[[ شئ من الحنين ]]

[غادة خالد]

[sound]http://www.nawalonline.com/audio/nawaln9.ram[/sound]

كتاب الروح > مواسم المطر > [[ شئ من الحنين ]]

مقدمة مواسم المطر :

موسم المطر .. حزين ..
يوجع النبض كبرياء الهطول بقوة ..
حين يتبقى منا فتات دفء .

موسم المطر .. مبهج ..
تمر على العمر لحظات الامتنان لقطرة مطر ..
تسقط الرواء على قلوبنا بعمق الاحتياج .

موسم المطر .. قاتل ..
عواصف تمطر شرايينا بدفق سائل من الموت ..
تمحو إحساس .. بالسعادة عشناه .

موسم مطر .. بلا مطر ..
في انتظار الحلم .. الوجع ..
يأتي ولا يأتي .. انتظار وقلق .



[[ شئ من الحنين ]]

( كيف سأعبر هذا المدى .. مطرقاً لا صدى .. لا انبجاساً من صخر .. لا صرخة البدء .. لا فزعات الردى . ) - وريث رمل -

كيف أنت ؟؟
مربك حضورك الآن ، وقد أتى بك سؤال تقريري لأحلام على عجل : ( من سيحاسبنا على ذاكرة نحملها بمفردنا ) !!
ورغم هذا المرور المربك جداً .. إلا أنني بدأت أعتاد التنبؤ بهكذا قدوم يأخذ طابع الصدفة ، لكني اعتدت أكثر سماع صدى انهياري بالداخل كلما استبسلت في مقاومتك بادعاء حبك دون قصد .. أو الانجراف بموت نحو شوقك دونما قصد .
ولأنك صرت تطل دوماً على مناسباتي .. انتظرتك هذه المرة .. ولم تخيب توقعي أو تطيل انتظاري .. جئت .. ووجدتني أرحل إلى " وطن " .

لن أعاتبك .. أنا الآن في قمة تعبي من معركة خسرناها معاً .. لن أعيش بعد ذاك في الوجع أكثر .
كل راياتي البيضاء رفعتها .. وألقيت بكل دماري وحزني ووجعي في مقبرة ودفنتهم .. لأعود أشتاقك ..

من سيحاسبني الآن وقلبك حيثما حل – لي – أكثر من .. " وطن " .. هذا الذي بسببه .. سأعتذر .. لنفسي ولك ولها .

سأعتذر .. " لك " ..
عن انكسار خائب عند قطرات مطر ما صحبتني فيه ذات شوق ابتعد عن حدودك .
( بينما نبضها معك : كان يبكي وطن حاضر " غائب " ؟! )

سأعتذر .. " لها " ..
عن وطن جعل بكاؤه - معها - لأجلي خرس .. وفرحه دمع .. ولا يبصر فيه سوايا .
( بينما قلبي : كان هائم في حب وطن بسبب العرف صار " ضاااااااااااااااااااائع " ؟! )

و .. " لي " ..
سأعتذر لي عن انتماء ساقني إليه " قدر " وعبرني وجع " انتماء " حزين بفعل عرف .
( بينما عمرك : كان شارد وراء قطرة مطر " وطن " لن تضمها بعد الوجع يوماً سحابتك ؟! )

كيف أنت .. ؟؟
وأنت مازلت تتسلل نحوي بالعمق نفسه ، وتدري أنني رغم كل عتبي أسقط ضحية شوق في اقبالك علي بمعارك القدوم .
حتى وصوتك يعانقني .. تسرد حكاية المرة الأولى : تلك التي أسقطني فيها " رباط " من أعلى الشوق .. وبين يديك على وطن أشعل الفتنة التي أذابتني بعد ذاك فيها .

هل ما زلت إلى الآن .. لا تصدق أن أتفه الأشياء تشكل في بعض الأوقات أقدارنا ؟؟ تلوكنا في حلم جميل ثم تبصقنا على قسوة واقع لتؤكد لنا أننا بسطاء عزل في مواجهة قدر " عرف " ؟!

هل جئت لتذكرني بحلمك في وطن بيننا مشترك .. وعن اسم حلمناه لنا .. لوطن صغير كنا سنسكنه - لو كان لنا - ؟؟
عفواً .. أنت فقط ذكرتني بـ وطني الآخر .. " تلك الفتنة التي تدب قلبي .. أتوق لها بحب .. وأكره أن أنكرها وأكفر بها " .... ووطنك الآخر !!

