- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الشيطان في العيادة النفسية

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    رقم العضوية : 21047

    :008: الشيطان في العيادة النفسية




    الشيطان في العيادة النفسيّة


    إهداء:
    إلى الشيطانِ أقول:
    إنَّ بعضًا من بني (آدمَ) يُثبتونَ يوميًّا أنّهم أكثرُ شيطنةً منك .. فيا خيبتَكَ الثقيلة!


    في عيادتي النفسيّةِ كانت لي تلكَ الأمسية:
    بينما أنا جالسٌ أقرأ، تجلّت لي رُوحُ شيطانٍ متمرّد.. قلتُ له وأنا أشيرُ للشيزلونج:
    - استرحْ وتمدّد.. ماذا تُرى يؤلمُكَ يا سيّد؟
    - ها ها ها.. إهئ إهئ.
    - اخفضْ صوتَكَ لئلا تُطرد.. ما المشكلة؟.. أجبْني.. ليس عندي لك وقت.
    - المشكلةُ أنّي أدمنت.
    - أدمنتَ ماذا يا هذا؟.. حشيش أم كوكايين أم تُراكَ أدمنتَ الهيروين؟
    - يا ليتَه كان ذلك.. تلكَ ما كانت مشكلة.. كانَ حلُُّها بيعَ بعضِ الأفدنة.. ولكنَّ الطامّةَ الكبرى أنّي أدمنتُ العمل.
    - العمل؟!
    - نعم العمل.. هل لشقائي أمل؟
    - نعم.. الأملُ موجودٌ ما دامَ ربُّ العرشِ موجودا.
    - آها.. فما دليلُ وجودِ ربِّ العرش؟
    - دليلُ وجودِه أنت.
    - أنا؟!
    - نعم أنت.. أنتَ موجود، فلا بدَّ أنَّ خالقَكَ موجود.
    ضحكَ واختفى من أمامي، وقال:
    - أنا الآنَ غيرُ موجود.. إذن فاللهُ غيرُ موجود.
    ضحكتُ وقلت:
    - ولكنَّ صوتَكَ موجود.. إذن فأنتَ موجود.
    سمعتُ صوتَ الصمت، وصوتًا في عقلي يقول:
    - هو الآنَ غيرُ موجود، وصوتُه غيرُ موجود.. إذن فاللهُ غيرُ موجود.
    ردَّ صوتٌ من قلبي يقول:
    - ولكنَّ الأعمى الأصمَّ لا يحكمُ بعدمِ وجودِ مَن حولَه من الأحياء، وذلك لأنَّ هناكَ من الدلائلِ الكثيرَ على وجودِهم، وأيضًا لأنَّ...
    صرختُ لأمنعَ مَن يتحدّثانِ من الكلامِ وقلت:
    - اتركا الوجوديّةَ وشأنَها، فما أنا بفيلسوف، ولكنّي طبيبٌ نفسيّ، ولا وقتَ لديّ للفلسفة.
    هنا ظهرَ الشيطانُ، فقلتُ له:
    - أكملْ مشكلتَكَ علّني أحلُّها لك.
    استلقى ثانيةً وقال:
    - كما ترى، لم أعُدْ أستطيعُ السيطرةَ على نفسي.. أوسوسُ في كلِّ وقت.. تراني أوسوسُ في نومي، في أحلامي، في يقظتي.. في كلِّ لحظةٍ أوسوس.. حتّى لم أستطِعْ أن أُمسكَ نفسي عنِ الوسوسةِ لك، على الرغمِ من أنّكَ الذي ستَشفيني.
    - الشافي هو الله.
    - أمتأكّدٌ أنتَ أنَّ الشافي هو الله؟.. منِ الذي يفحصُ المريضَ: أنتَ أمِ الله؟.. منِ الذي يصفُ الدواءَ: أنتَ أمِ الله؟.. من الذي يقبضُ الأتعابَ: أنتَ أمِ الله؟
    - هاه!.. عدنا من جديدٍ للوسوسة؟!
    - آسفٌ يا دكتور.. ها أنتَ ترى: لا أملِكُ حتّى نفسي.. أتصدّقُ أنّي إذا لم أجِدْ من أوسوسُ له، جلستُ بالساعاتِ أوسوسُ لنفسي؟!!
