[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي واخواتي الدرريين والدرريات..
هانحن نستقبل رمضان ونعيش أجواء رمضان بكل طمأنينه
القلب وخشوع النفس..
ها هو رمضان نسكنه بأرواحنا وقلوبنا ونحن نعلم بما كانت
أعمالنا وما هي أحوالنا..
نصمت خاشعين حين نشاهد الكثير من الأخطاء المتراكمه
في أنفسنا ..
فنجددالعهد برمضان .. ونعيد ملفات أوراقنا في رمضان ..
ونستعيد أنفاسنا أيضا في رمضان ..
ونجد الكثيرين منا يسارعون في ترميم الأخطاء وتصليح النفس
من الذنوب ..
فلاندع تلك الهوامش التي تأكل أرواحنا تعيث فسادا ..فلنتخلص
من اكياس الفضلات والتي ما زالت تعشعش بين أحوالنا وقلوبنا..
اذاً
دعونا نصافح أوراق جديدة وبسمة حب تتسع
مجالها للآخرين استعدادا لصيام رباني وروحاني ومكتمل.. ..
فـ الذكر هو الزاد والوقود الذي يدفعك بقوة لمغالبة عوادي الحياة
يمنحك قوة روحية وطاقة إيمانية وراحة نفسية تصلك بالملإ الأعلى
وطالما أنك تذكر الله تعالى، فاإن الله معك..
(( وأنا معه إذا ذكرني))
قديماً قال الإمام إبن القيم رحمه الله
(( تفقد قلبك عند ثلاث:
عند الذكر والصلاة وقراءة القرآن ..
فإن وجدته فأحمد الله وإن لم تجده فأسأل الله أن
يهبك قلباً فإنه لا قلب لك))
أخي .. أختي ..
هل قرأتم القرآن فوجدتموه ثقيلاً ولا تتحملوه...!!
أو دخلتم يوماً فى الصلاة فتمنيتم الخرج منها..!!
إنه موت القلوب .. إنها الغشاوة التى أحدثتها الذنوب ..
فها قد جاءكم رمضان شفاء العليل...حياة القلوب ..
إذهب الى الله فى بيته و إسأله المغفرة والرحمة
إذهب لعله أن يهبك قلباً خاشعاً..
لعله يفتح لك الباب للتوبة والمغفرة..
إذهب يا عبد الله فوالله مالك غيره من أحد يسمع شكواك..
و يستر بلواك... وهذا الشهر الكريم هو فرصتك الذهبية ..
أوله رحمة ووسطه مغفرة وأخره عتق من النار
الدعاء ..
فهذه رسالة مختصرة في:
" الدعاء وفضله "
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها، وأن يكتبها في موازين أعمالنا
إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم...
الدعاء من العبادات العظيمة الجليلة على سهولته ويسره
وهذا من فضل الله على عباده، وقد أمر الله تعالى عباده
بالدعاء، قال تعالى في محكم كتابه:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
وصح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( الدعاء هو العبادة )
رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي ، وصححه الألباني .
وإذا كان الدعاء سنَّة مشروعة عموماً، فإنه في أوقات
مخصوصة وأماكن معلومة يكون آكد سنيَّة وأشد طلباً.
ومن الأوقات التي يُلتمس فيها الدعاء ويُطلب
أيام رمضان ولياليه.
والدعاء في هذا الشهر الكريم من الأوقات التي يُرجى فيها
القبول والإجابة، يُرشد لهذا قوله تعالى عقب آيات فرضيَّة
الصيام:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
والملاحَظ أن هذه الآية وردت وسط الآيات المتعلقة بأحكام
الصيامالأمر الذي نلمس منه :
أهمية الدعاء في هذا الشهر خاصة
وقبول الدعاء واستجابته عند الله.
قال بعض أهل العلم: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم
مرجوَ الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى
مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من أيام رمضان.
ويُستأنس لهذا بما رواه الإمام أحمد و الترمذي و ابن ماجه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر،
ودعوة المظلوم )
وقال صلى الله عليه وسلم:
{ أفضل العبادة الدعاء }.
وقال :
{ ليس من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء }.
وقال :
{ إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا
رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين }.
وقال :
{ لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر }.
وقال :
{ ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة
رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث:
إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف
عنه من السوء مثلها } قالوا: إذاً نكثر الدعاء، قال:
{ الله أكثر }
وقال :
{ إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه }.
