مساء الخير
أكثر الإضطرابات ضجيجا على المجتمع الواحد تلك التي تكون عباره عن تناقضات في القول والفعل .. أو بمعنى آخر تناقضات في القناعات والمسلمات الدنيويه .. ترانا نكبر ونترعرع وسط حشد من العادات والتقاليد لتصبح قناعات متأصله فينا حتى لو لم تكن لها ثوابت دينيه .. بل يصبح الخارج عن إطار هذه الحلقه من القناعات أصوليا في الفسق والكفر .. ويجد نفسه في عراك طويل وقاس مع بني جلدته في الدين والإنسانيه.
انتسب لبني العرب "عرفا" عنهم بأنهم أكثر البشرية تمسكا بأعرافهم وتقاليدهم .. والتاريخ وحده أول الشاهدين على قساوة العقاب الذي يلاقيه كل من تسول له نفسه الخروج عن "نص" القبيله أو المجتمع .. وأن الجاهلية تلاحق العرب إلى يوم القيامة كإرث يجب عليهم الحفاظ عليه دون مساس .. بل هي حياة الجهل والجهلاء عندما يحيذوا عن أفضل قانون وضع للإنسان وهو قانون دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وصولنا للقرن الواحد والعشرين ونحن (أي العرب والمسلمين) بخير ولله الحمد لم يكن ليتم لولا نعمه تعالى علينا في ثرواتنا الطبيعيه واعتمادنا على بعض من عقولنا .. ولكن وصول تم بعد جهد جهيد وكأن هذا القرن الجديد يدعونا كما دعتنا نقطه الإنطلاقه من منتصف القرن الفائت بأن نعمل لدنيانا كما لآخرتنا حتى نكسب الإثنتين .. إذ يقول بعض الخبراء أننا (أي العرب) جيرنا كل قوانا في القرن الماضي على الروحانيه لكسب الدار الآخره فوجدونا "قد" نخسرها .. ومعها دنيانا.
تظل بعض العادات والتقاليد والخوف من "القيل والقال" لزاما قويا مشدودا على خطواتنا يمنعنا من النهوض بأحوالنا كي نرقى ونلحق بركب الناهضين .. حضارة الأمم ليست بالمأكل والملبس ولكنها بالمساهمة في تغيير نوعية الحياة للأفضل .. مع التزامنا بمبادئنا وليست أعرافنا كمسلمين موحدين بالله تعالى .. ولكي نشيد حضاره يشار إليها بالبنان لابد من إعلان التحدي أولا على مواجهة كسر حاجز الخوف من العصيان على الأعراف والتقاليد.
ربما الكثير منا من له هذه النوعيه الفكريه ولكن لانتمائه لفصيله من العشائر لها متانتها ونفوذها الإجتماعي والطبقي يظل صامتا حتى لا يتهم بالخارج عن القانون العرفي .. أو ربما يتهم بالعلمانيه .. وهناك من يعلن تحديه على كل من يعتقد بهذا الفكر وأن العادات والتقاليد قد أخرت وعرقلت أمور كثيره أن يأتي بشيئ واحد قد تأخر نموه ونهضته بسببها.
فمن يقبل التحدي؟
------------------
سامي