    - آه!.. عرَفْتُ الآنَ علَّتَك.. ولكي تُعالجَ من هذه المشكلةِ فأنتَ في حاجةٍ لجرعاتٍ مكثّفةٍ منَ الوسوسة.
    - ما أجملَه من علاج!.. ولكن يا دكتور من أينَ أحصلُ على هذه الجرعاتِ المكثّـفة؟
    - لديكَ أماكنُ كثيرةٌ، منها...
    - سيّدي.. لا تقُلْ لي: البيوت، المساجد، المصالحُ الحكوميّة، المواصلات، الشوارع.
    - لماذا، وهي من أهمِّ أماكنِ وسوستِك؟!
    - كانت يا سيّدي.. كانت.. أمّا الآنَ فلم تَعُدْ كذلك.
    - البيوتُ لم تَعُدْ مسرحًا لعمليّاتِك؟.. أتهزلُ أم ماذا؟
    - لا أهزل.. ولكنّي أتكلّمُ بكلِّ الجدّيّة.. وسأقنعُكَ الآن.. في الماضي كانَ بإمكاني أن أوسوسَ في البيوتِ كما أشاء.. ولكنّي الآنَ لا أستطيع.. وذلكَ لأنّه لم يعُدْ فيها مَن أوسوسُ له!
    - وأينَ ذهبَ قاطنوها؟.. أينَ ربّةُ المنزلِ وأينَ الأولادُ وأينَ سيّدُ الدار؟!
    - ما هذه المصطلحاتُ البالية؟.. ربّةُ المنزل؟!!.. لم تعُدْ هناك ربّةُ منزلٍ عندما خرجتِ المرأةُ للعمل، ولم تَظلَّ امرأةً بل صارتْ رجلا، تُناطحُه في الحياةِ، وتستنكفُ عليه أن يكونَ رجلا وأن تكونَ هي امرأة، فلم تلبثْ أن هجمت على ملابسِه وانتزعتْها منه وارتدتْها ، ولم تعُدْ ربّةَ المنزل، بل صارت ربّةَ الأعمالِ أو (سيدةَ أعمال).. أمّا الأولادُ فقد هاموا في الشوارع، كلٌّ يبغي أن (يعيشَ حياتَه).. ومعنى أن (يعيشَ حياتَه) هو أن يتنكّرَ من أصلِه، فترى الولدَ مُطيلَ الشعرِ يلبَسُ السلسلة، وترى البنتَ تحلقُ شعرَها وتقصّرُه وتلبَسُ البنطالَ، فما تدري أهذا بنتٌ أم هذه ولد!!.. كلُّ هذا في جانب، وسيّدُ الدارِ في جانبٍ آخر.. أتصدّقُ أنّه ما إنْ أجتمع معه في مكانٍ وأبدأ معه في حوارٍ موسوسٍ، حتّى يصيبَني باكتئابٍ نفسيّ؟!.. فعندما أقولُ له:
    - أتتركُ امرأَتَكَ تُصافحُ هذا الرجلَ الغريب؟
    يقولُ لي ـ تصوّر :
    - Take it easy.. لا تكُنْ متخلّفا!
    وعندما أقولُ له:
    - من هذا الذي تمشي معه ابنتُك؟
    يقولُ لي ببساطة:
    - (الـ Boyfriend بتاعها.. انت جاي منين؟!)
    فأقول:
    - (Boyfriend.. Boyfriend.. لا مشاكل.. ولكن إلى أينَ يذهبانِ معًا؟
    فيمطُّ شفتيه ويقول:
    - يتمشّيان.. يذهبانِ إلى السينما.. لا تفترضْ سوءَ النيّة.. إنّهما أصدقاء.
    هذا يا سيّدي ما ينالُني منَ البيوتِ.. كلُّ ما ينالُني هو صداعٌ ووجعُ دماغ.
    - هذا عنِ البيوت.. فماذا عنِ المساجد؟
