- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 16 من 17 الأولىالأولى ... 67891011121314151617 الأخيرةالأخيرة
النتائج 226 إلى 240 من 245

الموضوع: وقفات مع كتاب الله

  1. #226
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)

    شرح الكلمات :
    { استيأس الرسل } : أي يئسوا من إيمان قومهم .
    { وظنوا أنهم قد كذبوا } : أي ظن الأمم المرسل إليهم أن الرسل قد أخلفوا ما وعدوا به من النصر .
    { ولا يرد بأسنا } : أي عذابنا الشديد .
    { عن القوم المجرمين } : أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي وأجرموا على غيرهم بصرفهم عن الإِيمان .
    { لقد كان في قصصهم } : أي الرسل عليهم السلام .
    { ما كان حديثاً يفترى } : أي ما كان هذا القرآن حديثاً يختلق .
    { تصديق الذي بين يديه } : أي ما قبله من الكتب الإِلهية إذ نزل مصدقاً لها في الإِيمان والتوحيد .
    معنى الآيتين :
    ما زال السياق في الدعوة إلى الإيمان والتوحيد بقوله تعالى : { وما أرسلنا } أي ما زال مَنْ أرسلنا من رسلنا يدعون إلينا ويواصلون دعوتهم ويتأخر نصرهم حتى يدب اليأس إلى قلوبهم ويظن أتباعهم أنهم قد أخلفوا ما وعدوا به من نصرهم وإهلاك أعدائهم { جاءهم } بعد وجود اليأس نصرنا { فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } . هذا ما جاء في الآية الأولى { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } وهم أهل الشرك والمعاصي .
    وقوله تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } أي كان في قصص الرسل مع أممهم بذكر أخبارهم وتبيان أحوالهم من نجاة المؤمنين وهلاك الكافرين المكذبين عبرة يعتبر بها المؤمنون فيثبتون على إيمانهم ويواصلون تقواهم لربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه .
    وأولوا الألباب هم أصحاب العقول ، وقوله تعالى : { ما كان حديثاً يفترى } أي لم يكن هذا القرآن العظيم بالحديث الذي في إمكان الإِنسان أن يكذب ويختلق مثله بحال من الأحوال ولكنه أي القرآن هو { تصديق الذي بين يديه } أي تقدم في النزول عليه كالتوراة والإِنجيل فهو مصدق لهما في أصول الإِيمان والتوحيد ولا يتنافى معهما وهذا أكبر دليل على أنه وحي إلهي مثلهما ، وليس بالكلام المختلق كما يقول المبطلون ، وقوله تعالى : { وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون } أي كما هو مصدق لما بين يديه هو أيضاً يفصل كل شيء تحتاج إليه البشرية في دينها المزكي لأنفسها الموجب لها رحمة ربها ورضاه عنها وهدى ينير الطريق فيهدي من الضلالة ورحمة تنال المؤمنين به العاملين به . المطبقين لشرائعه وأحكامه .
    هداية الآيات
    من هداية الآيات :
    1- بيان سنة الله تعالى في تأخر النصر على رسله وعباده المؤمنين زيادة في الإِعداد التمحيص ثم يأتي نصر الله فيعز أولياء الله ويذل أعداءه .
    2- التنديد بالإِجرام وهو الإِفساد للعقائد والأخلاق والشرائع والأحكام .
    3- بيان فضل القرآن وما فيه من الهدى والرحمة لمن طلب ذلك منه .




  2. #227
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    انتهت بفضل الله سورة يوسف تفسير وبيان وفوائد

    والان سنبدأ في سور جزء عم تفسير وبيان وايضاح وفوائد

    نسأل الله القبول




    عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)

    شرح الكلمات :
    { عم } : أي عن أيّ شيء؟ .
    { يتساءلون } : أي يسأل بعض قريش بعضا .
    { عن النبأ العظيم } : أي ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والنبوة والبعث الآخر .
    { الذي هم فيه مختلفون } : أي ما بين مصدق ومكذب .
    { سيعلمون } : عاقبة تكذيبهم عند نزع أرواحهم وعند خروجهم من قبورهم .
    { أوتادا } : أي تثبت بها الأرض كما تثبت الخيمة بالأوتاد .
    { سباتا } : أي راحة لأبدانكم .
    { لباسا } : أي ساتراً بظلامه وسواده .
    { وجعلنا النهار معاشا } : أي وقتا للمعاش كسبا وأكلا .
    { شدادا } : أي قوية محكمة الواحدة شديدة والجمع شداد .
    { سراجا وهاجا } : أي ضوء الشمس وهاجا وقاداً .
    { المعصرات } : أي السحابات التي حان لها أن تمطر كالجارية المعصر التي دنا وقت حيضها .
    { ثجّاجا } : أي صبابا .
    { وجنا ألفافا } : أي بساتين ملتفة .
    معنى الآيات :
    قوله تعالى { عم يتساءلون } أي عن أي شيء يتساءل رجال قريش فيسأل بعضهم بعضا إنهم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون إنه ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والنبوة والبعث الآخر . قال تعالى ردعا لهم وتخويفا كلا سيعلمون عند نزع أرواحهم عاقبة تكذيبهم لرسولنا وإنكارهم لتوحيدنا ولقائنا ، ثم كلا سيعلمون يوم يبعثون من قبورهم ويحشرون إلى نار جهنم حين لا ينفعهم علمن ولا يجديهم غيمان . وقوله تعالى { ألم نجعل الأرض مهادا } الآيات فذكر تعالى من مظاهر القدرة والعلم والرحمة والحكمة ما يوجب الإِيمان به وبتوحيده ورسوله ولقائه لو كان القوم يعقلون فقال { ألم نجعل الارض مهادا } اي فراشا ووطاء للحياة عليها؟ وهل يتم هذا بدون علم وقدرة والجبال أوتادا تثبت الأرض بها فيأمنون على حياتهم من الميدان وسقوط كل بناء وخلقناكم أزواجا الخلق مظهر من مظاهر القدرة والعلم وكونهم أزواجا مظهر من مظاهر الحكمة والرحمة وجعلنا نومكم سباتا أي راحة لأبدانكم . وجعلنا الليل لباسا ساترا بظلامه . وجعلنا النهار معاشا للعيش كسبا له وتمتعا به . وبنينا فوقكم سبعا شدادا وهي السموات السبع الشديدة القوية البناء لا تفنى ولا تزول غلى أن يأذن هو سبحانه وتعالى بزوالها ، وجعلنا سراجا وهاجا هو الشمس المشرقة المضيئة . وأنزلنا من المعصرات أي السحابات التي حان لها أن تمطر تشبيهاً لها بالجارية المعصر التي قاربت الحيض ماء ثجاجا صبابا وابلا ، وذلك لنخرج به حبا ونباتا وجنات ألفافا الحب كالبر والذرة لطعامكم ، والنبات كالكلأ والعشب لحيواناتكم ، وجنات اي بساتين ملفتة الأشجار غنّاء بالثمار المختلف الألوان ، والطعوم كل هذه المذكورات مفتقرة غلى قدرة لا يعجزها شيء وعلنم أحاط بكل شيء وحكمة لا يخلو منها شيء ورحمة تعم كل شيء والله وحده ذو القدرة والعلم والحكمة والرحمة فكيف ينكر توحيده ويكذب رسوله ، ويستبعد بعثه لناس يوم القيامة لحسابهم ومجازاتهم على أعمالهم في هذه الدار وهي مختلفة منها الصالح ومنها الفاسد هل من الحكمة في شيء أن يظلم الظالمون ويفسد المفسدون ، ويعدل العادلون ويصلح المصلحون ويموتون سواء ولا يكون هناك حياة أخرى يجزي فيها المسيء بإِساءته والمحسن بإِحسانه اللهم لا لا إنه لا بد من حياة أخرى .
    عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)

    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- مظاهر القدرة والعلم والحكمة والرحمة الإِلهية في كل الايات من قوله ألم نجعل الأرض مهادا إلى قوله وجنات ألفافا .
    2- تقرير عقيدة البعث والجزاء والنبوة والتوحيد وهي التي اختلف الناس فيها ما بين مثبت وناف ، ومصدق ومكذب .
    3- سيحصل العلم الكامل بهذه المختلف فيها بين الناس عند نزع الروح ساعة الموت ، ولكن لا فائدة من العلم ساعتها إذ قضي الأمر وانتهى الخلاف .

