- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مع الكاتب القطري "سعود أل ثاني" .

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 797
    الاقامة : المغرب
    المشاركات : 335
    هواياتى : بلا حدود
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    مع الكاتب القطري "سعود أل ثاني" .




    انهيار


    منذ غيابك و أنا أحيا كقبيلة بدائية في غابة الشوق . .
    في كل ليلة أشعل نيران ولهي و أرقص حولها بجنون عرّافة تستحضر المجهول من الأرواح . .
    على صدى طبول حزني ! . .

    كان اليقين بأنك قادم بمجرد استماعك إلى قرع قلبي . .
    لتأتي إليّ بجنونك . . و أصرخ بكل الحقد الذي في العالم . .
    أحبــك !! . .

    .
    .

    في كل ليلة . . كنت أستعيد طعم الكرز المحلى بالورد تماما كشفاهك . .
    كل ما بي يصرخ خذني إليك . .

    خذني إليك و لنرحل فيك . .
    خذني إليك أنا ليلى الهاربة من سطو القبيلة . . المتبرأة من عشق قيس إلى قلبك . .
    خذني إليك . . أنا المتمردة على جدتي شهرزاد . . فلا حكايا لديّ . . و لا أقمار أحملها بين كفيّ . . لا شيء سوى لغـم مختبئ بين أضلعي !! . .
    خذني إليك . . لأتخلى عن ولاّدة و أحيا بك أسطورة الريح و المطر . . !
    .
    .
    منذ ارتديت ثوب غيابك . . و أنا وحيدة متسكعة وسط الضباب . . لا أعي سوى وجـع . .
    كم أكرهـك يا رجلا عاث في داخلي حبا . . ليجعلني أحلم من جديد !! . .

    الحــلم . . !!

    ما أسوأ أن أحلم أنا المطرودة من جنة الأحـلام بلعنة الفرح !! . .
    .
    .
    .
    و انتظرتك . .
    حتى ملّني الانتظار . . فما عادت عقارب الساعة تتحرك . .
    و كأنها تواطأت مع قلبي عليّ . .
    لتعلن الوقت نصـلا مغروسا في ذاكرتي . . !!
    .
    .
    كان عليّ أن أتبع ظلك . . و لا أصدق ما يدعى في خاطري " ظن " [ كما يحلو لك تسميته ] . .
    لأراك توقع بدمي تحت حروف لم أكتبها . . تتبع الأشباح و تتركني للظـلام . .
    و تعووود . .
    كالجندي المهدود من ساحة الحرب . . لترتمي على صدري و تهمس لي " و اللهِ أحبكِ !! " . .
    و أكتم الخيبة في صدري مجددا لأتنهد . . " و اللهِ يحبني !! " .. .
    .
    .
    .
    يا ذا البعيد . .

    قبل أن يدركني موت . . اجعلني أغفو على صدرك . .
    و لتتركني لأنام بسـلام . .
    .
    .
    يا ظالمي . . ما زلت أحفظ قلبك / صورتك في سوادتي . . !
    .
    .
    " و غمضت عيوني خوفي مالناس
    يشوفوك مخبى بعيوني . . ! . . "



    -------------------------------------------------------------------------------------------------------

    يحفل هذا النص بمعطيات كثيرة تستدعي التوقف . منها لغة النص الثرية ، والصور الفنية ، والتعابير المتضمنة للكثير من الجمالية .إضافة لهذا قد تثار تساؤلات بخصوص الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه النص. لماذا كتبه رجل بلسان نسوي ؟.وأيضا ما الإفادة التي تفصح عن دلالات الكلمات وما إن كان يتوجب التوقف عند الحدود التي تقف عندها ،أم أن الكلمات ليست مجرد رموز لدلالات هي أقوى من أن تستوعبها اللغة .
    نص يفترض تساؤلات كثيرة ، تبدو الإجابات عنها مهما كانت متباينة تحظى بنفس القدر من النسب القابلة للتأكيد أو النفي . وكيفما كان الحال فاستحضارها هو مؤشر على توقد الذهن واستيقاظه لقراءة النص أو كتابته من جديد .
    من مميزات هذا النص أنه صنع وحدته معتمدا على تصارع قوى متناقضة ، مدته بدينامية وتوقد نثر على جنباته تمثلات رؤيا جديدة متمثلة في قوة تنزع إلى الفوضى والفوضى هنا لا تعني غير بعثرة ما هو موروث ومتراكم عبر مسار تطور الإنسان من الأغوار القديمة الموغلة في التاريخ إلى المستقبل ، سعيا إلى نقطة تبحث فيها قوة الفوضى عن توحد مع قوة منظمة تتولى ترتيب الجديد.

