.
.
مازالت الرغبة في الضحك بدون سبب تراودني بشدة رغم أنني للتو ضحكت قليلاً عندما أيقظني ابن أخي ذو الثلاث سنوات من غفوتي و بكل براءة قال لي: ( عندج مليون .. ؟!) ضحكت مثل كل الفقراء عندما يتخيلون أنهم من أصحاب الملايين وقلت له ( إي عندي .. ليش ؟! ) قال : ( أريد أشتري حلاوة ) .. ( حلاوة بمليون .. ؟!! ) .. و رأيت عينيه تقول لي .. ( إي .. مو عاجبج !! ) فتنازلت عن الكثير من الضحك و أقنعت نفسي بابتسامة عريضة و أعطيته (مليوناً) ليشتري ( حلاوة ) فـطفل يتعامل بالملايين في هذا العمر .. يثير الخوف و لا يبشر بالخير .. !!
على كل حال .. نعود لموضوعنا الذي لم نتحدث عنه بعد .. و نحن في المدرسة .. حدثتنا المعلمة كثيراً عن فضل من يقود ( الأعمى ) و لما لم يتسنى لي طوال سنين عمري حتى هذه اللحظة أن أنال شيئاً من هذا الفضل .. فقد قررت منذ هذه الليلة أن أقود ( الحب ) ..
يقول العاشق بن المتيم في كتابه [ الطريق الواضح للعمل الصالح ] .. " إن ( الحب أعمى ) مالم تعطيه عينيك ليراك بهما فيحدث الناس عنك بما رأى منك فيحبوك وتحبهم حتى ينطفئ الحب والحب لا ينطفئ .. "
المهم .. إذا مررت في يوم من الأيام بشارع .. فاسأله .. لماذا قلبه أسود .. ؟!
و إسألني .. لماذا يموت مرضى القلب إذا طالت فترة بقاؤهم في المستشفى ؟! وقد تستغرب إذا قلت لك أنهم يموتون ـ ليس بسبب المرض في حد ذاته ـ ولكن بسبب التوتر العصبي الذي يسببه صوت جهاز مراقبة القلب .. يذكرني هذا الجهاز باحدى وسائل التعذيب في السجون .. عندما يفتح صنبور المياه ويترك ليقطر بشكل مستمر و بصوت عال .. على كل حال .. أنا مستعدة للتنازل عن هذا الإكتشاف الخطير مقابل الحصول على جرعات منتظمة من ( الفاليوم ) حتى يقوم أحد المجانين بقطع الأحبال الصوتية لهذا الجهاز ..
من المزعج حقاً .. أن تفكر وأنت لا تريد أن تفكر .. ولكن الأكثر إزعاجاً .. أن تفكر وتموت الفكرة بين يدي تفكيرك ولا تستطيع أن تفعل شيئاً بالظلام الذي حل بك بعدما انطفأ مصباح الفكرة ( ماتت الفكرة ) .. و لأنني أخشى في زحمة التفكير بالضحك بدون سبب أن تموت هذه الفكرة و أغرق في ظلامها .. لذلك.. اشتريت البارحة مصباحاً للطوارئ وأسميته ( فرقود ) .. ولذلك .. الليلة سأنام وأنا مطمئنة إلى أن فكرتي لن تموت ..
تصبحون على خيـلــــــ\/ـــ\/ــــــــ\/ـــــــــــــــــــــ...
زاد ( ... )