحابي يرتدي ثوبين فأعطاه الثوب القديم..ورأى ثواب ذلك عند موته.. فقال: ليتها كانت الجديدة.
3-"ليته كان كاملاً" فقد رجع يوماً إلى منزله وقدمت له زوجته رغيفاً. وطرق أحد الفقراء باب منزله فمنحه نصف الرغيف ورأى ثواب ذلك عند وفاته ..فقال: " ليته كان كاملاً" أي ليته كان قد منح الرغيف كاملاً لذلك الفقير.
ولهذا فعلينا أن نستعد لمثل هذا اليوم..وفي هذا الموقف الصعيب، يجب أن نكثر من الزاد فلا نبخل بمعروف ولو كان قليلاً فالجزاء مضاعف عند الله إذا كان خالصاً لوجهه الكريم.
فوالله لن تزيد المعاصي والذنوب إلا شقاء وكمداً وحزناً على صاحبها.
وماذا يكلفنا لو تصدقنا في الاسبوع مرة أو حتى في الشهر مرة فهذا أفضل من أن نرى الفقراء والمساكين يتجولون الشوارع ليلاً ونهاراً ويتذللون لكل الناس.
وعسى أن يكون في ميزان حسناتنا ولربما دخلنا الجنة بسبب دعوة هذا الفقير وذاك المسكين.
يا سبحان الله العظيم.. كم نحن غافلون عن ذلك الموقف الصعيب..؟!!
لله در ذلك الرجل صحابي وجليل.. كان في عصر رسولنا الكريم وحريص على عمله الصالح ويود لو استزاد منه..أما نحن في عصر الفتن والمغريات.. ولا نملك من الحسنات إلا القليل..ولم نفكر في ذلك اليوم لوهلة..؟!!نسأل الله السلامة..وحسن الخاتمة.
كتبتها أختنا
راجية الجنة..المتأملة* من *قافلة الداعيات
وقفة وتامل مع الصبر..
عندما علمت أن للصبر ثلاثة أركان أساسية ..
تغير مجرى حياتي ...
ولذا نقف هنا مع سطور اخترتها لكم عن الصبر ...
فتأملوها بقلوبكم فهي تحمل الخير الكثير ...
ولعلك تغير أشياء كثيرة في حياتك ...
أنواع الصبر
أنواع الصبر ثلاثة كما قال أهل العلم وهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله. ومرجع هذا أن العبد في هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال: بين أمر يجب عليه امتثاله، وبين نهي يجب عليه اجتنابه وتركه، وبين قضاء وقدر يجب عليه الصبر فيهما، وهو لا ينفك عن هذه الثلاث ما دام مكلفاً، وهو محتاج إلى الصبر في كل واحد منها. وهذه الثلاثة هي التي أوصى بها لقمان ابنه في قوله: يَابُنَي أقِمِ الصَلآةَ وَأمُر بِالمَعرُوفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلَى مَآأصَابَكَ [لقمان:17]. بالإضافة إلى أن الصبر في اللغة هو الحبس والمنع، فيكون معناه حبس النفس على طاعة الله، وحبس النفس ومنعها عن معصية الله، وحبس النفس إذا أصيبت بمصيبة عن التسخط وعن الجزع ومظاهره من شق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.
وأخيرا ... وليس آخرا ...
مازلت أود التحدث عن الكثير .. لكن وقتي يداهمني ...
فإليكم باختصار من قلب أختكم
في رمضان ..أنت والنت والمنتديات
إلى كل من يجلس الساعات الطوال أمام شاشة الحاسوب ... حدد لنفسك وقتا معينا ..تقول فيه وتنقل المفيد ...
فساعات رمضان غالية والله .. فلا تجعلها تمضي من بين يدك ...
فاللحظات تمضي ... فلا تجعل نصيب رمضان من وقتك كغيره من الشهور ... لا تكن الخاسر ...
كن أمينا مع نفسك وراقبها ...
كان علماء الدين وطلبة العلم الشرعي وحفظة القران يتوقفون عن كل ذلك في رمضان .. كي يعطوا هذا الشهر حقه من العبادات والتقرب إلى الله ...
فما بالنا لا نترك الكثير مما لا يفيد ...
...
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ...
وآخر كلامي .. الحمدلله رب العالمين واللهم صلي وسلم على نبينا ,وحبيبنا محمد – عليه أفضل الصلاة –
أسأل الله أن أكون وفقت في قول المفيد .. فإن كان كذلك فهو من الله ...
وأي تقصير .. وعدم ترتيب فهو مني ..فكل العذر أرجوه منكم ...
واعتذر عن طول بعض ما نقلت ..وهي مقالة شوقي عبد الباقي والسؤال من موقع الشبكة الإسلامية لكن للفائدة وضعتها ..
طلب ورجاء...
أختنا هايدي .. تمر بفترة امتحانات مهمة جدا .. فلا تنسوها من دعائكم الصالح بارك الله فيكم .. وادعو لها أن يكرمها الله برحمته ومغفرته وجنته ...
ولا تنسوني من صالح دعائكم ...
ودمتم بخير وسعادة وطاعة ...[/align]
[/align]