حدثني عن وطنك الصغير ؟؟
( أعلّمته الحب .. وعلّمك الشوق ؟؟ ) هل ضممته .. ؟؟ لامست براءته ؟؟ .. بالتأكيد .. هو ليس كوطني ولا وطننا الذي تخيلناه . أحدثك عنه ام تحدثني انت ؟؟

في مرة أولى ضممته لصدري .. وددت لو أنه لي .
كنت أشم أنفاسك بين يديه ، تأكدت أن قلبه مضمار شوقي .. وساحة احتياجي ، عيناه أشبها بـ دعوة لمحتها في حزن عينيك .
كانتا تبتهجان بي .. بلثغة سمعتها بكل أوجاع نبضي المرهق .. " ما .. ما .. ما .. ما .. ما " .. لثغة تدعوني للحزن عميقاً والموت عميقاً .. لو أني لم أراك حينها في صدفة لم أحسب لها حساب وهاهي تدق مسماراً آخر لموت قلبي .
تمنيته لي ، وحسدتها .. حسدتها من كل أعماقي .. تلك التي قاسمتني بمباركة " عرف " قلب وطن وسرقت منك " وطن صغير " كنت ستهبني أياه في شوق يحتفي بنا – أنا وأنت – أمامهم .
كرهتها أكثر حينما ضممت وطنك لقلبي ... وبكيت .. قسوة العرف وتأييد القدر .
هل تمنيت ذلك مثلي .. حين علمت بـ وطني ؟؟

هل أخبرك عنه ؟؟ وطني الصغير ؟؟
هل كنت ستضمه ؟ وتعشق عينيه ؟ وتقبل صدره ؟ .. هو ليس بالتأكيد .. كوطنك ولا وطننا الذي تخيلناه . لكنني .. ( أعلّمه الحب .. وعلّمني الغزل ) .. لم أضمه فقط .. بل سكنته .

أهاتفه بحب ... ويصمّني نداءه . وطن باق لي مهما رحل ومهما سكنه غيري .. لكنني محفورة على قلبه كوطن أكبر وأجمل .. كوطن مقدس .. يحج إليّا بكل ثواني العمر بـ " عرف " و " نبض " و " عقل " .
أتدري ؟؟
حتى أنت .. لم يدركني وطنك بمثل هذا .. ولن يقدر . وطنك يا سيدي بعدنا .. صار خواء .. صار خواااااااااااااااء .
انظر .. هل ترى حولك من أحد ؟؟
.. فقط أنا .. وحدي أنا .. يربطني بك بعض الوفاء .. شئ من حنين .. ووجع مار يذكرك ويذكرني بـ نبضنا في وطن صغير وددنا لو اقتسمناه ، لكنه الآن أبداً .. لا يحمل ملامحنا معاً ولا دمنا ولا حتى .. همسنا .
هل سيبكيك وطني لو ضممته ذات عودة إليك ؟؟

لن أحدثك عن " وطننا " مرة أخرى لأنه .. سفر محمل بالحزن .. لا يحتملنا معاً ، وهم تمنيناه في غفلة واقع غدر بنا بعد البدء ، وبكاء عرّف نفسه لنا بالنسيان ، لكني سأحدثك عن بعض أوطان مرت على نبضي ..
أولها .. وطن جبان تركني في الوجع وحدي ووقف ينظرني بلا مبالاة .
والثاني ساقه لي انتماء حزييييييييييييين ليدخلني في دوامة .
والثالث وطن أمنية جاءت على واقع مخالف للاشتهاء .

ولن اكمل حديثي عنهما .. " وطنينا " .. وسأغادرك .. انت وتلك الصدفة التي تنبأت بها لتأتي .
وأراك حينما ... أضم وطنك لـ قلبي وأغفو ...
فلتغفو على قلبك .. وتنسى هذا الـ " وطن " لأني .. سانساه ، بل لأنه .. لا زال يسكنني وطن مشتاق ؟؟



موسم مطر :

( ألأنني ممسوسٌ بالبحر ، يرتادني الرحيل وتفردني أشرعة الفراق ولا تتوقف سفينتي إلا على مرافئ الخيبة ؟!‏
ألأن البحر يسكنني ، يبقى النورس القابع في صدري منذورا ً بالبعد والوحدة وحلم بالرفرفة يعانق الخيال ‏ولا يتحقق ؟!! ) - الفلفل -

[الشمس]

ولن تعرف معنى الاغتراب حقاً,إذ لم تـُصدق الانتماء يوماً.