    - بالنسبةِ للمساجدِ فزوّارُها منذُ الأزلِ هم أفضلُ عملائنا.. ولكنِ الآنَ للأسفِ قلَّ عددُهم جدًّا.. وذلك لعدّةِ أسبابٍ، منها أنَّ المساجدَ الآنَ لا تفتحُ أبوابَها إلا أوقاتِ الصلاةِ فقط، ثمَّ تُغلقُ بعدَها الأبواب!.. ومن هذه القلّةِ التي تدخلُ لتصلّي مَن أستطيعُ أن أهمسَ له وأوسوسَ وأفسدَ عليه صلاتِه، ومَن لا أستطيعُ أن أفعلَ ذلكَ معه.. ففي مرّةٍ، ما إن همستُ لأحدِ المصلّينَ في بدايةِ صلاتِه بكلمةِ "الدكّان" حتّى سلّم.. واندهشتُ جدًّا: لماذا سلّمَ، وهو لم يبدأْ صلاتِه إلا من لحظات؟!.. ولكنَّ دهشتي انمحت، وحلَّ محلَّها التّعجّبُ عندما عرَفتُ أنّه انتهى من صلاتِه.. تصوّرْ أنّه انتهى من الصلاةِ قبلَ أن أُكملَ كلمةَ "الدكّان"!!
    - فماذا عنِ المصالحِ الحكوميّة؟
    - المصالحُ الحكوميّة؟!!.. ها ها ها.. هل تدري؟: عندما أنوي الذهابَ إلى أيِّ مصلحةٍ حكوميّةٍ آخذُ في اعتباري أنّني سأقعدُ لأوسوسَ للذبابِ والبراغيثِ والديدانِ، وأيِّ كائناتٍ حيّةٍ أخرى ما عدا البشرَ طبعًا!
    - لماذا؟.. هل يتركونَ أعمالَهم هم أيضًا، ويخرجونَ إلى الشوارعِ لكي (يعيشوا حياتَهم)؟
    - نعم يا سيّدي.. هناك من يفعلُ ذلك بالفعل.. والأدهى والأمرُّ أنَّ مَن يأتي للعملِ ـ وهم قلّةٌ ـ ينامون، فتبدو المصالحُ الحكوميّةُ للجاهلِ بها وكأنّها فندقٌ أُعدَّ خصّيصًا للنوم.. خلاصةُ القول: إنّني لا أجدُ بشريًّا واحدًا بعقلٍ واعٍ يسمحُ لي أن أوسوسَ له، ما عدا أولئكَ الذينَ (يُمشّونَ حالَهم)، وهؤلاءِ يوسوسونَ للشيطانِ نفسِه!.. أمّا عنِ الجمهورِ الذي يرتادُ هذه المصالحَ فقد (كبّرَ دماغَه)، وعرَفَ (ديّةَ هذا المشوار).. فمنهم من (يعملُ حسابَه في قرشينِ لزومَ تفتيحِ المخّ)، ومنهم مَن يُحضرُ زوجتَه والأولادَ منذُ الصباحِ الباكرِ ومعهم الغداء، ومنهم مَن لا يأتي أصلا، وهذا هو أشدُّهم (تكبيرًا للدّماغ).. هذا يا سيّدي عنِ المصالحِ الحكوميّة.. أمّا عنِ المواصلاتِ والشوارع...
    - لا.. لا تَقُلْ لي عنها، فأنا بها خبيرٌ أكثرَ منك.. فالشوارعُ قد ضاقتْ بالمارّةِ من كلِّ الأصناف.. هذا شابٌّ عابثٌ تتأبّطُ ذراعَه شابّةٌ طائشة، وذاكَ شيخٌ عجوزٌ متصابٍ يُعاكسُ الفتياتِ اللاتي من سنِّ أحفادِه، وهذا الذي يسيرُ بسيّارتِه بسرعةٍ جنونيّةٍ (ليعملَ خمسةً في آخرِ الشارع)، وهذه التي تلبَسُ قماشًا لم يُفصّلْ جيّدًا، فظهرتْ به رقعٌ في أماكنَ متفرّقة، وهذه التي بجوارِها، والتي تلبَسُ بنطالا يجبُ على من يريدُ أن يلبَسَه، أن يغمرَه أولا في قنطارٍ من الصابونِ ثلاثةً أيّامٍ بلياليها لكي يتمكّنَ من لبسِه.. ها ها.. إنَّ منظرَ الشوارعِ قد صارَ ككرنفال أو كسيرك كبير، كلُّ شخصٍ فيه يقومُ بدورٍ واحدٍ لا غير: يقومُ بدورِ المهرّج!!