  3. #228
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)

    شرح الكلمات :
    { إن يوم الفصل } : أي الفصل بين الخلائق ليجزي كل امرئ بما كسب .
    { كان ميقاتا } : أي ذا وقت محدد معين لدى الله عز وجل فلا يتقدم ولا يتأخر .
    { يوم ينفخ في الصور } : أي يوم ينفخ اسرافيل في الصور .
    { فتأتون أفواجا } : أي تأتون أيها الناس جماعات جماعات إلى ساحة فصل القضاء .
    { وفتحت السماء } : أي لنزول الملائكة .
    { وسيرت الجبال } : أي ذُهب بها من أماكنها .
    { فكانت سرابا } : أي مثل السراب فيتراءى ماء وهو ليس بماء فكذلك الجبال .
    { إن كهنم كانت مرصادا } : أي راصدة لهم مرصدة للظالمين مرجعا يرجعون إليها .
    { لابثين فيها أحقابا } : أي دهورا لا نهاية لها .
    { لا يذوقون فيها بردا } : أي نوما ولا شرابا مما يشرب تلذذا به إذ شرابهم الحميم .
    { وغساقا } : أي ما يسيل من صديد أهل النار ، جوزوا به عقوبة لهم .
    { جزاء وفاقا } : إذ لا ذنب أعظم من الكفر ، ولا عذاب أعظم من النار .
    { كذابا } : أي تكذيبا .
    { فلن نزيدكم إلا عذابا } : أي فوق عذابكم الذي أنتم فيه .
    معنى الآيات :
    بعد أن ذكر تعالى آيات قدرته على البعث والجزاء الذي أنكره المشركون واختلفوا فيه ذكر في هذه الآيات عرضا وافيا للبعث الآخر وما يجري فيه ، وبدأ بذكر الأحداث للانقلاب الكوني ، ثم ذكر جزاء الطاغين تفصيلا فقال عز وجل { إن يوم الفصل } أي بين الخلائق كان ميقاتا لما أعد الله للمكذبين بلقائه الكافرين بتوحيده المنكرين لرسالة نبيه فيه ، يجزيهم الجزاء الأوفى ، ثم ذكر تعالى أحداثا تسبقه فقال { يوم ينفخ في الصور } أي يوم ينفخ إسرافيل نفخة البعث وهي الثانية فتأتون أيها الناس أفواجا أي جماعات . { وفتحت السماء } أي انشقت { فكانت أبوابا } لنزول الملائكة منها { وسيرت الجبال فكانت سرابا } هباء منبثا كالسراب في نظر الرائي . وقوله تعالى { إن جهنم كانت مرصادا } أي إنه بعد الحساب يأتي الجزاء وها هي ذي جهنم قد أرصدت واعدت فهي مرصاد ، مرصاد لمن؟ للطاغين المتجاوزين الحد الذي حدد لهم وهو أن يؤمنوا بربهم ويعبدوه وحده ويتقربوا إليه بفعل محابه وترك مكارهه فتجاوزوا ذلك إلى الكفر بربهم والإِشراك به وتكذيب رسوله وفعل مكارهه وترك محابه هؤلاء هم الطاغون الذي ارصدت لهم جهنم فكانت لهم مرصادا ومرجعا ومآبا { لابثين فيها أحقابا } أي دهورا ، { لا يذوقون فيها بردا } أي نوما لأن النوم يسمى البرد في لغة بعض العرب ، { ولا شرابا } ذا لذة { إلا حميما } وهو الماء الحار { وغساقا } وهو ما يسيل من صديد أهل النار { جزاء وفاقا } أي موافقا لذنوبهم لأنه لا أعظم من الكفر ذنبا ولا من النار عذابا ثم ذكر تعالى مقتضى هذا العذاب فقال { إنهم كانوا لا يرجون حسابا } أي ما كانوا يؤمنون بالحساب ولا بالجزاء ولا يخافون من ذلك { وكذبوا بآياتنا كذّابا } أي بآياته وحججه تكذيبا زائدا . وقوله تعالى { وكل شيء احصيناه كتابا } إذ كانت الملائكة تكتب أعمالهم وتحصيها عليهم فهم يتلقون جزاءهم العادل ويقال لهم توبيخا وتبكيتا وهم في أشد العذاب وأمرّه { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا } فيعظم عندهم الكرب ويستحكم من نفوسهم اليأس . وهذا جزاء من تنكر لعقله فكفر بربه وآمن بالشيطان وعبد الهوى . والعياذ بالله تعالى .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- التنديد بالطغيان وبيان جزاء الظالمين .
    2- التنديد بالتكذيب بالبعث والمكذبين به .
    3- أعمال العباد مؤمنهم وكافرهم كلها محصاة عليها ويجزون بها .
    4- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر آثارها .
    5- أبديّة العذاب في الدار الاخرة وعدم امكان نهايته .

  4. #229
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)

    شرح الكلمات :
    { إن للمتقين } : أي الذين اتقوا الشرك والمعاصي خوفا من ربهم وعذابه .
    { مفازا } : اي مكان فوز ونجاة وهو الجنة .
    { حدائق وأعنابا } : أي بساتين وأعنابا .
    { وكواعب } : أي شابات تكعبت ثديهن الواحدة كاعب والجمع كواعب .
    { أترابا } : أي في سن واحدة وأتراب جمع واحدة تِرب .
    { وكأسا دهاقا } : أي خمرا كأسها ملأى بها .
    { لا يسمعون فيها } : أي في الجنة لغوا اي باطلا ولا كذبا من القول .
    { عطاء حسابا } : أي عطاء كثيرا كافيا يقال أعطاني فأحسبني .
    { يوم يقوم الروح } : ملك عظيم يقوم وحده صفا والملائكة صفا وحدهم .
    { مآبا } : أي مرجعا سليما وذلك بالإِيمان والقتوى إذ بهما تكون النجاة .
    { ما قدمت يداه } : أي ما أسلفه في الدنيا من خير وشر .
    { يا ليتني كنت ترابا } : أي حتى لا أعذب وذلك يوم يقول الله تعالى للبهائم كوني ترابا وذلك بعد الاقتصاص لها من بعضها بعضا .
    معنى الآيات :
    ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء المستلزمة لعقيدة التوحيد والنبوة بعد أن ذكر تعالى حال الطغاة الفجار وبين مصيرهم غاية البيان ثنّى بذكر المتقين الأبرار وبين مصيرهم وأنه جنات تجري من تحتها الأنهار فقال وقوله الحق وخبره الصدق { إن للمتقين مفازا } أي مكان فوز ونجاح وبيّنه بقوله حدائق أي بساتين وأعنابا وكواعب جمع الفتاة ينكعب ذديها اي يستدير ويرتفع كالكعب وذلك عند بلوغها وقوله في وصفهن { أترابا } جمع ترب أي في سن واحدة دون الثلاثين سنة { وكأسا دهاقا } اي كأس خمر ملأى { لا يسمعون } اي في الجنة { لغوا ولا كذابا } لا قولا باطلا ولا كذابا . وقوله تعالى { جزاء من ربك عطاء حسابا } اي جزاهم ربهم بذلك فجعله عطاء كافيا ووصف الجبار نفسه تعليما وتذكيرا فأبدل من قوله منربك : قوله { رب السموات والأرض وما بينهما } اي مالكهما والمتصرف فيهما { الرحمن } رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها { لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح } ملك عظيم لا يقادر قدره وحده صفا { والملائكة صفا } هنا لا يملك أحد من الخلق { من الرحمن خطابا } وقوله { لا يتكلمون } بيد يديه { إلا من أذن له الرحمن وقال } قولا { صوابا } وفي الصحيح أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول من يكلم الله عز وجل في الموقف حيث يأتي تحت العرش فيخر ساجدا فلا يزال ساجدا يحمد الله تعالى . بمحامد يلهما ساعتئذ فيقول له الرب تعالى ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع وقوله تعالى { ذلك اليوم الحق } الذي لا مرية فيه ولا شك وهو يوم الفصل وبناء عليه فمن شاء اتخذ غلى ربه مآبا اي مرجعا إليه بالإِيمان والطاعة . وقوله تعالى { إنا أنذرناكم عذابا قريبا } اي خوفناكم عذابا قريبا جدا يبتدئ بالموت ولا ينتهي ابدا ، وذلك { يوم ينظر المرء ما قدمت يداه } من خير أو شر أي يرى جزاء عمله عيانا إن كان عمله خيراً جزي بمثله وإن كان شرا جزي بمثله . { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } إنه لما يرى البهائم بعد القصاص لها صارت ترابا يتمنى الكافر وهو في عذابه أن لو كان ترابا مثل البهائم ولولا العذاب وشدته ودوامه لما تمنى أن يكون ترابا ابدا .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- بيان كرامة المتقين وفضل التقوى .
    2- وصف جميل لنعيم الجنة .
    3- ذم الكذب واللغو وأهلهما .
    4- بيان شدة الموقف وصعوبة المقام فيه .
    5- تقرير عقيدة البعث والجزاء .
    6- الترغيب في العمل الصالح واجتناب العمل السيء الفاسد .

