بسم الله الرحمــن الرحيــــم( بـداية إعلاميـة طريفـة )
هنـا رمضـان ..أيهــا السـادة و السيدات ..
جاءنا الآن ما يلـي ..في غفلة من العصاة والآثمين، وعلى حين غرة من الشياطين وأعوانهم ، وبينما هم يرتعون في خضم الإثم والمعاصي ، أعلن منادي الحق رؤية جرم سماوي عجيب اسمه هلال رمضان..
ما إن دوت أرجاء الكون بهذا الإعلان حتى اندفعت الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من ملائكته تصفد مردة الشياطين وتلقي بهم في غياهب سجون التوقيف الاحتياطي على ذمة التحقيق وعلى فرصة التوبة والإنابة..
وقد أعلن ناطق رسمي أن عدد الشياطين المصفدة في ازدياد متواصل خلال الثواني الأخيرة.. وقد أعاقت تجمعاتهم السير في أرجاء دروب الشر والرذيلة و قطعت أعمدة إمداد الطاقة والكهرباء عن مواقع المعاصي و الأرواح الغافلة...وفي آخر نبأ وصلنا منذ لحظات ، أعلنت وكالة رمضان الكونية أن جموعا غفيرة من الشباب قد وجدت نفسها دون سابق إنذار في حيرة شديدة من أمرها خاصة بعد أن انقشعت غشاوة كثيفة من الضباب عن عينيها فرأت أمامها طريقين واضحين أحدهما للطاعات والتوبة والثاني للمعاصي والآثام.. واكتشفت أنها كانت تنزلق في الطريق الثاني دون انتباه..هذه إذاعة رمضان تحييكم
وقفــــة مـع الصــــــوم .. ( لماذا نصـوم ؟! )الصوم لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين و هو لرب العالمين من بين سائر العبادات والأعمال: (الصوم لي وأنا أجزي به).وتأثيره على الروح والبدن من أعجب ما تتأمله العقول الراجحة، وذلك شيء مشهود بالألباب الصحيحة، والفطر السليمة، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه أكمل هدي، وأعدله، وأتمه، وأصحه، وأسهله.يتحول هذا الشهر من عبادة لها أهداف ومقاصد عظيمة إلي عادة ثقيلة، كان لابد من الإجابة عن هذا السؤال
هناك ثمرة وغاية عظيمة بينها الله عز وجل من شهر الصيام بقوله:}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [183]{'سورة البقرة'
إذا فالغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان:
هو إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله .
إعداد القلوب لخشية الله.
فالصوم يجعل القلوب لينة رقيقة، يجعلها ذات شفافية وحساسية، يجعلها وجلة حية.. يوقظ القلوب، فإذا فسد الناس في زمن من الأزمان فإن صلاحه لا يكون بالتشدد والتنطع، فليبدأ الصلاح بإعداد القلوب وبث حرارة الإيمان فيها، وخوف الله ومراقبته، فالإسلام لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى ومراقبة الله والخوف منه.
مـن ثمار الصوم : ويقول القسطلاني رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم-: 'ومنها: رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان'
مـن الناس من همته في الثرى و منهم من همته في الثريا :فمنهم من يسعى لحياة الروح ومنهم من يسعى لحياة الجسد، وحياة الروح: باتصالها بالسماء، بالخوف والخشية والمراقبة والإخلاص لله جل وعلاومن الناس من نسى روحه، وغفل عنها وعن حقوقها، فعبَّدها لجسده وشهواته؛ فأصبحت حياته هموماً وغموما، وأكداراً وأحزانا، ليس له هم إلا أن يرضى هواه.وفي الصيام حلاوة لا يدركها إلا من صام من أجل الله بصدق، ولا يعرفها إلا الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم.وهذه هي الروحانية العجيبة:
روحانية صائم : بذرها بالجوع وسقاها بالدموع، وقواها بالركوع وحسنها الخشوع والخضوع.
روحانية صائم : فيها السعادة واللذة والأفراح والأشواق ما لا يبثه لسان ولا يصفه بيان.
روحانية صائم : فيها الأرواح تهتز وترتاح، وتطير بغير جناح، فهي في أفراح وأفراح.
روحانية صائم : فيها من الحنين لجنات النعيم ما تورمت له أقدام المتهجدين، وبذل له الثمين، وسُمع له الأنين.
