الحمد لله رب العالمين ، له مقاليد السماوات والأرض وهو على كل شئ قدير ، وأشهد ان لاإله سواه، أحد في ذاته، أحد في صفاته، أحد في أفعاله، العزيز الحكيم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وحبيبه وخليله، أيده بالآيات والكرامات ، وبالمعجزات المبهرات ، رفع له ذكره ، وأعلا مقامه في الأرض وفي السماوات، قال العليم الخبير في محكم التنزيل 0
يسم الله الرحمن الرحيم 0 سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى [align=center]الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [/align]0
بعد معاناة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته العباد إلى توحيد خالق الوجود، وما لقيه منهم من أذى وصد وجحود، يصاب بموت عضده أبو طالب ،ولحقت به بعد أيام زوجه خديجة بعمه 00
إحتسب النبي مصابه، واستسلم لمشيئة مولاه وقضائه، وقلبه الشريف عامر بالحزن على فقد أحبابه،
فأسمت قريش والعرب ذلك العام عام حزن لأحزانه، وحاشاه ربي أن يظل حبيبه يكابد آلامه، فراقه لعمه وزوجته وينساه، أو يظل وحيدا ولايرعاه0
وها هو رسول الجليل، الروح الأمين جبريل، يأتي لسيدي رسول الله يهمزه مرتين بقدمه، وهو نائم ليوقظه، لم يرى الحبيب شيئ فعاد لمضجعه، وفي الثالثة يهمزه جبريل ويقعده ، فيقف له وإلى الباب يرافقه، يقول صلوات ربي عليه وسلامه، فإذا أنا بدابة بيض واقفة، هو بين البغل والحمار ،
في فخذه جناحان، يحفي بهما رجله ويضع حافره عند منتهى طرفه 000 فلما دنوت منه لأركبه ،
"شمص" فوضع جبريل يده على معرفته وقال: أما تستحي يابراق مما تصنعه؟ فوا الله ماركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه عند ربه، قال: فاستحيا البراق من فعلته، حتى "أرقض" عرقه،
[align=center]ثم قر حتى ركبته[/align]
ومضى رسول الله بصحبة جبريل، إلى المسجد الأقصى المبارك حوله، وربط الرسول البراق في حلقة ربط بها الإنبياء قبله، وعند دخوله المسجد رأى الإنبياء وقد أصطفت لتحيته تشريفا وتكريما له من رب العالمين وإظهارا لمحبته، تقدم النبي وأم المصلين من النبيين والمرسلين ، وفيهم موسى الكليم ، وروح الله عيسى ، والخليل إبراهيم ، عليهم من الله جميعا أفضل الصلاة والتسليم 000
وعند خروجه من المسجد كان جبريل في إنتظاره على الباب ، بأنائين قدمهما له إحداهما لبن وفى الآخر خمر، تناول النبي اللبن وشرب منه، قال له: يامحمد هديت وهديت أمتك إلى الفطرة، وحرمت [align=center]عليهم الخمره [/align]
جبريل عرج بالنبي ويطرق باب كل سماء فيسأل ؟ يقول معي النبي محمد ، فيفتح له ، يدخل ليسلم ثم بعد ذاك يصعد، في الأولىإلتقى آدم، والثانية عيسى بن مريم كذا زكربا ويحي، والثالثة بن يعقوب يوسف وقد آتاه الله نصف الجمال ، والرابعة إدريس قد رفعه عليا، والخامسة هارون ، والسادسة موسى الكليم، وفي السابعة إبراهيم الذى وفى، وظهره على البيت المعمور قد أسند000
ومن خلف الحجاب ،يظهر ملك يوجه للنبي الخطاب، فيسأل النبي جبريل عن الملك قال: إني لأقرب
الخلق مكانا، ولم أشاهده قبل ساعتي هذه الآن عيانا، عندذلك صدح الملك وكبر: الله وأكبر الله وأكبر، أشهد أن لاإله الا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله، ثم أخذ بيد النبي يؤم الملائكة والنبيين
بما فيهم آدم ونوح وصلى بهم في البيت المعمور، والبيت المعمور كالكعبة لأهل السماوات يصلون به ويتعبدون يداخلها كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم اليه لايعودون إلى الوقت المعلوم 0 وأكمل
الله لحبيبه محمد الشرف والسيادة في السماوات كما في الأرض ،وهنا رأى جبريل على حقيقته وصورته وله ستون جناحا إذا فردها غطت مابين المشرق والمغرب وتساقط منها اللؤلؤ والياقوت والمرجان
سدرة المنتهى: التي ينزل اليها ومنها الأمر بصعد،00 أصلها في السماء السادسة ، إلى السماء السابعة ، ورآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة، فراشها الذهب ، ومن
