[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
الليلة عدت منهكة أجرجر أقدامي أحثها للدخول إلى منزلي ...
لتستقبلني رائحة عطرك كعادتها في تعذيبي ..
تتسلل وتدغدغ مشاعري تدعوني للبحث عنك بين أرجاء الغرف لعلك عُدت لي من جديد....
لأجد ....قارورة عطرك متناثرة شظاياها في الغرفة ، حملت بقايا القارورة ولم أشعر بالألم ولا
بالدماء التي سالت من يدي .. فبرحيلها غرقت أحد رموزك وبقاياك في بحر النسيان..
اليوم كعادتي غسلت الملابس في محاولة جادة لإزالة كل الروائح منها والذكريات، وبدأت أنشرها على حبل يتراقص ويتمايل مع كل نسمة هواء يذكرني بتراقصي على حبل أيامك ومحاولتي الثبات عليه لأجد بين قطع الملابس قميصك الازرق المفضل لا أعلم كم هي الدقائق والساعات التي مرت وأنا أحتضن قميصك أستنشق بعمق عبير الذكريات ورائحة سنين عمري معك حتى وصلت إلى نقطة فراقنا بكل الألم مزقته ورميته بعيداً ودموعي تصرخ ... لامزيد من بقاياه... لامزيد من الألم في قاموس حياتك.
أكان حنيناً أم مصادفة هي التي قادتني اليوم إلى شجرة الصنوبر تلك التي حفرنا عليها حروف أسمينا وحلمُنا أن نُشيد من جذعها منزلنا ومن أوراقهاا ستائر تحمي حبنا ..
مسكينة تلك الشجرة كم أستمعت لبوح مخادع تحت أغصانها ،
وكم من وعود كاذبة نمت على أوراقها لترحل مع أول نسمات ايلول ...
وها أنا اليوم أطالب أوراق الماضي اليابسة بإعدام بقاياك من شجرة الصنوبر..
دخل الشتاء هذه المرة بسرعة لم أستعد له بشكل كافي ... ربما لأنني تعودت على دفئك ووجودك بالقرب مني فقد كان يزيح عني مشاعر البرد ويمدني بالدفء وكل الأمان...حاولت التمرد على افكاري فهربت الى الطريق وبدأ المطر يتساقط ليزداد غزارة مع الوقت ورغم ذلك لم أشعر به أبداً فطيفك كان يلمع في كل قطرة مطر ودموعي الحارة تكسب خدودي دفئاً وألما يكوي قلبي الملتهب...
ومع كل هذا الاضطراب حاولت أن أراك أن أبحث عن دفئك ... بين ذراعي رجل طوق حبيبته أو أب
يحمي طفلته من عواصف البرد أو بين أعواد بائع الكبريت الملثم...
ورغم ذلك لم أجد فيهم سوى بقايا لدفئك....وأنا ماعدت أطيق هذا البقايا..!
لو كان فراقك هو إحتضار لحياتي..... فالحنين إليك هو موتي فعلاً
فكل الاشياء من بعدك ترحل تموت... حتى الحروف كنت أنت مصدرها والحياة بالنسبة لها
والآن فقط أيقنت أنني وحياتي مجرد بقايا على هامش صفحة أيامك..!
[SOUND]http://aldiranet.jeeran.com/waw.mid[/SOUND]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]