روحانية صائم : لا يعرفها العاشقون، ولا المتصوفة الواجدون، بل هي والله حكر على المحبين الصادقين والمخلصين العارفين.
روحانية صائم : تخلصت من أسر الهوى والشهوة وحيل النفس والشيطان.
روحانية صائم : عاش في جنة الدنيا، وفى الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، ولكن كم بين خلى وسجيا وواجد وفاقد وكاتم ومبد.
روحـانية لا توصف (!) :
هذه الروحانية لا نعرف كنهها، ولا نستطيع وصفها، حتى من ذاق طعمها وعرف حلاوتها من أولئك الأفذاذ ما استطاعوا وصفها ولا التعبير عن وجدها إلا بألفاظ عامة، لم تفصح عن حقيقة الشعور، واسمع لبعضهم يقول:
'إنه ليمر بالقلب لحظات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي نعيم'.
وآخر يقول: 'أنا جنتي وبستاني في صدري فماذا يفعل أعدائي بي، سجني خلوة، ونفى سياحة، وقتلى في سبيل الله شهادة'.
* رمضان في رؤية جديدةالهـدف العـام و رسـالتك في الحياة هـي :( إرضاء الله عز و جل مـن خلال النجاح في موقعك )
وهذه الرسالة العامة لا يمكن أن تتحول إلى واقع عملي إلا إذا تم تحويلها إلى رؤية واضحة تمتد لتشمل جميع جوانب حياتك وهذه الجوانب هي:
الجانب الإيماني ـ الجانب الإسري ـ الجانب المهني ـ الجانب الصحي ـ الجانب المالي ـ الجانب الاجتماعي ـ الجانب الثقافي العلمي ـ الجانب الترفيهي ـ الجانب التطوعي ـ الجانب التطويري.~ وإذا تساءلت ما علاقة هذا الكلام بالحديث عن رمضان في رؤية جديدة ؟~
جـواب :إن الجانب الإيماني هو من أهم الجوانب على الإطلاق الذي يتوقف عليه نجاح المؤمنة في بقية الجوانب العشرة.
حيث أنه فوق كونه أساس العلاقة مع الله، ولا ينجوا الإنسان يوم القيامة من النار ولا يفوز برضوان الله وجنته إلا بالنجاح فيه، إلا أنه أيضا يحقق الاستقرار والتوازن النفسي ويمنح الإنسان شعورا بالطمأنينة والسكينة والسعادة والصحة النفسية مما يولد لديه دافعية كبيرة للتقدم والنجاح.
يقول الله عز وجل ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ النحل 97.
ويقول أيضا: ﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد 28.
أحبائي مـن هذا المنطلق أبدأ بمنطق ( طـائع مميز في رمضان )
بفكر جديد ورؤية جديدة وعبادة وعمل جديدين وفقنا الله إلى صالح الأعمال في رمضان وفي غيره..
اللهم بلغنا رمضان، وأعنا على صيامه وقيامه، واجعلنا من عتقائه يارب العالمين ...
القـرآن الكريـم بين " الكم " و " الكيف " ..
الهدف الأسمى :
إن الهدف الأسمى من القرآن هو أن يكون منهجا لنا في هذه الحياة، وأن يغير السلوك السيئ إلى الحسن؛ أي أن نعيش معه ونعمل به، وحتى نعمل به لا بد أن نفهم معانيه ومراد الله عز وجل من الآيات.
وهذا لا يأتي من القراءة السريعة الخالية من التدبر؛ ولا بد أن نعلم أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حينما حثنا على الإكثار من تلاوته، وبيَّن لنا في أحاديثه عظم ثواب القراءة كان الهدف من ذلك أن نداوم على الاقتراب منه، ونعيش مع آياته ونفهمها ونعيش بها.
أما أن نقترب منه، ونكثر من تلاوته، ولا نتدبره ولا نعيش معه، فهذا ليس هو المطلوب، فلا بد من التدبر عند قراءته، حيث قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد:24).
وقد نهى رسول الله- صلى الله عليم وسلم- عبد الله بن عمرو بن العاص أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام، وقال له: "لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث"، وهذا يدل على أن التدبر وفهم معاني القرآن، لا بد أن يلازم القراءة.
