سلام
........وكانت حفلة صاخبة
كنت كطفل ولد رجلاً !!!
أو كطفل ولد أعمى ...ورد له بصره وهو رجل !!
كل الظواهر التي تحيطني لا أعرفها....ولا كيف حدثت ...!!
حتى أنني لم أعرف أن الضوء مصدره الشمس....
ولم أعرف أن ما أتنفسه هو الهواء....
لم أعرف....لأني لا أفسر!!!
كان الكون يقيم حفلاً مخيفاً بالنسبة لي....إحتفال لغيري !!
لأنهم يفهمون....وأنا الطفل الرجل.....أجهل التفسير...
كان الكون حولي ألوان و.........فقط!!!
الشمس ذهبية وفي غروبها حمراء...
والقمر أبيض عاجي...
والأشجار خضراء في النهار أشباح في الليل...
وكنت أشاهد الناس......ألوان تتحرك!!!
حتى الصوت كنت أشاهده ذا لون أسود ينتقل بين القلوب السوداء...
والنساء عجين من أبسط الألوان....يتشحن بما يسمونه (المكياج)....ألوان آخرى!!
ولأول مرة في هذه الحفلة الصاخبة أصبحت أتقن أمراً....ألا وهو معرفة الألوان !!!
******
لفتت نظري تلك الفتاة البسيطة....
لم أستطع تمييز لونها....
وأعتقد أن البراءة هو لونها...
لون لم أعهده في بقية البشر (الصلصال)....!
كانت تقف وتبتسم في وجهي...
دعوني أصف لكم بعيني التي شاهدتها...وبعلمي الوحيد...الألوان!
كانت عيناه كالبحر...!!!
ورمش عينها خيوط نسجها الليل ....
ومبسمها أشبه بلون عصير الرمان......
وعجبت لقوامها ...!!!
كغصن البان إن تمايلت أقسمت أنها ستسقط....وإن إنتصبت...تسائلت كيف يتمايل شعاع الضوء!!!
والآن..
وقد تعلمت علم جديد...
وهو الفيزياء...
كانت نظرات البشر لها أشبه بفوتونات نزعت من سطح جسدها جمال لاينتهي !!!
فيتحول الجمال لأعينهم......أو ليست الطاقة تنتقل من مكان لآخر !!!
إلا أنها لاتنتهي !!!
وأن لعينيها خصائص تشبه لحد كبير موجات جاما....!!
تخترق الأجساد لتستقر في القلوب دون أن تؤذيها !!!
وتسائلت إن شاهدها آينشتاين أم لا .....؟؟؟
أو لم يقل أن أي جسم يتخطى سرعة الضوء....يتحول لضوء!!
فبماذا سيفسر إذن أن سرعة شوقي إليها تسبق إدراكي لوجودها بقربي !!!
ولخصرها أعجوبة لا أعرف تكوينها!!!
إستخدمت النانو متر لقياس خصرها وكنت أستريح دوماً فخبث العشاق موجات كهرومغناطيسية تتقوس من جنوب قلبي لشمال عقلي !!
فسطح خصرها أنعم من رقائق الذهب التي تعرف من خلالها (رذفورد) على خصائص الذرة!!
وتعلمت حينها الكيمياء....!!
ثم أجبرتني الحياة أن أتعلم الأحياء...
فتذكرت أن خلايا جسدي بحاجة لإستنشاق رجيع نفسها ....كي أصبح سليما !!!
فإن تغلغلت صورتها في دمائي نشرتها كصورة هارب مطلوب بملايين الماسات!!!
ثم بدأت أتعلم الحساب...!!
فبدأت أؤمن بأن حبي لها أكبر من أي مجموعة لامنتهية!!!
فكأن قلبي مجموعة (فاي)...وقد سكبت بها مجموعة لامنتهية....!!!
فحبي لها جهنم......يقول هل من مزيد !!
وأخيراً....
تعلمت الفلسفة...
(وإبتعدت عن جسدي...وخرجت من إطار الذات....وأدركت حينها أنها جسد وأنا جسد...
ومهما إقتربنا ....ستظل بجسدها وأنا بجسدي...وما بيننا هو مقياس الحب)
---------
وهكذا إنتهت حفلة الكون.....وتعلمت أن حياتي لوحة وبقرب الطاولة ألوان رسمت بها كل الشخصيات....بينما حياتي خارج اللوحة!!!!
---------
ملاحظة.....تم التعديل على نوع الخط فقط