    - لو سمحتَ لي يا دكتور (عمر).. دعْني أكملُ بدلا عنك، فالمواصلاتُ الآنَ بالنسبةِ لي أهمُّ الأماكنِ التي أمارسُ فيها نشاطي.. ففيها أتمكّنُ من الوسوسةِ لأعدادٍ غفيرةٍ في وقتٍ قصير.. هذا أدفعُه لكي يدوسَ على قدمِ ذاك، وهذا لكي يحتكَّ بتلك، وهذا لكي (يخمَّ الكمسري ويأكلَ عليه التذكرة).. إنّها لُعبةٌ ممتعةٌ، تلك التي أمارسُها في المواصلاتِ العامّة، وخاصّةً الأتوبيسات.
    - ها أنتَ قد حللتَ مشكلتَكَ بنفسِك.. (عليكَ وعلى الأتوبيسِ) ففيه علاجُك.. أسبوعٌ واحدٌ من العملِ في الأتوبيساتِ سيكفلُ لكَ ما تنشدُ منَ الراحة، وسيحُلُّ لكَ مشكلتَك.
    - نعم سيكفلُ لي الراحةَ الأبديّة!!.. هل تريدُ تعذيبي يا دكتور؟!!.. هل تعلمُ أنَّ اليومَ الذي أعقدُ العزمَ على قضائه في الأتوبيس، أعقبُه على الأقلِّ بأسبوعٍ راقدًا في سريري أُعالج؟!!
    - تعالج؟!.. ممَّ تُعالج؟!
    - منَ الكسورِ والرضوضِ ومنَ الصداعِ النصفيّ!.. إنَّ هذا اليومَ لا يمرُّ عليَّ بخيرٍ على أيِّ الأحوال.. وأنتَ تريدُ منّي أن أعملَ سبعةَ أيّامٍ في الأتوبيسات؟!!.. سبعةَ أيّامٍ كاملةً وسْطَ الأكوامِ المكوّمةِ منَ اللّحمِ المحشور!!.. إنّكَ تريدُ التخلّصَ منّي إذن!
    - إذن ماذا أفعلُ لك؟.. ألا تستطيعُ التحمّلَ ولو بعضَ الشيء؟.. لا بدَّ أن تتحمّلَ مرارةَ الدواءِ لكي تنعمَ بفائدتِه.
    - آسفٌ يا دكتور.. أعيشُ مجنونًا خيرٌ لي من أن أموتَ عاقلا!
    - لقدِ احترتُ في حالتِكَ هذه لا أجدُ لها حلا!.. [وطرقعتُ أصابعي] آه.
    - هه.. هل وجدتَ الحلّ؟
    - لا.. ولكن وجدتُ مَن سيجدُه لنا.
    - من هو؟
    - إنّه الدكتور (رشاد) أستاذي.. هيّا بنا نذهبُ لعيادتِه.
    ***
    وذهبنا إلى عيادةِ الدكتور (رشاد)، وضغطتُ على الجرسِ حتّى نمّلَ أصبعي.. وأخيرًا فتحَ لنا البابَ الممرّضُ (عاطف) وهو يتثاءب، فقلتُ له وأنا أدخل:
    - أينَ الدكتور (رشاد)؟
    - ليس موجودًا.
    - أينَ أجدُه إذن؟
    وصفَ لي العُنوان، فذهبتُ أنا والشيطان إليه، حيثُ استقبلتنا رائحةٌ نفّاذةٌ على الباب.
    ودخلنا، ووجدتُ الدكتور (رشاد) جالسًا، فذهبتُ إليه.
    وما إن رآني، حتّى أبعدَ الفتياتِ اللائي حولَه واستقبلني قائلا:
    - أهلا يا دكتور (عمر)..هئ.. تفضّلْ.. اقعد بجانبي.
    جلستُ بجانبِه، ورحتُ أحكي له الموضوعَ بصورةٍ موجزة، ثمَّ سألتُه:
    - ما الحلّ؟
    أجابني متسائلا:
    - أينَ هو هذا الشيطان؟
    - ها هو بجانبِك يا دكتور.. ذاك الذي تحتضُنه و تغمرُه بالقبلاتِ منذُ ما يَقرُبُ من ساعة.
    عدّلَ النظّارةَ على عينيه، وبصقَ بجانبِه وقال:
    - اعذرني، فأنا ضعيفُ النظرِ كما هو واضح!.. آه.. الحلُّ الوحيدُ لك يا سيّدُ (شط شط) ، أن تقعدَ هنا بجانبي وتشربَ لكَ كأسينِ يُنسيانِكَ اسمَكَ وشغلَكَ، ويجعلانِكَ تسرحُ مع الغربانِ السوداءِ في الرحلةِ المشئومةِ لقصرِ الساحرةِ الشريرة!
    ردّ عليه الشيطان:
