[ALIGN=CENTER]هل رحلت حقاً ؟؟ .. لا تموت الأشجار لمجرد انثناء بعض أغصانها
حقاً لا تموت .. ولا يموت شيء طالما بقيت الجذور .. وذلك الملح من عرق السواعد
ملح البحر .. ملح الجرح .. ملح التعب .. ملح الملح
والزقاق التي مررت بها ومرت بك .. هذا الحب الفطري .. هذا التداخل الرهيب
حين يكون الوطن إنساناً .. ويكون البشر قطرات من ماء البحر
على السيف رائحة المركب الصغير .. وموالك وموسيقى كونية ..
لا يمسك القلب سواك .. ولا سواك ينتحب له البحر ..
هل رحلت حقاً ؟؟ ..
سؤال يفضي إلى رغبة كامنة برفض الموت والنضال ضده حتى آخر قطرة من الماء
شواهد القبور تحكي قصة قوافل مرت من هنا .. وأخرى جامحة في انتظار السفر
والمكان يأنس بهذا المؤتمر الصامت
المكان غير الأمكنة والزمان سلسلة متلاحقة
هل حقاً رحلت ؟؟ ..
أكذوبة تلتصق بالعين .. حين يكون الجسد مجرد أنسجة ودم بارد ..
أكذوبة لأن لهذا الوجود مفردة لم يفك سحرها بعد
ولم يئن للعقل كي يفشي بالأسرار
على هذا الشاطئ .. نورس غنى .. بكى وأبكى .. ضحك وأضحك .. حزن وأحزن .. فرح وأفرح
وحمل البوح في صدره حملاً كاد يحني ظهر الوجود ..
أو هكذا قرأت السطور المنقوشة على رمل السيف وقرأت أسمك منحوتاً على الجبين
هل حقاً رحلت ؟؟ .. أكذوبة ..
لا .. لا أعتقد .. فالتناسخ الرهيب لا يقنعني إلا بوجودك .. في هذا المكان .. في كل الزمان
حتى في آخر غرفة ضيقة كان صوتك الوحيد الذي يرسم الحركة داخلي ويدخلني إلى حيث أراك
كان صدرك المغسول بالألم صرخة مدوية تلملم بقايا وجودي
تنثرني حبات مضيئة على رقعة الشطرنج
ألتصق بك .. بالمكان .. عيناك جزء من هذا المدار الملتهب .. وأنا التي لم تقبض سوى حبك .. جدي أحبك
جدي .. هل رحلت حقاً ؟؟
سؤال يقلب صفحات لم أقرأها بعد .. ويبدي فتحاً جديداً في الذاكرة
أبيض ناصع ذلك الثوب .. كبياض ساحتك
ابيض وأنت البياض في تاريخي .. في حياتي
ولكن الموت أطروحة أخرى .. أسطورة
لك الرحمة في ذكراك ... حقاً أفتقدك [/ALIGN]