    خذني إليك و لنرحل فيك . .
    خذني إليك أنا ليلى الهاربة من سطو القبيلة . . المتبرئة من عشق قيس إلى قلبك . .


    هل يعني أن يقدم إنسان نفسه لآخر سوى أنه كان مجهولا من قبل ؟ ... " أنا ليلى الهاربة...." وماذا يعنيه النعت هنا في الجملة ؟ ...."الهاربة " هل يعني غير التميز عن ليلى الأخرى التي تعيش الأقدار التي لونتها مشيئة القبيلة ؟ ... ولماذا اختار الكاتب اسم ليلى بالضبط ؟ هل هو أي اسم للدلالة عن أنثى أم أنه اسم مرتبط بحمولة لها أبعادها الثقافية والتاريخية ووقعه في الذاكرة ؟
    الكاتب اختصر كل شئ حين أردف هذا التقديم الذي هو ميلاد بما يحيط به . فالولادة لا تأتي من فراغ . بل هي مرتبطة برحم ومخاض وإخصاب . ولأن كل ولادة مرتبطة بما ذكر ، فليلى الهاربة أو لأقل الجديدة هي خارجة لتوها متسللة من سطو القبيلة . فأي نوع من أنواع الارحام ذلك الذي خرجت منه ؟ واي اخصاب ذاك الذي تم وأفرز هذا المخلوق المتمرد ؟
    السطو هو عملية مداهمة مباغتة يكون لعنصر المفاجأة مفعولا قويا يدفع المهاجم" بفتح الجيم" إلى الاستسلام بشكل لا يملك في الأمر اختيارا . وأثناء عملية استسلامه يعيد ترتيب كل شئ، ويفكر ما ان كان هناك من شئ يستعمله يفضي الى خلاصه . غير ان السطو في هذا النص ليس عملية مداهمة مباغتة . بل هو فعل منظم له أسس تخدم مرام وأبعاد . والذي يمارس السطو هو القبيلة . و القبيلة كيان
    مجتمع حول ميثاق يستوجب من ضمن ما يستوجبه تقوية كل ما من شأنه تدعيم التماسك والروابط التي تصنع القوة ، ويطمس كل المعالم ويغيب كل ما يجعل تلك الروابط تضعف و تجعل القبيلة قد تقاتل نفسها . فهل كانت ليلى عبر التاريخ الباب الذي يمكن ان يلجه ضعف القبيلة ما دامت الأخيرة قد تصنع همة الرجال وتتحكم في عقولهم ولا تستطيع التحكم في قلوبهم ؟


    خذني إليك . . أنا المتمردة على جدتي شهرزاد . . فلا حكايا لديّ . . و لا أقمار أحملها بين كفيّ . . لا شيء سوى لغـم مختبئ بين أضلعي !! . .

    في هذا المقطع صرنا أكثر تقدما . اذ لم نعد أمام ولادة ، بل صرنا امام معالم هوية حيث اتضحت اكثر قوة الفوضى والتمرد .
    " شهرزاد" في النص ليست سوى قياسات محسوبة باتقان . فشهرزاد كما في الحكاية لم تكن امراة جميلة فحسب ، بل انها نموذج استثنائي لكائن توازى لديه شدة الجمال مع رجاحة العقل والذكاء . ومن ثم كان طبيعيا ان تتحول شهرزاد ليس لمجرد مخلصة لبنات جنسها ، بل الى رمز للقدرة على ترويض أشرس مستبد ليصير كأي طفل ينام متوسدا فخذ جدته . وكل ذلك لان الحكايات ليست مجرد تسلية فحسب ، بل هي حابلة بالدروس والعبر والمغازي . ومن ثم كان رهان شهرزاد وسلاحها السري الذي لم يدركه شهريار ، واستطاعت به تفجير طباعه الوحشية وان تبني على أنقاضها شخصية أخرى كانت هي من وقع صك الخلاص .
    حفيدة شهرزاد تعيش زمنا آخر في النص . فالليل ما عاد داكنا ، ولا مناسبا للحكي . وحياتها ما عادت مرتبطة بقدرتها على جعل الآخر يستبقيها من أجل شئ مهم لازال هو في حاجة اليه منها .
    حفيدة شهرزاد تعلن تمردها على وصفة جدتها التي ما عادت سحرية كما كانت . فهي لا تربط بقاءها بما يمكن ان تمثله من أهمية تخدم حياة الآخر . هي كائن ترى أن لها ما للآخر وذلك لغمها السري الذي تحمله بين ضلوعها .


