أمها خديجة - رضي الله عنها - وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت مع أمها وأخواتها: زوجها بأبي العاص: وتزوجها ابن خالتها ابو العاص بن الربيع بن عبدالعزيز قبل البعثة المحمدية، وكانت أول من تزوجت من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأم أبي هالة بنت خويلد خالة زينب.. وبعد الزواج ولدت زينب لأبي العاص علياً وأُمامة فتوفي ولدها علي وهو صغير، وبقيت أُمامة فتزوجها علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - بعد موت فاطمة رضي الله عنها.. وعن هجرة زينب وموقفها العظيم يقول الدكتور مجدي الشهاوي الأستاذ بجامعة الأزهر: ولما كانت الهجرة إلى المدينة كان لزينب - رضي الله عنها - موقف عظيم.
جاء في سيرة ابن هشام: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ العهد على بن العاص ان يخلي سبيل زينب إليه - ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج ابو العاص إلى مكة وخلي سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار مكانه.. فقد كونا ببطن ياحجاج - وهو موضع علي ثمانية اميال من المدينة - حتى تمر بمكة زينب فتصباها حتى تأتينا بها، فخرج مكانهما وذلك بعد بدر بشهر أو قريب منه، فلما قدم ابو العاص مكة امرها باللحاق، بأبيها، فخرجت تجهز.
قالت زينب: بينما أنا أتجهز للحاق بأبي لقيتني هند بنت عتبة وهي زوجة ابي سفيان فقالت: يا بنت محمد، ألم يبلغني أنك تريدين اللحاق بأبيك قالت: ما أردت ذلك، فقالت: اي ابنة عمي لا تفعلي أي لا تنكري مني - إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك فلا تستحي مني، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال، قلت: والله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل، قالت: ولكني خفتها، فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهزت.. فلما فرغت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهازها جهز لها حموها كان بن الربيع اخو زوجها بعيراً، فركبته، اخذت قوسه وكانته، ثم خرج بها نهاراً يقود بها، وهي في هودج لها.
وتحدث بذلك رجال من قريش، فخرجوا في طلبها حتى ادركوها بذي طوى فكان اول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن اسد بن عبدالعزيز الفهري، فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها، وكانت زينب حاملاً، فلما ريعت طرحت ذا بطنها.. فهلع كنانة ثم قال: والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فرجع الناس عنه .
وصلت زينب - رضي الله عنها - إلى المدينة، ودخلت في رحاب المسلمات، ولما وقعت غزوة بدر وقع زوجها ابو العاص بن الربيع في الأسر، فطلبت زينب - رضي الله عنها - اطلاق اسره فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لطلبها فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما بعث اهل مكة في فداء اسراهم بعثت زينب رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء ابي العاص بقلادة وكانت خديجة ادخلتها بها علي ابن العاص حين تزوج بها، فلم رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها.
وذات مرة خرج ابو العباس إلى الشام في عير لقريش، فانتدب لها زيد في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير في سنة ست، فأخذوها، وأسروا أناساً، منهم ابو العاص، فدخل على زينب سرا فأجرته.
تقول أم المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها: ان زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسل إليها ابو العاص بن الربيع ان خذي لي أماناً من أبيك، فخرجت فاطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح بالناس فقالت: ايها الناس، انه لا علم لي بهذا، واني قد اجرت ابا العاص فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم أدناهم.
ثم بعد ذلك بسنين اسلم زوجها ابو العاص - رضي الله عنه - والراجح انه صلى الله عليه وسلم رد ابنته إلى أبي العاص بنكاحها الأول، ولم يحدث صداقا.
وبعد حياة حافلة بالصلاح والاصلاح والزهد والعبادة توفيت السيدة زينب بنت سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وقامت النسوة يغسلنها ووضع في كفنها ازار النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: اغسلنها وتراً، ثلاثا، او خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا او شيئاًمن كافور، فإذا غسلتنها فاعلمنني , فلما غسلناها، اعطانا حقوه فقال: اشعرنها اياه.