[movel]بقلم : رقية المحارب[/movel]
[c]
صدر كتاب جديد في الولايات المتحدة وحصلت على ترجمة ملخصة له بالعربية بعنوان(( ما لم تخبرنا به أمهاتها ) من تأليف "دانيالي كوتيدن )) يثير قضية كانت منذ زمن طويل من المسلمات في العقلية الغربية، تقول الكاتبة: إن الجيل الجديد من الأمهات تحت سن الأربعين أصبحن ضحايا للحركة النسوية، حيث دأبت هذه الحركات على تشجيع عمل المرأة والخروج من البيت وتأخير الزواج وقللت من دور المرأة في تربية الأطفال ورعاية المنزل ودعت إلى أن يقوم الرجل بذلك عملا بمبدأ المساواة المطلقة، وعلى هذا فإن الكاتبة تؤكد أن عمل الحركة النسوية ومطالبتها باقتحام كل مجالات العمل ساهم في قطع ارتباط المرأة بالجوانب المتصلة في تكوينها النفسي والعقلي مثل غريزة الأموية وحب تكوين الأسرة، وتدعو "دانيالي " في المقابل أن تعود المرأة إلى البيت وأن تتزوج مبكرة وألا تعمل قبل أن يكبر الصغار ويدخلوا المدارس! وتجيب عن سؤال حساس هو: لماذا لا يطلب من الرجل أن يبقى في البيت وتعمل الأم " فتقول:إن الشعور بالذنب لدى المرآة لتركها الأولاد وشعورها المرتكز في فطرتها لتلبية حاجات أطفالها الأساسية يجعل قيام الأم بهذا الدور محققا للأستقرار الأسري.
وتشير "دانيالي " إلى أن جيلا من الأمهات بأكمله تعلم أن يحارب الرجل وأن يلومه، وأن يطالب بالاستقلال التام بأي ثمن، والنتيجة
كما تشير هذه الباحثة قلق وحيرة واضطراب، وتذكر المؤلفة أن هناك تساؤلات أصبحت تقلق المرأة الغربب4 المعاصرة الى حد كبير تتمثل في السؤالين التاليين: هل النزول إلى معترك العمل أهم من العناية بالأطفال ا؟ ولماذا لا يرغب صديقي بالزواج مني كما أرغب
أنا؟ وتعترف أن لفظة (( حركة نسوية )) أو " إتحاد نسائي " أصبحت لم تثير الاشمئزاز لدى عدد لا بأس به من النساء في أمريكا وذلك . مرده إلى الطروحات المتطرفة المتصادمة مع متطلبات الأنثى. تقول (دانيالي ) في كتابها: إن السعادة والتخلص من القلق والحيرة ممكن للمرآة المعاصرة بشرط آن تتخلى عن المقولات الرجعية التي تنادي بها الحركات النسوية الداعية إلى إشراك المرآة في كل مجال أو بتلك المجالات التي تحث على الحرية الجنسية التي قتلت المرأة وحولها إلى كائن لا قيمة له في المجتمع.
وأسوق هنا مقتطفات من كلام بعض الداعيات إلى التحرر بعد أن أسلمن وتخلين عن الجري وراء الأوهام ذكرها الأستاذ محمد العويد في كتاب بعنوان (هن كلمات المسلمات الجديدات)، فها هي المعدة والمخرجة التلفزيونية الأمريكية السابقة التي تسمت أمينة السلمي تقول: مشكلة الداعيات إلى تحرير المرآة في الدول الغربية أنهن لسن فقط لا يعرفن حقيقة دعاة تحرير المرأة في الغرب.. وإنما لا يعرفن حقيقة الإسلام أيضا، وتقول أيضا: "إجبار المرأة على العمل خارج البيت كان على حساب أمومتها.. وهذا يدمر مفهوم الأمومة.. والنتيجة أن يتربى الأطفال في الشوارع ويتحولوا إلى عصابات ومجرمين، وهذا أيضا يسببب قلقا للمرأة وشعورا بالذنب .
وتقول أيضا: "أحذر المرأة المسلمة من دعاة تحوير المرأة في الغرب، فقد كنت قبل دخولي في الإسلام من دعاة التحرر، وأعرف جيدا! ماذا تعني هذه الكلمة، وأريد أن تعرف المسلمة أن المرأة الغربية ليست محررة كما نتوهم، وإنما هي حبيسة النظام الغربي وأن الحرية الحقيقية هي التي أعطاها لها الإسلام "، وتقول "روز كندريك ": "كنت قبل إسلامي لاشيء، والأجدر أن يكون اسمي قبل الإسلام لاشيء"، وتقول أيضا: (المرأة في الغرب جرت وراء مفهوم التحرر فأتعبها هذا كثيرا، إنها تعمل كثيرا وتخسر كثيرا "، وتقول المسلمة السويدية أسماء- كان اسمها قبل الإسلام آنا صوفيا- : "المسلمون للأسف يديرون حياتهم بطريقة غير إسلامية، بل بطريقة غربية، حيث يستهينون بربة البيت، ويحترمون المرأة العاملة".
الاطلاع على ما تعانيه المرأة في الغرب مهم لبناتنا من جهتين، فمن جهة يوفر لهن الطمأنينة إلى ما عندهن من ثقافة ومبادئ وحلول للمشكلات اليومية وهن جهة أخرى يبين بما لا يدع مجالا للشك أن عمل المرأة الحقيقي والمنتج للاقتصاد هو في بيتا وربما أترض - إن شاء إلى الله- إلى ما يثبت هذا بالأرقام في هرة قادمة، المرأة في الغرب تصيح لتعود إلى البيت، وبحض الأصوات في عالمنا الإسلامي تريد العكس، يا أخواتي لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ ولماذا يراد لنا آن نسير في خط ثبت أنه يقود إلى الضياع؟
...
[c]
