[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

توصل سعودي خبير في مجال المعلومات إلى ابتكار تقنية جديدة تتحكم في رنين الجوال بتحويله إلى «صامت» خلال الفترات التي يرغب فيها المستخدم بشكل تلقائي، خاصة أوقات الصلوات والنوم والاجتماعات وغيرها. وفي حوار أجرته «الشرق الأوسط» للتعرف على تفاصيل هذا الاختراع الذي أطلق عليه اسم «خاشع»، توقع المهندس ناصر الجريد، المدير التنفيذي لشركة «تجارب» وصاحب الابتكار، أن يطرح هذه التقنية الحديثة في الربع الأول من العام المقبل، فإلى التفاصيل.
* من أين نبعت فكرة هذا الاختراع؟ ـ بعد عودتي من الولايات المتحدة الأميركية في العام 2000، لاحظت زيادة عدد الجوالات وما يصدر منها من إزعاج خاصة أثناء الصلوات في المساجد، مما جعل الأئمة يقومون بتذكير المصلين قبل بداية كل صلاة بإغلاق أجهزة الجوالات وأصبح هذا النداء سمة متكررة، فخطر ببالي التفكير في إيجاد حل تقني لهذه المشكلة من واقع خبرتي في تقنية المعلومات، وبالفعل بدأت في إجراء دراسات وأبحاث مختلفة، حيث توصلت في وقت وجيز إلى حلول تقنية لحل هذه المشكلة. إلا أن التطور السريع والمستمر لأجهزة الجوال وعدم توفر التقنية الحديثة آنذاك، بالإضافة إلى عدم تمكيني المادي، خاصة أنني لم أجد مستثمر يتبنى هذا الاختراع من خلال تمويله لهذه الفكرة، مما جعلني أتوقف من دون السير قدماً لإنجاز هذا الاختراع بشكله النهائي.
* متى عدت لمواصلة الاختراع؟ ـ بدأت التطوير الفعلي للاختراع في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما وجدت نفسي قادراً من الناحية المادية لتمويل هذا الاختراع، بالإضافة إلى توافر التقنية المتقدمة لأجهزة الجوال.
* ماذا يمثل الاختراع؟ ـ هو عبارة عن برمجيات تتحكم في جرس الجوال بحيث يتحول تلقائياً إلى صامت في وقت الصلوات أو النوم أو غيرها من الأوقات التي لا يرغب فيها المستخدم تشغيله، وبعدها يرجع الجوال لوضعه الطبيعي، حيث يقوم المستخدم بعمل هذه الاختبارات والإعدادات مرة واحدة، وبالتالي يكون الجوال قد تم برمجته على تلك الأوقات بتنفيذ المهام من دون تدخل المستخدم في كل مرة.
* في أي مرحلة يقف اختراعك الآن؟ ـ لقد انتهيت حالياً من تطوير البرمجيات اللازمة وقمت باختبارها على بعض الأجهزة من نوع الجيل الجديد التي ظهرت في الربع الأخير من هذا العام، وأظهرت هذه الاختبارات نتائج جيدة للغاية، وأستطيع أن أقول أن المشروع في مراحله الأخيرة، حيث تم الانتهاء من 95 في المائة من كامل المشروع، وتبقى فقط تطبيقه على موديلات مختلفة من الجوالات لمزيد من الاختبارات.
* كم من الوقت استغرق الاختراع؟ ـ لم يأخذ مني وقتاً لخبرتي الكبيرة في مجال تقنية المعلومات، ولكن مسألة البحث عن إيجاد مستثمر لتمويل المشروع في بداياته هو الذي اخذ مني الوقت، ولكن الأمر تيسر ولله الحمد عندما تيسر موقفي المادي، مما ذلل جميع العقبات التي عانيتها في البداية.
* ما الفرق بين هذا الابتكار وتلك الأجهزة التي توضع في المساجد على سبيل المثال للتشويش على أجهزة الجوال؟ ـ هناك فرق كبير بيت الاثنين، فالأجهزة الموضوعة في المساجد لها سلبيات عديدة، من أهمها التأثير على المرضى من الناحية الصحية بالإضافة إلى تكلفتها المادية العالية، بيد أن الجهاز الذي قمت بابتكاره حالياً له ايجابيات كثيرة منها أنه ليس له تأثير على الصحة حيث لا تصدر منه ذبذبات، إذ أنه يتعامل فقط مع نظام تشغيل الجوال، والأكثر من ذلك أن سعره في متناول الجميع إذ أتوقع أن يكون اقل من الخمسين دولار.
* هل قمت بتسجيل براءة الاختراع محلياً أو عالمياً؟ ـ نعم لقد حصلت على شهادة براءة اختراع لهذا الجهاز من الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك تقدمت إلى أمانة مجلس التعاون الخليجي للحصول على شهادة براءة، وحالياً الاختراع محمي دولياً.
* هل لجأت أو استعنت بجهات أو أفراد بعينهم للاستشارة أو المساعدة أثناء فترة الاختراع؟ ـ في الحقيقة كنت الجأ لبعض الجهات لاستشاراتهم واخذ أرائهم عندما تعترضني مشكلة معينة، من غير أن أفصح لها عن الفكرة، وكانت جميع هذه الجهات التي تعاملت معها في أميركا وشرق آسيا.
* حسب متابعتك لسوق تقنية المعلومات لا سيما أجهزة الجوال، هل هناك اختراع مماثل أو شبيه لما قمت به؟
ـ لا توجد فكرة مماثلة أبدا، لذلك نصحني احد المحامين الأميركيين بالإسراع في تسجيل هذه الفكرة قبل الشروع في أي خطوة من اجل حمايتها عندما أحس بأهمية الابتكار.
* هل كانت لديك أي تجارب ابتكارية سابقة؟ ـ أنا في الحقيقة كنت متميزاً نوعاً ما في مجال البرمجيات، وقد كنت الأول على دفعتي عندما كنت ادرس دبلوم الكومبيوتر عام 1982، واذكر انه في بداية عملي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض تمكنت من ابتكار برمجيات لبرامج مساعدة شبيهة ببرامج مايكروسوفت ويندوز واجتهدت آنذاك لكي يطبق هذا النظام في إدارة المستشفى، إلا انني واجهت صعوبة كبيرة مما أحبطني وقتلت الفكرة في بداياتها التي استغرقت مني أربعة أشهر، حيث كنت اعمل عليها بمعدل 14 ساعة في اليوم. كما أجريت أيضا عدداً من الدراسات والأبحاث التقنية لمعالجة وحل قضايا اجتماعية في المجتمع، كطريقة التسوق الآلية، وحل لمشكلة النداء المستخدم حالياً في المدارس، من خلال معالجة السلبيات ووضع حل نهائي لها بواسطة تقنية معينة.
* عودة للاختراع، متى ستقوم بطرحه في الأسواق، وكيف؟ ـ أتوقع أن يطرح في الربع الأول من العام المقبل 2004، وحسب الخطة الموضوعة فسيتم طرحه على بعض الجهات خاصة الشركات الكبرى العاملة في مجال تقنية الجوال، مما يسهل وجود الخاصية وللحد من عملية القرصنة المنتشرة بشكل كبير في عالمنا العربي.
* ماذا تود أن تقول من ملاحظات واجهتك في مراحل الاختراع؟ ـ أنا أتمنى أن تكون هناك بيئة لاحتضان الموهوبين والمدعين في السعودية وذلك في شكل حاضنات تحتضن الأفكار والمواهب، خاصة المنظمات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والتقنية في القطاعات الخاصة والحكومية.

http://www.asharqalawsat.com/view/in...25,209407.html