أصلها تخرج أنهار أربع، أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ، يسير الراكب في ظلها سبغين عاما، ورقها كآذان الفيلة ،
وثمرها كالقلال، وإن ورقة فيها مظلة الخلق، غشيتها الملائكة، فلما غشيها نور الرحمن سبجانه وتعالى تغيرت ، فما من أحد من الخلق يستطيع نعتها لحسنها وجمالها، مصداق قوله تعالى:
[align=center]إذ يغشى السدرة مايغشى[/align]
ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى: إفترق جبريل ومحمد عليه السلام ، بعد سدرة المنتهى إذ سأله النبي أن يكمل تقدمه معه قال: يانبي الله هذا مكاني، إن أنت تقدمت إخترقت، وإن
أنا تقدمت إحترقت، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صمت وحيدا لم يسمع فيها سوى
صرير القلم ، وبدأ حوار ذو الجلال والإكرام ، والنبي عليه السلام مبتدئا : التحيات لله والصلوات
والطيبات لله 0 فيجيبه سبحانه وتعالى : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فيجيب النبي
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ان لااله الا الله ، واشهد ان محمد عبده ورسوله 00
وأوحى الله لعبده ما أوحى 0وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة 000
وفي عودته مر بموسى عليه السلام فسأله مافرض عليك ربك؟ قال: خمسون صلاة ، قال ارجع إلى ربك واسأله التخفيف فإن أمتك لايطيقون ، وقد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، فلا زال يراجع ربه ويعود إلى موسى حتى أصبحت خمس صلوات ، قال: ارجع إلى ربك واسأله التخفيف ،قال:
لقد رجعت إلى ربي حتى أستحييت منه ، وقال: هي خمس صلوات وتكتب خمسون صلاة ، وكل حسنة بعشر أمثالها ، وكل سيئة تكتب سيئة مثلها000
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم واديا يخرج منه ريح بارد وعبق مسك ، وسمع صوتا فقال: ماهذا ياجبريل ، قال: هذه الجنة تنادي ربها، وقد رأى فيها نعيما وملكا كبيرا ، ودورا وخياما وقصورا ، وحور عين ، وكواعب أترابا ، وعبقري حسان، ولؤلؤا منثورا ، وفيها من النعيم مالا
عين رأت ولا خطر على قلب بشر، تقول ياربي، آتني بما وعدتني ، كثرت غرفي وإستبرقي، وحريري وسندسي، وذهبي وفضتي، وأكوابي وأباريقي ومراكبي، ومائي ولبني وخمري وعسلي،
قالل: الله تعالى ، لك كل مسلم ومسلمة ، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي ولم يشرك بي
[align=center]شيئا في عبادتي ، قالت : قد رضيت [/align]
ثم سمع صوتا منكرا، ورائحة خبيثة كريهة، قال: ماهذا ياجبريل، قال: هذا صوت جهنم ،تقول ربي
آتني ما وعدتني، فقد كثرت سلاسلي وأغلالي، وسعيري وجحيمي، وضريعي وغساقي، وبعد قعري
واشتد حري ولهيبي، قال: الله تعالى، لك كل مشرك ومشركة، وكافر وكافرة، وكل جبار لايؤمن بيوم الحساب، قالت قد رضيت 0
[align=center]بعض الآيات والأقوام التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم[/align]
ألكرسي: [align=center]وقد وسع السماوات والأرض[/align]
ألعرش: [align=center]وهو أعظم المخلوقات بعد الكرسي، وحوله ملائكة لايعلم عددهم إلا الله ، وله قوائم أربعة، ويحمله أربعة من الملائكة، ويوم القيامة يحمل عرش ربك يومئذ ثمانية[/align]
المجاهدون في سبيل الله: [align=center] قوم يزرعون ويحصدون في يوم واحد، كلما حصدوا عاد كما
كان، تضاعف لهم الحسنات إلى سبعمائة ضعف( وما أنفقوا من شيئ فالله يخلفه )إنه لايخلف الميعا[/align]
المتثاقلين عن الصلاة: [align=center] قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا
يفتر عنهم ذلك[/align]
الزكاة: [align=center] قوم على اقبالهم وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام ، يأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم، وهم الذين لايؤدون زكاة أموالهم، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون[/align]
الزناة: [align=center] قوم بين أيديهم لحم طيب نضج، ولحم نيئ جيف نتن ، فجعلوا يأكلون من الجيف الخبيث ، وهذا ممن لديه الحلال ويذهب إلى الحرام [/align]
