ولدت وقريش تبني الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بـ5ـسنين
أمها زينب بنت مظعون
أخت عبدالله بن عمر لأبيه وأمه
كانت متزوجة قبل النبي عليه السلام من خنيس ابن حذافة السهمي وقد شهد بدراً فأصابته جرحات ثم توفي في المدينة
عرض والدها على أبي بكر وعثمان الزواج منها ثم ذهب يشتكي للنبي بعدم قبولهما لحفصة,فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام
أثنت عليها عائشة بقولها:إنها بنت أبيها
تسمى بـ حارسة القرآن لأن المصحف ترك عندها لحفظه
توفيت سنة 45هـ بالمدينة وصلى عليها مروان بن الحكم وتصدقت بمال لها أوقفته بالغابة(موضع معروف بالمدينة المنورة في شمالها)
روت عن النبي 60 حديثا
حوار راقٍ ذو مستوً عالٍ
من مداراة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة مارواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله أنه قال:
أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة:لا يدخل النار إن شاءالله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها.
قالت:بلى يارسول الله,فانتهرها.
فقالت حفصة(وإن منكم إلا واردها)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:قد قال الله عزوجل(ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا)
ونلاحظ هنا كيف دارى النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بالرد عليها,ولم يقل في نفسه:إنني انا النبي المشرّع فكيف تردين عليّ في موضوع انا مختص به أكثر منك,وانما تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الحدث على انه مربٍ ومعلم ,ولهذا نلاحظ في النص ان النبي انتهرها عندما تكلمت من غير دليل,فعندما قالت له بلى يارسول الله,انتهرها ,ولكنها عندما ذكرت له الدليل (وان منكم إلا واردها) نلاحظ ان النبي رد عليها بلطف ومن غير أن ينتهرها بقوله(ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا) فيظهر من هذا الموقف مداراة النبي عليه السلام لحفصة رضي الله عنها,وقد تكرر معها أكثر من موقف لأن الإنسان كلما ازدادت شدته احتاج الناس عند التعامل معه للمداراة أكثر.
ولهذا فإن عائشة رضي الله عنهاتصف حفصة فتقول: وكانت بنت أبيها بمعنى على شدة وشخصية والدها الفاروق رضي الله عنه,حتى حصل مرة أن طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فدخل عليها خالاها:قدامة وعثمان ابنا مظعون,فبكت وقالت:والله ماطلقني عن سبع(تعني بغض او عيب او نقص)فجاء جبريل للنبي فقال له:راجع حفصة فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة.
وقد هز هذا الطلاق عمر الفاروق فحثى على رأسه التراب عندما سمع بالخبر وقال:مايعبأ الله بعمر وابنته بعداليوم.
فنكرر هنا ماذكرنا سابقاً من أن المداراة هي الأصل في الأخلاق مع الناس,إلا اذا اقتضت المصلحة خلافها,ولهذا فإن طلاق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة تشريع للأمة, فقد طلقها النبي بعد الدخول والخلوة(كما طلق النبي احدى زوجاته وهي امرأة من بني غفار فدخل بها فأمرها ان تنزع ثوبها فرأى فيها بياضاَ فانحاز عنها,فلما أصبح أكمل لها الصداق وقال"الحقي بأهلك").(علماً بأنها أخفت عنه العيب الذي كان فيها).
فنكرر هنا ماذكرنا سابقاً من أن المداراة هي الأصل في الأخلاق مع الناس,وإلا إذا اقتضت المصلحة خلافها,ولهذا فإن طلاق النبي لحفصة تشريع للأمة,فقد طلقها النبي بعد الدخول والخلوة(كما طلق النبي احدى زوجاته وهي امراة من بني غفار فدخل بها فأمرها ان تنزع ثوبها فرأى فيها بياضاً فانحاز عنها,فلما أصبح أكمل لها الصداق وقال الحقي بأهلك علماً بأنها أخفت عنه العيب..
فالمداراة خلقٌ عظيم وخاصة مع النساء فإنهن أحوج الناس إلى المداراة وذلك لغلبة العاطفة عليهن وسرعه انفعالهن ,وهذا مانتعلمه من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
مالفرق بين المداراة والمداهنة؟!