** برنامج عملي متوازن :
أولا: عليك أن تهيئ نفسك وقلبك عند قراءةِ وردك، بأن تتوضأ وتستعمل السواك وتستقبل القبلة، وتتخير الأوقات التي لستَ فيها مجهدا، وتستشعر بقلبك عظمةَ ما تقرأ، وأن هذا الذي تقرؤه رسالة من مولاك إليك.
ثانيا: أن تسأل نفسك قبل رمضان: كم ختمة أريد أن أختمها في رمضان؟، وأن تخصص وقتا كافيا لقراءة وردك، مثلا إذا أردت أن تختمه ثلاث ختمات، فلا تخصص نصف ساعة مثلا كل يوم لتقرأ فيها ثلاثة أجزاء.
ولكن هذا يتطلب منك أن تحدد وقتا أطول من ذلك يتناسب من الكم، فلتحدد ساعة بعد الفجر، وساعة قبل الإفطار، وساعة بالليل، وذلك حتى تُعطي لنفسك فرصة للتدبر والمعايشة.
فإذا لم تجد وقتا لثلاث ختمات، فلتختمه مرتين بتدبر خير من ثلاث بدون تدبر، حيث يقول الآجري في كتابه (أخلاق حملة القرآن): والقليل من الدرس للقرآن، مع التفكر فيه وتدبره؛ أحبُّ إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكُّر فيه.
ثالثا: أن تتدبر الآيات، وتقف عند معانيها ومقاصدها، وتتجاوب معها، ولا يكن همك الوصول إلى نهاية السورة.
رابعا: أن تعلم أن التدبر وسيلة وليس غاية، وإنما الغاية هي أن يُغيِّر القرآن من سلوكك، وأن يكون منهجا لك في حياتك.
خامسا: أن تجعل جزءا من وردك في الليل، وألا تقرأه كله بالنهار، وتصلي ركعتين في بيتك أو أكثر تقرأ فيها ما تبقَّى من وردك بتأنٍ وترتيل وتدبر، وإن مررت بآية حرَّكت قلبك فلترددها أكثر من مرة.
سادسا: لتجعل من كل جزء آية تتوقف معها وترددها كثيرا وتعيش معها وتطبقها في حياتك، وتجعل هذه الآية تؤثر فيك وتغير من سلوك.. إذا توقفت كل يوم مع آية واحدة، فسوف تتوقف مع ثلاثين آية في هذا الشهر الكريم.
الدعـاء " منحـــة " ربـانية ..الدعاء نعمة كبرى، ومنحة جلَّى، جاد بها ربنا -جل وعلا- حيث أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة والإثابة؛ فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله ..
آداب الدعاء وأسباب الإجابة:
1 - الإخلاص لله تعالى.
2 - أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بذلك.
3 - حضور القلب والإخلاص في الدعاء.
4 - الدعاء في الرخاء والشدة.
5 - لا يسأل إِلا الله وحده.
6 - الاعتراف بالذنب والاستغفار منه والاعتراف بالنعمة وشكر الله عليها.
7 - الدعاء ثلاثًا.
8 - استقبال القبلة.
9 - الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
10 - الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
11 - رفع الأيدي في الدعاء.
12 - التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
13 - رد المظالم مع التوبة.
15 - عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
16 - الابتعاد عن المعاصي والتوبة منها.
17 - أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
18 - لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
19 - الوضوء قبل الدعاء إن تيسر .و لا ننســــــــى :1) سنة الرسول صلى الله عليه و سلم و تطبيقها .. و الذود عنـه ..فكرة : أحفظ حديث كل يوم .. و أعمل على تطبيقه ..
2) أخواننـــا في فلسطين و العراق و لبنـان و الشيشان ووو وكل المسلمين المستضعفيـن في الأرض .. بالدعــــاء و الصدقـــــات ..
3) ذكر الله .. أجعل لسانك رطباً بـه .. (( الا بذكر الله تطمئن القلوب )) ..
أنتهيــت ( ) .. بقـي أن أقدم ( عمل بسيط جداً ) ..
[ramv]http://s21.live-share.com/d/83/a2/43426/7E22_1.WMV[/ramv]
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العـالميـن ..
و الصلاة و السلام على أفضل الخلق سيدنا محمد ..
أرق تحيــــة ...