[ALIGN=CENTER]فتح عينيه على صوت أذان الفجر وقد اختلط بصوت جرس هاتفه الخاص وساعته المنبهة ......
مد يده وأضاء ذاك النور الهاديء بجوار سريره
واعتدل وسحب الهاتف ونظر في كاشف الأرقام واصدر زفرة حارة , ورفع سماعة الهاتف ووضعها بغضب شديد
وخرج من غرفته ليتوضأ لصلاة الفجر ..........إنه صالح..
واسمه صالح شاب هاديء مستقيم من بيت محافظ ملتزم قضى ردحاً من عمره في طريق لايليق باسم اسرته ولكنه سرعان ماعاد لجادة الصواب وعكف على حفظ كتاب الله والإبحار في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ...صالح ذو صوت عذب وأخلاق لطيفة ويملاْ قلبه حنان غريب ورأفة عجيبة كل ذلك توج بوجه حلو التقاسيم عذب السمات وعينان كزمردتين مشرقتين تشع جمالاً......................
توضأ صالح وعاد لغرفته وصوت جرس الهاتف يزداد كاما ازداد اقتراباً منه ..
نظر للكاشف وفعل مثل ما فعل في المرة الأولى ..وخرج لصلاة الفجر
بعد الأشراق بكثير عاد صالح للمنزل ودخل غرفته وجلس على الأرض
مستقبلاً القبلة وامسك مصحفه الغالي وشرع يكمل مابدأه من حفظ لكتاب الله وما أن فتح الجزء الثلاثين من مصحفه وطفق يقرأ.....
حتى عاد هاتفه للرنين .. هاب واقفاً ومصحفه في يده ورفع السماعة بكل غضب وقال بصوت بذل فيه جهداً كبيراً ليخرجه بهذه القسوة!!!!
نعم
ألاتفهمين ؟؟ ألا تستحين ؟؟ مليون مرة تتصلين ,وتسألين عن وليد هذا , ومليون مرة أقول لك انك مخطئية في الرقم!!!!!!!!!!!اتقي الله وخافي عقابه ..
ولاتحاولي الأتصال ثانية ..فرقمك في الكاشف عندي ولاأرغب في أن اتسبب بالضرر لك وأنت تعلمين أنني استطيع فعل ذلك...
تنبه صالح فجأة أنه قد استرسل بالحديث معها ..فأراد إنهاء هذا الحديث فقال :
أرجوك أن لا تتصلي ثانية..
اغمض صالح عينيه بعدأن سمع ردها على طلبه بعد سكتة خفيفة وتنهيدة قاتلة يعج دلالاً ويتراقص غنجاً ويقطر انوثة:
طيب...........
لم يشعر صالح بعد طيب هذه والتي اوصلت إليه ما أرادت تلك الفتاة إيصاله إليه ...إلا وهو يودعها بكل لطف قائلاً:
اتمنى أن تنفذي ما تقولين ..
وختم حديثه معها ب مع السلامة (ووضع السماعة بكل لطف)
ثم عاد لسجادته ولم يفتح مصحفه بل فتح تحقيقاً مكثفاً مع نفسه معاتباً لها لمافعله من التحدث مع الفتاة وكان بإمكانه رفع السماعة ووضعها كما كان يفعل كل مرةوبدأ بتوبيخ نفسه ولومها وتأنيبها واستغفر الله وعاقب نفسه بعدم الذهاب للسباحة (حبه الأكبر ) اليوم....
ثم قام لهاتفه وفصل السلك عنه وتركه ميتا.....

طارقة الفجر

فتح عينيه على صوت أذان الفجر وقد اختلط بصوت جرس هاتفه الخاص وساعته المنبهة ......
مد يده وأضاء ذاك النور الهاديء بجوار سريره
واعتدل وسحب الهاتف ونظر في كاشف الأرقام ولكنه لم يصدرزفرته الحارة بل خرجت من بين شفتيه العذبة ابتسامة اعذب , ورفع سماعة الهاتف ووضعها هذه المرة على أذنه وقال بلطف شديد :
نعم
أين وعدك بعدم الأتصال ثانية ...
خفض صالح رأسه واغمض عينيه بعد أن جاءه ردها مدوياً قاصفاً لكل بناء مرتفع وسد حصين في قلبه..
والله لم استطع...
ابتلع صالح ريقه بصعوبة بالغة وبدأ وكأنه يحاول التماسك والتجلد واصطناع القسوة وقال بكل مشقة :
انا لست من النوع الذي تبحثين عنه فوفري وقتك وجهدك وستجدين ألف ألف غيري ....
ضرب زلزال عنيف مقداره الف درجة على مقياس الحب قلب صالح حتى جعله دكا .. بعد أن قالت له بكل عذوبة ودلال ورقة
اعلم أن هناك مليار غيرك ولكن مامن أحد مثلك
قال صالح:
وما يدريك ؟؟!!!
قالت :
قلبي يقول لي ذلك...
تنبه صالح على صوت أمه تطرق الباب عليه وتقول :
الصلاة ياصالح....
قال صالح لها :
ارجوك ارجوك ارجوك واتوسل إليك لاتعاودي الأتصال (أنت تكذب ياصالح)
ثم وضع السماعة وخرج ليتوضأ وألفى أمه لدى الباب وفي نظرتها الف استغراب والف سؤال ...
لم يستطع صالح النظر في عينيها واكمل طريقه بعد أن قبل يدها وخرج لصلاة الفجر....

بعد الشروق بوقت .........
بعد الأشراق بكثير عاد صالح للمنزل ودخل غرفته وجلس على الأرض
مستقبلاً القبلة وامسك مصحفه الغالي وشرع يعاتب نفسه ويلومها ويقرعها واتخذ قراراً كعقاب جديد لها وطفق يقرأ في مصحفه......بعد أن اغتال هاتفه ثانية

مو عد الفجر الجميل

جاءه صوت أذان الفجر ولم يفتح عينيه لأنه لم يغلقها اصلاً ورن هاتفه ورفع السماعة قبل أن يكمل رنته الأولى !!
وأرسلها عذبة رائعة متخمة بالشوق:
نعم
ولم يشعر بنفسه إلا وهو يغرق معها في حوار حميم قد اعد له الف حجة وحجة ..