    - Fantastic.. Wow .. غربانٌ سوداء.. رحلةٌ مشئومة.. ساحرةٌ شرّيرة.. متأكّدٌ أنتَ يا دكتور من هذا العلاج؟
    - جرِّب.. لن تخسِرَ شيئا.. اشربْ هذه الكأسَ الآنَ وقل لي ماذا ترى.
    شربَ الكأسَ وقال:
    - ..Wow أرى أمامي غرابًا.. لكنَّه أبيض!
    - إذن فخذ هذه الكأسَ الثانيةَ، وقلْ لي هلِ اسودَّ أم لا.
    - اسودّ ...الغرابُ اسودّ.. هيه!
    - تمام.. تريدونَ شيئًا آخرَ منّى؟
    - شكرًا يا دكتور (عمر).
    - الشكرُ لله يا عمِّ (شط شط).
    - متأكّدٌ أنَّ الشكرَ لله، ليسَ لأحدٍ آخر؟
    - الحقْ يا دكتور (رشاد).
    ولحِقَ الدكتور (رشاد)، وأعطاه كأسًا ثالثةً، جعلته يسرحُ مع الغربانِ السوداءِ في مملكةِ التوهان.
    وهنا تركتهما، بينما هما يتنافسانِ في الشربِ وعدِّ الغربان.
    ***
    ورجَعتُ إلى البيت، فوجدتُ زوجتي بانتظاري بالموشّحِ اليوميِّ الذي يتغيّرُ حسْبَ الظروف:
    - أينَ كنتَ؟
    - في العيادة.
    - نفدَ المصروف.
    - يعدّلُها الله.
    - أينَ حقُّ كشوفِ اليوم؟
    - لم يكنْ هناكَ غيرُ كشفٍ واحد.. ومجانيّ!
    - مجانيّ؟!!.. يا خيبتَكَ الثقيلة!.. كشفٌ واحدٌ ومجّانيّ؟!!
    - المهمُّ أنّي نجحتُ في علاجِه، وقمتُ بمهمّتي المقدّسةِ على أكملِ وجه، ولم أحنثْ بقسمِ (أبوقراط).
    - دعْ (أبوقراط) ينفعُكَ حينما تتسوّل!.. الناسُ خيبتُها السبتَ والأحد، وأنا خيبتي ما وردت على أحد!
    نفسُ الخاتمةِ اليوميّة، بعدَها تتركُني وتدخلُ المطبخَ، لتعدَّ لنا بيضًا مسلوقًا.
    - أف!
    وضعتُ يدي على خدّي وهمستُ ـ لنفسي طبعًا:
    - الناسُ خيبتُها السبتَ والأحد، وأنا خيبتي ما وردتْ على أحد!
    وأخذتُ أفكّرُ بجدّيّةٍ أن أتركَ البيتَ وأذهبَ لمجالسةِ الدكتور (رشاد) والشيطان، أفكّرُ معهما في الغرابِ الأسود ـ طبعًا أنا، والرحلةِ المشئومةِ ـ رحلةِ عمري، والساحرةِ الشريرة ـ زوجتي طبعًا بدونِ شكّ، وأتوهُ معهما في مملكةِ التوهان ـ الدنيا بالتأكيد.
    ولكنّي أفقتُ على صوتِ الحرمِ المصونِ وهي تقول:
    - الغداءُ جاهز.
    قمتُ وتناولتُ غدائي ـ طبعًا بيضًا مسلوقًا كالعادة.
    ***
    بعدَها قمتُ لأنام، وحلُمتُ أنّ الحياةَ بعدَها صارت سلاما في سلام، ما دام الشيطانُ قد اعتزل، ولم يعُدْ يقدّمُ ولا يؤخّر.
    صحوتُ من النوم، وأنا أعتقدُ أنَّ الخيرَ أصبحَ يملأُ الدنيا، ولكنّي صُدمتُ بالواقعِ:
    الشوارعُ نفسُ الشوارع، والناسُ كما هي!
    قلتُ:
    -إذن فالمشكلةُ ليستْ مشكلةَ شيطانٍ فقط.. هناك من هم أكثرُ من الشيطانِ بدرجات.. نحنُ!
    وفي هذه اللحظةِ تذكّرتُ قولَه تعالى:
    (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم).
    ***