  5. #230
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)

    شرح الكلمات :
    { والنازعات غرقا } : أي الملائكة تنزع أرواح الفجار والكفار عند الموت بشدة .
    { والناشطات نشطا } : أي الملائكة تنشط أرواح المؤمنين الصالحين نشطا اي تسلها برفق .
    { والسابحات سبحا } : أي الملائكة تسبح من السماء بأمر الله اي تنزل به إلى الأرض .
    { فالسابقات سبقا } : أي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة .
    { فالمدبرات أمرا } : أي الملائكة تدبر أمر الدنيا أي تنزل بتدبيره من لدن الله المدبر الحكيم .
    { يوم ترجف الراجفة } : أي النفخة الأولى نفخة الفناء التي يتزلزل كل شيء معها .
    { تتبعها الرادفة } : أي النفخة الثانية .
    { واجفة } : أي خائفة قلقة .
    { أئنا لمردودون في الحافرة } : أي أنرد بعد الموت غلى الحياة إذ الحافرة اسم لأول الأمر .
    { تلك إذا كرة خاسرة } : أي رجعة إلى الحياة خاسرة .
    { فإنما هي زجرة واحدة } : أي نفخة واحدة .
    { فإِذا هم بالساهرة } : أي بوجه الأرض أحياء سميت ساهرة لأن من عليها بها يسهر ولا ينام .
    معنى الآيات :
    قوله تعالى والنازعات غرقا الآيات هذا قسم عظيم اقسم تعالى به على أنه لا بد من البعث والجزاء حيث كان المشركون ينكرون ذلك حتى لا يقفوا عند حد في سلوكهم فيواصلوا كفرهم وفسادهم جريا وراء شهواتهم كل أيامهم وطيلة حياتهم كما قال تعالى بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه فأقسم تعالى بخمسة اشياء وهي النازعات والناشطات والسابحات والسابقات والمدبرات ، ورجح أنهم أصناف من الملائكة وجائز أن يكون غير ذلك ولا حرج إذ العبرة بكونه تعالى قد اقسم ببعض مخلوقاته على أن البعث حق ثابت وواقع لا محالة ، وتقدير جواب القسم بلتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم إذ هو معهود في كثير من الإِقسام في القرآن كقوله تعالى من سورة التغابن زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير وسيتم ذل البعث والجزاء يوم ترجف الراجفة التي هي النفخة الأولى التي ترجف فيها العوالم كلها ويفنى فيها كل شيء ، ثم تتبعها الرادفة وهي النفهخة الثانية وهي نفخة البعث من القبور أحياء وأن بين النفختين أربعين سنة كما ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وقوله تعالى قلوب يومئذ واجفة أي خائفة قلقة أبصارها خاشعة أي أبصار أصحاب تلك القلوب خاشعة أي ذليلة خائفة . وقوله تعالى يقولون أي منكرو البعث أئنا لمردودون في الحافرة أي أنرد بعد الموت إلى الحياة من جديد كما كنا أول مرة ، أئذا كنا عظاما نخرة أي بالية مفتتة وقولهم هذا استبعاد منهم للبعث وانكار له ، وقالوا تلك إذاً كرة خاسرة يعنون أنهم إذا عادوا إلى الحياة مرة أخرى فإِن هذه العودة تكون خاسرة وهي بالنسبة إليهم كذلك إذ سيخسرون فيها كل شيء حتى أنفسهم كما قال تعالى قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين .
    وقوله تعالى فإِنما هي زجرة واحدة أي صيحة واحدة هي نفخة إسرافيل الثانية نفخة البعث { فإذا هم } أولئك المكذبون وغيرهم من سائر الخلق بالساهرة أي وجه الأرض وقيل فيها الساهرة لأن من عليها يومئذ لا ينامون بل يسهرون أبدا فرد تعالى بهذا على منكري البعث الآخر وقرره عز وجل بما لا مزيد عليه إعذارا وإنذارا ولا يهلك على الله إلا هالك .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- بيان أن الله تعالى يقسم بما يشاء من مخلوقاته بخلاف العبد لا يجوز له أن يقسم بغير ربه تعالى .
    2- بيان أن روح المؤمن تنزع عند الموت نزعاً سريعاً لا يجد من الألم ما يجده الكافر .
    3- تقرير عقيدة البعث والجزاء بالإِقسام عليها وذكر كيفية وقوعها .

  6. #231
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)