قاطعته قائلة:
مارأيك أن تدرك صلاة الفجر ثم أعاود الأتصال بك ثانية ؟؟
وضع السماعة وخرج لصلاة الفجر..
بعد التسليمة الثانية مباشرةعاد صالح لمنزله ولغرفته ولهاتفه ولذاك الصوت العذب الشهي إلا أنه ماعاد لسجادته ولا لمصحفه الغالي.............
رن الهاتف ورفعه صالح وتمدد على سريره والتفت الساق بالساق وشرع يرسل الجملة تلو الجملة والكلمة تلو الكلمة والحرف يسبقه الحرف
ويصغي وينصت ويستمع ....
ماعاد صالح ...صالح
كل من حول صالح شعر بالتغير الحاصل فيه فبدأت أمه بالحديث معه ..
ودفعها شعورها كأم بما يمر به ولده بفتح موضوع الزواج لصالح ثانية والذي كان قد رفضه بشدة متحججاً باعذار كثيرة......
بدأت بينه وبين ريم قصة حب ممزوجة بشفقة ورحمة لريم من جهة صالح فلقد شرحت له ريم ماتمر به من ظروف قاسية مؤلمة شديدة وبالذات بعد إنفصال أبويها واقتران كل واحد منهما بشريك جديد مما يعنى أولاد جدد واهتمامات جديدة فوقعت هي بين مطرقة الهم وسندان الألم وانتهى بها المطاف بالسكن مع أخوها وزوجته الشرسة (والتي طلقها أخوها بعد فترة) ...
بدأ صالح بدافع الشفقة والعطف(الحب) الإستماع لها والتخفيف عنها وجعل من مكالمات الفجر الجميلة هدفاً سامياً منعه من عقاب نفسه ولومها وتقريعها ...
كل فجر كانت ريم تتصل وصالح ينتظر
فما أن يخرج أخوها لعمله باكراً حتى تسابق الريح وتتصل بصالح وتحسب كل رنة دهرا .مع أن صالح غالباً ماكان يرد في منتصف الرنة الأولى...
كل مكالمة ثحادث فيها صالح تكتشف روعته وطيبته وحبه للخير وحبه لها وسعة إطلاعه وثقافته وحنانه وعطفه وتفكيره الصائب السليم..
وكل مكالمة يكتشف فيها إنسانة عذبة لطيفة مظلومة مغلوبة على أمرها ساذجة بسيطة قمة في البراءة
بإختصار ...طفلة
انقذني ياحبيبيرفع صالح السماعة وجاءه صوت ريم باكية مستغيثة به أن يساعدها بعد أن يفهمها ويعلم أن هذا الموضوع كان قبل أن تعرفه وترتبط به عاطفياً!!
ارتجف صالح واضطرب وحاول أن يخفف عنها فقال :
مهما كان الذي حدث سأغفر لك ولن اتركك وسوف اساعدك ولو كلفني ذلك حياتي( صدقت ياصالح)
فهم صالح الموضوع :
حقير كانت تعرفه ريم في فترة من فترات ضعفها عاد ليهددها بصورة لها وبعض التسجيلات لبعض مكالماتها معه وبأنه وإذا لم ترضخ لرغبته في العودة إليه أولاً ثم بتحقيق بقية رغباته ثانياً فسوف لن يكلفه الأمر إلا ثلاث نسخ من قذارته ضدها واحدة لأبيها وواحدة لأخيها وواحدة لأمها .......
أخذ صالح رقم هذا الخسيس منها وبدأ بالأتصال به وبذل معه كل ما يملك من أساليب الترهيب والترغيب دون جدوى ...واكتشف في النهاية أن كل الذي فعله هو إضافة دليل جديد ليد هذا الجبان ولن يتردد في استخدامه .......
كل شيء في حياة صالح وريم قد تغير فبعد أن اقنعت ريم صالح بجمال صوته وكان قد استدعى ارشيف ذاكرته فيسمعها بصوته العذب ماكان يحفظه من أغان في زمن مضى
رجعوني عنيك لأيامي
اللي راحوا
علموني اندم
على الما ضي وجراحه
االلي شفته
قبل ما تشوفك عنيا
عمر ضايع
يحسبوه ازاي عليّ
إنت عمري
اللي ابتدا بنورك
صباحه
انت انت عمري
وكانت ريم تصفق له تصفيقاً حاراً وكان صالح يبتسم ويستغفر
كل شيء قد تبدل وتغير إلى الأسوء.....
وانقذها صالحبعد جهد جهيد ومحاولات مضنية استطاع صالح أن يحدد موعداً مع عدوه الجديد ليقابله لعله يصل معه لصفقة ترضي جميع الأطراف (ومهما كان الثمن)
تفاجأ صالح بشخص سافل حقير متكبر متجبر واستغرب كيف كانت ريم تعرفه!!!!
وبدأ السافل بالحديث بهمجية ووحشية وامطر صالح بكلمات ساقطة ..متهكماً به ومخبره بأن التي يتكلم عنها ماهي إلاساقطة ماجنة منحرفة قد خدعتك ياغبي
حاول صالح ضبط أعصابه وكان السافل يزداد سفالة كلما ازداد صالح حلما...
لم يشعر صالح إلا وهو يضع يديه على رقبة السافل ويضغط بكل قوته وماهي إلا لحظات حتى سقط السافل ميتاً........
وفي قسم الشرطة لم يذكر صالح أي كلمة عن ريم فكل الذي حدث خلاف نشأ نتيجة لقيادة السافل السيئة
تطور بعدها إلى اشتباك ثم حدث ماحدث...
حُكم على صالح بالإعدام
وعلى أمه بالشلل

وفي فجر جديد
فتح سامي عينيه على صوت رنين الهاتف فرفع السماعة وجاءه صوت عذب جميل يقول:
وليد موجود!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!

مع حبي واحترامي للجميع
إهداء للجميع مع التحية
** علمت سر اقتراب المريخ من الأرض أمس فهو قد جاء مندوباً عن بقية الكواكب والنجوم ليتعرف على نجوم الدرر وكواكبها
أنتم النجوم وأنتن الكواكب
أحبكم
أحمد النجار




[/ALIGN]