الأمانة: [align=center] قوم قد جمعوا حزم الحطب العظيمة، ولايستطيعون حملها وهم يزيدون عليها،
وهؤلاء الذين تكون لديهم أمانات الناس ولا يقدرون على أدائها ، وهم يريدون أن يحملوا عليها [/align]
شاربوا الخمر: [align=center]قوم يشربون من الصديد الخارج من فروج الزناة [/align]
المغتابون للناس: [align=center]القوم الذين يمشون بالغيبة ، لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم ولا يفترون[/align]
آكلي أموال اليتامى: [align=center] قوم لهم مشافر كمشافر الإيل، وبأيديهم قطع من نار كالأفهار يغدقونها في أفواههم وتخرج من أدبارههم[/align]
آكلي الربا: [align=center]قوم لهم بطون لم يرى مثلهم قط، بسيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار ويطئونهم بأ قدامهم ولا يقدرون أن يتحولوا من مكانهم ذلك[/align]
من نسبت إبنا لزوجها: [align=center]هن نسوة من اللواتي نسبت إبنا لزوجها من غيره ، وهن معلقات بسلاسل من أثدائهن ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشتد غضب الله على
إمرأة أدخلت على قوم من ليس منهم ، فأكل حراثهم ، واطلع على عوراتهم[/align]
الخطيب: [align=center]قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت،وهم خطباء الأمة الذين يقولون مالا يفعلون (يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلوون الكتاب أفلا يعقلون)[/align]
الكلمة الخبيثة: [align=center]حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، وهذه هي الكلمة العظيمة تخرج من فم صاحبها فيندم عليها ولا يستطيع أن يردها [/align]
الدنيا: [align=center]رآها عجوز شمطاء[/align]
شجرة الزقوم: [align=center]شجرة تخرج في أصل الجحيم، كأنه رؤوس الشياطين ، مصداق قوله تعالى : والشجرة الملعونة في القرآن ، وقوله تعالى: إنها تخرج في أصل الجحيم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين[/align]
مالك خازن النار: [align=center]رآه عايسا ولم يبتسم منذ خلقه الله تعالى [/align]
ملك الموت: هادم اللذات ، ومفرق الجماعات، ومخرب الدور والقصور، ومعمر القبور، ميتم الأطفال، ومرمل النساء، ومفجع الأحباب، ومغلق الأبواب، ومسود الأعتاب، وخاطف الشباب، هذا ملك الموت عزرائيل لا يضحك منذ خلق، عظيم الخلقة ، جالس على كرسي من نور، قدماه تحت ختوم الأرض، ورأسه تحت العرش، بين يديه وعن يمينه وشماله ملائكة ينتظرون من الله الأمر ، عن يمينه لوح بأسماء الخلائق كلهم، وعن شماله شجرة عظيمة ، إذا دنى الأجل سقطت ورقة منها وقد ذبلت واصفرت فتقع على إسم صاحبها فيسود إسمه في اللوح، عندما أراد النبي أن يراه على صورته التي يقبض بها الأرواح، إرتاع منها النبي فوضع جبريل يده على قلب النبي يهدئ روعته0000
اللهم يامقلب القلوب ، قلوبنا بين يديك تقلبها كيف شئت ، اللهم ثبت قلوبنا على دينك حت نلقاك
ياسيدي يارسول الله ، والذي نفسي بيده لأنا أحقر من أن أكتب حرفا عن تراب وطأته قدمك على لأرض ، أو موقع في السماء، ولكنه شوق المحب الراجي من ربه أن يحشر في زمرتك ويشرب من حوضك شربة لاظمأ بعدها 0وأن يلقا الله ورسوله راضيا عنه 000
إخوتي وأخواتي وأحبتي في الله، هذا حبيب الله ، فهل عرفنا قدره وعظمته التي أكرمه بها الله
اللهم أهدنا وجميع المسلمين إلى الصراط المستقيم، وتوفنا على كلمتي الشهادة وأنت راض عنا 0
أغر عليه للنبوة خاتم 0000000 من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله إسم النبي إلى اسمه 0 إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من إسمه ليجله 00000 فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أتانا بعد يأس وفترة 00000 من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
وأنذرنا نارا وبشر جنة 000000 وعللمنا الإسلام فالله نحمد
[align=center]وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/align]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة {{البرق}}
