مساء الأنوار ..
بعد عناء يوم طويل .. عدت إلى منزلي و الخوف من أن أصاب بالاشعور
يؤرقني .. أضع يدي على قلبي ..أتنهد ..
أعلم أني مازلت على قيد الحياة ..
غدا يوم آخر .. ربما يأتي الموت ليضع يده على قلبي و يأخذه مني ..
فلن يقتلني بهذا فقلبي ليس معي .. مازلت أذكر (هو ) ..
حقا لا أريد أن أفجع بنسيانه .. دخلت
غرفتي .. و نمت .. انقضت ساعات النهار سريعا .. و جاء الليل بسيل من الآهات
المضطربة في طابور العدم لتلقي تحيتها المسائية علي .. أحتضنتها و أبقيتها
جانبي .. تقضي الليل معي .. رن هاتفي .. لم أنتبه له .. فما زال أثر النوم و
الأحلام يسيطر علي .. عاود الرنين .. حتى أدركت أني مستيقظة ..لم يكن الرقم
غريبا .. و لكن كان يظهر لي بدون اسم .. فقط الرقم .. آه تذكرت لقد مسحت
اسمه منذ زمن .. و لكني مازلت أذكر .. لن أرد عليه .. و لكن إن عاود الاتصال
من جديد .. سأفعل .. ترى أيكون هو .. و بعد كل هذا الزمن ..
_ الو ؟؟
أقسم أنه هو بما يحمله من دفء في صوته .. عبر المدى المفروض بيننا ليكون أقرب مني إلي ..
_ مرحبا ..
فالنيران بداخلي أثلجت صدري و لم أعد أدري ما أقول ..
_ هل نسيتيني ؟؟
((لو أنساك يا عمري .. حنايا القلب تنساني ))فاروق جويده
_ أحتاجك !!
كان يعلم بأني سأجيء إليه ..
انتظرني .. ساعة فقط و سأكون عندك
_ معي ؟؟
دائما أنت معي .. بقلبي ..
نهضت مسرعة خشية أن تسبقني الساعة .. بدلت ملابسي .. و ذهبت إليه ..
وصلت .. نظرت إلى ساعتي .. فعادت عقاربها نحو الذاكرة و الربع .. مقر
الشوق .. كان الباب مفتوحا .. دخلت .. و كأني لم أرحل عن المكان يوما ..
سمع وقع خطواتي .. و هدوء أنفاسي .. اقترب .. ببطء اقترب.. و كأنه يخشى
لقائي .. و كأنه يخشى أن لا أكون أنا .. اقترب .. و لم تكن عيناه تنظران إلي ..
ادعيت الصمود .. و اتشحت بالامبالاة .. رباه دعني أنجح .. ضمني إليه .. ضمني
إليه بقوة الألم الذي كان يحمل .. ضمني إليه بقسوة الأيام التي قضاها بعيدا
عني .. غرس رأسه في صدري .. و كأنه طفل عاد لوطن الأمان من جديد ..
ذهول!! ..
توقفت نبضات قلبي .. فلم أعد أدري ما أفعل .. حتى أني لم أطوقه بذراعي ..
و أخبره بأني ما زلت هنا .. أسند رأسه على كتفي و سار معي إلى غرفة
جلوسه .. كان كل شيء كما تركته آخر مرة .. حتى أوراق التقويم لم يقلبها من
بعدي .. و كان آخر يوم لي هنا مازال يعيشه حتى الآن ..
دخلت إلى المطبخ لأعد له قهوته .. و كان هو كفارس مثقل بجراحه .. انتهت
الحرب به بهزيمة بائسة أفقدته قدرته على المتابعة .. و كان بحاجة إلى غيمة
تمطر عليه روحا .. فيحيى من جديد .. و يدين لها بالطاعة و الحب .. و لا يكون
إلا معها ..
أعطيته قهوته .. و جلست بعيدة عنه .. و الصمت شبحا استعمر المكان ..
_ أريد أن أقول شيئا
قل حبيبي كل ما شئت ..
أو قل أحبك إن أردت ..
فانت تعلم أنك في قلبي ما زلت أنت ..
_ عودي .. فما زلت أحبك ..
لا أستطيع ..
_ أما زلتي تحبيني ..
لم أنساك يوما ..
_ إذن !!
أقسم بأني لا أستطيع ..
أرجوكي ..
تمنيت أن أبكي بين يديه .. و أبقى .. لكني لا أستطيع ..
رحلت كما رحلت أول مرة .. دون أن أخبره لماذا لا أستطيع البقاء ..
أقفلت الباب ورائي ..
و لكني ..
كتبت أن حبه سيبقى أنشودة على هذا الباب ..
أعذرني حبيبي ..
فلا أستطيع العيش على الأنقاض ..
[ALIGN=CENTER]جسر العودة يكون دائما عى جثث الموتى ..[/ALIGN]
غالي تحياتي
إســــــراء
[RAM]http://song.6arab.com/shaima-sa3eed..wa-lesa-al-layali1.ram[/RAM]