    شرح الكلمات :
    { موسى } : أي موسى بن عمران عليه السلام .
    { بالواد المقدس طوى } : أي بالواد الطاهر المبارك بطوى .
    { اذهب إلى فرعون } : أي بأن اذهب إلى فرعون .
    { إنه طغى } : أي تجاوز حده كعبد إلى ادعاء الربوبية والألوهية .
    { إلى أن تزكى } : أي تسلم فتطهر من رجس الشرك والكفر بالإِسلام لله تعالى .
    { وأهديك إلى ربك } : أي أرشدك إلى معرفة ربك الحق فتخشاه وتطيعه فتنجو من عذابه .
    { فأراه الآية الكبرى } : أي العصا واليد إذ هي من اكبر الآيات الدالة على صدق موسى .
    { ثم أدبر يسعى } : أي بعد ما كذب وعصى رجع يجمع جموعه ويحشر جنوده لحرب موسى وقال كلمة الكفر أنا ربكم الأعلى فلا طاعة إلاّ لي .
    { فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } : أي عذبه تعالى عذاب الآخرة وهو قوله أنا ربكم الأعلى وعذاب الأولى وهي قوله ما علمت لكم من إله غيري .
    معنى الآيات : قوله تعالى هل أتاك حديث موسى الآيات . . المقصود من هذه الآيات تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعاني من تكذيب قومه له ولما جاء به من التوحيد والشرع فقص تعالى عليه طرفا من قصة موسى مع فرعون تخفيفا عليه ، وتهديداً لقومه بعقوبة تنزل بهم كعقوبة فرعون الذي كان أشد منهم بطشاً وقد أهلكه الله فأغرقه وجنده . . فقال تعالى { هل أتاك } يا رسولنا { حديث موسى } بن عمران ، { إذ ناداه ربّه بالواد المقدس طوى } أي بالواد المطهر المبارك المسمى طوى ناده فأعلمه أولاً أنه لا إله إلا هو وأمره بعبادته ، ثم أمره بأ ، يذهب إلى فرعون الوليد بن الريان ملك القبط بمصر فقال له اذهب إلى فرعون إنه طغة أي عتا وتكبر وظلم فأفحش في الظلم والفساد . وعلمه ما يقول له إذا انتهى إله فقل { هل لك إلى أن تزكى } أي إلى أن تسلم فتزكو روحك وتطهر بالإِسلام وأهديك إلى ربك فتخشى أي وارشدك إلى ربك وأعرفك به فتخشى أي عقابه فتترك الظلم والطغيان قال تعالى فأراه الآية الكبرى والتي هي اليد والعصا ، فكذب فرعون موسى في دعوته وعصى ربّه فلم يستجب له ولم يطعه فيما أمره به ودعاه إليه من الإِيمان برسالة موسى وإِرسال بني إسرائيل معه بعد الإِسلام لله ظاهرا وباطنا . ثم أدبر فرعون أي عن دعوة الحق رافضا لها يسعى في الباطل والشر { فحشر } رجال وجنده { فنادى } أي ناداهم ليعدهم إلى حرب موسى { فقال : أنا ربكم الأعلى } يعني أنه لا ربّ فوقه ، { فأخذه الله } أي عذبه { نكال } اي عذاب { الآخرة } اي الكلمة وهي قوله : { أنا ربكم الأعلى } ونكال الأولى وهي قوله { ما علمت لكم من إله غيري } وبين الكلمتين الخبيثتين أربعون سنة فالأولى قالها في بداية الدعوة حيث ادّعى أنه يحث واستقصى في البحث واجتهدوا أنه كل ذلك الاجتهاد لم يعلم أن للناس من قومه من إله سواه .
    وقوله تعالى إن في ذلك { لعبرة لمن يخشى } أي فيما قص تعالى من خبر موسى وفرعون { لعبرة } أي عظة لمن يخشى الله وعذاب الدار الآخرة فيؤمن ويتقي أي فيزداد إيماناً وتقوى .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- تسلية الداعي إلى الله تعالى وحمله على الصبر في دعوته حتى ينتهي بها إلى غاياتها .
    2- اثبات مناجاة موسى لربّه تعالى وأنه كلمه ربّه كفاحاً بلا واسطة .
    3- تقرير أن لا تزكية للنفس البشرية إلا بالإِسلام أي بالعمل بشرائعه .
    4- لا تحصل الخشية من الله للعبد إلا بعد معرفة الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء .
    5- وجود المعجزات لا يستلزم الإِيمان فقد رأى فرعون أعظم الآيات كالعصا واليد وما آمن .
    6- التنديد والوعيد الشديد لمن يدعي الربوبية والألوهية فيأمر الناس بعبادته .

  7. #232
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)

    شرح الكلمات :
    { أأنتم أشد خلقا أم السماء؟ } : أي أشد خلقا .
    { رفع سمكها } : أي غلظها وارتفاعها .
    { فسواها } : أي جعلها مستوية سطحا واحدا ما فيها نتوء ولا انخفاض .
    { وأغطش ليلها } : أي أظلمه جعله مظلما .
    { وأخرج ضحاها } : أي ضوءها ونهارها .
    { والأرض بعد ذلك دحاها } : أي بعد أن خلق الرض خلق السماء ثم دحا الأرض أي بسطها .
    وأخرج منها ماءها ومرعاها .
    { والجبال أرساها } : أي أثبتها على سطح الأرض لتثبت ولا تميد بأهلها .
    { متاعا لكم ولأنعامكم } : أي اخرج من الأرض ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاععا لكم ولأنعامكم وهي المواشي من الحيوان .
    معنى الآيات :
    قوله تعالى { أأنتم اشد خلقا } الآيات . . سيقت هذه الآيات الكريمة لتقرير عقيدة البعث والجزاء بايراد أكبر دليل عقلي لا يرده العاقل ابدا وهو أن السماء في خلقها وما خلق الله فيها ، وأن الأرض في خلقها وما خلق الله فيها أشد خلقا وأقوى وأعظم من خلق الإِنسان بعد موته فالبشرية كلها لا يساوي حجمها حجم كوكب واحد من كواكب السماء ولا سلسلة واحدة من سلاسل الجبال في الرض فضلا عن السماء والأرض . إذاً فالذي قدر على خلق السماء وما فيها والأرض وما فيها قادر قطعا ومن باب أولى على خلق الإِنسان مرة أخرى وقد خلقه أولاً فإِعادة خلقه بإِحيائه بعد موته أيسر وأسهل وأمكن من خلقه أولاً على غير مثال سبق ، ولا صورة تقدمت ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم لا يفكرون وهذا عرض الآيات قوله تعالى { أأنتم اشد خلقا } ايها المنكرون للبعث المكذبون به { أم السماء } والجواب الذي لا شك فيه هو أن السماء أشد خلقاً منهم وبيان ذلك فيما يلي :
    1 ) بناها فهي سقف للأرض مرفوعة فوقها مسوّاة فلا انفطار فيها ولا ارتفاع لبعض وانخفاضاً لبعض آخر بل هي كالزجاجة في سمتها واعتدالها في خلقها .
    2 ) رفع سمكها فإِن غلظها مقدر بمسيرة خمسمائة عام .
    3 ) أغطش ليلها فجعله مظلما .
    4 ) وأخرج ضحاها فجعل نهارها مضيئا . هذه هي السماء . والأرض بعد ذلك أي بعد أن خلقها أولا وقبل السماء عاد إليها فدحاها بأن بسطها للأنام وأخرج منها ماءها ففجر فيها عيونها وأخرج منها مرعى وهو ما يرعى من سائر الحبوب والثمار والنبات والأشجار منفعة للإِنسان ولحيوانه المفتقر إليه في ركوبه وطعامه وشرابه وما ذكر تعالى من مظاهر القدرة والعلم والحكمة والرحمة في الأرض لا يقل عما ذكر في السماء إن لم يكن أعظم فكيف إذاً ينكر الإِنسان على ربّه أن يعيده حيّاً بعد إماتته له ليحاسبه وليجزيه إنه بدل أن ينكر يجب عليه أن يشكر ، ولكن الإِنسان ظلوم كفار .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- تقرير عقيدة البعث والجزاء .
    2- بيان إفضال الله تعالى على الإِنسان وإنعامه عليه .
    3- مشروعية الاستدلال بالكبير على الصغير وبالكثير على القليل وهو مما يعلم بداهة وبالضرورة إلا أن الغفلة أكبر صارف وأقوى حايل فلا بد من إزالتها أولا .