...

غادة

ليس جديداً ما سيضاف من جمال هنا, إلا أنه يمكنني القول أن قلم غادة في هذا النص قد اقترب أكثر من القارئ "العادي", ليصاحب الفهمُ الإعجابَ, ويتعدى مرحلة الانبهار فقط.
باختصار أسلوبك هنا كان أبسط من ذي قبل ولعلي أشجع البساطة ليس لأني لا أفهم, لكن لأن نصوصاً كهذا تسمح بالاسترخاء أثناء القراءة, نصوص نقرأها في كل وقت وعلى أيتها حال

دمتِ مبدعة ..


الشمــــــس

[c]مادام لكل امرئ باطن لا يشركه فيه إلا الغيب وحده, ففي كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه

.... مصطفى صادق الرافعي ....[/c]

[أرسطوالعرب]

سلام

شيء من الحنين وكثير من السنين....

سيدة/ غادة خالد......

من رؤوس شجيراتها...أهديك اللافندر....
ومن نبضها الدافء....أهديك الياسمين...


شيء من الحنين ..........

أخذني من موقعي كقارئ....ووعدني بأن يعيدني إلى مكاني السابق...

إلا أنني لم أعد كذلك......فقد تحورت معطياتي......إلى قطرة مطر !!


ونشأ الحنين في صدر القطرة !!

........

دوماً في كتاباتك........أجد روح ابن خلدون !!!!

فالعنوان للبسطاء جداً....

والمقدمة للأذكياء...

والنص للمفكر ..

والختام......للرومانسي...أو ذلك الذي يبحث عن الحزن


فروح ابن خلدون في قلمه .... هي التي خاطبت طبقات العقل المختلفة....فوجد كل شخص مراده .....بطريقة عقله هو !!!


وهذه هي خطوات قلمك يا غادة...

............


شمس.....

طريقة الكاتب وأسلوبه في الكتابة .....هي هويته التي تميزه عن غيره...
فمن الصعب إضافة ملاحظات في القلم......وخصوصاً إن كان له باع طويل في التعبير عن صاحبه...

ولكن الملاحظات يجب أن تكون في صاحب القلم....

(التنويع)..........هذه خلاصة الملاحظة التي يمكن أن تهدى لصاحب القلم

وتوقيعك عنيف جداً......!
[c]---------


تُنطق (حنين)......وأشعر بها (نزيف)...وأفكر بـ(آنين)...وترتادني من (سنين)........عفواً...السلسلة غير منتهية !!!!!

----------[/c]

[الشمس]

معذرة عزيزتي غادة

أرسطو ..
تعني أنه كان علي أن أستبدل كلمة " قلم" بـ "غادة الكاتبة", وأنا أقول كان علي أن أستبدلها بـ "أسلوب غادة"
بالرغم من أن قصدي من ملاحظتي كان هو بالضبط ماأشرت علي به في ردك, إلا أن هذا لا يكفي كان علي أن أختار التعبير الصحيح

عنيت الأسلوب هنا وليس قلماً لا زال يتخبط يبحث عن طريق .
ومهما طال الباع -أرسطو- قد لا تنقطع الملاحظات "بالمعنى الذي فهمته أنت"
أما الملاحظات بالمعنى الذي أؤمن به لا تعني بالضرورة إضاءات على سقطات, لكنها ملاحظات, شيء يختص به نص عن غيره من النصوص وهذا هو المعنى الذي انطلق منه ردي.

ولست أنكر على الكاتبة مزية تنوع الأسلوب والتي أشرتُ إلى وجودها حقاً في ملاحظتي على النص وإن لم يكن بهذا اللفظ الذي أوردته أنت.


....


أما عن التوقيع.. أوليس حقيقة ؟



كونا بخير

الشمــــــس


[c]
.........
مادام لكل امرئ باطن لا يشركه فيه إلا الغيب وحده, ففي كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه.

.... مصطفى صادق الرافعي ....
.........

[/c]

[غادة خالد]

[c]الشمس

منذ البدء .. حالما عانقت روحي بعض النضج .. أيقنت وقتها
" أن اللامنتمي .. هو سيد الانتماء "
ما ذكرني بذلك .. سطرك الأول
" ولن تعرف معنى الاغتراب حقاً,إذ لم تـُصدق الانتماء يوماً "
ولأنه حديث ذو شجون ... فالانتماء دوماً .. يظل في نظري قضية مصير .. وقضية وقت .. وقضية هوية .