    خذني إليك . . لأتخلى عن ولاّدة و أحيا بك أسطورة الريح و المطر . . !


    يا لما يمثله هذا المقطع من حيرة في البداية . فصراع الاخرى من أجل الحياة والبقاء بدا لحد الآن هو صراع ضد الآخر . فكيف نتفاجأ في هذا المقطع بهذه الدعوة وهذا الاصرار الموجه للآخر ؟ .... " خذني اليك " .... المتكلم يبدو هنا في حالة عجز الى درجة الشلل لحد أنه لا يصل للآخر الا برغبته فكيف يفضي صراع الوجود الى الانصهار في الاخر ؟... فهل المخاطب هو كائن موضوعي مستقل أم أنه مجرد نقطة يصنع التقاطع فيها أن كل طرف يحقق قدرا من تواجده ؟.. لا شك أن النص يستهدف السطر الثاني من التساؤل .. ولا شك ما يدعم ذلك هو فعل الأمر الوارد في الجملة "خذني " ... اذ هو لا يعبر عن تفكك وتغيب بقدر ما يعبر عن مشيئة . و بالتالي يعبر الامر عن توحد وانصهار ...

    يتبع
    السرعة القصوى لا تخلف غير الحطام .

  2. #2
    الصورة الرمزية أرسطوالعرب
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 6



    تابع يا أبي....

    فوالله إن ما تكتبه زاد للحياة....

    لقد أحييت النصوص يا أبي...

    يحيا فعلك وتفسيرك لـ(خذني)...<=== فقد تفجرت أمام هذا التفسير !!

    بانتظار البقية
    ملاحظة :- لاتغضب مني.......فأنا أكتب لنفسي...أُصلح بها ما أفسدتني به !



    ثامر بن عابد.....الحُر / الأبي

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 797
    الاقامة : المغرب
    المشاركات : 335
    هواياتى : بلا حدود
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array

    تتمة .




    يبدو الجزء الثاني من حيث الشكل منفصلا كليا عن الجزء السابق . فالخط البياني المتميز بالتصاعد ما لبث أن توقف ، واتخذ منحى آخر . و المساحات البيضاء صارت اكثر اتساعا وتباعدا لتفسح المجال للغة أخرى .

    الأمر في هذا الجزء شبيه بذلك الهدوء الذي يعقب مرافعة ساخنة . ومرد ذلك الهدوء إلى أن المرافع لم يهدف إلى استثمار مرافعته كي يستصدر إدانة ، و إنما هدف إلى خلق مناخ جديد لا تصادر فيه الأحلام .

    " كم أكرهك يا رجلا عاث في داخلي حبا.. ليجعلني أحلم من جديد "

    الحلم هو اختزال لأشياء كثيرة . بل هو الحياة كلها. فهو ليس بذلك الشبيه بالسراب الذي يجتاح الحالم وهو نائم . بل هو طموح واعد بالمكاسب التي يحول بينها انعدام جسور وسبل بعد أن يكتشف أن خرائطه المساعدة للوصول إليها مغلوطة المفاتيح .

    " ما أسوأ أن أحلم أنا المطرودة من جنة الأحلام بلعنة الفرح "

    ما هية الحلم تتضح أكثر هنا في هذا المقطع .
    الحلم هو نوع من التوق إلى شئ هو بالتأكيد جميل بالنسبة للحالم . لكن هذا الحلم و إن كان يجري داخل ذهن أو مخيلة في لحظة منعزلة . إلا أن أبعاده وما يمكن ان يسفر عنه الحلم لا تتوقف عند المجال الذي ولد فيه .
    تحقيق الحلم مرتبط بانهيارات أعمدة وبروز أخرى بسبب ارتباط كل ذلك بما يختمر ويعيشه الكائن داخل واقع اجتماعي . ولهذا السبب نجد النص يستحضر تلك القوة المحبطة للحلم . وهذا ما يفسر التضارب على مستوى الأفكار و المعجم
    " ما أسوا ان احلم " "أنا المطرودة من جنة الأحلام" " لعنة الفرح "