    تحياتي
    أبو عبد الله - عمر محمود هاني -

  2. #2
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    أخى الكريم / عمر

    مرحبا بك فى درتنا الأدبية

    ومرحبا بمشاركتك

    الأسلوب شيق والتناول جديد

    لا عمل للشيطان سوى الوسوسة للإنسان بالسوء

    أما والحال هكذا بين بنى البشر

    فللشيطان الحق فى الذهاب لعيادة نفسية

    شكرا لهذا الطرح

    بانتظار جديدك

    تحياتى
    عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح .. فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ..

    ولتبدأ من جديد .. فالحياة فرص مستمرة فلا تضيعها هباء ...
    *** أرجوكم إدعو لجدتى بالمغفرة والرحمة ***

  3. #3
    الصورة الرمزية أحمد النجار
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    رقم العضوية : 1567
    الاقامة : جدة
    المشاركات : 2,038
    هواياتى : استكشافُ أعماق أحمد !!!
    My SMS : في الحُبِ فقط تلتقي الخطوط المتوازية ..
    MMS :
    إم إم إس
    mms-17
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 159
    Array

    :006:




    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الحبيب الرائع المبارك

    أبو عبدالله عمر ..


    أنت أول من حاول تحليل نفسية أبليس !!!!!!!

    حتى صاحب مدرسة التحليل النفسي سيغموند فرويد لم يفعل ذلك !!!

    (( وإن كنت أتشوق لإفحام أبليس في قضية الخلق ووجود الله ولكن لعلها حاجة القصة للوقوف عند هذا الحد هي ماحرمتني هذه المتعة ))


    مبدعٌ أنت - ورب البيت - مبدع ..

    أرأيت كم هو هشٌ غبي ساذجٌ فارغٌ ذاك الشيطان ؟؟!!!!!!

    أرأيت كم هو أحمق ؟؟!!!!!!!

    فما بالك بمن يصدقه ويتبعه ؟؟؟!!!!!!!!!!

    أمتعتنا كثيراً متعك الله بصحتك وعافيتك يأبا عبدالله ..

    كن هنا معنا فهذه الدر واحة الإبداع والمبدعين ...

    أخوك

    أحمد النجار
    [/align]

    للتواصل
    00966503646216

  4. #4
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array



    000
    00
    0


    يذكرني شيطان عيادتك 000الزائر



    بقصة كان يتناولها اباؤنا واجدادنا


    يقال ان الشيطان لقي عجوز


    وكل واحد منهم تحدى الاخر بعمل شيطاني

    وعلى ان يلقتقيا بموعد حدداه ليحكي كل منهما ماذا فعل


    المهم 000 العجوز انصرفت لمراة جميلة 000 وزوجها صاحب دكان وملتزم وملتحي

    وباختصار استطاعت ان تضحك على المرأة في ان تجعلها تحلق لحية زوجها عند نومه

    وبالتالي ذهبت للزوج بدكانه 000 وافهمته ان زوجته ستذبحه وهو نائم


    الرجل دخل بيته 000 وبعدها 00 عمل نفسه انه نائم

    واتت زوجته بالموس ( على انها تحلق لحيته) وهو يعتقد انها ستقتله

    فقام على الفور وقتلها


    في هذه الاثناء العجوز كانت قد اخبرت اهل الزوجه بان الزوج سيقتل ابنتهم


    واخبرت اهل الزوج ان ارحامه سيقتلون ابنهم

    وهكذا اختلط الحابل بالنابل واصبحت معركة دماء


    والتقيا في هذه اللحظه الشيطان والعجوز


    فسألت العجوز الشيطان وش سويت ؟


    قال الشيطان : انا ذهبت لبقرة كان احدهم يحلبها


    فوكزتها فضربت برجلها في الاناء وانسكب الحليب

    واخذت اضحك 000 اضحك 000 حتى دمعت عيناي

    هنا سأل الشيطان العجوز : وانتِ شو عملتي


    فقالت العجوز : انظر الى تلك المعركة


    انها من صنع افكاري

    هنا 000 هرب ابليس 000 وتعوذ من العجوز





    اخوي الغالي أبو عبد الله عمر


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يسعدك ربي في الدارين


    والقصة جميل طرحت باسلوب


    شيق


    وممتع


    واجدت سردها


    ولعل الشيطان


    يتبراء الان من بعض افعال العباد


    فالفضائيات

    والملهيات


    وغيرها كثيره


    فقد غلبت تلك الاعمال


    اعمال الشيطان


    وهي من اعمال


    شياطين الانس


    افعالهم لا تخطر ببال شياطين الجن



    مشكور اخوي



    دمت بحفظ الرحمن
    [align=center]