أما عمّا لمحته بين سطورك فسأحتفظ به لي .. لإنه لا يحتمل التكرار دوماً ... ولذا .. فسأبقيه في صدري طي الكتمان .. وبفخر .

أما توقيعك ..

فهو يفي بأكثر من الحقيقة حتى .


دام لي وجودك .. الجميل في نصوصي ..


دمت بود


[/c]

[غادة خالد]

[c][COLOR=royalblue]أرسطو العرب

قطرات المطر دباخلها أكثر من الحنين .

الحنين ينشأ كبداية .. لنا .. ما بعد الحنين .. يظل غارقاً في الغموض .. حسب المتشكل في القطرة " فينا " .

هل أعتبر تواجدك هذه المرة كـ " فضح الحالة " ؟

أنت تكشف طريقة كتابتي هكذا .. ؟؟؟

هل هذا صحيح ؟؟

ربما !!



القدرة الجيدة على ايصال الفكرة للقارئ مهما اختلفت نوعيتـ " ـه " .. فلاشك أنها من المميزات ..

والأهم دوماً ... القارئ البسيط .. لأنه .. سيضطر حينها للبحث عن مفردات النص بقوة .. لو أراد السعي لفهمها .

أما القارئ المحترف .. فقد يصل للفكرة بعد عدة احتمالات تكون أغلبها صائبة .



نسيت أن اقول لك ...

أن ذكر المدح لـ قلم " ما " فالمعنى بالتأكيد .. سينصرف إلى الكاتب فوراً .. وليس فقط الأسلوب .




دام وجودك الساحر بود

[OLOR] [/c]

[أرسطوالعرب]

سلام
تحية أهديها لكم من عمق الحديقة.....إلى صلب المعنى..


عذراً غادة....
شمس....
أن تطلبي تغيير الأسلوب من الكاتب ...فهذه ملاحظة قد تتسم بخطورة لاتُدرك عقباها ..

فإن أي تغيير في أسلوب الكاتب هو تغيير في فكره...!!

فالأسلوب... يصعب كثيراً تغييره...لأنه نمط إعتاد عليه كثيراً..بعلاقة قوية بطريقة تفكيره

ما كنت أريد قوله ..

إن أي ملاحظة للعمل الذي يقدمه الكاتب...يجب ألا تكون في أسلوبه....ولكن له مباشرة..

وإليك مثال......سأشرح

سأضع تفاحة في منتصف قاعة ....وأطلب من كل شخص داخل هذه القاعة أن يرسم هذه التفاحة...

من المستحيل جداً....أن تجتمع لديك رسمتين من نفس الزاوية....

ومن المستحيل - أكثر - أن تجدي مضمون كل رسمة ....هي نفسها مكررة !!

لأن لكل فرد ((*زاوية*)) ونظرة....ترجمها ((*أسلوبه*))

رغم أن الذي طلبته منهم سؤال موحد وهو (رسم التفاحة) .....فقط!!

ولكن.......

إن ذكرت لهم ملاحظة مسبقاً أنني أريد من كل شخص رسم التفاحة وظلالها والطبق الموضوع به وسماء التفاحة...

فسيترجمها (أسلوبهم)......

إذن لايجب أن يختلف الأسلوب.....ولكن يجب أن تكون الملاحظة مطروحة مباشرة...إلى الكاتب

لا أعتقد أننا في إختلاف...ولكن سأحاول دراسة رأيك....فقد أكون مخطئاً



غادة...
القلم.....الأسلوب......التفكير ......الحاجة.....الكاتب

خمس كلمات.....رتب عسكرية....

أحدها يعلو الآخر....وأعلاها يعلو المجموعة كاملة...

فحينما تمدحين القلم.........فأنت تمدحين حينئذ....الأسلوب الذي وجه القلم....

وتمدحين التفكير الذي أمر الأسلوب بأن يطوع القلم..

وتمدحين الحاجة التي أنجبت من رحمها التفكير....

وتمدحين الكاتب.....الأب الروحي لهذه المجموعة

نحن على إتفاق......ولكن بعد التوضيح

أعتذر عن الإطالة
[c]---------


الأسلوب المتعب والمعقد....أرض خصبة جداً..... لأن يعرف كل شخص الحدود التي يخشاها.........(أرسطوالعرب)

----------[/c]