    هذا المقطع يثير أسئلة كثيرة في الذهن . فمتى يصير الفرح لعنة ؟ ومن يمتلك الشرعية ليمنح للمفاهيم شرعيتها ؟ من أين تستمد تلك السلطة ؟

    الإجابة عن هذه التساؤلات تجعلني أستحضر ما سبق أن كتبته في قراءة نص الاخت رقية كنعان " البحث عن خطأ "

    https://dorarr.ws/forum/showthread.php?t=7149


    وخلاصة ذلك أن الجماعة هي التي تتولى وضع القيم و المثل . فهي التى تحدد ماهية الخطأ و الصواب . وتعمل أيضا أن تترجم تلك القيم داخل سلوكات الأفراد وهم يعيشون واقعهم الإجتماعي . ومن أجل ترسيخها حددت حوافز للفرد كي يمتثل تلك القيم كالإستحسان و الإشادة و التنويه ، ومقابل ذلك نهجت نهجا مختلفا لمن يتمرد او يرفض تلك القيم كالعقاب و التنبيه و التوبيخ و النبذ . ولا شك أن الكاتب يضيف من خلال هذا النص "اللعنة".
    اللعنة ليست هنا بذلك البعد الديني . بل هي مسار مخالف لما هو متعارف عليه ومحاولة امتلاك ما يكفي من القوة من أجل إعطاء دلالات جديدة للمفاهيم ، ونبذ الدلالات المتوارثة لمفاهيم تغيب وتطمس معالم وتثبت أخرى داخل صراع تبدو واجهته أخلاقية صرفة وتختفي داخله كل ما له علاقة بمختلف أشكال السلط التي تلجم تطلعات أطراف متضررة ، وتحول دون تحقيق مستوى من الندية . وقد عبر الكاتب عن ذلك بمهارة حين استخدم رمز "حفيدة شهرزاد"
    بين الحفيدة و الجدة هناك عصور بمخاضاتها و تأثيراتها على من جابوا بساطها الزمني . ففي زمن الجدة كانت الأصوات خشنة موحية بالسطوة و القوة . وهي وحدها ما كان يسمع . وصوت هادئ ناعم لم يكن له من حضور إلا في لحظة استرخاء يكون الأخر في حاجة إليه كي يساعده في استجماع قواه من أجل الاستعدادا لانقضاض جديد . ولذا لم يكن بمقدور ذلك الصوت سوى البحث عن الاستمرار معلقا كل أماله على الزمن كي يفعل تأثيره في الاخر . وهو المدى الفاصل بين الجدة و الحفيدة .
    الحفيدة في زمن آخر . وعلاقتها بها لا ترجع إلى عامل الدم و القرابة . بل إن الإنتماء إليها مرتبط بالقضية . القضية الخالدة المتسمة بحوار الهامش و المركز .

    الزمن إذن مختلف كليا عن زمن الجدة . فالليل ما عاد داكنا كما عاشته شهرزاد الأولى . ولذلك وجد الديك نفسه عاطلا حين لم تعد الضياء مقرونة بطلوع الصباح
    وبعد أن وجد نفسه يتلو بيانات خاطئة . والحفيدة صارت مثلها مثل سائر البشر .لها نفس الحاجة للإستمتاع بالحكي . في حاجة لمن تحكي له مثلما هي في حاجة لمن يحكي لها . لكن أسماعها ما زال يتناهي اليها بعض الأصوات المزمجرة قادمة من بعيد ، مصحوبة بهمس يلطف من نبرات تلك الأصوات .

    أصل الان الى اسئلة البداية . هل هذا الحلم أنثوي خالص ؟ و إذا كان كذلك فلم ولد داخل ذهن رجولي ؟ هل هو نوع من التصويب من الكاتب لنا جميعا بأنه يتوجب علينا أن نعيش قضايانا كبشر دون تمييز للنوع ؟ هل قصد أشياء أخرى ظلت مختفية في أحشاء النص ؟
    هي أسئلة كثيرة متروكة لنا جميعا كي نبحث لها عن إجابات .

  4. #4
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    رقم العضوية : 2490
    الاقامة : في عوالم اخرى
    المشاركات : 176
    هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 20
    Array



    أستاذي الجليل البقالي

    أشكرك أستاذي لما طرحته هنا من فكر راقي ..
    و إسمح لي بعرض وجهة نظري الشخصية ...