  8. #233
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)

    شرح الكلمات :
    { الطامة الكبرى } : أي النفخة الثانية وأصل الطامة الداهية التي تعلو على كل داهية .
    { ما سعى } : أي ما عمل في الدنيا من خير وشر .
    { فأما من طغى } : أي كفر وظلم .
    { وآثر الحياة الدنيا } : أي باتباع الشهوات .
    { فإِن الجحيم هي المأوى } : أي النار مأواه .
    { مقام ربه } : أي قيامه بين يديه ليساله عما قدم وأخر .
    { ونهى النفس عن الهوى } : أي المردى المهلك باتباع الشهوات .
    { فإن الجنة هي المأوى } : أي مأواه الذي يأوي إليه بعد الحساب .
    { عن الساعة } : أي القيامة للحساب والجزاء .
    { أيان مرساها } : أي متى وقوعها وقيامها .
    { فيم أنت من ذكراها } : أي في أي شيء من ذكراها أي ليس عندك علمها حتى تذكرها .
    { إلى ربك منتهاها } : أي منتهى علمها إلى الله وحده فلا يعلمها سواه .
    { لم يلبثوا } : أي في قبورهم .
    { إلا عشية أو ضحاها } : أي عشية يوم أو ضحى تلك العشية .
    معنى الآيات :
    بعد أن بين تعالى مظاهر قدرته في حياة الناس وما خلق لهم فيها تدليلا على البعث والجزاء وذكر في هذه الآيات مظاهر قدرته في معادهم تدليلا على قدرته على بعثهم بعد موتهم ومحاسبتهم ومجازاتهم فقال عز من قائل { فإِذا جاءت الطامة الكبرى } أي القيامة وسميت بالطامة الكبرى لأنها تطم على كل شيء ولا يعظمها شيء لا ريح عاد ولا صيحة ثمود ولا رجفة يوم الظلة . { يوم يتذكر الإِنسان ما سعى } من خير أو شر لأنه ايقن انه محاسب ومجزيّ بعمله . { وبرّزت الجحيم } أي أبرزها فظهرت لمن يراها لا يخفيها شيء . والناس بعد ذلك مؤمن وكافر والطريق طريقان طريق جنة وطريق نار . { فأما من طغى } أي عتا عن أمر ربّه فعصاه ولم يطعه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه . { وآثر الحياة الدنيا } على الآخرة فعمل للدنيا وصرف كل جهده وطاقته لها ، ولم يعمل للآخرة فما صام ولا صلى ولا تصدق ولا زكى { فإِن الجحيم هي المأوى } اي مأواه ومستقره ومثواه شرابه الحميم وطعامه الزقوم { وأما من خاف مقام ربّه } وهو الوقوف بين يديه لمساءلته ومجازاته فأدى الفرائض واجتنب النواهي ، { ونهى النفس عن الهوى } أي نفسه عن هواها فلم يجبها في هوى يبغضه الله ولم يطعها ف شيء حرمه الله فإِن الجنة دار السلام والبرار والمتقين الأخيار هي مأواه ولنعم المأوى هي حيث العيون الجارية والسرر المرفوعة والأكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة والزرابي المبثوثة والكواعب العرب الأتراب ولقاء الأحباب . وقوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } أي يسألك يا رسولنا المنكرون للبعث عن الساعة أيان قيامها ومتى رسوها وثبوتها وهي كالسفينة سائرة ليل نهار متى ترسو؟ { فيم } أي في أي شيء أنت من ذكراها أي ليس عندك علمها فتذكرها لهم إلى ربك وحده علم وقت مجيئها وساعة رسوها لتنقل الناس من دنياهم إلى آخرتهم ، وبذلك تنتهي رحلتهم ويستقر قرارهم .
    وينتهي ليلهم ونهارهم . وقوله تعالى { إنما أنت منذر من يخشاها } اي ليس إليك يا رسولنا علمها ولا منتهى أمر ما إنما أنت مهمتك غير ما يطلب منك إنها انذار من يخشى الساعة ويخاف حلولها لإِيمانه بها ويما يكون فيها من نعيم وجحيم أما من لا يؤمن بها فهو لا يخافها وسؤاله عنها سؤال استهزاء ، فلا تحفل بهم ولا تهتم لهم فإِنهم يوم يرونها كأن لم يلبثوا في دنياهم هذه وقبورهم { إلا عشية أو ضحاها } أي عشية يوم أو ضحى تلك العشية لما يستقبلون من أهوال الموقف وفظائع العذاب .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحوالها وصفاتها .
    2- الناس يوم القيامة مؤمن تقيّ في الجنة ، وكافر وفاجر في النار .
    3- بيان استئثار الله تعالى بعلم الغيب والساعة .
    4- بيان أي الشدائد ينسى بعضها بعضا فإِن عذاب القبر يهون أمام عذاب النار .


  9. #234
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)

    شرح الكلمات :
    { عبس } : أي النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى كلح وجهه وتغيّر .
    { وتولى } : أي أعرض .
    { أن جاءه الأعمى } : أي لأجل أن جاء عبد الله بن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به من دعوة بعض أشراف قريش للإِسلام .
    { لعله يزكى } : أي يتطهر من الذنوب .
    { أو يذكر } : أي يتعظ .
    { فتنفعه الذكرى } : أي الموعظة .
    { وأما من استغنى } : عن الإِيمان والعلم والدين بالمال والجاه .
    { فأنت له تصدى } : أي تقبل عليه وتتصدى له .
    { وما عليك ألا يزكى } : أي ليس عليك بأس في عدم تزكيته نفسه بالإِسلام .
    { يسعى } : أي في طلب الخير من العلم والهدى .
    { فأنت عنه تلهى } : أي تشاغل .
    { كلا } : أي لا تعد لمثل ذلك .
    { إنها تذكرة } : أي الآيات عظة للخلق .
    { مكرمة } : أي عند الله .
    { مرفوعة } : أي في السماء .
    { مطهرة } : أي منزهة عن مس الشياطين .
    { بايد سفرة } : كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ .
    { كرام بررة } : مطيعين لله وهم الملائكة .
    معنى الآيات :
    قوله تعالى { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } هذا عتاب لطيف يعاتب به الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فالذي عبس بمعنى قطب وجهه وأعرض هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والأعمى الذي لأجله عبس رسول الله وأعرض عنه هو عبد الله بن أم مكتوم الأعمى أحد المهاجرين ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين . وسبب هذا العتاب الكريم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مكة يوما ومعه صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف يدعوهم إلى الإِسلام مجتهدا معهم يرغبهم ويرهبهم طمعا في إسلامهم فجاء عبد الله بن أم مكتوم ينادي يا رسول الله اقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك مرارا فانزعج لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسوله الله صلى الله عليه وسلم قطعه لحديثه مع القوم فعبس وتولى عنه لا يجيبه ، وما إن عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله حتى نزلت هذه الآيات { عبس وتولى } أي قطب وأعرض { أن جاءه الأعمى وما يدريك } أي وما يعلمك أنه { يزكى } بما يطلب من القرآن والسنة أي يريد زكاة نفسه وتطهير روحه بما يتعلمه منك ، أو يذكر فتنفعه الذكرى . أي وما يعلمك لعله بندائه لك وطلبه منك أن يتذكر بما يسمع منك فيتعظ به وتنفعه الذكرى منك . وقوله تعالى { أما من استغنى } اي عن الإِيمان والإِسلام وما عندك من العلم بالله والمعرفة استغنى بماله وشرفه في قومه { فأنت له تصدى } أي تتعرض له مقبلا عليه { وما عليك ألاّ يزكى } اي وأي شيء يلحقك من الأذى إن لم يتزكَّ ذاك المستغنى عنك بشرفه وماله . وكرر تعالى العتاب بالكلمات العذاب فقال { وأما من جاءك يسعى وهو يخشى } جاءك مسرعا يجري وراءك يناديك بأحبّ الأسماء إليك يا رسول الله والحال انه يخشى الله تعالى ويخاف عقابه فلذا هو يطلب ما يزكي به نفسه ليقيها العقاب والعذاب { فأنت عنه تلهى } أي تتشاغل بغيره { كلا } أي لا تفعل مثل هذا مرة أخرى .
    وقوله تعالى { إنها تذكرة } اي هذه الآيات وما تحمل من عتاب حبيب إلى حبيب موعظة { فمن شاء } من عباد الله { ذكره } أي ذكر هذا الوحي والتنزيل { في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة } مكرمة عند الله تعالى مرفوعة في السماء مطهرة منزهة عن مس الشياطين لها { بأيدي سفرة كرام بررة } اي مطيعين لله صادقين هم الملائكة كتبة ينسخونها من اللوح المحفوظ وما أقرب هذا الوصف من مؤمن كريم النفس طاهر الروح يحفظ كتاب الله ويعمل به بيده مصحف يقرأه ويرتّل كلام الله فيه وقد جاء في الصحيح أن هذا العبد الذي وصفت مع السفرة الكرام البررة . اللهم اجعلني منهم برحمتك يا أرحم الراحمين .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- بيان مقام النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أشرف مقام وأسماه دل على ذلك أسلوب عتاب الله تعالى له حيث خاطبه في أسلوب شخص غائب حتى لا يواجهه بالخطاب فيؤلمه فتلطف معه ، ثم أقبل عليه بعد أن أزال الوحشة يخاطبه وما يدريك .
    2- إثبات ما جاء في الخبر أدبني ربي فأحسن تأديبي فقد دلت الآيات عليه .
    3- بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأديب ربّه له مستوى لم يبلغه سواه ، فقد كان إذا جاءه ابن أم مكتوم يوسع له في المجلس ويجلسه إلى جنبه ويقول له مرحبا بالذي عاتبني ربي من أجله وولاه على المدينة مرات ، وكان مؤذناً له في رمضان .
    4- استحالة كتمان الرسول صلى الله عليه وسلم لشيء من الوحي فقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لو كان للرسول أن يكتم شيئا من وحي الله لكتم عتاب الله تعالى له في عبس وتولى .

