قرأت في الساخر ...
فأعجبني ما قرأت وشدني بقوة...
فأحببت أن يقرأ الجميع معي
[align=center]في غَـيابـةِ الجُـ .. ـرْح
ذَاوٍ يُلَملِمُه الهُزَالْ
مُحْدَوْدِبٌ يحْبو بـآخرِ عُمره تَعَبَاً
كَما قَدْ دَبَّ مُنحنيَاً –لِيطْويَ رحْلةَ الشَهْرِ- الهِلالْ
مَضغَتْه أضْرَاسُ السِنيْنِ
فمَجَّـه عَزْمُ الشَبَابِ إلى احتِضَاراتِ الكَلالْ
هوَ طَاعِنٌ في القَهْرِ
شَرَّدهُ طِعَانُ بنيْهِ نحْوَ مُخيَّماتِ الفَقْرِ
بِئْسَ الإِخْوَةُ استَعرَتْ مَخَالبُهمْ ففرَّقَ بيْنهُم شَبَحُ القِتَالْ
ومَصُوْنةٌ..
هتَكَ الهَجِيْرُ جَمالَها
فأَحالَها عُوْدَاً يخاصِرُه الزَوَالْ
زَرع الأَسى في مُقلَتيْها بِذْرَهُ
و رَوَتْهُ غَيْماتُ التبَاريْحِ الثِقَالْ
تَجْثو علَى رُكَبِ المآسِي..
تَحْتَسِيْ كَأسَاً منَ اليَأْسِ الزُعَاف مِزَاجُها وَهْمٌ و آلْ
عَقِمَتْ سَعادتُها..
وأَنجبَ ضِيْقُها نَسْلاً منَ الحَسَراتِ
كَفَّنتِ ابتسَامتَها بِأَكْفَانِ المُحَالْ
في حِضْنِهَا طِفْلٌ تلوَّح شَاحِبَاً
غَاضَتْ نضَارَتُه .. فجَفَّ بِتُرْبِه عُشْبُ الجَمَالْ
حَاكَتْ جَدَائِلَ شَعْرِهَا مِنْ فَوْقهِ بُرْدَاً ..
كَسَـته بِـهِ رِدَاءً منْ ظِلالْ
وأبــوْهُ ..
تُوْثقهُ الهُمـومُ العَجْزُ
تُدْمِيْ صَدْرَه المُعْتَلَّ حَسْرَاتٌ / نِصَالْ
حَدَّتْ نوَاظِرُه
فأَرْخَتْ فوْقَ وجْهِ الصُبْحِ أَسْتَارَاً .. تُفصِّلُها الليَالْ
قلَبتْ له الدُنْيا المِجَنَّ فأنهَكَته نَوائبَاً
وتَكَالبتْ مِنْ حَوْلِ قَصْعَةِ ما تبَقَّى منْهُ أنيَابُ النَـكَالْ
مُسْتَقبِلاً ظَهْرَ السَمَاءِ بصَدرهِ
ويَضُمُّ هَيْكَلَ ظَهْرِهِ صَدْرُ الرِمَالْ
يَبْكِي فتَحْقِنُ دَمْعَهُ كَفُّ التُرابِ
فَلا يَغِيْضُ ..
فتُرْبةُ الأَحْرَارِ تَرْفُضُ أنْ يـبُلَّ جَفافَها دَمْعُ الرِجَالْ
***
"صَمْتٌ"
نَزيْفُ إجابَةٍ سَالَتْ علَى شَفةِ الهَزيْـمَةِ
بَعْدمَا فَزَّتْ علَى شَفَةِ التَفرُّقِ بَيْننَا مِزَقُ السُؤالْ
يَا كَيْفَ نترُُكُهمْ.. وقَدْ دبَّتْ بِهمْ رُوح الهَلاكِ
وحَمْحَمَتْ في سَاحِهِمْ خَيْلُ المِحَالْ؟!
يَا كَيْف ينهَشُهمْ سُعَارُ الحَرِّ..
بَيْنَا يسْتَريْحُ بُغَاتُنَا ما بيْن أَرْيَاشِ الرِئَالْ؟!
يَا كَيْفَ ..
والعَطَشُ الطَوِيْلُ يَعبُّهم
ونَعُبُّ مِلءَ بُطوننِا النِفْطَ المُسَالْ؟!
يَا كَيْف نُنـكِرُهم ..
و كَفُّ المَوْتِ ذَرَّتْ بذْرَها فِيهمْ
ومِنجَلُه توَلَّى مِنْهمُ جَمْعَ الغِلالْ؟!
***
يَا كِذْبةَ الدَمِ فَوقَ قُمْصانِ اللجوْءِ
ويوسفُ المَغدوْرُ يغرَقُ في غَيابةِ جُـ ..ـرحِه
الـمُرِّ العُضَالْ
وتمرُّ قافِلةٌ فتدْلِي دلوَهَا..
والدَلوُ.. مؤْتَمرٌ تجمَّع فِيه نَسْلُ أَبي رُغَالْ
عَجَبَاً..
تَهاوَتْ كُلُّ أَرْكَانِ الحقيْقَة في العُقولِ
وشِيْدَ صَرْحُ البُغْضِ في زمَنِ الضَلالْ
وتأَرْجحَ المِيزانُ في كَفِّ العَدالَةِ
فاعْتلَتهُ يــدُ الطُغَامِ وأثقَلتْهُ بِحُكْمِهَا جوْرَاً..
.. فَمَالْ
فتَكَتْ بِنا الأَحْقَادُ
فاحْترَقتْ جُذوْرُ الحُبِّ في أرْوَاحِنَا
وتسَاقطَتْ أوْرَاقُنا الخَضْراءُ عَنْ غُصْنِ الوِصَالْ
رَمَدٌ ضَمائِرُنـا ..
كـ مَن هُو مُغْمِضٌ عَينْيه ليسَ يرَى بَريْـقَ الشَمْسِ
لكِنْ..
يَصْطَلي بسَعيْرِهَا وَقْتَ الزَوَالْ
***
ربَّاهُ لُطْفكَ..!!
كَمْ تعَذَّب لاجِئٌ في رِحلَةِ التَشْريدِ..
فاتَّجَرَ الطُغَاةُ بـجُرْحِهِ
وتقَاسَمَ الأَرْباحَ "أصْحَابُ الشِمَالْ"[/align]