وقال :
{ أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام }
وفي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
( إذا دخل رمضان فتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار
وسلسلت الشياطين )
وفي هذا الحديث إشارة إلى الحث على الإكثار من فعل
الطاعات والقربات، والدعاء منها، وفيه أيضًا إشارة لقبول
الدعاء لأن الفتح دليل على الإذن بالدخول والقبول..
وإذ أكدنا على أهمية الدعاء خلال هذا الشهر الكريم والحث
عليه، فإننا نرى من المناسب أن نُعرِّج على بعض الأدعية
المأثورة في هذا الشهر، ذلك أنه وإن كان باب الدعاء مفتوحًا
بما يتيسر للإنسان، إلا أن تَتَبُّعَ المأثور من الدعاء عنه صلى
الله عليه وسلم أولى وأحق بالمتابعة والاقتداء.
فمن الأدعية المأثورة في رمضان، ما جاء عند رؤية هلال
رمضان :
( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله )
رواه الإمام أحمد و الترمذي وصححه الألباني.
ومنها ما علَّمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
دُعينا للإفطار أن ندعوَ للداعي بهذا الدعاء:
( أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة)
رواه أبو داود و أحمد وغيرهما وصححه الألباني.
ومنها ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم عند فطره:
( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )
رواه أبو داود وحسنه الألباني.
ومنها ما كان يدعو به عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
( اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفرَ لي ذنوبي )
وكما ذكرنا بداية، فإن باب الدعاء مفتوح في هذا الشهر الكريم
فيدعو الإنسان بما تيسر له من الدعاء ولعل في قلَّة الآثار
الصحيحة الواردة في هذا الشأن ما يُشير إلى ترك الباب مفتوحًا
أمام العبد ليدعوَ بما تيسر له من خيري الدنيا والآخرة.
ومن المؤسف أن بعض الناس يتهاون في شأن الدعاء
في هذه المناسبة، حتى إنا لنرى بعضهم بدلاً من أن
يبادر بالتوجه بالدعاء إلى الله في هذه الأوقات المباركة نراه
مثلاً قبيل وقت الإفطار يجلس ويَعُدُّ الدقائق والثواني
أو يَقبع خلف شاشات التلفاز منتظراً أن يرتفع صوت المؤذن
معلناً دخول وقت الإفطار.
فعلينا أيها الأحبة أن ندعو الله ونجتهد في التضرع إليه
ونغتنم هذه المناسبة الكريمة..
شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة
1- الإخلاص لله تعالى.
2- أن يبدأ لحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي
ويختم بذلك.
3- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
4- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
5- حضور القلب في الدعاء.
6- الدعاء في الرخاء والشدة.
7- لا يسأل إلا الله وحده.
8- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
9- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.
10- الاعتراف بالذنب، والاستغفار منه، والاعتراف بالنعمة
وشكر الله عليها.
11- تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأوضاع
والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.
12- عدم تكلف السجع في الدعاء.
13- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
14- كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.
15- رد المظالم مع التوبة.
16- الدعاء ثلاثاً.
17- استقبال القبلة.
18- رفع الأيدي في الدعاء.
19- الوضوء قبل الدعاء إذا تيسر.
20- أن لا يعتدي في الدعاء.
21- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.
22- أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجل صالح له.
23- التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض، وهذا من أعظم
أسباب إجابة الدعاء.
24- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
25- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
26- أن يدعو لإخوانه المؤمنين، ويحسن به أن يخص
الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء، وأن يخص
بالدعاء من في صلاحهم صلاح للمسلمين كأولياء الأمور
وغيرهم، ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.
27- أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة.
28- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
29- الابتعاد عن جميع المعاصي.
أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء
1- ليلة القدر.
2- جوف الليل الآخر ووقت السحر.
3- دبر الصلوات المكتوبات ( الفرائض الخمس).
4- بين الأذان والإقامة.
5- ساعة من كل ليلة.
6- عند النداء للصلوات المكتوبات.
7- عند نزول الغيث.
8- عند زحف الصفوف في سبيل الله.
9- ساعة من يوم الجمعة، وهي على الأرجح آخر ساعة من
ساعات العصر قبل الغروب.
10- عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
11- في السجود في الصلاة.
12- عند قراءة الفاتحة واستحضار ما يقال فيها.
13- عند رفع الرأس من الركوع وقول:
ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
14- عند التأمين في الصلاة.
15- عند صياح الديكة.
16- الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر.
17- دعاء الغازي في سبيل الله.
18- دعاء الحاج.
19- دعاء المعتمر.
20- الدعاء عند المريض.
21- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء المأثور في ذلك وهو قوله:
{ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على
كل شئ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال: اللهم اغفر لي ـ أو دعا ـ استجيب له، فإن توضأ وصلى
قبلت صلاته }.
22- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا..
23-عند الدعاء بـ { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }.
24- دعاء الناس عقب وفاة الميت.
25- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي في التشهد الأخير.
26- عند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
27- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
28- دعاء يوم عرفة في عرفة.
29- الدعاء في شهر رمضان.
30- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
31- عند الدعاء في المصيبة بـ:
{ إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها }.
32- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
33- دعاء المظلوم على من ظلمه.
34- دعاء الوالد لولده.
35- دعاء الوالد على ولده.
36- دعاء المسافر.
37- دعاء الصائم عند فطره.
38- دعاء المضطر.
39- دعاء الإمام العادل.
40- دعاء الولد البار بوالديه.
41- الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك. وهو :
{ أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله }
فمن قال ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء..
42- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.
43- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.
44- الدعاء داخل الكعبة، ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.
45- الدعاء في الطواف.
46- الدعاء على الصفا.
47- الدعاء على المروة.
48- الدعاء بيت الصفا والمروة.
49- الدعاء في الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان.
50- الدعاء في العشر الأول من ذي الحجة.
51- الدعاء عند المشعر الحرام.
52- والمؤمن يدعو ربه أينما كان وفي أي ساعة، ولكن هذه
الأوقات والأحوال والأماكن تخص بمزيد عناية، فإنها مواطن
يستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى.
أخطاء تقع في الدعاء
1- أن يشتمل الدعاء على شئ من التوسلات الشركية أو البدعية.
2- تمني الموت وسؤال الله ذلك.
3- الدعاء بتعجل العقوبة.
4- الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عقلاً أو عادة أو شرعاً.
5- الدعاء بأمر قد تم وحصل بالفعل وفُرغ منه.
6- أن يدعوا بشيء دلّ الشرع على عدم وقوعه.
7- الدعاء على الأهل والأموال والنفس.
8- الدعاء بالإثم كأن يدعو على شخص أن يبتلى بشيء من المعاصي.
9- الدعاء بقطيعة رحم.
10- الدعاء بانتشار المعاصي.
11- تحجير الرحمة، كأن يقول:
اللهم اشفني وحدي فقط وارزقني وحدي فقط.
12- أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين إذا كانوا يؤمنون وراءه.
13- ترك الأدب في الدعاء كأن يقول: يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير.
14- الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله عز وجل، كأن يقول:
سأجرب وأدعو لأرى أيستجاب لي أم لا، وقول بعضهم:
سأدعو الله فإن نفع وإلا لم يضر.
15- أن يكون غرض الدعاء فاسداً.
16- أن يعتمد العبد على غيره في الدعاء دائماً، ولا يحرص على الدعاء بنفسه.
17- كثرة اللحن أثناء الدعاء، وخاصة إذا كان اللحن يحيل
المعنى أما الجاهل بالمعنى وليس له معرفة باللغة فهو معذور.
18- عدم الاهتمام باختيار أسماء الله أو صفات الله المناسبة للدعاء.
19- اليأس وقلة اليقين من إجابة الدعاء.
20- التفضيل في الدعاء تفضيلاً لا لزوم له، كأن يقول:
{ اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وخالاتنا …}
وهكذا ويستمر في ذكر تفصيل الأقارب والجيران وغيرهم.
أما إذا كان التفصيل معقولاً ومحدوداً فلا بأس بذلك.
21- دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة.
22ـ المبالغة في رفع الصوت.
23- قول بعضهم عند الدعاء:
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
24- تعليق الدعاء على المشيئة كأن يقول:
اللهم اغفر لي إن شئت والواجب الجزم في الدعاء.
25- تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك.
26- ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة...
.
.
.
الى هنا واستودعكم الله واني لأرجوه ان لا يحرمنا الإجابة في دعاءنا..
وان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا..
و أن لا تصبح أنفسنا أصل غواية وضلال !!!!!
ونصبح كما قال صلى الله عليه وسلم فيهم :
"رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش …."
.
.
.
نسأل الله سبحانه أن يلهمنا الدعاء، ويوفقنا لصالح العمل في
الدنيا والآخرة، وتقبَّل الله طاعتنا وطاعتكم
والحمد لله أولاً وآخراًَ...
اللهم بلغتنا رمضان
فاكتب لنا فيه -وفي غيره- الخير كله..
وأجرنا من الشر كله..
اللهم آمين..
/
عابده لله[/align]