  10. #235
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)

    شرح الكلمات :
    { قتل الإِنسان } : لعن الإِنسان الكافر .
    { ما أكفره } : أي ما حمله على الكفر؟ .
    { من اي شيء خلقه } : من نطفة خلقه .
    { فقدره } : أي من نطفة إلى علقة غلى مضغة فبشر سويّ .
    { ثم السبيل يسره } : أي سبيل الخروج من بطن أمه .
    { إذا شاء أنشره } : أي إذا شاء إحياءه أحياه .
    { كلا } : حقا أو ليس الأمر كما يدعي الإِنسان أنه أدى ما عليه من الحقوق .
    { لما يقض ما أمره } : أي ما كلفه به من الطاعات والواجبات في نفسه وماله .
    { إلى طعامه } : أي كيف قدر ودبر له .
    { حبا وعنبا } : أي الحب الحنطة واشعير والعنب هو المعروف .
    { وقضبا } : أي القت الرطب وسمي قضبا لأنه يقضب أي يقطع مرة بعد مرة .
    { وحدائق غلبا } : أي كثيرة الأشجار والواحدة غلباء كحمراء كثيفة الشجر .
    { وفاكهة وأبا } : أي ما يتفكه به من سائر الفواكه والأب التبن وما ترعاه البهائم .
    { متاعا لكم ولأنعامكم } : أي ما تقدم ذكره منفعة لكم ولأنعامكم التي هي الإِبل والبقر والغنم .
    معنى الآيات :
    بعدما عاتب الربّ تبارك وتعالى رسوله على انشغاله بأولئك الكفرة المشركين وإعراضه عن ابن أم مكتوم الأعمى فكان أولئك المشركون هم السبب في إعراض الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن أم مكتوم وفي عتاب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم فاستوجبوا لذلك لعنة الله تعالى عليهم لكفرهم وكبريائهم جَرّدَ الله تعالى شخصا منهم غير معلوم والمراد كل كافر متكبر مثلهم فقال { قتل الإِنسان } أي الكافر { ما أكفره } اي ما حمله على الكفر والكبر . فلينظر { من اي شيء خلقه } ربَّه الذي يكفر به؟ إنه خلقه من نطفة قذرة { خلقه فقدره } أي أطوارا نطفة فعلقة فمضغة . أمن ان هذا حاله يليق به أن يكفر ويتكبر ويستغني عن الله؟ فلينظر إلى مبدئه ومنتهاه وما بينهما مبدأه نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة . وهو بينهما حامل عذرة . كيف يكفر وكيف يتكبر؟ وقوله تعالى { ثم السبيل يسره } فلولا أن الله تعالى يسر له طريق الخروج من بطن أمه والله ما خرج . { ثم أماته بدون استشارته ولا أخذ رايه { فأقبره } هيأ له من يقبره وإلا لأنتن وتعفن وأكلته الكلاب ، { ثم إذا شاء أنشره } { كلا } . أما يصحو هذا المغرور أما يفيق هذا المخدوع . { لما يقض ما أمره } فما له لا يقضي ما أمره ربّه من الإِيمان به وطاعته { فلينظر هذا الإِنسان إلى طعامه } الذي حياته متوقفة عليه كيف يتم له بتقدير الله تعالى وتدبيره لعله يذكر فيشكر { إنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا } كالبر والشعير والذرة وسائر الحبوب المقتاتة وعنبا يأكله رطبا ويابسا { وقضبا } وهو القت الرطب يقضب اي يقطع مرة بعد مرة وهو علف البهائم ، { وزيتونا } يأكله حبا ويدهن به زيتا { ونخلا } يأكله ثمره بسرا ورطبا وتمرا { وحدائق غلبا } اي بساتين ملتفة الشجار كثيرتها الواحدة غلباء { وفاكهة وأبا } الفاكهة لكم والأب علف لدوابكم { متاعا لكم ولأنعامكم } أي هذه المذكورات بعضها متاعا لكم اي منافع تتمتعون بها وبعضها لأنعامكم وهو القضب والأب منفعة لها تعيش عليها فبأي وجه تكفر ربك يا أيها الإِنسان الكافر؟ .

    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- بيان مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمته وهي مقتضية للإِيمان به وبآياته ورسوله ولقائه .
    2- الاستدلال بالصنعة على الصانع . وأن أثر الشيء يدل عليه ، ولذا يتعجب من كفر الكافر بربه وهو خلقه ورزقه وكلأ حياته وحفظ وجوده إلى أجله .
    3- بيان أن الإِنسان لا يزال مقصراً في شكر ربّه ولو صام الدهر كله وصلى في كل لحظة من لحظاته .


  11. #236
    الصورة الرمزية عاشق البيت
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    رقم العضوية : 33919
    الاقامة : مصر
    المشاركات : 1,965
    هواياتى : الشعر والرسم والرحلات
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 464
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    الحبيب الفاضل
    الشيخ عبد الله
    جزاك الله خيرا اخى الكريم
    على جهدك وبذلك وعطائك
    نفع الله به المسلمين
    --
    الآية الكريمة 17
    قتل الانسان ما اكفره

    يقول ابن جرير:
    ما اكفره اى ما اشد كفره
    ويحتمل ان يكون سؤالا تعجبيا
    استنكاريا للتوبيخ
    بمعنى اى شئ حمله على الكفر
    مع علمه بنعم الله واحسانه اليه

    وقال قتادة ما اكفره اى ما العنه
    ---

    وفى تفسير القرطبى
    انها نزلت فى عتبة بن ابى لهب
    انه قد آمن فلما نزلت والنجم ارتد
    وقال آمنت بالقرأن كله الا النجم
    فانزل الله تعالى قتل الانسان ما اكفره
    ---
    وعن مجاهد :
    ما كان فى القرآن
    قتل الانسان او فعل بالانسان
    انما عنى به الكافر
    --

    مع التحية والتقدير

  12. #237
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    جزاكم الله خــــــــــيرا