    النص يعد نموذجاً لما انطوت عليه قسوة التقاليد وتأثيرات الثقافة الموروثة .. ومامن شك في أن
    الكاتب قد صور هذا اللون من الظلم في أبشع صوره ..

    أما أن تفتش فيه على باب الخلاص من تلك المظالم فمن قبيل تحميل المفردات فوق ماتستطيع تحمله ،
    فالنص من أوله لآخره ـ من وجهة نظري البحتة ـ يعد شكوى أنثى مظلومة تعاني قهراً تحت وطأة الاعراف القبلية ،
    ولكنه شكوى بليغة ومؤثرة بما أودعها فن كاتبنا المبدع .. وبما أسبغها به من حماسته واندفاعه .

    أرى أن الكاتب في هذا النص قد كانت تسيطر عليه طبيعتان متفوقتان :
    طبيعة الفن الوجداني المرهف الحس والشعور ، وطبيعة المرشد والمصلح .

    الأول : لا ينفك ينسج عالمه من نفسه مثلما تنسج دودة القز فيلجتها من خيوط في أحشائها ،
    فإذا راح يعالج عالماً غير عالمه ، أعوزته المقدرة على حبك الحوادث وتصوير شخصية النص وحالاتها حبكاً وتصويراً ...
    يتناسبان مع الواقع المحسوس ، حتى وإن كانت الغاية التي يهدف اليها فوق الحس و أبعد من الواقع .

    والتاني :
    دأبه التفتيش عن مواطن الضعف والوجع في شخصية النص .. حتى إذا ماوقع عليها ، إنطلق يشجب ويبكت ويؤنب ...
    إلي أن ينتهي بأن يصف مايعتقده الدواء الأوحد والأنجح .

    فالكاتب هنا بخلقه لشخصية النص ، لم يكن إلا بغرض أن يجعل منها مطية لقلمه ليفتن ماشاء له ...
    في وصف الصراع الدائر والثورة على كل ماهو موروث ... ، وتجسيد مشاعر أنثى تعيش ذلك الصراع ...
    غلب عليها التوجع والتأسي ... بغرض إلقاء نوع من المواعظ عن قساوة القبيلة .. وجمال الحب .. والحرية والمساواة وما إليها .


    ــــــــــ

    بالنظر للنص :

    هنا الأنثى تخوض صراعها لإثبات الوجود .. وتحقيق الذات .. ويعرض النص صوراً لذلك التمرد
    فكيف يكون كل هذا رهن بالآخر ؟؟ !! ... فكل هذا لا تستطيع تحقيقه بذاتها و إنما إعتماداً على الآخر فهي تنتظر وتستصرخ و تستحث " خذني .. خذني "
    فالنص بما يحويه من صور تضج بمنتهى التمرد والقوة .. لا يتناسب مع الرجاء الذي يسري على لسانها في فعل الأمر " خذني " ...
    فمن وجهة نظري أري أن الأمر هنا غرضه الرجاء ...



    الفكر المطروح في هذا النص أجده متناقضاً ـ في حال كانت ليلى هذا الزمان تناشد الآخر ـ
    " إنني متمردة على كل شيء ... "
    فكلماتها هنا تنم عن قوة نابعة من ذاتها .. من داخلها .. ، كما أنه صورها في موضع آخر أنثى تتحلى بكل مظاهر القوة في ..
    " لغم مختبيء بين أضلعي " فكيف له أن يجعل كل تلك القوة ... عاجزة وقاصرة على تحرير ذاتها بذاتها ؟؟؟ !!!
    هو هنا لم يبدل ماكان ... ربما صاغه بما يتناسب والشعارات الشائعة في عصرنا الحالي عن تحرير المرأة ...
    والعبارات التي كثر ترديدها عن كيان المرأة وإستقلاليتها ما إلي ذلك ، إلا أنه جعل تحققه رهن ومتوقف على عودة الغائب .. الفارس المنقذ ...
    هنا أراه متناقضا مع ماحاول ابرازه في أنثى هذا الزمان .. كيف أنها برغم ماأصبحت عليه من قوة وتمرد مازالت تنتظر المخلص ؟؟؟ !!!

    فما وجه إختلافها عن ليلى بنت القبيلة ... ربما إختلافاً طفيفاً في أن ليلي بنت القبيلة عبرت عن رفضها وتحديها ...
    لأسر القبيلة وقوانينها و أعرافها بما فيها من جور بأن جنحت إلي الذبول للخلاص من الحياة وقانون
    القبيلة معاً .. بما يمكن أن نسميه إعتراض صامت .. ليس معنى هذا تأيدي لموقفها إلا أنني أحاول تقمص فكرها ..
    أما ليلى هذا الزمان تعبر عن رفضها وتحديها بإظهار التمرد قولاً ... لا فعلاً
    أي أنها فقط أفصحت عن مايعتمل بداخلها من رفض .. في صورة شكوى مجرد شكوى !!!!



    أما في حال كانت ليلى هذا الزمان تناشد تغيراً ـ أي تحمل دعوى إلى تغيير أوضاع ـ
    وتنشد وتنتظر ذلك الزمن الذي يأتي مغيراً أوضاع وثقافات موروثة ... تفرضها قوانين القبيلة ...
    ربما هنا يقبل حديثها ....

    إلا أن في كلا الحالتين ـ أجد تمردها قاصر على الأقوال لا الأفعال ... فقط وكأنها تشجب وترفض وتدين أوضاع ...
    وتنتظر معجزة تغير تلك الأوضاع أو تخلصها مما هي فيه ...


    ـ ـ ـ

    أما عن إعلانها التمرد على وصفة شهرزاد :
    فمن وجهة نظري الشخصية أرى أن شهرزاد بإعتبارها مثال لأنثى في زمن غابر .. تعد رمزاً للقوة الحقة
    فقد صنعت خلاصها بيدها هي ...
    ربما لم تشجب و تصرخ وتعترض ... وإنما قررت بداخلها أن يكون هناك خلاص ، و اعتمدت على ذاتها للوصول إلي ذلك الهدف ...

    أما عن إختلاف الظروف .. والزمن .. وتعطل الـ ديك
    فما كان ذلك سوى آداة ... أوجدتها شهرزاد .. إخترعتها ووظفتها للوصول لغايتها وتحقيق هدفها ..
    هل أنثى هذا الزمن ... قاصرة .. عاجزة بعد كل ماوصلت إليه من رقي فكري ... عن أن توظف
    أو أن تخترع آداة تمكنها من الوصول لهدفها ... وتحقيق غايتها ؟؟؟ !!!


    ـ ـ ـ

    كما أني أرى ليلاه هنا ... تائهة بين حقبتين من الزمن ..
    زمن القبيلة وفرض قانونها ... وزمن التحضر والتمدين والمناداة بحرية المرأة وحقها في إثبات الذات
    وتبوأها مكانة مماثلة لمكانة الرجل ...

    فلا هي استطاعت أن تظل على ماكانت عليه خانعة مستكينة ... و لاهي استطاعت أن تفرض تمردها على القبيلة بالفعل لا بالقول ...

    وعلى ذلك ظلت معلقة تائهة في متاهة الزمن ... وهاهي تنتظر الخلاص .. أو تنتظر الفارس المغوار
    مازالت على ضعفها .. تنتظر من يلبي مطالبها ... كما اعتادت الأنثى ... منذ الأزل ...


    ـ ـ ـ

    أستاذي الجليل البقالي

    مازلت .. وسأظل الدارسة في أروقة علمك ... وفكرك المطروح بمنتهى المنطقيه ...

    والمحلل والمناقش لكل كبيرة وصغيرة ...

    والمتوغل في براري النص ... يطرح أبعاداً تثير آلاف التساؤلات ...

    كما يقدم تفسيراً ... يجلو الكثير من .. الإبهام


    أشكرك أستاذي

    لما طرحته هنا فهو بمثابة " سبوت " على معنى الكاتب الحق ...
    وكأنما تعلمنا ... ( إطرح فكراً ... ثم جمله في نص وزينه بماتأتى لك من صور وجماليات )

    دمت بألف خير أستاذي


    خالص مودتي واحترامي وتقديري


    هاميس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ** افطار رمضاني لاعضاء الدرر **
    بواسطة BackShadow في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 22-10-2005, 11:29 PM
  2. رد فضيلة الشيخ خالد الشايع على الكاتب باجبير في سخريته من تشميت العاطس
    بواسطة أبو الخنساء في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2003, 10:43 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط