عاقبة الظلم!!!
في قرية صغيرة تطل على البحر كان يسكن الصياد عبد الله ، وكان عنده ثلاثة أولاد يعولهم مما يجود عليه البحر من رزق الله ، وذات يوم اصطاد عبدالله سمكة كبيرة ، فحمد الله وحمل السمكة الى أهل بيته الذين ينتظرون عودته ليحضر لهم ما يسد حاجتهم من الطعام ، وبينما هو متجه الى بيته لقيه في رجل في الطريق فقال له : أعطني هذه السمكة ، فقال الصياد : بل أبيعك إياها بكذا وكذا ، فهذا رزقي ورزق أبنائي وهم ينتظروني الآن لأحضر لهم الطعام... فاشتاط الرجل غضباً وأخذ منه السمكة غصباً وذهب ؛ فقال الصياد : الهم إنه قد ظلمني فأرني به آية !!
فلم يلقي الرجل بالاً وانطلق فرحاً بالسمكة التي استولى عليها من الصياد المسكين ، وبينما هو يقلب في السمكة فرحاً فإذا بالسمكة تقضم قطعة من أصبعه ، وذهب الى بيته وأكل السمكة مع أبنائه بينما نام الصياد وابنائه جياعاً....
وبعد عدة أيام اشتد الألم بأصبع الرجل فذهب الى الطبيب فأمر بقطع أصبعة ولكنه وصل متأخرا بعد أن كان المرض قد انتشر ليصل الى ساعده ، ثم الى يده فقطعت يده كاملة وأصبح يسأل الناس الحافاً على قارعة الطريق !!!
فمر به إمام مسجد القرية وساله عن حاله فأخبره القصة كاملة ، فقال له : إذهب واستصفح من ذلك الصياد قبل أن ينتشر المرض الى باقي جسدك....
أصبح الرجل يجول القرية بحثاً عن ذلك الصياد فإذا به يلقاه بعد عناء طويل ذاق فيه طعم ما اقترفت يداه من ظلم لذلك الصياد فانكب الرجل على الصياد يقبل يديه وقدميه ويبكي بكاءً مراً ندماً على ما فعله معه ؛ فشعر الصياد بندم ذلك الرجل وصفح عنه ...
ولكن الرجل بقي يعيش بيد واحدة ، وكل ذلك فقط لأنه قد ظلم الصياد المسكين وأخذ منه السكة بغير وجه حق !!!
فما بالنا نحن لا ننظر الى أنفسنا كم نظلم من الناس يومياً ، مع أن ديننا دين العدل والمساواه وقد حرم الظلم بين الناس جميعاً حتى لو كانوا غير مسلمين ... فأيانا والظلم لأن الظلم ظلمات يوم القيامة كما أخبرنا - رسولنا الكريم – ( صلى الله عليه وسلم )
m_dawaimeh@yahoo
[/glint]