    عاشق البيت الفاضل

    على متابعتك الجيدة

    وبصرنا الله بمعاني آياته

    فكم وكم يتدبر الانسان

    القرآن لما يعرف
    تفسيره

    فجزى الله علماء التفسير

    خير الجزاء




  13. #238
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

    شرح الكلمات :
    { فإِذا جاءت الصاخة } : أي النفخة الثانية .
    { وصاحبته } : أي زوجته .
    { شأن يغنيه } : أي حال تشغله عن شأن غيره .
    { مسفرة } : أي مضيئة .
    { عليها غبرة } : أي غبار .
    { ترهقها قترة } : أي ظلمة من سواد ومعنى ترهقها تغشاها .
    { الكفرة الفجرة } : أي الجامعون بين الكفر والفجور .
    معنى الآيات :
    بعدما بين تعالى بداية أمر الإِنسان في حياته ومعاشه فيها ذكر تعالى معاده ومآله فيهها فقال عز من قائل { فإِذا جاءت الصاخة } وهي القيامة ولعل تسميتها بهذا الاسم الصاخة نظرا إلى نفخة الصور التي تصخ الآذان اي تصمها بمعنى تصيبها بالصمم لشدتها . وهي النفخة الثانية وقوله تعالى { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته } أي زوجته { وبنيه } وهؤلاء أقرب الناس إليه ومع هذا يفر عنهم اي يهرب خشية أن يطالبوه بحق لهم عليه فيؤخذ به . وقوله تعالى { لكل امرئ منهم يومئذ شأن } أي حال وأمر { يغنيه } عن السؤال عن غيره ولو كان أقرب قريب غليه . هنا ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة يا نبيّ الله كيف يحشر الرجال؟ قال « حفاة عراة » ثم انتظرت ساعة فقالت يا نبيّ الله كيف يحشر النساء؟ قال « كذلك حفاة عراة » قالت واسوأتاه من يوم القيامة : قال « وعن ذلك تسألين إنه قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أم لا » قالت أي آية هي يا نبيّ الله قال « { لكل امرئ منهم يومئذ شيء يغنيه } » . وقوله تعالى { وجوه يومئذ مسفرة } أي مضيئة مشرقة { ضاحكة مستبشرة } وهي وجوه المؤمنين والمؤمنات أهل التقوى وجوههم حسنة مشرقة بالأنوار مستبشرون بالقدوم على ربهم والنزول بجواره الكريم . { ووجوه يومئذ } اي تقوم القيامة ويحشر الناس لفصل القضاء { عليها غبرة } أي غبار { ترهقها } أي تغشاها { قترة } . اي ظلمة وسواد أولئك اي الذين عليهم الغبرة وتغشاهم القترة هم { الكفرة } في الدنيا { الفجرة } فيها الذين عاشوا على الكفر والفجور وماتوا على ذلك والفجور هو الخروج عن طاعة الله تعالى بترك الواجبات وغشيان المحرمات كالربا والزنا وسفك الدماء .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- بيان شدة الهول يوم القيامة يدل عليه فرار المرء من اقربائه .
    2- خطر التبعات على العبد يوم القيامة وهي الحقوق التي يطالب بها العبد يوم القيامة .
    3- شدة الهول والفزع تنسي المرء يوم القيامة أن ينظر إلى عورة أحد من أهل الموقف .
    4- ثمرة الإِيمان والتقوى تظهر في الموقف نورا على الوجه وإشراقا له وإضاءة وثمرة الكفر والفجور تظهر ظلمة وسوادا على الوجه وغبارا .
    5- تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرض صورة من صورها .

  14. #239
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)

    شرح الكلمات :
    { إذا } : أي ظرف لما ذكر بعد من المواضع الأثنى عشر ، وجوابها علمت نفس ما أحضرت .
    { كورت } : أي لفت وذهب بنورها .
    { انكدرت } : أي انقضت وتساقطت على الأرض .
    { سيرت } : ذهب بها عن وجه الأرض فصارت هباء منبثا . { وإذا العشار } : أي النوق الحوامل .
    { عطلت } : أي تركت بلا راع أو بلا حلب لما دهاهم من الأمر .
    { الوحوش حشرت } : أي جمعت وماتت .
    { وإذا البحار سجرت } : أي أوقدت فصارت نارا .
    { وإذا النفوس زوجت } : أي قرنت بأجسادها ثم بقرنائها وأمثالها في الخير والشر .
    { وإذا الموءودة } : أي البنت تدفن حية خوف العار أو الحاجة .
    { سئلت } : أي تبكيتا لقاتلها .
    { بأي ذنب قتلت } : أي بلا ذنب .
    { وإذا الصحف نشرت } : أي صحف الأعمال فتحت وبسطت .
    { وإذا السماء كشطت } : أي نزعت من أماكنها كما ينزع الجلد عن الشاة .
    { وإذا الجحيم سعرت } : أي النار أججت .
    { وإذا الجنة أزلفت } : أي قرّبت لأهلها ليدخلوها .
    { علمت نفس ما أحضرت } : أي كل نفس وقت هذه المذكورات ما أحضرت من خير وشر .
    معنى الآيات :
    قوله تعالى إذا الشمس كورت إلى قوله علمت نفس ما أحضرت اشتمل على اثنى عشر حدثا جللا ، ستة أحداث منها في الدنيا وستة في الآخرة وكلها معتبرة شرطا لجواب واحد وهو قوله تعالى علمت نفس ما أحضرت أي من خير وشر لتجزي به والسياق كله في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي انكرها العرب المشركين وبالغوا في إنكارها مبالغة شديدة وكونها عليها مدار إصلاح الفرد والجماعة وأنه بدونها لا يتم إصلاح ولا تهذيب ولا تطهير عُنِيَ القرآن بها عناية فائقة ويدل لذلك أن فواتح سور والصافات والذاريات والطور والمرسلات والنازعات والتكوير والانفطار والانشقاق والبروج والفجر كل هذه بما فيها من إقسامات عظيمة هي لتقرير عقيدة البعث والجزاء .
    وهذه الأحداث الستة التي تقع في الدنيا وهي مبادئ الآخرة .
    1 ) تكوير الشمس بلفها وذهاب ضوئها .
    2 ) انكدار النجوم بانقضائها وسقوطها على الأرض .
    3 ) تسيير الجبال بذهابها عن وجه الأرض واستحالتها إلى هباء يتطاير .
    4 ) تعطيل العشار وهي النوق الحوامل فلا تحلب ولا تركب ولا ترعى لما أصاب أهلها من الهول والفزع وكانت أفضل أموالهم وأحبها إلى نفوسهم .
    5 ) حشر الوحوش وموتها وهي دواب البر قاطبة .
    6 ) تسجير البحار باشتعالها نارا .
    وهذه الأحداث الستة التي تقع في الآخرة :
    1 ) تزويج النفوس وهو قرنها بأجسادها بعد خلق الأجساد لها ، وبعد ذلك بأمثالها في الخير والشر .
    2 ) سؤال الموءودة عن ذنبها الذي قتلت به؟
    3 ) نَشْرُ صحف الأعمال وفتحها وبسطها .
    4 ) كشط السماء أي نزعها من أماكنها نزع الجلد عن الشاة عند سلخها .
    5 ) تسعير النار اي تأجيجها وتقويتها .
    6 ) إزلاف الجنة وتقريبها لأهلها أهل الإِيمان والتقوى .
    وجواب هذه الأحداث التي وقعت شرطا لحرف « إذا » هو قوله تعالى علمت نفس ما أحضرت من حسنات فتصير بها إلى الجنة ، أو سيئات فتصير بها إلى النار .
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب غليها من قول وعمل .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- تقرير عقيدة البعث والجزاء .
    2- بيان مفصل عن مبادئ القيامة ، وخواتيمها وفي حديث الترمذي الحسن الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم « من سره أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انقشت » .
    3- الترغيب في الإِيمان والعمل الصالح إذ بهما المصير إلى الجنة .
    4- الترهيب من الشرك والمعاصي إذ بهما المصير إلى النار .

