مساء النرجس والليلك للجميع
.
..
.
..
بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وعنا معهم بمنّك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين .. وبعد
الأخوة الأعزاء .. إدارة ومشرفين وأعضاء .. وقرّاء ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
هاهو شهر الخير والفضل يهل علينا بنسمات روحانية عطرة .. شهر السلام والعبادة .. شهر تكفّل الله بجزاء أعماله فقال تعالى على لسان نبيه الكريم (( كل عمل ابن آدم له .. إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ))
وكما وعدتكم فاليوم إنشاء الله أطرح لكم أولى حلقات سلسلة ( نفحات قدسية ) في أولى أيام هذا الشهر الفضيل .. سائلاً الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما فيه .. وأن يغدق علينا عفوه وكرمه ويغفر لنا به خطايانا انه القادر على ذلك .. انه هو التواب الرحيم.
ابدأ بتعريف كلمة قُدس، فالقدس بضم الأول وبإسكان الثاني، هو الطهر، والأرض المقدسة أي المطهرة، ومنها أيضاً بيت المقدس وتقدس الله : أي تنزه ، وهو القدوس.
وتسمية هذه الأحاديث بالأحاديث القدسية لإضافة معناها إلى الله وحده، فهو ما أخبر الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالإلهام أو بالمنام ، فأخبرنا - عليه الصلاة والسلام- به بالمعنى من عند الله واللفظ من عند النبي ولذلك فالقرآن مفضل عليه ، لأن اللفظ والمعنى منزل من عند الله تعالى .
فالحديث القدسي ما يرويه صدر الرواة ، ومصدر الثقات عن النبي - عليه أفضل الصلوات - عن الله - تبارك وتعالى - تارة بواسطة جبريل - عليه السلام - وتارة بالوحي أو الإلهام أو المنام ، مفوضا إليه التعبير بأي عبارة شاء من أنواع الكلام ، وتسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني ، ووجوه الفرق بين القرآن وبين الحديث القدسي كثيرة منها :
:star: أن القرآن لفظ معجز ، ومنزل بواسطة جبريل - عليه السلام - والحديث القدسي غير معجز بدون الواسطة ، ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني. فإن سؤلنا وقيل لنا بأن الأحاديث كلها كذلك لأن الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قلنا بأن الفرق بأن الحديث القدسي مضاف إلى الله تعالى ، ومروي عنه خلاف غيره ، كما أن القرآن لا يكون إلا بواسطة الروح الأمين ويكون مقيدا باللفظ المنزل من اللوح المحفوظ .
:star:عدم صحة الصلاة بقراءة الأحاديث القدسية.
:star: عدم حرمة تلاوتها ولمسها وقراءتها للجنب والحائض والنفساء
:star: عدم كفر جاحدها .
والأحاديث القدسية هي التي أوحاها الله تعالى إلى النبي ليلة المعراج وتسمى بأسرار الوحي وهي ما ورد من الأحاديث الإلهية وهي أكثر من مائة وقد جمعها بعضهم في جزء كبير .
ويجب أن نعلم أن الكلام المضاف إليه تعالى أقسام :
أولها: هو القرآن العظيم لتميزه عن البقية كونه معجزة باقية على مر الدهور محفوظ من التغيير والتبديل وبتعيينه في الصلاة ، وبتسميته قرآنا
وبأن كل حرف منه بعشر حسنات وبامتناع بيعه في رواية عند أحمد ، وكراهته عندنا ، وبتسمية الجملة منه آية وسورة ، والأحاديث القدسية لا يثبت لها شيء من ذلك فيجوز مسه وتلاوته لمن ذكر ، وروايته بالمعنى ولا يجزىء في الصلاة ، بل يبطلها ، ولا يسمى قرآنا ، ولا يعطى قارئه بكل حرف عشر حسنات ، ولا يمنع بيعه ولا يكره اتفاقا ، ولا يسمى بعضه آية أو سورة اتفاقا أيضا .
ثانيها : كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - قبل تغييرها وتبديلها .
ثالثها : بقية الأحاديث القدسية ، وهي ما نقل إلينا آحادا عنه صلى الله عليه وسلم مع إسناده لها عن ربه ، فهي من كلامه تعالى ، ففي الحديث تضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنقول عند روايتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه ، أو قال الله تعالى ، فيما رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، والمعنى واحد . وفي القرآن تضاف إلى الله عز وجل فيقال فيه قال الله تعالى.
وقد راعيت بعد توفيق من الله عز وجل أن أختار الأحاديث القدسية الصحيحة الواردة في الصحاح التسعة (البخاري – مسلم – الترمذي – النسائي – ابي داوود – ابن ماجه – الإمام أحمد – الإمام مالك – الدارمي) وذلك على أصح كلام أهل العلم والرواية والدراية بالأحاديث القدسية وبأن هذه الصحاح هي أدقها وأقواها وأحسنها سندا ورواية .. كما راعيت أن أذكر سند الحديث كاملاً إلا رسول الله صلّى الله عليه وسلم حيث يروي عن ربه جل وعلا .. وذكر بعض معاني المفردات التي يصعب فهمها او استنباطها أو حتى معرفتها ... فإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .. وإن أصبت فبتوفيق الله ومنّه وكرمه ..
هذا وصلى الله على النبي الأمي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .. والحمد لله رب العالمين، وموعدنا الحلقة القادمة .. والسلام خير ختام.
تحياتي،،،،
[/align]