المداراة: الملاينة والملاطفة وخفض الجناح للناس, ولين الكلام وترك الإغلاظ لهم في القول.
والفرق بينها وبين المداهنه.:ان المداهن يخفض جناحه للناس ولكن بعمل أمور يكرهها الله تعالى.
فوائد المداراة
- الراحة في الدنيا والأجر والثواب في الأخرة
- يتقي بها المداري شر الناس
- يحتاج إليها الأصدقاء والأعداء
- أنها دليل كمال العقل وحسن الخلق
بل حتى الأعداء يمكننا مداراتهم فقد قال لقمان لإبنه" يابني كذب من قال إن الشر بالشر يطفأ,فإن كان صادقاً فليوقد نارين,ولينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى,وانما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار"
فمعنى المداراة معنى جميل,خاصة اذا تخلق به الإنسان مع زوجته أو ابنائه,فهو ضمان لإستمراريه العلاقة,ولو عرف المتزوجون في واقعنا المعاصر هذا الخلق لما ازدادت حالات الطلاق والمشاكل الأسرية,لأن المداراة تغفلها إلا إذا حصلت مشكلة كبيرة,وإن المتتبع لهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يجده خير مثال في مداراة زوجته وأصحابه,بل ان السلف الصالح كانو خير مثال في مداراتهم للناس.
وقد تنبه الغرب لمثل هذه المهارة فألف (ديل كارنيجي) كتابه الشهير "كيف تكسب الناس؟" وألف بعده(مورييل سولومتون) كتابه"العمل مع اصعب الناس" وابن ابي الدنيا المتوفى عام 281هـ كتابه الشهير" ماراة الناس"..
فهذا هو خلق المداراة الذي نتمناه في بيوتنا كما كان يفعله حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد وصفته عائشة رضي الله عنها, عندما سئلت عن حاله إذا خلا بنسائه فقالت"كان كرجل من رجالكم,غير أنه كان من أكرم الناس وأحسن الناس خُلُقاً وكان ضحاكاً بساماً"..
وكل هذه الصفات من أصول خلق المداراة..
ملكة جمال المطلقات والزواج العمياني..!!!!
إن الإتجاه العالمي يسير نحو تيسير سبل تفكيك الأسرة,وسرعه فك الإرتباط بين الزوجين,ففي بريطانيا تم تطوير برنامج يقدم خدمة تسريع إجراءات الطلاق من خلال ملء إستمارة وتقديم وثائق عبر البريد الإلكتروني إلى فريق قانوني عامل بالشركة, وتعتبر هذه الخدمة أرخص من زيارة المحامي وأسرع ,حيث تتكلف 99 جنيهاً بالإضافه إلى رسوم المحكمة 150 جنيهاً,وفي مصر كانت قضية الطلاق تتداول في المحاكم من أربع إلى ثماني سنوات,إلى ان اقر قانون "الخلع" والذي ينهي العلاقة بجلسة أو جلستين ,بل إن إحدى المجلات البريطانية(تشات) دعت مسابقة تحت عنوان تخلصي من زوجك بطلاق مجاني,,واستكتبت القراء بأفكار يقدمونها للزوجة حتى تتخلص من زوجها بطلاق مجاني,ورصدت المجلة مكافأة 500 جنيه وتصرف هذه المكافأة لمصاريف دعوى الطلاق للمشاركة.
ودعت المؤتمرات العالمية ببكين عام 1995م..وانتهاءً بنيويورك عام 2000م..إلى تهوين مسألة الزواج والطلاق,وطرح مفاهيم غريبه تخالف الفطرة السوية.
هذه الإجراءات ولدت مشاكل كثيرة أبرزها كثرة المطلقات والمطلقين من الشباب في العالم,وأصبحت هذه الأزمة هاجساً عند الشعوب, وتحركت بعض الحكومات بأفكار لعلاج هذه الظاهرة , منها ماطرحه التلفزيون البريطاني من فكرة "الزواج العمياني" بأن يعقد الشاب على فتاة من غير أن يرى أحدهما الأخر,وتبنت مؤسسات في العالم ومنها مؤسسة ميس الأمريكيه مسابقة ملكة جمال المطلقات وقد كسرت بذلك شروطها في الموافقه على المرشحات لملكات الجمال,لأنها كانت تشترط فيهن عدم سبق الزواج بينما سمحت مؤخراً بإنضمام المطلقات لأنهن صغيرات في السن وازداد عددهن في امريكا....