  15. #240
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array

    رد: وقفات مع كتاب الله




    فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)

    شرح الكلمات :
    { الخنس } : أي التي تخنس بالنهار أي تختفي وتظهر بالليل .
    { الجواري الكنس } : أي التي تجري أحيانا وتكنس في مكانسها أحيانا أخرى والمكانس محل إيوائها كمكانس بقر الوحش وهي الدرارى الخمسة عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل .
    { إذا عسعس } : أي أقبل أو أدبر لأن عسعس من أسماء الأضداد .
    { تنفس } : أي امتد حتى يصير نهاراً بيّناً .
    { إنه } : أي القرآن .
    { لقول رسول كريم } : أي جبريل كريم على الله تعالى وأضيف إليه القرآن لنزوله به .
    { ذو قوة } : أي شديد القوى .
    { عند ذي العرش مكين } : أي عند الله تعالى ذي مكانة .
    { مطاع ثم أمين } : أي مطاع في السماء تطيعه الملائكة أمين على الوحي .
    { وما صاحبكم بمجنون } : أي محمد صلى الله عليه وسلم أي ليس به جنون .
    { ولقد رآه بالأفق المبين } : أي ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خلق عليها بالأفق الأعلى البيّن من ناحية المشرق .
    { وما هو على الغيب } : أي وما محمد صلى الله عليه وسلم على الغيب وهو ما غاب من الوحي وخبر السماء .
    { بضنين } : أي ببخيل وفي قراءة بالظاء اي بمتهم فيُنْقِصُ منه ولا يعطيه كلَّه .
    { وما هو بقول شيطان رجيم } : أي وليس القرآن بقول شيطان مسترق للسمع مرجوم .
    { فأين تذهبون } : أي فأيّ طريق تسلكون في إِنكارهم القرآن وإِعراضكم عنه .
    { ما هو إلا ذكر للعالمين } : أي ما القرآن إلا موعظة للإِنس والجن .
    { أن يستقيم } : أي يتحرى الحق ويعتقده ويعمل بمقتضاه .
    { وما تشاءون إلا أن يشاء الله } : أي ومن شاء الاستقامة منكم فإِنه لم يشأها إلا بعد أن شاءها الله قبله إذ لو لم يشأها الله ما أشاءها عبده .
    معنى الآيات :
    لما قرر تعالى عقيدة البعث والجزاء بوصف كامل لأحداثها وكان الوصف من طريق الوحي فافتقر الموضوع غلى صحة الوحي والإِيمان به فإِذا صح الوحي وآمن به العبد آمن بصحة البعث والجزاء . ومن هنا أقسم تعالى بأعظم قسم على أن القرآن نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله ووحيه وليس هو بمجنون يقول مالا يدري ويهذر بما لا يعني ولا هو بقول شيطان رجيم ممن يسترقون السمع ويلقونه إلى إخوانهم من الكهان بل هو كلام الله صدقا وحقاً وما يخبر به كما يخبر صدق وحق فقال تعالى { فلا } اي ليس الأمر كما تدعون بأن ما يقوله رسولنا هو من جنس ما تقوله الكهنة . ولا مما يقوله الشعراء ، ولا هو بكلام مجانين . ولا هو سحر الساحرين أقسم بالخنس الجواري الكنس أي بكل ما يخنس ويجري ويكنس من الظباء وبقر الوحش والكواكب والدراري الخمسة عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل . والمراد من الخنوس الاختفاء والكنوس إيواءها إلى مكانسها مواضع إيوائها . وقوله { والليل إذا عسعس } أي أقسم بالليل إذا أقبل أو أدبر إذ لفظ عسعس بمعنى أقبل وأدبر فهو لفظ مشترك بين الإِقبال والإِدبار { والصبح إذا تنفس } أي امتد ضوءه فصار نهاراً أقسم بكل هذه المذكرات على أن القرآن الذي يصف لكم البعث والجزاء حق الوصف هو قول رسول كريم اي جبريل الكريم على ربّه ذي قوة لا يقادر قدرها فلا يقدر إنس ولا جن على انتزاع ما عنده من الوحي ولا على زيادة فيه أو نقص منه .
    عند ذي العرش سبحانه وتعالى مكين أي ذي مكانة محترمة مطاع في السموات أمين على الوحي هذا أولاً وثانيا والله وما صاحبكم محمد صلى الله عليه وسلم { بمجنون } كما تقولون { ولقد رآه } اي رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبرل بالأفق المبين رآه على صورته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح رآه بالأفق ناحية الشرق وقد سد الأفق كله ، والأفق بيّن والنهار طالع . { وما هو } أي محمد صلى الله عليه وسلم { على الغيب بضنين } أي بمظنون فيه التهمة بأن يزيد فيه أو ينقص منه أو يبدل أو يغير كما هو ليس ببخيل فيظن فيه أنه يكتم منه شيئاً أو يخفيه بخلا به أو ينقص منه شحاً به وبخلاً . { وما هو بقول شيطان رجيم } ممن يسترقون السمع ويلقونه إلى أوليائهم من الإِنس فيخلطون فيه ويكذبون . وقوله تعالى : { فأين تذهبون } ينكر عليهم مسلكهم الشائن في تكذيب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واتهامه بالسحر ، والقرآن بالشعر والكهانة والأساطير . وقوله إن هو إلا ذكر للعالمين اي ما القرآن الكريم إلا ذكر للعالمين من الإِنس والجن يذكرون به خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم وما له عليهم من حق العبادة وواجب الشكر ويتعظون به فيخافون ربهم فلا يعصونه بترك فرائضه عليهم ولا بارتكاب ما حرمه عليهم وقوله تعالى لمن شاء منكم أن يستقيم على منهاج الحق فيتحرى الحق أولا ويؤمن به ويعمل بمقتضاه ثانيا . ولما سمع أبو جهل هذه الآية { لمن شاء منكم أن يستقيم } قال الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم . أنزل تعالى قوله روما تشاءون غلا أن يشاء الله ربّ العالمين } فاكبت اللعين فاعلم أن من شاء الاستقامة من العالمين لم يشأها غلا بعد أن شاءها الله تعالى له ولو لم يشأها الله تعالى والله ما شاءها العبد ابدا إذ مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد ، وفي كل ما يشاؤه الإِنسان فإِن مشيئة الله سابقة لمشيئة لأن الإِنسان عبد والله رب والرب لا مشيئة تسبق مشيئته .
    هداية الآيات :
    من هداية الآيات :
    1- مشروعية الإِقسام بالله تعالى وأسمائه وصفاته .
    2- تقرير الوحي وإثبات النبوة المحمدية .
    3- بيان صفات جبريل الكمالية الأمانة ، القوة ، علو المكانة ، الطاعة ، الكرم . .
    4- براءة الرسول مما اتهمه به المشركون .
    5- بيان أن مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد . فلا يقع في ملك الله تعالى إلا ما يريد .

صفحة 16 من 17 الأولىالأولى ... 67891011121314151617 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ---((( تفريغ محاضرة الشيخ ممدوح الحربي - موسوعة فرق الشيعة )))---
    بواسطة أبو غيث في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 331
    آخر مشاركة: 03-05-2007, 03:28 AM
  2. أيها المبتلى.. لست وحدك على الدرب!!.
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-10-2006, 07:18 PM
  3. ~بأبي أنت وأمي يا رسول الله (24) ~
    بواسطة الأصيـــــــــل في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-11-2004, 04:48 PM
  4. الرسول صلى الله عليه وسلم يشرف منتديات الدرر
    بواسطة محمد المحيا في المنتدى درة المشاركات المتميزة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 28-03-2004, 06:55 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط