في ذلك المقهى المطل على البحر جلس ذلك الرجل كعادتة يتناول فنجان من القهوة ومعه ذلك الكتاب الذي قل مايفارقة وهويستمتع بنسيم البحر.
-هل تسمح لي بالجلوس؟
نظر فإذا هي سيدة تستأذنه بالجلوس
-نعم !!!!عفوا أقصدبالتأكيد
-كما توقعتك فعلا لا يوجد هناك اختلاف
-ماذا!! وهل هناك معرفة من قبل؟
-انت لا تعرفني ولكنني أعرفك من خلال كتاباتك وكنت أرسم صورة مبدئية لك وأردت ان تتضح
الصورة أكثر فجلست أراقبك منذ فترة واليوم قررت أن أتعرف عليك أكثر.
..عفوا هل هذا الكتاب هومصدر الهامك …وهل من الممكن أن ألقي علية نظرة؟؟
-صحيح عنوان الكتاب بعيد كل البعد عن الكتابات العاطفية ويكاد يكون قريبا من الكتب السياسية
الا إنه فعلا مصدرالهامي وأعذريني لن أستطيع أعطائك أياه فأنا أعتبره من
خصوصياتي..ولكن في بداية حديثك ذكرت أنك رسمت صورة معينة عن شخصيتي فهل أستطيع أن
أرى هذه الصورة من خلال حديثك؟
- كنت أتوقعك مجنون في كتاباتك فقط
...نعم فقناعاتي بما توصلت أليه هو ماجعلني أتجرأ وأجلس معك
فالغالب في كتاباتك تهجمك (على الحب)وعلى كل من يدعي الحب وانكارك المستمر لوجود الحب في الحياة…لدرجة انك استطعت بذكائك ان ترسم صورة حول نفسك بأنك خضت تجربة الحب لمرات عديدة وكلها باءت بالفشل..ولكن الحقيقة غير ذلك.
تفاجأ الرجل بما سمع فكاد ان يسقط فنجان القهوة من يده..لكنه تمالك نفسة
-وماهي الحقيقة اذا؟
-الحقيقة هي انك تخاف (الحب)لذلك فأنت دائم الهجوم وأكاد أجزم بأنك لم تتعرف على أي سيدة في حياتك وأكاد أقسم بأنني أول امرأة تتحدث معها على إنفراد.
-أنت مخطئة فقد تعرفت على الكثير منهن لدرجة انني لا أذكرعددهن……
-دعني أخبرك شيئا اذا أردت أن تكذب في المرة القادمة لاتحرك عينيك أعلى والى اليمين فهذا الشئ معناه انك تستثير خلايا المخ المتعلقة بالخيال والكذب أيضا.
كاد الرجل أن يصاب بالجنون فأي نوعية من البشر أمامه.. فصرخ فيها قائلا:
-مالذي تريدينه الآن؟
-الذي اريد أن أخبرك به ( انت انسان بسيط)صاحب قلب طيب وحساس يقتلك الخجل وتعرف بانه يقف حائلا بينك وبين ماتود قولة لأي امرأة تتعرف عليها لذلك تخشى ان تفهمك بطريقة خاطئة لذلك فضلت أن تختصرالطريق وبدأت تهاجم الحب وبدأت ترسم حولك الغموض لأنك تعتقد انك لا تستطيع العيش بشخصيتك الحقيقية و….
طأطأالرجل وقطع عليها حديثها
-الا تري بأنك بدأت تعريني وانت تعرفي من مثلي يحب الغموض وأتأذى لذلك كثيرا ..أرجوك كفى.
ساد الهدوء المكان أخذت هي تتأمل عينيه أما هو فلم يتجرأ أن ينظراليها فاكتفى بالنظرالى البحر..قتل صوت النورس ذلك الهدوء فنظرت هي الى البحر
-أتعرف…. هذا المكان ساحر
-هو كذلك
-كسحر عينيك
نظر اليها بدهشة فرآها تقدم له وردة
-أرجوان تقبلها كهدية متواضعة
أخذ الوردة فوجدها غادرت المكان
-الى أين تذهبين؟
-لا أعلم ولكن تأكد بأنني اذا عدت اليك فذلك بأمر من قلبي
نظر الى الوردة وأخذ يتأملها ويتذكر قولها
(أنت إنسان بسيط)فتمتم قائلا:
-(لا أتذكركم مرة سمعت هذه الجملة)
وعندما أراد أن يضع الوردة بوسط الكتاب أبتسم بخبث
فالكتاب ملئ بالورود.
مسكينة هي المرأة ..فكلهن متشابهات وإن اختلفن بالشكل