    لزيارة موقعي اضغط على الصورة

    اللهم من أرادني بسوء فأشغله في نفسه، اللهم إني ادرأ بك في نحره واعوذ بك من شره ،
    اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي،
    اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني
    إلا ما كتبت لي وإن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني 0 [/align]

  5. #5
    الصورة الرمزية Areej
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    رقم العضوية : 2319
    الاقامة : Kuwait-Syria
    المشاركات : 583
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 38
    Array



    [align=center]

    اخي الكريم .. أبو عبد الله..

    صدقاً أعجبني هذا الحوار السلس الهادف..

    بل هذه الرحلة في كينونة الشيطان اللعين..

    و المقارنة بين شياطين الإنس و الجن..!

    سلمت يمناك سيدي..

    و أهلا بك قلماً مبدعاً في دررنا الغالية ..

    أعبق التحايا

    أريـــج
    [/align]
    [align=center]

    www.ph-areej.com[/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    رقم العضوية : 21047



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيراً لى الاطراء الرقيق الذي اطريتم به عملي المتواضع ..
    وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يزرع بقلوبكم الرضا عن أعمالي الأخرى القادمة بإذن الله .

    أختي رشا محمود :
    شكراً لك .. وأتمنى لك دوام الصحة والسلامة .

    ابن النجار :
    شكراً جزيلاً .. ولست الأول الذي يتناول الشيطان وحالته النفسية .. ولن أكون الأخير .. وأتمنى أن أكون قدمت شيئاً مفيداً .

    ألنشمي :
    جميلة جداً هذه القصة التي سقتها .. أمتعتني حقاً .
    لك مني التحية .. كل التحية .

    Areej :
    أشكرك .. ولا زال لي مع الشياطين الحكايات .. للأسف

    أنتظر تعقيباتكم على عملي القادم !!

    تحياتي
    أبو عبد الله عمر
    جماعة مغامير الأدبية
    [ أبو عبد الله عمر ]

    مدونتي
    تسرني زيارتك


  7. #7
    الصورة الرمزية رغــد
    تاريخ التسجيل : Mar 2003
    رقم العضوية : 1550
    الاقامة : مطر .. بين دفتي كتاب !
    المشاركات : 4,269
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 53
    Array



    .
    .

    قلم متميز ..
    يستحق كل إعجاب وتقدير ..
    أبو عبد الله .. أنا سعيدة بقلم كهذا في درتنا ..
    أنت بلاشك ستضيف للمكان الكثير .

    .
    .

    مرحبا بك ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    رقم العضوية : 4691
    الاقامة : ..ذكـريات..شوارعــك ياشــام (ي)..!فـ أنتِ..من يستحق الذكرى
    المشاركات : 517
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 27
    Array



    عمــر..
    هنــا..سبحت بـبحر بعيدا عن غياهــب التملق..
    رااائع جــدا..
    بـحق درس رائــع..وممتــع..

    آحترامي لك أخي الطيب..


    """ لماذا انطفأ المصباح ؟؟؟؟

    لقد أحطته بردائي لأجعله في مأمن من الريح ..
    لهذا انطفا المصباح .. هذا هو التهور ..!!!

    """لماذا ذبلت الوردة ؟؟؟؟
    لقد ضممتها الى صدري في لهفة وقلق.. لهذا ذبلت الوردة ..هذا هو خداع الحب .. !!!

    """لماذا جف النهر ؟؟؟؟
    لقد أقمت حياله سدا ليخدمنى أنا وحدى .. لهذا جف النهر .. هذه هى الانانية ..!!!

    """لماذا انكسر وتر العود ؟؟؟؟
    لأنى أردت ارغامه على تأدية نبرة عالية .. لهذا انكسر وتر العود ..
    هذه هى الكبرياء ..!!!!!


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأسباب التي يعصم بها العبد من الشيطان عشرة
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-12-2006, 12:00 AM
  2. *)( حالتك النفسية )(*
    بواسطة عمر باعقيل في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-11-2006, 11:57 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط