فصل الحادي عشر
مساعدة الطفل الخجول
دائماً مايتسم الاطفال الخجولون بالهدوء والطاعة ، ولكنهم يحتاجون لمن يقف بجانبهم، ولهذا فالمدرسوون يحبونهم، ولكنهم لا يعرفون أن القلق الاجتماعي هو السبب الذي يكمن في هدوئهم وانصياعهم للأوامر ، وفي حقيقة الامر نجد أن الاباء والأمهات هم أكثر الشخصيات التي يساورها القلق نتيجة لخجل أطفالهم . فعندما اختبأت الطفلة " ماريسا" خلف الأريكة في حين وصول عائلة "ولفس" لتناول العشاء بمنزلهم ، سألناها عن شعور أبويها عندما فعلت ذلك ، فقالت بكل صراحة :" عندما فعلت هذا ، شعرت وكأنني اشعلت نار الغضب بداخلهم، لأنهم بالفعل سئموا من هذا السلوك" ، وكان هذا يجلب الأنظار إليها عندما كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات ، ولكن الأمر اختلف كثيراً عندما أصبح عمرها الآن تسع سنوات .
يبدأ الخجل منذ نعومة أظافر الطفل، فسيتضح للآباء والامهات عدة علامات تكشف عن خجل الطفل ، فعلى سبيل المثال، سيكتشفون أن القلق والتوتر يزداد عن طفلهم عندما يكون جالساً وحوله أشخاص غرباء لا يعرفهم ، وأيضاً عندما يذهب الى أماكن لأول مرة فوالدا ماريسا يجدونها لا تستطيع الصعود على سلم التزحلق في نادي الأطفال حتى تنزلق من فوقه بدون
مساعدتهم ، ولكن على النقيض الاخر ، نجد أن أقرانها من الأطفال يتلهفون للحظة وصولهم للنادي مع والديهم ؛ حتى يلعبوا ويمرحوا ، هذا وكلما تقدم عمر " ماريسا" يوما تلو الآخر ، كلما زادت درجة الخوف والقلق بداخلها اثناء مشاهدتها لاشخاص لأول مرة ، فاعتادت " ماريسا" على عدم ترحيبها بالأطفال الذين لم تعرفهم من قبل ، بالاضافة أنها تختبئ خلف قدمي أمها عند مجيئ أشخاص بمنزلهم للمرة الأولى ، وبمرور البوقت أصبحت ماريسا لا تلعب وتتآلف مع من كانوا في سنها من أطفال حتى ان اقترابها من رفاق اللعب أو محادثتها لأول مرة كان يشكل صعوبة بالغة عليها ، مما جعلت أبويها قلقين دوماً عليها
لأنها لم تكن طفلة يسهل تقويم سلوكها.


(منقووووول)