سارعوا إلى الأعمال الصالحة











اكتسابُ الفضائل أكاليلٌ على هامِ الحياةِالسعيدةِ








مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والأمن والراحة ، أن يُبادر إلى الفضائل ،


وأنْ يُسارع إلى الصفاتِ الحميدةِ والأفعالِ الجميلةِ


(( احرصْ على ما ينفعُك واستعِنْ باللهِ )) .









أحدُ الصحابةِ يسألُ الرسول صل الله عليه وسلم مرافقَتَهُ في الجنةِ فيقول :





(( أعِنِّي على نفسِك بكثْرةِ السجودِ ، فإنَّك لا تسجُدُ للهِ سجدةً ، إلاَّ رَفَعَك بها درجة )) .







والآخرُ يسألُ عنْ بابٍ جامعٍ من الخيرِ ، فيقولُ له :



(( لا يزالُ لسانُك رطباُ من ذكر اللهِ )) .








وثالثٌ يسألُ فيقولُ له :



(( لا تسُبَّنَّ أحداً ، ولا تضرِبنَّ بيدِك أحداً ،


وإنْ أحدٌ سبَّك بما يعلمُ فيك فلا تسُبَّنَّه بما تعلمُ فيه ،


ولا تحقِرنَّ من المعروفِ شيئاً ،


ولو أنْ تُفْرِغ منْ دَلْوِك في إناءِ المستقي )) .










إنَّ الأمر يقتضي المبادَرَةَ والمُسارعة :



(( بادرِوا بالأعمالِ فتناً )) ،


(( اغتنِمْ خمساً قبل خمسٍ )) ،


{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ


{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ،


{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } .


لا تُهمِلْ في فِعْلِ الخَيْرِ ، ولا تنتظرْ في عملِ البِرِّ ،


ولا تُسوِّفْ في طَلَبِ الفضائلِ :


دقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنَّ الحياة دقائقٌ وثوانِ









{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } .




عمرُ بنُ الخطابِ بعد أنْ طُعِن وثَجَّ دمُه ، يرى شابّاً يجرُّ إزاره ، فقال له عمرُ :




(( يا ابن أخي ، ارْفَعْ إزارك ، فإنهُ أتقى لربِّك ، وأنْقى لثوبك )) .




وهذا أمرٌ بالمعروفِ في سكراتِ الموتِ




{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } .





إنَّ السعادة لا تحصلُ بالنومِ الطويلِ ، والخلودِ إلى الدَّعةِ ، وهَجْرِ المعالي ، واطِّراحِ الفضائلِ .




{ وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ } .




إنَّ منطق أصحابِ الهممِ الدَّنيَّةِ والنفوسِ الهابطةِ يقولُ :




{ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } ،




{ لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } .





وقد نهي العبدُ بالوحي عن التَّأخرِ عنْ فِعلِ الخيرِ :




{ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} ،




{ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } ،




{ وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ } ،




{ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ } ،




{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ } ،




{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ } ،




{وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } ،




(( اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكسلِ )) ،




(( والكيُسُ منْ دان نفْسه وعمِل لما بعد الموتِ ،




والعاجزُ منْ أتْبَعَ نَفْسَه هواها ، وتمنَّى على اللهِ الأماني )) .