هل هذا الحل صحيح؟؟
أم إن بداية المشكلة كانت خاطئة؟!
إن المدقق في تعاليم الإسلام في مسألة الطلاق يلاحظ أن 90% من أيام السنه لم يسمح الإسلام بالطلاق فيها, وذلك لأن الطلاق ينبغي أن لايقع على المرأه أثناء حملها أو نفاسها أو اثناء الدوره الشهريه أو في طُهر لم يجامعها زوجها فيه, فلو جمعنا هذه الأيام من السنه بنظام محاسبي دقيق لوجدنا أن في السنه 40 يوماً يمكن للرجل أن يوقع الطلاق فيها على زوجته , بينما في الأيام الأخرى يسمى الطلاق (( طلاقاً بدعياً )) .
بمثل هذه المنهجيه تعالج قضايا الطلاق , بالإضافه الى تهيأة المتزوجين بإكتساب مهارة حل المشاكل الزوجيه ,وعمل برامج ارشاديه للمطلقين وبث الوعي الإجتماعي بنظام تعدد الزوجات, ومن الغريب في هذا الموضوع أن يعتمد البورد الروسي في شهر اكتوبر من عام 2000 نظام التعدد في الإسلام كحل لتخليص المجتمع الروسي من ظاهره العنوسه وكثرة المطلقات ونتشار حمل السفاح واللقطاء في المجتمع الروسي.
نعم إن الطلاق رحمه إن كان في محله الصحيح وعذاب إن لم يكن في توقيته الصحيحوالذي يعالج لنا الموضوع هو خلق المداراة بين الزوجين مهما كانت المشكله.
فقه المداراة في البيت النبوي
من القصص الجميله في معنى المداراة مارواه عروه بن الزبير أن عائشه رضي الله عنها اخبرته أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال الرسول: اءذنوا له, فبئس ابن العشيره أو بئس اخو العشيره , فلما دخل ألان له الكلام , فقلت له يارسول الله , قلت ماقلت , ثم النت له في القول , فقال: (( أي عائشه )) , إن شر الناس منزلا عند الله من تركه او ودعه الناس اتقاء فحشه .
انها قصه جميله حتى ان الإمام البخاري كتب لها عنواناً (( باب المداراة مع الناس )) ثم ذكر كلمه ابو الدرداء (( انا لنكشر في وجوه اقوام وان قلوبنا لتلعنهم )) وذكر ابن حجر في شرح الحديث ان (( المداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لايظهر ماهو فيه , والإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما اذا احتاج الى تألفه ونحو ذلك )) .
ان المداراة تحضن الود والعلاقات ولو تخيلنا اننا امرنا بأن نخرج كلما نعرفه عن الناس وجوههم لفقدنا كل العلاقات الإجتماعيه وخسرناها ولهذا عدّ النبي هذا الخلق نوعاً من الصدقه فقال:
(( مداراة الناس صدقه ))
وكذلك أمرنا الله تعالى بأن نداري الوالدين المشركين أو غير المسلمين عامة,وسماها الله تعالى "بالمصاحبة في المعروف" فقال(وإن جاهداك على ان تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب إليّ,ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون)..
..
فالمداراة إذن خلق مهم وعظيم إذا تخلق به الإنسان حفظ علاقته مع أهله ومجتمعه,ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرق في المعامله على حسب الشخص:فلا يعامل الصغير مثل الكبير,ولا يعامل الرجل مثل المرأة,ولا يعامل البدوي مثل الحضري,ولا حديث الإسلام مثل القديم.
وكل ذلك من المداراة بل قال عليه السلام:" أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" وهي أيضاً من المداراة
إن شالله تكونو استفدتو......
وجزاكم الله كل خير
انتظرو.." زينب بنت خزيمة",الأعمال الخيرية