الحــب ...و الجـنـس




الحب هو سر الأسرار, سر جليل سر غامض , شيء غير معروف وغير موصوف , ضياء فطري يشمل جنبات النفس فتشع نورا وجمالاً ودفئاً ,
إنه قوى لا ترى ولكنها تحرك كل أحاسيس الخير والجمال من داخلنا , لا يستطيع أحد وصفه أو تعريفه ولا يرتبط بعالم أو أديب أو فيلسوف لكنه يرتبط بخبرة مجرب , وربما يكون هذا المجرب لا يشغل باله من هذا الكون سوى رزق يومه ,ولا يدرك من حقائق الكون إلا ليله ونهاره, وشمسه وقمره وأرضه وسماه, ولا يملك غير نفس صافيه خيره.
ولو عبر عن الحب لأعطانا وصفاً لا يستطيع شعراء وكتاب العالم أن يعبر عنه .
إذا ما هو الحب ؟ وهل الحب بالقلب ؟ أم بالجسد؟ هل حب بالروح أم بالفكر؟ ومن الذي يعبر عن الحب ؟ المحروم من الحب ؟أم الذي قاس من الحب ؟
و إذا كان الحب هو العطاء فهل يستطيع الأناني أن يحب؟ وإذا كان الحب وفاء وإخلاص فهل يستطيع الخائن أن يحب؟
وإذا كان هناك أنواع كثيرة من الحب حب الدين وحب الوطن و حب الوالدين فهل هناك أنواع وأنماطاً و أشكالاً من الحب ؟ هل هناك حب حقيقي وحب زائف ؟ وهل هناك نوعا يستمر ونوع آخر ينتهي ؟

سؤال يدفعك إلى سؤال آخر ..... ولكن أريد أن أتحدث عن الحب بين قطبا المجتمع الرجل والمرأة وما علاقة الجنس بهذا الحب ؟
في بداية كلامي أريد أن أقول ليس هناك حب عفيف وآخر شهوا الحب يعني شقين العاطفي والجنسي ولا يوجد حب عفيف بين رجل وامرأة و إلا ما أراد أن يتزوجها أو أراد أن يمسك بيدها أو يصل إلى مراحل أخرى ؟ الحب هو الطريق الأول والحقيقي إلى الجنس , أخي الحبيب أختي الحبيبة لا تندفع بعاطفة زائفة قد تتم بطرق مشروعة لا ترضى بها على نفسك أوصلة رحمك وتصل بك أوبكِ إلى الانهيار أما بالمعاصي والانحراف العاطفي الحب هو الحب بشقيه .
أحفظ هذا الشعور الجميل إلى زوجك لا تجعل أو تجعلي نفسك جسد بلا روح بمعنى أن تتزوجي شخص وتفكري في الآخر وبذلك شطرتي الحب الواحد على أثنين بدون وجه حق.

و إذا كنت أو كنتي ممن يبحثن عن إشباع الرغبة الجنسية بدون حب فعلم أن من يبدأ بعطاء الجسد قد بدأ من النهاية فحين يصبح الجسد هو الوسيلة في العلاقة بفقد الإنسان كل شيء سريعاً لأن الجسد ل لا يمد الإنسان إلا بلحظه سرعان ما تنتهي ولا يبقى من آثارها شيء, لأن هزة الجسد لا تهز الروح ولا تحرك لها ساكنا و يعقبها الألم والندم .
إن أساس الاضطرابات الجنسية من الغالب انفعالي عاطفي وليس عيباً أو نقصاً فسيولوجياً , ولعل أحد الأسباب المهمة للبرود الجنسي عند المرأة وكذلك ضعف الانتصاب عند الرجل افتقاد الحب , فا لرجل أو المرأة في مثل هذه الحالات تمارس الجنس وكأنه واجب أو مجرد تفريغ رغبه شهوانيه .
على عكس المحبين نجد لديهم توازن نفسي وبيولوجي وكذلك توازن أخلاقي فالحب يقوم المنحرف ويهذب الشاذ , ولا يشبع شهوته إلا محبوبة لا يرى في الكون غيره.

فالحب الحقيقي ليس مجرد هوى وميل وانجذاب وتعلق وعاطفة , الحب الحقيقي هو موقف , وحياة حب يمتد نحو العالم الحب الحقيقي يشمل بناء الشخصية ذاتها هو أبداع هو رؤية ذاتك فيمن تحب والجنس الحقيقي هو رغبة في التلاقي والاقتراب والالتصاق , هو إتمام عملية الحب كي يثمر في الإنجاب ويصبح الشخصين في شخص واحد مشترك حقيقي بينهم و نظراً لأهمية هذه الثمرة يصبح الاهتمام بها بشكل أكثر إيجابيه و وفاء ومن هنا يولد جيل جديد ثمره الحب و يترعرع بين أحضان محبين فيصبح مبدعاً عطاء خالياً من أي صراعات نفسيه قد يظن البعض بأنني ضد الحب العفيف و لكني أنا مع الحب العفيف الشريف الذي يكون موثوقاً برباط يضمن استمرار هذا الحب ويضمن له أنتاجاً وثماراً تعود على النفس و الروح بل على الحياة كلها بالنفع .
فالحب ليس بحاجه أن نكتب عنه بكلمات محدودة , لأن الكلمات تعبر عن مشاعر معينه وتصف أشياء محدده داخل النفس و خارجها , ولكن الحب هو الحقيقة شامله , يقول أحد المحبين لا أستطيع أن أعبر عن مدى حبي غير أنني أحب .

ما أجمل وما أروع من كلام رب العباد في وصفه للحب و لرحمة في قوله تعالى( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمه, أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وتعني ألأيه الكريمة وجود ميثاقاً غليظاً يجمعكما على الرحمة والمودة و استمرارية الحب الشريف العفيف .

د/ رضا السيد