[align=right]
في ليلة ظلمــاء .. حالكــة السواد..في جو يلفه الهدوء والسكينــه..
تنهض فتــاة بلغت العشرين من عمرها تاركــةً فراشهــا..
متجهــةً لمرأتها.. تنظر مليــاً.. لاترى وجههــا ..
بل وجهـاً آخــر اشتاقت اليــه ..
وتذكــرت معه ماضٍ مؤلــم ..سرحت بعيــداً
هناك في تلك القريه البسيطه الهادئه حيث بائع البقاله ..
والشيخ المزارع..والنسـوة سائرات في كل مكان..
حيث جو الالفه والمحبــه..
عاشت تلك الاســرة الصغيره ..
والديــن احبا بعضهما كثيرا وكان من ثمرة هذا الحب ..ذلك الملاك الصغير ..
عاشا في حب وسلام
ومضت سنه واثنتان وثلاث..
ومالبثت ان تحولت السعاده لاحزان دائمــه تحولت حياة الاسره الصغيره لجحيم
افترق الابوان ..
الاب تزوج وكون له اسرةً اخرى.. وحذت حذوه الام..
وبقيت ابتنهما تنتقل من بيت لبيت شتات ضياع..
إلــى ان انتقلت وبشكل دائم لبيت والدهـا
وهنا بدأت معاناتها الحقيقه مع زوجــة اب لاترحــم.
.جعلت منها خادمــه ومربيــه لابناءهــا..وفي صباح ذلك الخميــس كــانت
تستذكر دروسهــا .. تقلب وريقات كتابها..ولايُسمع الا حفيفهــا..
وفجأة..!!
يتعكــر هذا الجو الصامت ..
وتدخل زوجة الاب حجرة الفتاة وبكل ما أوتيت وبــأعلى صوتهــا
ماذا تفعليــن..؟
استــذكــر دروســي..
ماذا..!! انهضــي لمساعدتي فلدي ضيوف..
وتطرق صامتـةً وتجمع يديها في حجرهــا
وتقول وقد ملأات الدموع محاجر عينيها
حسنــاً..
وتستمــر حياتها على هــذه الدوامــه ..
وتكبر الفتاة وها هي الان بالمرحلة الثانويه..
اصبحــت تعي ماحولهــا.. تفكــر بوالدتها
وكيف لها ان تراها وتلتقيهــا
وفي ذلك المساء حضر عمهــا لزيارتهم..
ولانها تعلم انه اقرب الاقربين اليهــا هو من يشعر بها ومعناتها في هذا البيت..
اقتربت منه واخذت تهمس في اذنيــه..
اريد ان ارى امي..فــ أنا مشتاقة جداً للقياهــا..
نظر اليهــا عمهـا مليـاً.. ووعدهــا بأن ياخذها اليهــا..
وتم لها ذلك..
في صيف تلك السنــه حدد عمهــا يومـاً ليسافر بها لامهـا..
وأخذت تعد الايام .. يوماً تلو الآخــر في انتظار اليوم الموعود..
ومع اشراقة شمس ذالك الصبــاح فتحت عينيهــا ونهضت من فراشهــا
والسعادة تملأ قلبهــا..
وكيف لا واليوم هو يوم عيــد عندهــا..
اخــذت تلملم اشياؤها وماتتطلبها رحلتهــا..
ومن بينهــا هديتهــا لامهــا الحبيبه..
صنــدوقاً صغيــراً يحــوي كثيراً من رسائل الحب ..
التي كتبتها لامها فيما مضــى
ولم تشــأ الاقدار ان تصلهــا..
هاهي اليوم ستسلمهــا لها يداً بيــد..
ارتدت ملابسهــا..
ونزلت للدور السفلي من منزلهم في انتظار عمهــا الغالي..
ودعت من بالمنزل .. وركبت سيارة عمهــا وانطلقا..
يااااااااااااهـ مااطول المسافه..
هــوني عليك يـااا ... ستصليــن بإذن اللــه
وستــرين غاليتكـ...
تمــر الدقائق والساعات..
وهــاهم يدخلون المدينــه التي تسكنهــا والدتهــا..
اقتربا من منزلهــا..
تفكــر مليـاً كيف يكــون استقبال والدتي لي..
بدأ يدب الخوف في قلبها والبروده في اطرافها ..
خوفاً من رفض والدتها لهــا..
توقفا بقرب باب المنزل ..
ترجلت من سيارة عمهــا وبقي هو بداخلها
( هو يعلم ان والدتها تنتظرها وعلى أحر من الجمر وستكون في استقبالها )
طرقت الباب..
واعادت طرق الباب..
نظرت للخلف حيث عمهــا والخوف بعينيهــا ونظراتها تقول
( يبدو ان لا أحــد هنــا )
ورد عليهــا عمهــا بنظراته أن اعيــدي طرق الباب .
وفعلت.. وحالاً..فتح الباب..
نظرت للداخل فاذا هو بطفل صغير بالسادسه من عمــره..
احتارت ماذا ستقول ..
مــن أنت ..؟
أنـا...انتِ..؟
نعــم انا هي وعلمت انه اخيهــا واخذته بحضنها وقبلته واخبرته انها اختــه ..
شعــرت ان هناك شخصــاً آخــر يقف خلفهما..
التفتت..
رأتهــا..
انها هــي..
امهــا..
هــذه هي من حملتهــا .. وضعتهــا .. ارضعتهــا..
هــي من فرقتهما الاقدار عن بعضهمــا..
ركضت اليهــا وارتمت في احضانهــا..
مــرت لحظات وهما على هذه الحاله..
الشوق كان اقوى منهما الاثنتان..
بعد ذلك اخذتها والدتها واجلستهــا..
وبدأ الحديث بينهما والاطمئنان على بعض..
وعن اوضاعها بمدرستهــا..
قضت ايام رائعــه عند والدتها ووسط اخوتها..
شعرت بالسعاده الحقــه..
ولكــن لابد من عوده لبيتهــا حيث والدهـا وزوجتــه..
وتمضي الايام وتنهي دراستهــا الثانويــه..
وتلتحق بالدراســه الجامعيـــه..
وتعيد الظر لمرأتها وهذه المره ترى نفسهـا كبرت واصبحت يافعــه ..
واخذت تفكر ومن ثم تقرر في داخلها بمحادثة عمهــا
لكي تعيد الزياره لوالدتها
واثناء تأملها..!!
يعكــر صفو جوهــا صوت تلك المرأة..
وتستمــر المعاناة...
ياترى ماهو حال هذه الفتاة الآن..؟
بقلمــي..
انتظر ارؤكـم
[/align]